At Home مع Christiane Nasr

فستان Esme من Cecilie Bahnsen

التصوير: Maximilian Gower

قبل الانتقال إلى دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، عاشت كريستيان نصر في جنيف طوال 8 سنوات. هي التي تنحدر من أصول لبنانيّة وكنديّة، لديها حنين خاصّ للمدن التي نشأت وعاشت فيها ولا سيّما دبي التي تقيم فيها منذ حوالي عشر سنوات وحيث أنشأت عائلتها وشركتها! ففي الواقع، أسّست نصر متجرها الشامل عبر الإنترنت بالتوازي مع وظيفتها في مجال المصارف وهكذا وُلدت The Bowery Company. وقد زرنا هذا المكان الذي نسّقته نصر تماماً كما منزلها بينما تعتبره امتداداً له. رافقينا إذاً لاكتشاف القصّة وراء تأسيسه وكيف تساهم من خلاله في تطوير ساحة التصميم الداخلي في المنطقة، كما والخصائص المشتركة بين هذه المساحة ومنزلها بالإضافة إلى نصائحها الخاصّة لك لاختيار التصميم الداخلي الأنسب لمنزلك!

اقرئي أيضاً: At Home مع Anas Bukhash

كيف ساهمت المدن المتعدّدة التي عشت فيها في صقل مسيرتك وأيّ وجهة هي الأقرب إلى أسلوب حياتك؟
أظنّ أنّ كلّ شخص منّا يتكوّن من مجموعة من التجارب الخاصّة، سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة، التي تصقل هويّتنا. لكن إذا كان عليّ اختيار مدينة أشعر بأنّني أنتمي إليها وأرى نفسي أعيش فيها في ما بعد، فسأختار طبعاً مدينة نيويورك!

هلّا تخبرينا عن القصّة وراء تأسيس The Bowery Company؟
في سبتمبر 2014، كنت أسير في شارع Bowery Avenue في نيويورك الذي يمرّ في منهاتن ورأيت الكثير من متاجر المصابيح والإنارة الصناعيّة على طول الشارع وخطرت لي فكرة نقلها إلى دبي. في ذلك الوقت، لم يكن هناك الكثير من المتاجر أو المصمّمين الذي يعملون في هذا المجال في الإمارات العربيّة المتّحدة. فعدت إلى دبي، ومن دون أن أضع مخطّطاً تجارياً حتّى، طلبت أوّل حاوية من الأثاث والإكسسوارات المنزليّة! وبعد ذلك سجّلت رخصتي وبدأت العمل في 24 فبراير 2015.
وكان إطلاق عملي في الوقت الذي كنت لا أزال أعمل فيه بدوام كامل في شركة أخرى واحدة من أصعب المهام التي قمت بها على الإطلاق. لكنّ الأمر الذي شجّعني على الاستمرار هو ردود فعل الزبائن الهائلة، والنمو الذي حقّقناه بالإضافة إلى الجوائز الإقليميّة التي تلقّيتها، والشغف الذي كان في داخلي للتصميم الداخلي.

قميص وسروال من Massimo Dutti
حذاء من Isabel Marant

تجلب The Bowery Company طابع نيويورك الجريء أو أسلوب الأثاث الاسكندنافي البسيط إلى الإمارات العربيّة المتّحدة. فكيف تصفين هويّة العلامة والغرض منها؟
نحن نسعى باستمرار لتقديم قطع جديدة بأسعار معقولة تُضفي الطابع والقيمة على أيّ مساحة، سواء كانت قطعاً صناعيّة جريئة أو أخرى صغيرة وناعمة. نحبّ الحلول الذكيّة للحياة العصريّة ونحيط أنفسنا فقط بمجموعة من الأغراض الجميلة والمصمّمة جيّداً والعمليّة التي نحبّها فعلاً تماشياً مع الحرفيّة واستخدام المواد المناسبة. هذه هي الطريقة التي نلهم بها زبائننا لمزج القطع وتنسيقها وابتكار مساحة نابضة بالحياة ودائمة التطوّر.

كيف تقيّمين ساحة التصميم في المنطقة؟ هل لديها خصائص معيّنة؟ وكيف تساهمين في تطوير التصميم الداخليّ في منطقة الخليج العربيّ؟
تطوّرت ساحة التصميم المزدهر في الإمارات العربية المتّحدة بشكل ملحوظ في السنوات السبعة الأخيرة وأصبحت وجهة دوليّة متطوّرة ومغرية لعشّاق الفنّ والتصميم. وتُقام أعمال كثيرة على الصعيد المحليّ مع المعارض الفنيّة الجريئة وإشراك الفنّ العام ومتاجر التصميم العصريّة. كما أنّني لاحظت أنّ التصميم أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحملات العامّة التي تعدّها الحكومة. ولم تكن هذه الحال سارية من قبل. فإذا استطاع الناس رؤية التصميم في الشوارع، يمكنهم إذاً البدء في التمييز والتعرّف على التصميم الجيّد. وبعد أن أطلقنا The Bowery Company في مرحلة مبكرة في العام 2014، أظنّ أنّنا قدّمنا ​​علامات تجاريّة مشهورة جديدة إلى المنطقة على مرّ السنين، فأصبح اسمنا في السوق وجهة للتصميم. اختارتنا الكثير من العلامات التجارية في أوروبا لنكون الوكلاء الحصريّين لها في الشرق الأوسط مثل Ferm Living وHAY وBolia طوال السنوات السبعة الماضية، وهذا أمر نفتخر به جداً.

أنت معروفة بتقديم القطع الفاخرة ذات التكلفة المعقولة. ما هي نصيحتك للمرأة لاختيار التصميم الداخلي الأنسب لمنزلها؟
ابدئي أولاً باختيار القطع التي تؤثّر فيك وتمثّل أسلوب حياتك وشخصيّتك، ولا تشتري أبداً "المجموعة الكاملة". ابتكري التصميم الداخلي لمنزلك الخطوة تلو الأخرى، إنّها عمليّة طويلة ولا تتعلّق فقط باختيار الأغراض وشرائها. ركّزي على الجانب العمليّ للأغراض وعلى البساطة والقطع الأنيقة والناعمة التي تتماشى مع الديكور الداخليّ أو القطع التي تثير المحادثات وتعكس إحساساً سحريّاً بجوهر المصمّم.

بما أنّك تمضين وقتاً طويلاًً في مكان عملك، فلا بدّ أنّه أصبح امتداداً لمنزلك. كيف برأيك يتحوّل مكان العمل إلى منزل؟
منذ انتشار فيروس كورونا، حدثت تغييرات عميقة في أسلوب الحياة وكان لها تأثير كبير على طريقة عملنا وتسوّقنا ممّا دفع الناس إلى البحث عن تحديث الراحة والأناقة وتحسين الجانب العمليّ في المنزل وبالتالي الاستثمار أكثر في الأثاث الجديد. ويمكن خلق الإحساس بالراحة الذي نحصل عليه في المنزل بسهولة في مكان عملك باستخدام ألوان وتدرّجات هادئة أو إكسسوارات محايدة أو حتّى من خلال إضافة قطعة مميّزة تعطي إحساساً بالحنين.

تنّورة Kassandra من Cecilie Bahnsen

ما هي العوامل المشتركة بين منزلك وهذا المكان؟ 
كلّ شيء! هذا المكان امتدادٌ لمنزلي. فقد نسّقت مكان عملي تماماً كما منزلي. والفارق الوحيد هو أنّ منزلي هو ملاذي الخاصّ الذي أقضي فيه الوقت مع أولادي وعائلتي حيث أستمتع بالاسترخاء بعد يوم طويل وحافل حيث أحاول ألّا أحضر العمل معي إلى المنزل.

هلّا تشاركينا إحدى اللحظات الطريفة التي عشتها أثناء تأسيس عملك هذا؟
لا أذكر فعلاً لحظة طريفة إذ ثمّة دائماً عناصر مرهِقة لكنّها مبهجة أيضاً في التصميم والعمل في مساحة ابتكرتها من قطعة ورق إلى بناء مفعم بالحياة. فغالباً ما كان ثمّة صراع بين الرغبات والحاجات والتسويات. ومن السهل أن ندع التوتر يغلبنا. لكن إذا صببنا كلّ تركيزنا على الهدف الرئيس، الذي كان بالنسبة إليّ إنشاء مساحة إبداعيّة حيث يمكن العيش والتقدّم والحبّ، فمن السهل أن نرى الأمور المهمّة فعلاً.

ما هي القطعة أو الزاوية المفضّلة لديك في هذا المكان؟
أحبّ مجموعة Brutus من 101 CPH التي تشكّل تحيّة للعمارة الوحشيّة التي شاعت في منتصف القرن العشرين بالإضافة إلى مجموعة المزهريّات Sumo أيضاً من 101 CPH التي تتميّز بحجمها الكبير وتصميمها الضخم وقسمها السفلي الرفيع. 

هل لديك أي لون أو أسلوب مفضّل في الديكور؟
أميل كثيراً إلى أسلوب التصميم الداخلي Japandi الذي يمزج بين البساطة الاسكندنافية واليابانية ويضمّ قطعاً تبرز فيها الحرفيّة والبساطة والجانب العمليّ. وقد أصبحنا مؤخّراً الموزّع الإقليمي لعلامة 101 Copenhagen الدنماركيّة التي تتميّز بأسلوب Japandi. وفي أحدث مجموعة للعلامة لموسم خريف وشتاء 2021، تبرز القطع المذهلة التي تتميّز بالأشكال والألوان العضوية.

ما هو الغرض الذي تفضّلين تزيين مكان عملك به؟
إنّها الأزهار والأوراق المجفّفة، إذ تضفي بساطة خالدة إلى المساحة من دون أن تجعلها مكتظّة. فاللمسة الأخيرة هي التي تضفي الحياة على تصميم الغرفة من دون المبالغة في التزيين.

كيف يمكن أن تلتقي الفخامة والعمليّة معاً في الهندسة الداخليّة للمنزل؟ وهل لاحظت أي احتياجات جديدة طرأت على التصميم الداخلي بعد الوباء؟
أنا أحبّ نوعين من الهندسة المعمارية وأظنّ أنّهما يدمجان الجانب العمليّ مع الأسلوب المميّز: الهندسة الصناعيّة مع مخطّطات أرضيّة مفتوحة وكبيرة وأسقف عالية ومواد خشنة وعوارض خشبيّة مكشوفة بالإضافة إلى هندسة Bauhaus التي تقوم على التصميم الرشيد والعمليّ. وفي النوعين، البساطة هي الأساس وهذا أسلوبي أيضاً. كما أشعر أنّه بعد الوباء أصبح الناس بحاجة إلى تنظيم منازلهم، وجعلها أكثر فعاليّة وأقل تشابكاً محافظين في الوقت نفسه على جانب الراحة والأناقة.

اقرئي أيضاً: At Home مع Giuseppe Zanotti

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث