At Home مع Heba Al-Okar

التصوير: Ivie Osula لدى Moments by Ivie التنسيق: Emna Hedi
الوكالة: Creatives Amplified

بعد أنّ تخصّصت هبة العقر في الإعلام والفنّ في لوغانو في سويسرا، وفي التسويق في إنكلترا، حضرت دورات عدّة في الموضة بين ميلانو ولندن ونيويورك نظراً لكون هذا المجال هو الأحبّ إليها. بدأت السيّدة القطريّة، ذات الجذور الفلسطينيّة اللبنانيّة، مسيرتها المهنيّة في وكالة للعلامات التجاريّة في مؤسّسة قطر ثمّ قرّرت افتتاح متجر متعدّد العلامات التجاريّة بالتعاون مع أختها، ومنتجع صحيّ شامل حقّق نجاحاً هائلاً. أمّا بعد الزواج، فقرّرت هبة أن توقف المتجر الشامل وتتفرّغ للمنتجع الصحّي الذي استمرّ بنجاح طوال 11 عاماً قبل أن تُغلق أبوابه 3 أشهر قبل انتشار وباء كورونا لتتمكّن من التواجد أكثر مع أولادها. وأثناء تواجدها في المنزل، بدأت هبة نشاطاً تجارياً هو عبارة عن مروحة مضادّة للذباب آمنة وخالية من المواد الكيميائيّة. بالإضافة إلى ذلك، هي أيضاً العقل المدبّر وراء صفحة Shams wo Moon على إنستغرام حيث تشارك كلّ ما يعجبها وتروّج لأعمال أصدقائها. وبعد دعوتها كزبونة مهمّة لدار Hermès إلى حدث في أكتوبر 2020، بدأت بتغيير اتّجاه صفحتها شيئاً فشيئاً لإظهار شغفها بهذه العلامة التجاريّة. رافقينا في ما يلي لاكتشاف كيف تعبّر هبة عن شغفها بالموضة من خلال ديكور منزلها وسبب حبّها لحقائب Hermès !

اقرئي أيضاً: At Home مع Christiane Nasr

كيف ترجمت شغفك للموضة في تصميم منزلك الداخليّ؟
لقد اخترتُ الأقمشة وورق الجدران والقطع بعناية فهي إمّا تحمل توقيع دار أزياء أو علامة تجاريّة للأثاث تتعاون مع دور الأزياء، أو أختار مثلاً قطعة فنيّة تمّ ابتكارها باستخدام قطعة أزياء. عندما أبتكر تصميم منزل، يكون لديّ دائماً نقطة انطلاق لاستلهم منها، وأنجذب عادةً وبشكل مندفع إلى قطعة لها علاقة بإحدى دور أزياء. أمّا مصدر الإلهام وراء تصميم بيتي الحاليّ في الدوحة فكان مع ورق جدران وقماش من تصميم Christian Lacroix.
وقد ترجمتُ شغفي للموضة في منزلي بطرق أخرى أيضاً، فاخترتُ مثلاً قطعتين من حقائب Hermès لأعرضهما، الأولى هي حقيبةKelly Doll النادرة والثانية هي Kelly 25 باللون البرتقالي المخصّصة لي من الفنّان Alec Monopoly.
أحبّ أيضاً التغيير المستمرّ في المنزل وأحبّ أن يلاحظ ضيوفي شيئاً جديداً كلّما أتوا لزيارتي، لذا اخترتُ إطار أوشحة Hermès لأعرض فيه الأوشحة ذات الطابع الفنيّ والتي أغيّرها باستمرار. ويمكن القول إنّني أحبّ أن يكون منزلي أشبه بمعرض فنيّ فيجذب كلّ ضيوفي في كلّ مرّة يزورونني فيها.
تعاونت أيضاً مع فنّان غرافيتي في عمل فنّى على صناديق Hermès. كما أنّني استخدمت قماش التويد لكراسي طاولة الطعام ليشبه القماش الذي تشتهر به Chanel، وصندوق Louis Vuitton كطاولة وسط. أمّا منضدّة المدخل فتُسمّى Miss Legs للراحل Vick Vanlian وقد طلبتُ منه استخدام حذاء يوم زفافي من Christian Louboutin وحذائي المفضّل من Sophia Webster الذي يذكّرني بأماكن زرتها وذكريات جميلة. وهناك أيضاً مجموعة الأطباق الفاخرة مع الفراشات التي تحمل توقيع Christian Lacroix ومجموعة الأطباق اليوميّة من تصميم Aida من الدنمارك التي تعاونت مع الفنّان Poul Pava باستخدام فنّه ورسوماته في عمل فريد من فنّ المائدة.

