هكذا نختار المسار المهنيّ الصحيح!

​كيف اختار اختصاصي الجامعي وعلى أيّ أسس؟ هل اختار اختصاصاً أحبّه أم آخرَ يحتاجه سوق العمل؟ ما هي احتياجات السوق الجديدة؟ وكيف أوفّق بين كلّ الطروحات لاختيار المسار المهني الذي يناسبني؟ وماذا عن اختيار الجامعة التي سأرتادها؟ وماذا إذا أردت الدراسة خارج البلاد؟ هل ستكون المعاملات المطلوبة صعبة جدّاً؟ وهل بإمكاني التقدّم لمنحة؟ إنّها أسئلة تراود الطلّاب عندما يصبحون على وشك إنهاء مرحلة الدراسة المدرسيّة. وماذا عن دور الأهل في هذه العمليّة؟ كيف يمكنهم مساعدة أولادهم من دون فرض الخيارات عليهم؟ فيما تكثُر الأسئلة التي يمكن طرحها في هذا الإطار، سنحاول الإجابة على أكثريّتها مع المستشارة لينا اللبان لامبكن في هذا التحقيق بالإضافة إلى التعرّف على خبرتَي طالبَين سابقَين هما الأميرة نور بني هاشم وعلي المهري.

اقرئي أيضاً: Sahar Rasti: لا شيء ولا أحد يستطيع أن يقيّدنا في ما يمكننا فعله في حياتنا

التصوير: Maximilian Gower
تعمل لينا اللبان لامبكن في مجال التعليم منذ أكثر من 18 عاماً وهي أيضاً عضو منتخب في مجلس إدارة غرفة التجارة الأميركيّة في أبوظبي. بدأت مسيرتها أوّلاً في إدارة برامج منحة وزارة الخارجيّة الأميركيّة للتعليم EducationUSA grant في لبنان ثمّ استمرّت بالمركز نفسه أثناء العمل في السفارة الأميركيّة في أبوظبي. وطوال 9 سنوات، كانت تدير برامج تهدف إلى دعم الطلّاب الذين يرغبون في الدراسة في مدارس ومؤسسات التعليم العالي من معاهد وجامعات في الولايات الأميركيّة المتّحدة . وانتقلت لينا بعدها إلى قيادة الإرشاد المهني من ضمن برنامج حكومي يهدف إلى تدريب المواطنين من خرّيجي الكلّيات والجامعات على اكتساب مهارات تسمح لهم بدخول سوق العمل. فيؤثّر هذا البرنامج على حياة الشباب والشابّات الذين تخرّجوا من جامعات مختلفة في دولة الإمارات ولم يتمكّنوا من إيجاد وظائف بعد أشهر من تخرّجهم. ويتمّ توجيههم إلى هذا البرنامج الذي يتضمّن شقّين: الإرشاد المهنيّ والتدريب ثمّ التوظيف الفعليّ الذي يشمل دعم المتدرّبين للحصول على عروض عمل. أمّا مسيرة لينا الشخصيّة فقادتها إلى الاستمرار في العمل في قطاع التعليم والمساهمة في تطوير برامج واستراتيجيّات التعليم ودعمها وتنفيذها من خلال عملها في جهات حكوميّة محلّية واتّحاديّة مثل الأمانة العامة للمجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي، دائرة التعليم والمعرفة ووزارة التربية والتعليم. وفي ما يلي نحن نستفيد من تجربتها لمناقشة أفضل السبل التي يمكن أن يتّخذها الطلّاب لأفضل الخيارات الأكاديميّة والمهنيّة وذلك من خلال تقسيم محاور النقاش على الخطوات اللازمة منذ البدء بالتفكير بالإختصاص الجامعي المناسب.

قبل التقديم للالتحاق بالجامعات

ما هو أوّل أمر يجب على الطلّاب فعله قبل التقديم للالتحاق بالجامعات؟ توضح المستشارة قائلة: "أوّل وأهمّ شيء يجب التأكّد منه بعد اختيار الدراسة الجامعيّة هو التأكّد من اعتماد الجامعة الأكاديمي قبل التقديم ومن ثمّ التسجيل بها. يجب أن تكون وجهة الدراسة واضحة للطالب: فهل يرغب في الالتحاق بإحدى الجامعات العامّة أو الخاصّة في البلد؟ أو في المنطقة؟ أو أنّ الخطّة هي السفر للدراسة في الخارج؟"

للراغبين في الدراسة داخل البلد، يحتاج الطالب إلى التحقّق ممّا يلي:

1- في الجامعات الخاصّة: هل هي مرخّصة؟ وهل التخصّص الذي يهمّه معترف به من قبل وزارة التربية والتعليم؟ أيّ هل سيتمّ

التعرّف على شهادته عندما يصادق عليها لأسباب متعلّقة بالعمل؟

2- في الجامعات الإقليميّة والدوليّة: هل الجامعة أو الكليّة معترف بها في بلدانها؟ وإذا كانت كذلك، فهل تعترف بها دولة الإمارات العربيّة المتّحدة ضمن قائمة الجامعات المعتمدة، وبالتالي يمكن تعديل الشهادة؟

هذه هي أهمّ المعايير التي يجب على الطلّاب التأكد منها خلال عمليّة اختيار الجامعات المناسبة لهم للتقدّم إليها. لذا إن أمضى الطالب عامين للتحضير لمرحلة اختيار الجامعات والتقديم إليها، فإنّ التحقّق من اعتماد الجامعات هو الخطوة الأولى قبل عملية للتقديم للالتحاق بها.

وظيفة أحبّها أو وظيفة براتب جيّد؟

بين وظيفة نحبّ القيام بها إنّما بأجر منخفض ووظيفة مطلوبة في السوق وبدَخل مرتفع، كيف نجد التوازن الصحيح وأيّهما يختار الطلاّب؟ تشرح لنا لينا اللبان لامبكن بالقول: "المستشار هو الميّسر الذي يساعد الطلّاب وأهلهم في اتّخاذ أفضل القرارات في ما يتعلّق باختيار المهنة التي توجّه نوع التخصّص الذي سيختارونه في الجامعة. ويجب أن يقدّم المستشارون وبطريقة موضوعيّة الحقائق والخيارات والبيانات التي ستساعد في اتّخاذ القرار. وبحسب الموقف، يجب أن يكون المستشار في وضع يسمح له بالتوصية بالبرامج الأكاديميّة أو الزيارات إلى الجامعات لمساعدة الطلّاب والأهل لاستكشاف المزيد من الخيارات: فهل أدرس هذا التخصّص الذي يقودني إلى وظيفة عالية الأجر مثل طبّ التخدير أو أسعى وراء شغفي وأختار التخصّص في التاريخ العربيّ؟ يجب أن يتمكّن المستشار بعد ذلك من مساعدة الطلّاب والأهل في درس الخيارات للنظر فيها مع الأخذ في الاعتبار أنّ الطالب يجب أن يكون صانع القرار النهائيّ بالتشاور مع الأهل. يمكن للمستشارين ذوي الخبرة العالية الاستفادة من معارفهم وتعريف الأهل والطلّاب على المحترفين في الشركات الكبرى الذين يترأسون وظائف مماثلة لتلك التي يهتمّون بها لفهم كلّ تفاصيل الحصول على وظائف مماثلة في مثل هذه الشركات وكيف يمكنهم النمو والتطوّر ضمن نطاق مهن معيّنة".

الخطوات الصحيحة اللازمة

يكون بعض الطلّاب واثقين من الحياة المهنيّة التي يرغبون بها، بينما يبقى البعض الآخر في حيرة من أمرهم وينتهي بهم الأمر باختيار ما يريده أهلهم. ما هي الخطوات الصحيحة التي يجب أن يتّخذها الطالب قبل اختيار مساره المهنيّ؟ تقول لنا الخبيرة: "يؤدّي المستشار دوراً أساسيّاً في توجيه عمليّة اتّخاذ القرار، وليس فقط للطالب بل للعائلة ككلّ. وفي ثقافاتنا العربيّة، يشارك الآباء والأمّهات كثيراً في القرار المتعلّق بالتعليم العالي لأولادهم، وفي الكثير من الأحيان يعكسون رغباتهم على أطفالهم ويعيشون من خلالهم ما كانوا يريدون أن يفعلوه بأنفسهم ولم يستطِعوا. لذا يجب على المستشار الذي يتمتّع بالخبرة والمهارة والذي يعمل على أساس الحقائق والأبحاث أن يعمل بحذر ويقدّم مشورة بطريقة ممنهجة تدعم النجاح المهنيّ المستقبليّ للطلاب الذين يساعدهم. فعليه أن يضع خطّة تطوير للطالب تتضمّن خطوات واضحة مثل التحضير المبكر والخضوع لفحوصات سيكومترية، وإشراك الأهل والحصول على دعمهم، والمساعدة في حلّ التوتّر الموجود في العائلات جرّاء الخلافات بين الأهل وأبنائهم أو بناتهم في ما يتعلّق بخيار التخصّص والجامعة. وفي هذه العملية، يجب الأخذ في الاعتبار مستوى الوعي والنضج لدى أفراد العائلة بشكل عام وكذلك القضايا المتعلّقة بالسلامة النفسيّة التي تؤدّي الى خيارات رشيدة."

قواسم مشتركة بين الأولاد والأهل

بين الضغط الذي يمارسه الوالدان على أولادهم وأفكار الطالب الخاصّة، كيف يمكننا إيجاد قواسم مشتركة؟ توضح لنا المستشارة قائلة: "تؤثّر تجارب الأهل أحياناً ومسيراتهم التعليميّة والمهنيّة على قرارات أبنائهم وبناتهم وتوجّههم نحو الاتّجاه الصحيح عندما يتشارك الأبناء والبنات التطلّعات نفسها مثل والديهم. وفي الكثير من الأحيان، نرى الطلّاب الذين يريدون ممارسة مهن مختلفة تماماً عمّا يعرفه أهلهم أو يسعون إلى تحقيقه. وقد يسمح بعض الأهل لأبنائهم وبناتهم بالسعي وراء أحلامهم؛ لكن هذا ليس هو الحال في معظم العائلات. ويتمثّل جزء من مهمة المستشار في فهم احتياجات كلّ من الوالدين والأبناء أو البنات وتطلّعاتهم للمساعدة في تحديد الخطوات التي يجب على الطرفين القيام بها لاتّخاذ القرار الصحيح:

- تحديد نقاط القوّة والضعف لدى الطالب

- تقييم قدرات الطالب

- العمل مع العائلة للمساعدة على تقدير رغبات أبنائهم واحتياجاتهم بناءً على نتائج التقييمات التي خاضها الطلّاب

- جمع العائلة مع الخبراء للتعرّف على طرق النموّ المهنيّ في مختلف المجالات

- اقتراح جلسات مرتبطة بالسلامة النفسيّة مع خبراء لتخفيف التوتّر بين الأهل والطلّاب

- التقديم لبرامج لاختبار مساقات دراسيّة جامعيّة تساعد الطلّاب وأهلهم في عمليّة اتّخاذ القرار

تفسير عمليّة المنح الدراسيّة

طلبنا من المستشارة أن تشرح لنا أكثر كيف تجري عمليّة المنح الدراسيّة؟ فتوضح قائلة: "هناك أنواع مختلفة من الهبات والمنح الدراسيّة التي تُعطى للطلّاب. وتكون عادةً قائمة على الجدارة والتنافسيّة الأكاديميّة ويمكن تصنيفها على الشكل الآتي:

الدولة: البعثات الدراسيّة التي تُعطى للطلّاب المتفوّقين من المواطنين للدراسة داخل الدولة وخارجها، وفي الإمارات العربيّة المتّحدة، نذكر بعض المؤسسات التي تمنح البعثات الحكوميّة على سبيل المثال لا الحصر: وزارة التربية والتعليم، دائرة التعليم والمعرفة، جهاز أبوظبي للاستثمار، وزارة شؤون الرئاسة والشرطة والمنح العسكرية...

الجامعة: هبات ومنح وبعثات دراسيّة كاملة أو جزئيّة تقدّمها جامعات إمّا على أساس الجدارة الأكاديميّة أو الأداء الرياضيّ أو معايير أخرى يتمّ تحديدها وتفصيلها من قبل الجامعة…

القطاع الخاص: المنح الدراسيّة القائمة على الجدارة والهبات التي يتمّ تقديمها وفق معايير محدّدة... مثل منح مؤسّسة Schlumberger للشابّات لتشجيعهنّ على دخول مجال العلوم.

مؤسسات غير ربحيّة: منح وهبات قائمة على الجدارة ترعاها منظمّات غير ربحيّة في جميع أنحاء العالم.

هبات / منح دراسيّة أخرى: منحة Rhodes، منحة Fulbright...

أمّا عمليّة التقديم فتختلف من دولة إلى أخرى ومن جامعة إلى أخرى لكنّ العملية التالية تنطبق بشكل عام:

- الإعلان عن برنامج الابتعاث أو المنحة

- تحديد معايير الأهلية

- تحديد الموعد النهائيّ للتقديم

- تتضمّن عمليّة التقديم:

أ. الطلب

ب. درجات الطالب

ت. علامات الاختبار الموحّد

ث. ملفّ الطالب (الأنشطة اللامنهجيّة، الهوايات، الجوائز...)

ج. بيان الغرض (statement of purpose)

ح. التوصيات

خ. إثبات القبول في إحدى الجامعات (للمنح والهبات الحكوميّة)

تطوّر احتياجات السوق

كيف تطوّرت احتياجات سوق العمل مع التغيّرات التي طرأت في السنوات الثلاثة الأخيرة؟ تشرح لنا الخبيرة: "لقد تغيّرت بطريقة جذريّة! وذلك جاء كأثر جائحة كورونا. في البداية، بدأ العالم كلّه يتقبّل العمل عن بعد ويعتمده، وهذا يوفّر للموظفين خيار العمل من المنزل أينما كان ذلك في جميع أنحاء العالم ممّا يوفّر الكثير من المال على الشركات. وهذا يعني أيضاً أنّ هذه الأخيرة يمكنها الآن أن تجذب المواهب من جميع أنحاء العالم دون تكبّد تكاليف باهظة لينضمّوا إليها. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت صحّة الموظفين النفسيّة من أهمّ النقاط التي تركّز عليها جهات العمل الحكوميّة والخاصّة. أمّا من ناحية التعليم، فقد تسبّبت جائحة كورونا في حدوث اضطراب كبير في التعليم العالي من خلال تعزيز التعليم عبر الإنترنت كشكل شرعيّ للتعليم، فانتقلت كلّ المؤسّسات التعليميّة بسرعة لتقديم التعليم عبر الإنترنت. وقد دفع هذا الواقع الجديد الحكومات إلى تشريع قبول الشهادات العلميّة عبر الإنترنت. وهذا ما دفع الكثير من العائلات إلى التفكير في الدراسة خارج البلاد إنّما عبر الإنترنت بينما يبقى أولادهم قريبين منهم.

وظائف موصى بها

هل هناك وظائف جديدة مطلوبة جدّاً اليوم وتنصحين الطلّاب بالاستثمار فيها؟ تجيبنا المستشارة قائلة: "بالرغم من الطلب العالي على وظائف تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، إلّا أنّ هناك وظائف لا تزال تعتبر الأعلى أجراً في جميع أنحاء العالم مثل أطبّاء التخدير وأطبّاء الأطفال ومدراء التسويق والمحامين والرؤساء التنفيذيين وأطبّاء الطبّ الوظيفي والأطبّاء النفسيّين والقضاة والجرّاحين وأطبّاء الأمراض النسائيّة وأطبّاء الأسنان واللائحة طويلة... هناك نموّ في الطلب على الوظائف المتعلّقة بالصحة النفسيّة بالإضافة إلى ريادة الأعمال والاقتصاد والأعمال، فهذه مجالات لا تتوقّف جهات العمل عن طلبها... وإذا كنتِ تتساءلين عن الفنّ والثقافة، فهذا المجال لا يتوقّف أبداً عن الوجود وسنبقى دائماً بحاجة إلى المواهب التي تضيف جمالاً ورونقاً إلى حياتنا... أمّا نصيحتي للطلّاب الذين يفتقرون إلى شغف معيّن فهي استكشاف الخيارات وفهم قدراتهم وتطوير أحد الأمور التي تعجبهم والتحقّق من نموّ الحياة المهنيّة التي يفكّرون فيها للمستقبل وفهم المتطلّبات والقيود، وإشراك الوالدين في اتّخاذ القرار، والتجربة إذا كان الطالب يتمتّع بالوقت من خلال القيام بالتدريب الداخليّ والتواصل مع الخبراء في المجالات التي يختارها، ثم المضي قدماً في عمليّة التقديم الى الجامعات. أمّا بالنسبة إلى الذين لديهم شغف ويعرفون ما يريدون فعله, فافعلوا ذلك! وللذين يتمتّعون بالشغف لكن يفتقرون إلى تشجيع العائلة فيجب طلب الدعم اللازم وجعل هذه العمليّة أسهل وأقلّ توتراً للجميع.

الجامعات تمكّن الطالبات الشابّات

هل تطوّر الجامعات اليوم مهارات الشابات ليتمتّعنَ بحضورٍ أقوى في بعض مجالات القوى العاملة؟ هل هناك برامج للطالبات أو برامج تدريبيّة غير جندريّة للسيّدات؟ توضح لنا المستشارة: "نعم ثمّ نعم! تتمتّع النساء اليوم بحضور أقوى في القوى العاملة وقد كسرنَ الكثير من الجدران في ما يتعلّق بإدارة الشركات والحصول على أجر متساوٍ مع الرجال". ثمّ أضافت قائلة: "بالنسبة إلى تعليم الشابّات، توفّر الكثير من الشركات والجامعات فرص التدريب والتعليم في مختلف المجالات والقطاعات لتشجيعهنّ على دخول مجال العمل. وتتطلّع بعض الجامعات للمواهب من جميع أنحاء العالم بغضّ النظر عن الجنس: فإذا كان الطالب يملك ما يتطلبّه الأمر للتفوّق الأكاديميّ، فستعطيه الجامعة بعثة كاملة بغضّ النظر عن حالته الاجتماعيّة والاقتصاديّة." ثمّ طلبنا من الخبيرة مشاركتنا نصيحة للطالبات في المجالات المزدهرة التي أصبحت مؤخراً تجذبهنّ أكثر، فجاءت إجابتها على الشكل الآتي: "أقول لكلّ شابّة إنّ السماء هي حدودك! يمكنك أن تكوني كلّ ما تريدينه ما دمت أنت من يتّخذ هذا القرار: عالمة أو سيّدة أعمال أو محامية أو مدرّبة رياضيّة أو مدرّبة حياة أو خبّازة أو رائدة فضاء…. وإذا كنتِ تحبّين الاستكشاف، وإذا كنت فضوليّة ولديك الكثير من الأسئلة، فلمَ لا تفكّرين في اختيار مجال العلوم؟ إذ تجهلين إلى أين قد يوصلك ذلك في الحياة والإمكانيّات هائلة ولا تنتهي..."

خبرات الطلّاب

قد يواجه بعض الطلّاب عقبات عدّة سواء قبل اختيارهم لاختصاصهم الجامعي أو في خلال التقدّم للتسجيل أو حتّى بعد ذلك. وكما رأينا في السطور السابقة, يمكن للمستشار أن يلعب دوراً كبيراً في هذه المرحلة. وفي ما يلي نشارك معكم شهادتين من طالبَين استعانا بإرشادات لينا اللبان لامبكن.

الأميرة نور بني هاشم

الأميرة نور بني هاشم هي مخطّطة حضريّة في إحدى شركات الطاقة المتجدّدة والمؤسّسة الشريكة لمطعم No. Fifty Seven Boutique Café. وعن الشروط والظروف التي أخذتها بعين الاعتبار لدى اختيار مجال تخصّصها وجامعتها تخبرنا: "لطالما أحببت الهندسة وتصميم المدن. وعندما كنت أتقدّم للتخصّص في التخطيط الحضريّ، لم يعرف الكثير من الناس معنى هذا التخصّص، فعندما أردتُ أن أصفه كنت أقول: "يصمّم المهندسون المعماريّون المباني، ويصمّم المخطّطون الحضريّون المدن". وأظنّ أنّني اخترتُ المجال الذي يعجبني والمطلوب في السوق في الوقت نفسه، إذ كان مجلس التخطيط الحضريّ في ذلك الوقت قد بدأ حديثاً وكنت أعود إلى الديار لفترات التدريب كلّ صيف."

أمّا عن المشاكل التي واجهتها خلال عمليّة اختيارها مجال تخصّصها تقول: "كنت قلقة بشأن مغادرة دياري والسفر إلى الولايات المتحدة وغارقة في عمليّة تقديم الطلبات. ساعدتني المستشارة لينا للاستعداد والتأكّد من أنّني كنت أقدّم أفضل ما لديّ. وساعدتني أيضاً لاختيار الجامعات التي أريد التقدّم إليها، ومعرفة أيّ جامعة ستقدّم الأفضل لي وأين يمكنني تقديم الأفضل أيضاً".

علي المهري

علي المهري شاب إماراتيّ من أبو ظبي يبلغ 27 من العمر يحبّ ممارسة الرياضة وركوب الدرّاجة بعد العمل. عاش في كاليفورنيا، الولايات المتّحدة الأميركيّة لمدّة 5 أعوام. ودرس التمويل في جامعة ولاية كاليفورنيا، نورثريدج (CSUN). وعن الشروط والظروف التي أخذها بعين الاعتبار لدى اختيار مجال تخصّصه يقول: "اخترتُ مجال التمويل لأنّني أحبّ الأرقام منذ أن كنت صغيراً كما نموّ الاقتصاد الإماراتيّ." وقد اختار جامعته بناءً على موقعها والسلامة في الحرم الجامعي والمستوى الأكاديميّ. أمّا عن المشاكل التي واجهها خلال دراسته فتمثّلت في الحنين إلى الوطن والاكتئاب والقلق الاجتماعيّ. ويتذكّر: "في البداية، كنت أخشى التحدّث مع إدارة المنحة الدراسيّة. لكنّني تكلّمت مع مديرة المنحة آنذاك، السيّدة لينا لأنّ وضعي كان يزداد سوءاً! إذ كنت أفكّر في ترك الجامعة ومغادرة الولايات المتّحدة الأميركيّة. وقد ساعدتني المستشارة كثيراً ودعمتني من نواحٍ كثيرة. فكانت تتّصل مرّتين في الأسبوع مثلاً فقط للاطمئنان عليّ. كما أنّها استعانت بأفضل مستشار في كاليفورنيا للتحقّق من وضعي. فتحسّنتُ كثيراً وأصبحتُ أقوى بما فيه الكفاية لمواصلة مسيرتي حتّى التخرّج"!

اقرئي أيضاً: Tasnim AlGergawi: استمرّي في بناء واقعك الخاصّ، وكوني صادقة في كلّ ما تفعلينه

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث