At Home مع Sawsan Haber

التصوير: Maximilian Gower 
التنسيق: Jessica Bounni 

عندما أنشأت شركة الهندسة الخاصّة بها Dipiugi، أرادت Sawsan Haber أن تنقل شغفها بالتصميم إلى مستوى أعلى وإظهار قدراتها والوصول إلى مقاربة عالميّة في مجال التصميم الداخلي يجمع بين الفخامة والذوق المميّز ومعايير التصميم الراقية من خلال علامتها هذه. أمّا اليوم، فتنعكس الفخامة في نهجها في التصميم والمشاريع التي تعمل عليها. وقد زرنا منزلها في دبي المحاط بالمساحات الخضراء الشاسعة التي تبعث الهدوء والسكينة. وعند دخولنا إليه، شعرنا بالطاقة الإيجابيّة التي تطفو في أرجائه. فانضمّي إلينا في ما يلي لتكتشفي كيف أصبح هذا المنزل أيقونيّاً ببساطته من جهة وطابعه الجريء والراقي من جهة أخرى.

اقرئي أيضاً: At Home مع Eman Bani Hashim

كونك مهندسة معماريّة، ما هي القواعد والعادات الخاصّة التي تأخذينها بعين الاعتبار لدى العمل على تصميم ما؟
القاعدة الأولى هي حلّ المشاكل الهندسيّة للمساحة التي نصمّمها. ففي 90٪ من الحالات، لا نحصل على فرصة للعمل في موقع مربّع فارغ حيث يمكن إطلاق العنان لإبداعنا. لذا فإنّ دراسة المساحة ومشاكلها ومزاياها هي أساس التصميم الجيّد لتسليط الضوء على المزايا وإخفاء المشاكل بطريقة ذكية وجميلة جدّاً. القاعدة الثانية هي قاعدة التناسب التي يمكن بالنسبة إليّ أن تُنجح أيّ تصميم أو تُفشله، فالتمتّع بنظرة ثاقبة لإحداث التناسب هو ميزة لا يملكها الجميع ولكنّها مهمة جدّاً عندما نعمل على ابتكار الجمال في أي مجال وبخاصّة في مجالنا. أمّا القاعدة الثالثة، فهي عكس روح المساحة التي نبتكرها من خلال استخدام بعض الأغراض البارزة التي ستجعلها فريدة مهما كان الأسلوب الذي نعمل عليه.

كيف توفّقين بين أذواق الزبائن ورغباتهم من جهة وإرشادات التصميم وقواعده من جهة أخرى؟
يمكن تطبيق القواعد التي ذكرتها أعلاه على أيّ ذوق وأيّ أسلوب، من الكلاسيكيّ إلى المعاصر إلى البسيط أو المتكلّف، كما أنّها لن تتداخل مع احتياجات الزبائن لأنّها قواعد هندسيّة وجماليّة من شأنها أن تحسّن أي مساحة مهما كان العمل المطلوب فيها.. لذا فإنّ السرّ يكمن في القواعد نفسها التي نحاول تطبيقها.

كيف تقيّمين مشهد التصميم الداخلي في المنطقة؟ هل يتميّز بصفات خاصّة؟ وكيف تساهمين في تطويره؟

أصبح مشهد التصميم الداخليّ في المنطقة واسعاً ومتنوّعاً جدّاً بحيث نجد كلّ أنواع المصمّمين الذين يعملون على أنواع مختلفة من المشاريع لأنّ الطلب مرتفع والحاجة عالية أيضاً على جميع المستويات. لكن في هذا التنوّع وفي هذا السوق الذي يتميّز بدخل مرتفع، نجد أيضاً مصمّمين وشركات من أصحاب الكفاءات العالية يرفعون مستوى المجال إلى المزيد من الإبداع التنافسي. وهذه هي أفضل بيئة للتواجد فيها لأنّها ستدفعنا وتتحدّانا لنبرع أكثر في العمل ونقدّم أفضل من المشاريع السابقة فنحسّن مستوانا ونستوحي من جميع المصمّمين المبدعين من حولنا. ولا شكّ في ضرورة معرفة تصنيفنا مع الحفاظ على الأداء العالي الذي نقدّمه دائماً. وأظنّ بتواضع أنّني واحدة من هؤلاء المصمّمين الذين يساهمون في هذا التطوّر من خلال تقديم مزيج من الفخامة الموجّهة نحو التصميم.

كيف يمكن الجمع بين الفخامة والجانب العمليّ في الهندسة الداخليّة للمنازل؟ وهل لاحظتِ أي احتياجات جديدة أثّرت على التصميم الداخليّ وظهرت بعد الوباء؟
أظنّ أنّ إحدى نقاط قوّتنا في Dipiugi هي بالفعل القدرة على المزج بين الفخامة والجانب العمليّ معاً. بالنسبة إلى البعض، تُترجم الفخامة من خلال استخدام أغراض باهظة الثمن أو من خلال اعتماد الأسلوب المتكلّف حيث يكثر النحاس والأحجار اللامعة مثلاً أو عن طريق الإنفاق المفرط على العلامات التجاريّة الفاخرة... لكنّني شخصيّاً لا أتّبع هذه القاعدة، فبالنسبة إليّ يجب أن يعكس التصميم نفسه الفخامة والقيمة من خلال مفهومه ومزيج المواد المستخدمة فيه والعناصر الرئيسة المختارة بالإضافة إلى حجم كلّ منها، فكلّها عوامل أساسيّة. وإذا كان هذا هو مفهوم الفخامة، فلا شكّ في أنها ستمتزج تماماً مع الجانب العمليّ.
وبعد الوباء، أصبح الناس يؤمنون أكثر بقيمة منازلهم، فيستثمرون أكثر فيها ويجعلونها أكثر راحة وعمليّة، لكنّهم يعزّزونها أيضاً من الناحية الجماليّة لأنّهم أدركوا قيمة قضاء الوقت في مكان جميل ومدى تأثيره الإيجابيّ على المزاج فيما يستنزفنا التواجد في مكان غير مريح من دون أن ندرك ذلك.

ما هي نصيحتك للمرأة من أجل اختيار التصميم الداخلي المناسب لمنزلها؟
منزلك هو انعكاس لشخصيّتك وأسلوب حياتك وهو أيضاً انعكاس لروحك وسلامك الداخلي، لذا يجب مزج كلّ شيء في هذا المكان بشكل متناغم. فقبل البدء في تزيين أو تغيير أي شيء مهمّ في المنزل، أجري بعض البحوث وتخيّلي نفسك تعيشين روتينك اليوميّ لبضعة أيّام في مزاج مختلف. هكذا ستدركين الأسلوب الذي يناسبك ويجعلك سعيدة. وعندما تجدينه، يمكنك البدء بمشروع تجديد الديكور، إنّما ليس قبل ذلك.

هل صعب عليك العمل على تصميم منزلك الخاصّ أو منزل زبون؟
لا شكّ في أنّ العمل على تصميم منزل الزبون أسهل لأسباب كثيرة. ففي معظم الحالات، يأتي الزبون إليّ وهو يعرف الأسلوب الذي يريده والأمور التي تعجبه وتلك التي لا تعجبه. وإن لم يكن مقرّراً، أشاركه الأفكار وأستطيع فوراً تحديد الاتّجاه الذي يجب أن أعتمده في المشروع. لكن الأمر مختلف في العمل على تصميم منزلي الخاصّ، إذ لم يكن لديّ اتجاه واضح في البداية، فعليّ أن أعكس صورتي كشخص، من كلّ الجوانب، الخارجيّة والداخليّة، بالإضافة إلى أسلوبي كمصمّمة، ودمج كلّ ذلك مع معرفتي وخبرتي في المجال. ولا ننسى أيضاً التوقّعات الشخصيّة لابتكار شيء فريد وفاخر وبسيط، إنّما أنيق وفي حدود ميزانيّتي في الوقت نفسه. كما أنّ منزلي يعني عائلتي، لذا يجب أن أجمع أيضاً أذواقهم وآراءهم وشخصيّاتهم. ولم أستطع إهمال موقع المنزل لأنّه مكان مميّز ممّا أثّر أيضاً في عمليّة التصميم... لذا لم تكن مهمّة سهلة إطلاقاً.

هل يمكنك مشاركتنا ذكرى مميّزة خلال فترة العمل على منزلك؟
أذكر المرّة الأولى التي جئت فيها لرؤية الموقع عندما كنّا ما زلنا نبحث عن منزل والشعور الجميل الذي أحسست به. كما أنّ المساحات الخضراء الشاسعة المحيطة بالمكان ملأتني بالهدوء، وفي اللحظة التي دخلت فيها إلى المنزل شعرتُ بهذه الطاقة الإيجابيّة التي تطفو في الأرجاء وذلك بفضل ضوء النهار القويّ وأشعة الشمس التي تدخل من الفتحات الكبيرة. وأذكر أنّني قلتُ لزوجي أنّنا في حال كنّا سننتقل إلى هنا فلن نسكن إلّا في هذا المكان. لهذا السبب عندما بدأت عملية التصميم أردتُ التركيز على هذين العنصرين. عبر المزج بين الداخل والخارج، واختيار ألوان وأشكال الطبيعة أيضاً من خلال قطع مميّزة أضعها أمام النوافذ الرئيسة لخلق ظلال تتغيّر خلال النهار مع ضوء الشمس ممّا يبعث الحياة في المنزل.

هل لديك لون أو أسلوب مفضّل في الديكور؟ وما هي القطعة المفضّلة لديك في هذا المنزل؟
في هذا المنزل استخدمت كلّ الألوان المفضّلة لدي من الأخضر والزهريّ والأزرق والأصفر والبرغندي، وكلّها ألوان موجودة في الطبيعة ومستخدمة بطريقة ناعمة جداً، بالإضافة طبعاً إلى الألوان الحياديّة التي لطالما كانت مفضّلة لديّ، من الأبيض والأسود إلى الرمادي والبنيّ والبيج... أمّا القطع الفنيّة التي أعرضها في المنزل فلكلّ واحدة منها قيمة خاصّة ولا أستطيع اختيار واحدة فحسب لأن هذه العناصر كلّها ليست مجرّد إضافة إلى تصميم المنزل بل هي جزء رئيس منه. وتؤدّي كلّ قطعة دورها الجميل في الغرفة الموجودة فيها وهذا ما يجعل كلّ مساحة مختلفة فتقدّم لنا تجربة مختلفة عندما نقضي الوقت فيها. لكن إذا كان عليّ اختيار قطعة واحدة، فسأختار اللوحتين الكبيرتين عند المدخل لأنّهما تعكسان بالنسبة إليّ المستويين الكليّ والجزئيّ للكون وتعرضان صوراً مشتركة بين الفضاء الخارجي والخلايا المجهرية، وكلّها مجتمعة مع طاقة الماء.

تتمتّعين بأسلوب راقٍ، فهل وجدت صعوبة في اختيار إكسسوارات منزلك وأثاثه؟
بصراحة، كانت هذه مهمّة سهلة جداً إذ بمجرد أن تكون الرؤية موجودة، من السهل إيجاد ما أبحث عنه ولا سيّما أنّني على اتّصال مباشر بالكثير من المصادر والعلامات التجاريّة. لذا فالقطع القليلة التي لم أجدها وكان لا بدّ لي من الحصول عليها لأكمل التصميم، قمت بتصنيعها محلياًّ. فكلّ قطعة لها أهميّتها من أجل تحقيق نتيجة جميلة.

ما أكثر شيء تحبّين تزيين منزلك به ولماذا؟
تشكّل الأزهار بجميع أشكالها، طبيعيّة كانت أو مجفّفة، الزينة المفضّلة لديّ في مناطق معيّنة في المنزل، مثل غرفة المعيشة وغرفة الطعام والمطبخ، فهي تتمتّع بقوّة مميّزة وتضفي مزاجاً جديداً على الغرفة كلّما غيّرناها.
كما أنّ موزّعات العطور مهمّة أيضاً وستجدينها في كلّ غرفة في المنزل بنفحات مختلفة. فبالنسبة إليّ، هذا جزء من التجربة التي يجب أن تقدّمها كلّ غرفة عندما يدخلها شخص ما.

كيف يستوحي الناس عادةً من منزلك وما هي ردود الفعل التي تتلقّينها؟
أستطيع القول وبكلّ فخر أنّ هذا المنزل أصبح منزلًا أيقونيّاً في دبي بفضل بساطته من جهة وطابعه الجريء والراقي من جهة أخرى، فهذا مزيج نادر في منزل واحد... ويرسل الكثير من الأشخاص لي كلّ يوم رسائل يسألونني فيها عن مصدر قطع معيّنة من الأثاث أو المواد المستخدمة أوالإكسسوارات. وعندما يزورني أحد للمرّة الأولى، أشعر بالرضا والسعادة في قلبي لدى الاستماع إلى كلماتهم ورؤية الإعجاب في عيونهم.  

اقرئي أيضاً: At Home مع Heba Al-Okar

العلامات: At Home Sawsan Haber

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث