
التصوير: Saad Bellakhdar
الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh
الوكالة: Creatives Amplified
المجوهرات من Chopard وSartoro لدى Alfardan Jewellery
نشأت المصمّمتان القطريّتان عائشة وجواهر الحمادي في تسعينات القرن الماضي. وفيما كان هناك صعوبة في اتّخاذ المرأة لقراراتها، أتاح لهما جيلهما الكثير من المجالات والفرص والتشجيع من ضمن أفراد العائلة والمجتمع المحيط. ومن خلال التسلّح بالشجاعة استطاعتا تحديد رؤيتهما التي أوصلتهما إلى مجال التصميم. وقد تخصّصت عائشة في مجال التسويق وحصلت على درجة البكالوريوس ممّا ساعد في تسويق علامتهما، أمّا جواهر فكان التصميم من إحدى هواياتها قبل الدخول الى الجامعة حين قرّرت التخصّص في مجال العلوم السياسيّة لأنّها أحبّت التعرّف والتعمّق في التاريخ العربي والعالمي. فالشاباتان الطموحتان اللتان تهويان التصميم والأزياء أرادتا دراسة أشياء أخرى لتثقيف ذاتهما. وفي بادئ الأمر قبل تأسيس علامة Hamadis عام 2014 بدأت الأختان بالتصميم للأصدقاء والأقارب الذين دعموهما معنويّاً لإنشاء هذه علامتهما. وهما تفصلان علاقتهما الأخويّة قليلاً وقت العمل حيث تقاسمتا المهام منذ البداية لنجاح مسيرتهما. فعائشة تدير الجانب العملي على الأغلب وجواهر تدير ذلك الإبداعي فيما تجتمع كلّ أفكارهما في التصاميم وفي اتّخاذ القرارات سويّاًَ. وقد زرنا الأختان الشغوفتان في منزلهما في قطر للتعرّف أكثر إليهما وعلى جوهر علامتهما الفريدة كما على كيفيّة تجلّي أذواقهما في ديكور هذا المنزل. فانضمّي إلينا في ما يلي للتعرّف أكثر إلى المصمّمتان الرائدتان عائشة وجواهر الحمادي مؤسِّستا علامة Hamadis.
اقرئي أيضاً: At Home مع Khulood Al Nakhi
منذ أن أسّستما Hamadis عام 2014 ، ما لبثتما تقدّمان الجديد فيما تنظران دائماً إلى المستقبل بشغف. هلاّ شاركتمانا جوهر هويّة علامتكما والقواعد التي تأخذانها دائماً في الاعتبار عندما تبتكران تصاميمكما؟
منذ أن أسّسنا Hamadis، أردنا مشاركة نمطنا الخاصّ مع جميع زبائننا، فنريد أن تكون القطع التي نختارها أزليّة. وحتّى الساعة، نرى ثقة زبوناتنا فهنّ يستهلكنَ قطع قمنَ بشرائها منذ تأسيس العلامة . فنحن نسير على قاعدة "اشتري أقلّ إنّما ارتدي القطعة أكثر". ودائماً ما نستوحي تصاميمنا من الدول والمناطق التي نزورها في رحلاتنا حول العالم سواء في الصيف أو الشتاء.
ما الأهميّة التي توليانها للحرف التقليديّة والصناعات اليدويّة في تصاميمكما؟ وكيف برأيكما يمكن الاستفادة من هذا التراث الغني في التصاميم العصريّة الفاخرة من عبايات وقفاطين؟
مهما كانت تصاميمنا حديثة وبسيطة، نحن نفضّل أن نرجع إلى تاريخنا ونستوحي منه ونطوّر هذا الإلهام ليكون هناك قصّة بسيطة وراء كلّ قطعة تعرض. والوحي يكون كما يُقال من كلّ بستان زهرة. فنحن نستوحي أيضاً من أزياء الرجال التقليديّة، أوّلها البشت حيث أنّ قصّة البشت واحدة من أهمّ القصّات التي تعاد في كلّ موسم. وتقديرنا للصناعات اليدويّة عميق جدّاً، فكلّ شيء تقريباً يُصنع يدوياً في ورشتنا لهذا نقدّر جهود فريقنا وإبداعاته لحدّ كبير ولا يوصف. كما نستوحي القفاطين من الكثير من الثقافات وليس من تراثنا الخليجي فحسب, فذلك الأفريقي والمغربي له دور كبير في تصاميمنا بالإضافة إلى أزياء هوليوود في الستينات.
ترتكز أيديولوجيّتكما على تمكين المرأة ومساعدتها في العثور على جوهرها والتعبير عنه. فكيف تحاكي هذه التصاميم المرأة القطريّة والخليجيّة عموماً؟
قضايا المرأة بالنسبة إلينا من أهمّ القضايا في هذه الحياة. فالعثور على مركز قوّتها وذاتها أمر مهمّ جدّاً لنا، كما أنّ المرأة نصف المتجمع وهي سبب من أسباب وجودنا هنا وإصرارنا على أحلامنا. فثمّة الكثيرات اللواتي جعلنَنا أكثر قوّة وشجاعةً الآن، ونحن هنا نشجّع النساء من حولنا ليتبعوا أحلامهنّ ولا يتراجعنَ عنها مهما واجهنَ من صعوبات، لأنّ وراء كلّ امرأة ناجحة ذاتها. وتصاميمنا العصرية والأزليّة تناسب جميع الأذواق والأعمار. فكلّ امرأة تستطيع التعبير عن ذاتها في طريقة لباسها لقطعة من قطع Hamadis.
بهدف أن تنجح علامة تجاريّة ما، يجب أن تجمع بين الإبداع وريادة الأعمال. كيف تصفان تطوّر علامتكما والتصاميم التي تقدّمانها منذ إنشائها ؟
يجب تحديد مسار العلامة التجاريّة والطرق المعيّنة في تصميمها. فهناك الكثير من المصمّمين في العالم، إنّما على صاحب العلامة التجاريّة أن يعرف كيف يميّز علامته عن البقية. وفي كلّ عام، نزور دولة جديدة للاطّلاع على الخيارات والأذواق العالميّة، ففي كلّ موسم، ثمّة مصدر وحي مختلف في الدولة التي قمنا بزيارتها. نحن نجتهد لنتميّز باختلافنا في أقمشتنا التي باتت تشكّل بصمتنا الخاصّة في عالم التصميم.
تعصف بعالم تصميم الأزياء اليوم الكثير من التّحديات الجديدة إثر أزمة Covid-19. هلاّ أطلعتمانا على قراءتكما الخاصّة لها والسبل الأفضل لمواجهتها؟
لا ننكر أنّنا واجهنا في بداية الأزمة صعوبات كثيرة، ولكن سرعان ما حاولنا رؤيتها من منظار إيجابي. حيث أنّ هذه الفترة كانت مساحة للإبداع والخطط المستقبليّة، ومنها تطوير الهيكل الداخلي لعلامتنا التجارية. كذلك، أوحت لنا هذه الفترة بخطوة كبيرة جدّاً اتّخذناها منذ بداية هذا العام وهي افتتاح متجرنا الخاصّ قريباً فيMsheireb Downtown في الدوحة.
كم عدد المجموعات التي كنتما تطلقانها على مدى مواسم الموضة خلال السنة؟ وكيف أثّرت التغييرات الحاليّة على إنتاج مجموعاتكما؟
لم يتأثّر أسلوب إطلاق مجموعاتنا للمواسم، حيث بقينا على نفس النمط. أمّا الاختلاف الوحيد الذي واجهناه، فهو في طريقة عرض القطع. ونحن نصمّم ثلاث مجموعات سنوياً وهي: ربيع وصيف وخريف وشتاء ومجموعة رمضان.
ما الدروس الحياتيّة الرئيسة التي تشاركانها مع الشابّات القطريّات بناءً على تجربتكما؟
- تكوين خطّة متكاملة لعلامتهنّ التجاريّة قبل البدء بأيّ شيء.
- أن يتمتّعنَ بهويّة ورؤية ثابتة أو قابلة للتطوّر. وألّا يتأثّرن في أيّ شيء من حولهنّ حيث أنهنّ سيواجهنَ الكثير من الصعوبات خلال تأسيس علامتهنّ. إنّما عليهنّ الوثوق بأنفسهنّ ولا يتركنَ مجال للسلبيّة.
- أن يبدأنَ إنشاء علامتهنّ التجارية مع فريق عمل متكامل يدعم بعضه البعض.
لستما مصمّمتَي أزياء فحسب، إنّما تهويان أيضاً جمع المجوهرات والساعات. فهلاّ أخبرتمانا القصّة وراء شغفكما هذا؟
ذوقنا صعب جداً من ناحية اختيار القطع، إذ نحبّ أن نتميّز في خياراتنا هذه. ونرى أنّ المجوهرات هي استثمار دائم وإرث أخذناه من أمّهاتنا، ولكن لكلّ منّا طريقة معيّنة في التعبير عن ذاتها واختيارها للمجوهرات. فجواهر تفضّل الألوان في المجوهرات، أمّا عائشة فتفضّل الساعات.
هلاّ أخبرتمانا أكثر عن تفضيلاتكما الخاصّة في جمع هذه الإكسسوارات وعلى أيّ أسس ترتكز؟
نحن عشوائيّات بطريقة ما، فلا نحدّد وقتاً لإكمال إكسسوارات المنزل. إذ نقوم بجمعها بشكل عشوائي خلال زياراتنا لمدن أو دول أو معارض وأيضاً بعض من قطعنا المفضّلة تكون هدايا من أشخاص مقرّبين جدّاً لقلوبنا.
كيف تصفان علاقة المرأة بالإكسسوارات الفخمة من ساعات ومجوهرات؟
لكلّ امرأة طريقتها الخاصّة في التعبير عن ذاتها من خلال أسلوبها واختيارها للمجوهرات. فهناك امرأة بسيطة جدا، وأخرى تقليديّة وأخرى تهوى التميّز والقطع التي تشبه اللوحة الفنيّة. وكلّ هذا يرجع للمكان التي تتواجد فيه المرأة. وحن نتميّز باختيارنا لمجوهرات الفردان التي تُعتبر بالنسبة إلينا كإحدى متاحف الفنّ التي تمزج بين الكثير من الأذواق والاختلافات المميّزة، فلها طابع مختلف للتجديد في مجتمعنا القطري.
كيف تصفان ديكور منزلكما؟ وما هي سمات شخصيّتكما التي يعبّر عنها؟
أردنا أن يكون منزلنا هادئاً ومريحاً جداً لأنّ الحياة في الخارج مزدحمة للغاية. فسعينا إلى تكوين بيئة مريحة لأعيننا وللمقربين لنستطيع أن نكون كما نحن عليه داخل منزلنا. ولهذا، لا يمثّل ديكور منزلنا نمطاً معيّناً، إذ صمّمناه بالكامل من دون مساعدة خارجيّة. فهناك الكثير من اللمسات التي تعبّر عن شخصيّاتنا وتتجلّى فيها ألواننا المفضّلة. فمثلاً ثمّة القليل من لمسات الستينات، كذلك ثمّة تلك المعاصرة التي تجمع بين كلّ شيء.
هل لديكما أيّ لون أو نمط ديكور مفضّل؟ وهل من قطعة فنّيّة معيّنة تكمّل ديكور منزلكما؟
نتوجّه بالأغلب لاختيار اللون الأبيض لأساسيات المنزل حيث ننتقي الإكسسوارات بألوانها المشرقة التي تبرزها. ونفضّل نمط الـ Modern Art Deco. ومن القطع التي لا نستطيع التوقّف عن النظر إليها والإعجاب بها، هي لوحة للفنّان علي حسن الذي نفخر بوجوده في مجتمعنا القطري إذ يترك دائماً بصمة مميّزة في الإبداع المحلي والعالمي ، ويُعتبر من أهمّ الفنّانين القطريّين الذي يقدّروا الخطّ العربي لاسيّما حرف النون.
ما القواعد التي تقيّدتما بها عند إعادة تصميم هذا المنزل؟
تقيّدنا في اختيار أساسيات المنزل لأنّها الثابتة، أمّا الباقي فيتغيّر كلّما أردنا تجديد روح المنزل. فقد اخذنا الكثير من الوقت في التفكير لاختيار الأرضيات والجدران، وكنّا نبحث ونستوحي من عدّة أماكن كالمتاحف التي تتميّز ببساطتها لإبراز أيّ قطعة وتقديرها.
هلاّ شاركتمانا ذكرى جميلة عن حادثة حصلت معكما فيما كنتما تعيدان تصميم هذا المنزل؟
لقد اكتشفنا عدّة أشياء جميلة وتعمّقنا في أمور الهندسة التي كنّا نجهلها. فكانت رحلة استكشاف في إطار مختلف عمّا نقوم بتنفيذه في مجال الأزياء. حيث أنّها كانت متعة بالنسبة إلينا حين كنّا نقوم باختيار الأقمشة للأثاث المنزلي لأنّها إحدى مواهبنا التي اعتدنا عليها لدى اختيار تصاميمنا. فكلّ خطوة كنّا نخطيها في تصميم هذا المنزل كانت ذكرى جميلة بالنسبة إلينا.
هل واجهتما أيّ تحديّات في التنسيق بين ذوقكما وتفضيلاتكما لدى اختيار الديكور والإكسسوارات المنزليّة؟
بالطبع نواجه بعض الأحيان اختلافات بين أذواقنا ولكنّنا في نهاية المطاف نتّفق على اختيار القطع التي تجمع بين الذوقين. ولكن عندما نتحدّث عن الإكسسوارات، فكلّ منّا يختار التصميم الذي يسرق نظره، لهذا يجمع منزلنا الكثير من الأشياء العشوائيّة والعفويّة.
هلاّ شاركتمانا خبرتكما خلال فترة الحجر المنزلي؟ هل تغيّرت نظرتكما للمنزل؟ وهل قمتما بأيّ تغييرات في التصميم لتلبية الحاجات المستجّدة؟
واجهنا واحدة من أكبر الصعوبات في خلال فترة الحجر المنزلي. فقد انتقلنا إلى هذا المنزل في بداية أزمة Covid-19 وكان من الصعب علينا إكماله في هذه الفترة. إنّما استطعنا أن نجمع قطع أعجبتنا من خلال شرائها افتراضيّاً، ولكنّنا ندمنا على شيء مهمّ للغاية ونعتبره من أساسيّات حياتنا وهو عدم إنشاء صالة رياضيّة في المنزل. وعندما بدأت الأزمة، صُدمنا لعدم وجود الأدوات التي اعتدنا استخدامها لدى التمرّن في الصالات الرياضيّة.
اقرئي أيضاً: At Home مع Zina Khair