تحمل كلّ قطعة في منزلك توقيع علامة أثاث تعاونت مع إحدى دور الأزياء. هلّا تخبرينا أكثر عن عمليّة البحث عن القطع المناسبة لمنزلك وعن تنسيقها معاً؟
في عمليّة التصميم والتقسيم المنزليّ والتقنيات الإبداعيّة، حصلت على المساعدة من صديقتي مايا يونس التي تملك علامة M Design والخبيرة في تجديد المنازل. وبعد أن اخترت أوراق الجدران كنقطة إلهام، تشاركنا الصور والأفكار حول كيفية تنفيذ الرؤية. وفي الواقع آخذ وقتي في عمليّة الاختيار فأثق أنّني سأجد القطع المناسبة أثناء السفر أو أثناء التسوّق. لذلك أنا لا أستعجل أبداً. فأفضّل إيجاد قطعة أحبّها بدلاً من مجرّد ملء المساحة لأنّني أحتاج إلى الأثاث. وأبحث دائماً في دور الموضة للتصميم الداخليّ في منزلي لأنّها تقدّم عادةً قطعاً صاخبة. فالموضة هي الوسيلة التي أعبّر فيها عن شخصيّتي من دون كلام، وهذا ما أفعله في منزلي أيضاً لأعبّر عن نفسي. كما أنّ هناك زوايا متعدّدة من منزلي مستوحاة من Boutique Hotels من حول العالم.
 كيف تصفين أسلوبك في التصميم الداخليّ؟
أسلوبي ممتع، مريح ومعاصر، كما يبرز فيه طابع فنّي ومفعم بالحياة وثمين ووديّ. لكنّ الأهمّ هو أنّه انعكاس لعائلتي ولأجوائنا، فأحبّ أن تروي كلّ قطعة فيه قصّة مختلفة تكون في تناغم في ما بينها من دون أن تغلب الواحدة على الأخرى، كما في معرض فنيّ.
​ عندما ندخل إلى منزلك، ما هو الانطباع الأوّل الذي ترغبين في أن يعطينا إيّاه؟
إنّه مكان مرح يشعر فيه الكبار والصغار بالترحاب والراحة. يتميّز بديكور ملوّن وفريد ​​من نوعه حيث تفتح القطع الموجودة فيه المجال للمحادثات. كما أنّ الأراجيح في غرفة الجلوس عند مدخل المنزل تعطي أيضاً هذا الانطباع فقد لعب جميع ضيوفي البالغين والأطفال هناك والتقطوا الصور.

هل لديك أيّ قطعة أو غرفة تمثّل الثقافة والتقاليد القطريّة بالتحديد؟
لديّ لوحة كبيرة مع الفتاة التي ترتدي عباية وشيلة وهي تغطّي وجهها بزهرة. هذه القطعة الفنّيّة تعود لحسن باهو وهو فنّان مغربيّ يعيش في قطر. لمست هذه اللوحة روحي لأنّها تصوّر لحظة حقيقيّة بين الثقافة ووسائل التواصل الاجتماعي. فأنا لا أظهر وجهي على وسائل التواصل الاجتماعي. ولديّ أيضاً قطعة للفنّان الفلسطيني الصاعد عبد الرحمن كتناني. أحبّ أعماله وتمكّنت أخيراً من إيجاد قطعة أرى نفسي فيها لأنّني أمّ لولدين يعشقان كرة القدم. فإنّ أعماله مؤثّرة جدّاً وفريدة ​من نوعها. فبالرغم من الظروف المعيشيّة المروّعة، حوّل المعاناة إلى فنّ. وهذه القطعة مصنوعة من ألواح الأسقف المموّجة التي تُستخدم في مخيمات اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان.
 ما هي غرفتك المفضّلة في هذا المنزل ولماذا؟
إنّها حتماً غرفة الملابس. ففي جميع أنحاء المنزل عليّ أن أتقبّل الفوضى والطاقة الصاخبة بما أنّ المنزل مليء بالذكور. إنّما غرفة ملابسي هي المكان الذي تكون فيه طاقتي الأنثويّة مقدّسة، وكلّ شيء فيها منظّم وخفيف. إنّه المكان الذي أصلّي فيه وأتأمّل، فهي الغرفة الوحيدة الهادئة في المنزل حيث يمكنني أن استرخي فيما أفتح أكياس التسوّق وأستوحي من مزاجي في الملابس، وبما أنّني محاطة بالذكور، فلا أحد يهتمّ حتّى بدخول هذه الغرفة.
هل لديك أيّ قطع مفضّلة تضفي الإيجابيّة إلى منزلك مثل النباتات أو الزهور أو الشموع أو القطع الفنّيّة؟
لقد وضعتُ مصابيح الملح في كلّ الغرف، فهي تساعد في علاج الحساسيّة لدينا وتهدّئ وتنظّف الطاقة ولا سيّما قبل وقت النوم والتأمّل في المساء. أحبّ الأضواء الخافتة في جميع أنحاء المنزل، وأشعر أنها تضفي جوّاً أكثر رومانسيّة ودفئاً في المنزل.
كما أنّني وضعت الأحجار التي تساعد على الشفاء في كلّ زاوية لأغراض مختلفة. فالخشب المتحجّر مثلاً يساعد على توازن الطاقة فيما ينشرالكوارتز الورديّ الفرح والوفرة والحبّ وحبّ الذات والشفاء الداخلي. أمّا حجر السترين فهو للإبداع والتحفيز والنجاح والثقة. أهتمّ أيضاً كثيراً لرائحة منزلي من أجل رفاهية عائلتي. فأشغّل موزّع الزيوت العطريّة بزيت اللبان يوميّاً إذ يقوّي المناعة ويخفّف القلق ويساعد على النوم، بالإضافة إلى التبخير باللبان العماني بعد الظهر لتنقية الهواء وتنظيف الطاقة في المنزل. أعشق الشموع أيضاً فهي تعزّز طاقة الين التي أحاول تحسينها في المنزل.

ما التغييرات التي أجريتها على منزلك منذ بدء الوباء لجعله مريحاً ومناسباً أكثر لك ولأولادك؟
لقد نقلنا غرفة ألعاب أولادي إلى غرفة المعيشة الرئيسة في الأسفل. وقسّمناها بطريقة لنتمكّن من البقاء معاً كعائلة من دون أن يزعج أحدنا الآخر. في هذه الفترة، تغيّرت علاقتنا مع أولادنا في فترة الوباء فأصبحنا الآباء والمعلّمين والمدرّبين ورفاق اللعب. أضفتُ مكاتب دراسيّة لهما ومكاتب عمل لنا. أمّا غرفة اللعب فحوّلناها إلى غرفة للرسم واليوغا. وأضفنا أيضاً آلة للجري ودرّاجات في منزلنا بالإضافة إلى منصّة للشاي والقهوة مع ركن للحلويات. كما أضفنا مشواة BBQ وأصبحنا نقضي المزيد من الوقت في الهواء الطلق في الفناء الخلفي وعلى الشاطئ. وقد استمتعنا بذلك أكثر عندما تباطأت وتيرة الحياة خلال تلك الفترة.

كيف تصفين منزلك بجملة واحدة؟
منزلي هو انعكاس لشخصيّتي وذاتي. من خلاله، يمكن التعرّف على شغفي للموضة وحبّي للحياة وتعلّقي بالإيجابيّة وبكلّ شيء جديد ومعاصر ومختلف.

ما سرّ حبّك لدار Hermès؟ متى بدأت بجمع حقائبها وكيف تترجمين شغفك هذا اليوم؟
بدأ شغفي لدار Hermès وابتكاراتها عندما كنت في الثانية والعشرين من عمري أثناء زيارتي لنيويورك للمرّة الأولى. فقد رأيتُ سيّدة أعمال تحمل حقيبة Birkin من Hermès وهي مستعجلة ومتألّقة ومنشغلة جداً على هاتفها وهي تحمل ملفاً ورقيّاً بيدها، أدهشني هذا المشهد الذي يجسّد قوّة هذه المرأة. فهرعت إليها وسألتها: "عذراً، آسفة على الإزعاج، لكن من أين اشتريت حقيبتك؟" أجابتني بصرامة، "إنّها حقيبة Birkin " حتّى بدون ذكر العلامة التجاريّة. شعرتُ بثقتها ومكانتها وسحرها فوراً. وأذكر أنّني دخلتُ إلى Saks Fifth Avenue وسألتُ ببساطة عمّا إذا كانوا يبيعون حقيبة اسمها Birkin، عندئذٍ شرحت لي سيّدة مبيعات لطيفة أنّ هذه الحقيبة هي من توقيع دار Hermès وأعطتني عنوان المتجر. ومنذ تلك اللحظة، رحتُ أزور كلّ متجر من متاجر Hermès عندما أسافر على أمل العثور على حقيبة Birkin. وعندما تلقّيت عرضي الأوّل في ألمانيا، اتّصلتُ بوالدي الذي أعتبره مصدر إلهام كبير لشغفي بالموضة والسلع الفاخرة، وسألته عمّا إذا كان بإمكانني شراء حقيبة Hermès. فأجابني قائلاً: "أنت ما زلت صغيرة لاقتناء حقيبة Hermès. إذا كنتِ ترغبين في واحدة من تلك الحقائب، فاعملي وادّخري المال واشتريها بنفسك". وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا كان ردّه فقط في ما يتعلّق بدار Hermès. فلم يرفض لي أبداً أيّ شيء آخر بالقيمة نفسها. وقد جعلني ذلك أرغب في الحصول على الحقيبة أكثر وجعلها أكثر جاذبيّة وقيمة بالنسبة إليّ، فتذكّرتُ تلك المرأة وشعرتُ أنّني بحاجة إلى إثبات نجاحي ومكانتي لأتمكّن من كسب حقيبة Birkin من Hermès. وبما أنّني رحتُ أتحدّث كثيراً عن هذه الحقيبة والعلامة التجاريّة، أهدتني صديقتي المفضّلة أوّل قطعة من تصميم Hermès عبارة عن سوار عريض باللون الورديّ الفاتح مع كتابة عبارة Hermès Paris عليه. ونما شغفي للدار مع كلّ زيارة لي لمتاجرها بدءًا من طريقة العرض المرحة للسلع في الواجهات والنوافذ والشعور الذي ينتابني لدى فتح العلبة البرتقاليّة. وواقع أنّني لم أتمكّن من الحصول على الحقيبة جعلني أهتمّ أكثر فأكثر. وبعد سنوات قليلة، أطلقت متجر أزياء بارزاً يقدّم علامات تجاريّة متعدّدة في اللؤلؤة قطر، وعلمتُ بأنّه سيتمّ افتتاح متجر لدار Hermès قرب متجري. لقد أذهلني ذلك وذهبت إلى هناك بسرعة لأحرص أن أكون على قائمة المدعوّين ليوم الافتتاح. التقيت بالمدير وعبّرتُ له عن رغبتي لأنّني مستأجرة في متجر مجاور ويجب أن أحظى بالامتياز وأكون من بين المدعوّين. وقد نجحت في ذلك، وبشغف ومثابرة، أقنعته ليؤمّن لي أوّل حقيبة من Hermès وباللون الذي كنت أحلم به. والمدهش في الأمر هو أنّني نجحتُ واشتريتُ أوّل حقيبة لي ومن راتبي الخاصّ. وأتذكّر أنّني أقنعتُ أختي بمرافتي لدى شرائها لتساعدني في حال تمّ رفض بطاقتي. وكلّما أسافر، أحرص على حجز فندق قريب من أحد متاجر الدار. فأستمتع خلال رحلاتي بزيارة المتجر كلّ يوم وأواصل طلب الحقيبة التي أريدها. وأصبح الأمر يتعلّق أكثر بعلاقتي مع العلامة التجاريّة والشعور الرائع الذي تمنحني إيّاه بدلاً من مجرّد رغبتي في امتلاك حقيبة. وهكذا أصبحت أجمع تصاميم Hermès وأنسّقها في إطلالاتي. وكونني شغوفة بالتنظيم، أحتفظ بها في منزلي في علب خاصّة مصنوعة من مادّة البلكسي التي باتت جزءاً من نشاطي التجاري.
 ما شعورك بأنّك تعبّرين عن شغفك ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ من دون الإفصاح عن هويّتك؟ وما رأيك بأنّ كلّ امرأة لها الحقّ بوضع قوانينها الخاصّة؟
أركّز بشكل أساسيّ على التعبير عن نفسي بدلاً من إظهار وجهي. يبقى الكثير من الفنّانين مثل Banksy وSia غامضين بالنسبة إلى الجمهور ومع ذلك يصل فنّهم وما يعبّرون عنه إلى الملايين. أنا أحبّ خصوصيّتي وأحترم عائلتي وثقافتي، لكنّني أعتقد أيضاً أنّ الغموض يولّد المزيد من الإثارة. فأريد التركيز على جوهر الموضة وليس على وجهي وهذا ما أشاركه مع الجمهور.

اقرئي أيضاً: At Home مع Laila Aziz

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث