
التصوير: Emily Wren
الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh
دائماً ما كان الرسم من طرق التعبير الفضلى لدى كرمى الخليل منذ الصغر. ولحظة أدركت أنّ رسوماتها يمكن أن تتّخذ أشكالاً ملموسة، باتت شغوفةً بعمليّة التصميم والصناعة وعلوم الأحجار الكريمة إضافةً إلى العمل مع حرفيًين ذوي خبرة0 فأصبح اليوم التصميم منفذها لتصوير عالمها الداخليّ ووصفه. لذا قمنا بزيارة إلى منزلها في نيويورك الذي تستمدّ إلهامها منه لترسم قطعها الفريدة، لإستكشاف مزيج من العضويّة والصناعيّة تجعل كلّ جزئ من هذا المنزل ينبض بالحياة.
اقرئي أيضاً: At Home مع Maya Stephani Kazoun
عشتِ ودرست في نيجيريا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتّحدة الأمريكية، فكيف كوّنت هذه الثقافة الغنيّة شخصيّتك؟
حرص والديّ على أن ينقلا لي القيم التي ترعرعا على أساسها وإحساس الانتماء لكونهما هاجرا من لبنان في السبعينات. ونظراً لأنّني عشت ودرست في أفريقيا وأوروبا والولايات المتّحدة الأمريكيّة نمّيت حسّ الانفتاح فيّ واكتسبت الإحساس بالحريّة. وكوّنت شخصيتي عن طريق مجتمع تتنوّع فيه الثقافات واللغات والفنون والموسيقى والعمارة والأزياء والمأكولات والتاريخ، وبفضل الأشخاص الذين كبرت معهم. أصبحت متفهّمة ومتعاطفة. وصرت أشعر بالحاجة إلى انتماء متنوّع وفضول كبير والسعي وراء الأفكار التي ألهمتني والتخيّل والشغف للأداء والفنون الجميلة وحبّ التصميم.
أنت حائزة على إجازة في علم النفس من جامعة تافتس في بوسطن ودرستِ علم الأحجار الكريمة وتصميم المجوهرات وصناعتها في المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة (GIA) في نيويوك، فكيف يساعدك علم النفس في تصاميمك وفي فهم احتياجات النساء ورغباتهنَ؟
دائماً ما أبديت اهتماماً بسلوك البشر. فأؤمن أنّ شغفي بعلم النفس يتجسّد في تصميم المجوهرات من خلال إحساسي وحدسي وقدرتي على الاستماع والتواصل الحقيقيّ مع الآخرين وكذلك فهم طريقة شعور النساء واحتياجاتهنّ. وينطوي على تصاميمي المعدّة حسب الطلب نوع من التواصل الخاصّ جدّاً بيني وبين زبائني. فلا يمكنني تحقيق ذلك من إلمام بعلم النفس.
تمكّنتِ من ابتكار خاتمي Trilogy Ring وT Cuff بلمستك الخاصّة عبر إضافة عنصر مميّز فأصبحا الخاتمين المفضّلين لدى النخبة في هوليوود. فما القصّة وراءهما؟ وهل يُعدّان القطعتين اللتين لا يمكن لأيّ امرأة الاستغناء عنهما أو تقترحين واحدة أخرى؟
تربطني علاقة شخصيّة بخاتم Trilogy ، إذ ابتُكر عن طريق الخطأ في خلال عمليّة التصميم. وكان من الممكن إتلافه لإعادة تصميمه بالشكل الذي كان يجب أن يبدو عليه. لكن بدلاً من القيام بذلك، تبيّن لي مدى قيمة الجمال الذي يكمن في التصاميم غير المتوقّعة وغير المخطّط لها والتي تخرج عن السيطرة. وبعد فترة قصيرة، اشترت النجمة مادونا الخاتم فكان ذلك دليلاً على نجاحه. أمّا في تصميم خاتم T Cuff، فاستمدّيت إلهامي من شريك حياتي لابتكاره. ثم أصبح من القطع الأكثر مبيعاً، عندما أهداه براد بيت لأنجلينا جولي ونُشر مقال تباعاً عنه. فأنا أؤمن بقوّة النيّة الصافية، إذ كانت نيّتي هنا نشر الحبّ. وأشعر بالتقدير للأهميّة التي حصل عليها الخاتم. فلهذه الغاية، يُعدّ بفضل قياساته وسماكته وألونه المتعدّدة قطعة مميزّة ينبغي على كل امرأة التزيّن بها.
أين تنتجين قطعك بعد الانتهاء من رسمها وتصميمها؟ وهل تفضّلين العمل من البيت أو من المحترف؟ وهل تعتبرين هذا الأخير بمثابة بيت ثان لك؟
أعمل من المنزل وأسافر مع دفتري الذي أخزّن فيه أفكاري المبتكرة. فدفتري هو منزلي الخفيّ. وأتواجد يوميّاً في المحترف أثناء عمليّة الصناعة فهو المكان الذي استمّد منه إلهامي. وأنا شغوفة بأيّ نوع من العمار أكان في مصنع أو بناء أو حتى ورشة عمل مجوهرات. فالمشاركة في صناعة التصاميم، ولا سيّما عندما يتم ذلك من خلال خطوات عدّة وعمليّة معقدّة ينتابني شعوراً رائعاً. فلا أعتبر المحترف بيتي الثاني إنّما ملعبي المميّز.
اقرئي أيضاً: At Home مع Hala Salem Achillas
غالباً ما يكون لمجوهراتك جانب مخفيّ، وهو تفصيل لا يلاحظه ويستمتع به إلّا من يرتديه، فما النصائح التي تسدينها للنساء ليخترنَ المجوهرات التي تناسبهنّ؟
الخيار الأفضل هو الذي ينبع منكنّ. وأؤمن أنّه على كلّ امرأة أن تتزيّن بالمجوهرات التي تكمّلها وتلهمها. فيجب أن يكون ارتداء المجوهرات سهلاً لها وأن تبقى على طبيعتها إن تزيّنت بها أو لا. وأحبّ فكرة أنّ لكلّ امرأة ذوقها وشخصيّتها الخاصّة. فبعض النساء يردنَ أن يشعرن بالقوّة، والبعض الآخر يوظّفنَ أنوثتهنّ. ثمّة نساء يبحثن عن الجانب الأنيق في حين تسعى الأخريات للتزيّن بالقطع الجريئة. وأقدّر جوانبهنّ المختلفة وما من امرأة وحدها على حقّ وما من طريقة واحدة ليكون الشخص على طبيعته. فأجيب على سؤالك مشيرةً أنّه عليك أن تختاري المجوهرات التي تسمح لك بأن تعبّري عن ذاتك.
تحاكي تصاميمك المرأة العصريّة في العالم، فكيف تصفينها وكيف تمكّنينها؟
أرى أن أغلب زبائني من النساء يزيّن أنفسهنّ بمجوهرات جريئة. فتعبّر تصاميمي عن شخصيّة قويّة وأشكال هندسيّة عدّة وكذلك جرأة ودقّة. وغالباً ما يكون الملمس مطفيّاً والذهب سميكاً، ما يُضفي إذاً حضوراً قويّاً للنساء. إضافةً إلى ذلك، قطعي فريدة من نوعها، الأمر الذي يجذب النساء اللواتي يحبنَ الحصول على قطع حصريّة. وأسلّط الضوء على جسم المرأة وأحاول إبراز بعض أجزائه لإضفاء نوع من الغموض. إضافةً إلى ذلك، أدمج الحركة والمرونة إلى مجوهراتي فتُبرِز تفاصيل جسم المرأة ما يجعلها متميّزة عن غيرها. وتعكس قوّتي ونزاهتي وقيمي وشخصيّتي كامرأة. وأؤمن أنّ ما من تمكين أسمى من الصدق وبذل الشخص أقصى جهده.
نرى أحياناً مجوهرات جميلة لكن غير مريحة في الأسواق، فكيف توفّقين بين جاذبيّة مجوعتك وفعاليّتها؟
ما من تصميم حقيقيّ لا يجمع بين الجمال والفعاليّة. فعلى المجوهرات أن تكون سهلة الارتداء وإلاّ تصبح مجرّد عمل فنّي. فعندما أصمّم، أدرس كل جانب من جوانب القطعة ولاسّيما وزنها وحجمها ومرونتها لأجعلها سهلة الارتداء بطريقة تكمّل المرأة التي ترتديها. فللجمال خاصيّة ثمينة وقيّمة.
دائماً ما كان الرسم منفذاً لاكتشاف عالمك وتصويره ووصفه، فكيف توظّفين حبّك للفن والرسم في تصميم منزلك بغضّ النظر عن رسم تصاميمك؟
بيتي هو ملاذي، فأستثمر كل حياتي فيه. إذ علّمتني والدتي أن أنتبه للتفاصيل وأن أضفي لمسة حبّ لكلّ تصاميمي. فذلك يصف كلّ ما أقوم به في العمل والبيت نظراً لأنّني أولي أهميّة كبيرة لبيئتي فأراعيها وأهتّم بها على الدوام. فبالنسبة إليّ، عليك أن تبذلي قصارى جهدك وأن تكوني ممتنة لكلّ ما حولك.
اقرئي أيضاً: At Home مع Amina Muaddi
هل يمكنك أن تشاركينا حادثة طريفة جرت معك أثناء تصميم بيتك؟
طاولة الطعام الخاصّة بي مصنوعة من ألواح من الرخام السميك وكانت تُستخدم كأرضيّة لقاعة الاستقلال في فيلادلفيا. وأحببتها لحظة رأيتها فاشتريتها من دون العلم أنّها كانت تزن 3 أطنان. وجلبت مهندساً حذّرني من أنّ الطاولة ثقيلة جداً ويمكن ألّا تتحمّل الأرضيّة ثقلها. فكان عليّ أن أثقب من السقف وأن أنشئ عوارض داعمة من المعدن داخلها لتتحمّل ثقل الطاولة. وكانت تكلفة ذلك كبيرة، لكن كان السرور الذي شعرت به عندما كنت أتناول الطعام وأعمل وأصنع الذكريات يستحّق هذا العناء.
كيف تصفين ديكور منزلك؟
منزلي هو مزيجٍ من العضويّة والصناعيّة. أمّا المواد الأساسيّة التي أستخدمها فهي الخشب والقرميد المكشوف والفولاذ. ويحلو لي تزيين بيتي بالأزهار وأحب المناشف وأغطية السرير، وأزيّن مائدتي بطريقة فنّيّة.
ماذا يجعل من هذا المكان منزلاً حقيقياً؟
يعني لي الكثير أن أكون محاطةً بأغراض تحمل قصّة معيّنة. فأهتمّ بكل مساحة لأجعلها حيّة أكان ذلك من خلال إضاءة الشموع أو وضع البخّور أو الزيوت أو الأزهار أو الموسيقى أيّ من خلال العناصر الحيّة. فالحركة والطاقة المبتكرة مهمّان، إضافةً إلى العيش في كلّ زوايا البيت واستقبال الأصدقاء والأكل والرقص والقيام بأنشطة والقراءة والعمل والزراعة، ونشر الحبّ.
اقرئي أيضاً: At Home مع Rania Masri El Khatib









