At Home مع Anas Bukhash

التصوير: Maximilian Gower

هو رائد أعمال وإعلامي إماراتي تعرّفنا معه على الوجه الآخر للكثير من الشخصيّات، حيث يكشف لنا عن الإنسان خلف المناصب والألقاب عبر برنامجه ABtalks. إنّه أنس بوخش الذي يكتسب ثقة ضيوفه منذ لحظة الحوار الأولى! وفي هذا العدد تحوّل المحاور إلى ضيف، فقد استضافنا رائد الأعمال المثابر والطموح في منزله حيث تعرّفنا على عالمه الخاصّ عن قرب. فانضمّي إلينا في ما يلي للتعرّف على أنس الإنسان، وطفولته ومسيرته وشغفه وكيفيّة تعبيره عن سمات شخصيّته في ديكور منزله!

اقرئي أيضاً: At Home مع Giuseppe Zanotti

كيف يمكن برأيك أن يكون برنامج ABtalks منصّة للتغيير الإيجابي بعيداً عن القيود والقواعد؟
يسلّط برنامج ABtalks الضوء على الإنسان خلف المناصب والألقاب. هو برنامج إنساني وحقيقي وعفويّ يبيّن الفرد في انسانيّته سواء في إيجابيّاته أو سلبيّاته. ويكمن الجانب الإيجابي في التركيز على كيفيّة جعل كلّ شخص يدرك أنّه في نهاية المطاف كلّنا بشر نمرّ بأحداث جميلة من ناحية وبتحديات وصعاب من ناحية أخرى. فعندما نستطيع أن نمرّر هذه الرسالة للمتابعين، يمكننا مساعدتهم على معرفة أنّهم ليسوا وحيدين في هذه الدنيا وأنّ ثمّة أشخاصاً آخرين مرّوا بظروف مماثلة لظروفهم. كما نأمل بإعطاء أمل لهؤلاء الناس ليستفيدوا من تجارب الآخرين. 

ما هو سرّ نجاحك عبر السنين في كسب ثقة ضيوفك ليكونوا على طبيعتهم خلال حوارك معهم؟
من ناحية تقنيّة، النجاح هو استمراريّة البرنامج بشكل متواصل من خلال الجهد الكبير الذي نضعه فيه جميعنا كفريق متكامل. ومن ناحيتي، وعلى الرغم من عدم معرفتي الشخصيّة بالكثير من الضيوف قبل استضافتهم، إلّا أنّهم سيفتحون لي قلبهم حتماً حالما يشعرون بطاقتي ويرتاحون معي إذ يعلمون أنّني لن أفتّش عن خبر سلبيّ أو مشكلة متعلّقة بهم، بل أسعى لأن أنصت إليهم وأستمع لهم من كلّ قلبي. 

تبدأ دائماً حواراتك بالإصرار على الحصول على إجابة صريحة عن سؤال "كيف حالك"، هذا السؤال الذي غالباً ما لا ينتظر البعض إجابته. هل تشجّع المشاهدين والمشاهدات عبر هذا السؤال على التعبير بصراحة أيضاً عن أحوالهم؟ 

هذا السؤال بسيط لكنّه عميق! وعلينا أن نسأله حتّى لأنفسنا ونأخذ بضع ثوانٍ لندقّق فيه ونحلّل بالفعل حالتنا النفسيّة. فللأسف قليلون هم من يعيرون انتباهاً لهذا السؤال، فيسألونه من غير نيّة الاستماع للإجابة. وتلقائيّاً عندما يُطرح هذا السؤال بطريقة غير جادّة سيجيب المتلقي بطريقة غير جادّة ويقول "الحمدلله كلّ شي تمام" حتّى لو لم يكن كذلك. لذا صحيح أنّ هذا السؤال بسيط إنّما من المهمّ أن نأخذه بمسؤوليّة وعلى محمل الجدّ وأن ننصت ونبيّن للشخص الذي نسأله أنّنا نهتم بحاله، وهذا ما أحبّ أن أشجّعه. 
إنّ الطفولة عادةً ما تحدّد معالم شخصيّة الإنسان وأنت تحرص على مناقشة طفولة ضيوفك. ما هي برأيك الخصال التي طوّرتها خلال تلك الفترة من حياتك والتي جعلت منك ما أنت عليه اليوم؟ 
الطفولة هي بنية تحتيّة لكلّ إنسان والله يعلم المزيج من الأحوال والخبرات والتجارب التي يعيشها الإنسان في خلال هذه الفترة. والحمدلله طفولتي كانت بسيطة ومستقرّة، لم يكن لديّ مشاكل عائليّة إذ عاملني والداي بشكل راقي. أمّا الوالدة، فتضطلع بدور كبير وهي المدرسة الأساسيّة، أذ أثّرت تعاليمها ونظرتها للحياة بشكل كبير في نفسي. وكذلك الأمر بالنسبة إلي الأخلاق التي اكتسبتها من والدي، فهو إنسان راقي جدّاً والناس تحبّه وتذكره بالخير. وكلّ هذه العوامل تلعب دوراً في كيان الإنسان وتجاربه في الحياة والبيت والمدرسة ومن المؤكّد أنّها لعبت دوراً في تشكيل شخصيّتي.

كيف تصف تطوّر علاقتك بوالدتك عبر السنين وما هو تأثيرها على علاقتك بأولادك اليوم؟ 
الفارق في العمر بيني وبين والدتي هو 18 سنة فقط، لذلك هي بمثابة أمّ وأخت وصديقة، ولطالما كانت علاقتنا قويّة. وبالتأكيد أنّها أثّرت كثيراً فيّ بما يتعلّق بالفكر تجاه الحياة وأسلوب إدارتها. وقد أعطتني الكثير من الحبّ والثقافة والمساحة للتعبير عن نفسي وأتمنّى أن أطبّق كلّ هذه الأمور مع أولادي.

ما هو دور السكون في حياتك اليوم في ظلّ الصخب والوتيرة السريعة التي نعيش فيها؟
السكون شيء ضروريّ خصوصاً في عالم سريع يشغلنا منذ اللحظة الأولى التي نفتح فيها عيوننا في الصباح ما بين الرسائل والمكالمات ووسائل التواصل الاجتماعي والمشاكل في العمل والتّحديات والمسؤوليّات العائليّة والأصدقاء. لذلك على الإنسان أن يغتنم فرصة الشعور بالسكون سواء في صلاته أو خلال جلسة تأمّل أو خلال السفر بمفرده. وأنا أحبّ سكون الليل عندما يهدئ كلّ شيء لأستطيع أن أكون مع نفسي.

ماذا يعني الإستقرار بالنسبة لك؟ وماذا بعد ABtalks؟
الإستقرار بالنسبة إليّ هو أن يستطيع الإنسان أن يوازن حياته كما يناسبه شخصيّاً، مع الأخذ بعين الإعتبار الأهل والأصدقاء والعمل والإنتاجيّة والشغف والهوايات والرياضة. ولا أفكّر حاليّاً بشيء غير ABtalks، فأنا أشعر أنّني وصلت إلى مرحلة من حياتي حيث أقوم بأمر أحسّ بشغف كبير تجاهه، وله قيمة لدى الناس الذين يتابعونه. وهذا الأمر الذي أحبّ أن أعمل عليه خلال هذه الفترة ليكون عالميّاً. 

أين وبأيّ شكل تعبّر عن شغفك اليوم؟ وعندما تشعر بالإحباط، ما الذي يحفّزك؟
الشغف من أساسيّات حياتي منذ تخرّجي من الجامعة وحتّى قبل ذلك. فلطالما اتّبعت شغفي وكذلك الأشياء التي تستهويني وتلك التي أبرع فيها في الوقت نفسه. فنادراً ما أُحبَط وإذا شعرت بالخذلان، أسترجع نفسي بسرعة. لذلك أشدّد أنّ الشغف مهمّ جدّاً فهو المحرّك الذي يجعل الإنسان يعمل من دون أن يشعر بأنّه يقوم بوظيفته فقط.

ريادة الأعمال هي من أهمّ القطاعات التي تساهم في تطوير الاقتصاد الإماراتي ما هي برأيك خصائص رجل الأعمال الناجح؟
رجل الأعمال الناجح هو الإنسان الذي يعمل في مجال شغفه واهتمامه ويعامل الناس باحترام ويقدّم خدمته وعمله بإتقان وجودة عالية. ولا ينسى أنّه في نهاية المطاف موجود لخدمة الناس فيفتتّش كيف يستطيع فعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة. ومن المؤكّد أنّ لا قيمة لرجل الأعمال من دون فريق عمل، لذلك يجب أن يتمتّع بموهبة اختيار فريق متّحد يجمعه التعاون والحبّ والولاء للعمل.

فيما نجحت في مشاركة الأعمال مع إخوانك، ما هي رسالتك للشباب الإماراتي اليوم بمناسبة الذكرى الخمسين لتـأسيس الإمارات للتغلّب على الصعاب والتّحديات؟ 
الحمدلله في بلدنا لا يوجد الكثيرمن التّحديات، فيمكن أن تتجلّى فقط على صعيد الشخص نفسه لإتقان عمله وإنجازه، إنّما ليس لدينا أيّ عذر لعدم الإنجاز. فنحن محظوظون لأنّنا نعيش في بلد يشكّل مثالاً للقيادة والبنية التحتيّة والفكر الريادي في الأعمال وإنجاز الأهداف. ويجب علينا انتهاز هذه الفرص وتقديم أفضل ما لدينا. 

هل لديك أي لون أو نمط ديكور مفضّل؟ وما هي سمات شخصيّتك التي تبرز في ديكور هذا المنزل؟
أحبّ الديكور البسيط والعصري، فأفضّل البساطة والنظام في التصميم الداخلي وأشعر أنّ هذه السمات تمثّلني كشخص. 

ما أهميّة وجود أعمال فنيّة في مساحة منزلك الداخليّة؟ وعلى أيّة أسس تختارها؟
ما زلت أعتبر نفسي مبتدئاً في عالم الأعمال الفنيّة، فقد بدأت مؤخّراً بالتوغّل فيه أكثر وأكثر. إنّما من المهمّ عندي دعم المواهب العربيّة بقدر ما أستطيع فتكون القطع الفنيّة الموجودة لديّ من ابتكار فنّانين من منطقتنا.

هل يمكن أن تشاركنا ذكرى خاصّة كوّنتها فيما كنت تختار تصميم هذه المساحة الداخليّة؟
ليس لديّ ذكرى خاصّة معيّنة ولكنّني بينما كنت أصمّم المنزل كنت أتمنّى ألّا يكون منزلاً إنّما بيتاً. ففي بعض المنازل، ما من طاقة أو إحساس بالراحة النفسيّة أو شعور الانتماء إلى بيتك. لذا تمنيّت دائماً أن أصل إلى مرحلة أجمع فيها الناس والعائلة والأصدقاء في بيتي حيث يشعرون بالراحة، وعندما أنجزت ذلك فرحتُ كثيراً. 

هل يجتمع الأسلوب التقليدي الإماراتي والمعاصر في هذه المساحة وبأيّ شكل؟ 
الجلسة العربيّة التراثيّة مهمّة عندي وأحبّ أن أضيفها أحياناً حتّى لو كان ديكور المنزل حديثاً. فأحبّ جلوسنا مع بعض على الأرض وتناول الطعام كعائلة. وبهذه الطريقة يمكن أن يجتمع الأسلوبان.

ما الذي يجعل من هذا المنزل واحة شخصيّة بالنسبة لك؟
صمّمت المنزل بما يناسب طريقة حياتي، فحتّى صالة الرياضة موجودة فيه، وكذلك مكتبي حيث أعمل وصالة السينما حيث أجلس بعد يوم طويل للإستمتاع بمشاهدة فيلم بعيد عن العمل. فيمثّل تصميمه أسلوب حياة معيّن يناسبني وتكون إنتاجيّتي فيه عالية وراحتي النفسيّة في أوجّها.

هل يمكن أن تصف منزلك بثلاث كلمات؟
منزلي حديث ومريح وجميل. 

اقرئي أيضاً: At Home مع Laila Aziz

العلامات: At Home Anas Bukhash

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث