التصوير: Julia Chernih لدى MMG Artists
الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh
التنسيق: Sarah Rasheed
بدأت خلود الناخي مسيرتها المهنيّة في وقت مبكر جداً، وتحديداً بعد شهر واحد على تخرجّها فحسب. ومنذ ذلك اليوم وهي تثابر في النمو والنضج وتطوير نفسها فيما تكتسب الخبرة في مجالات متعدّدة. أمّا انطلاقتها فبدأت في المنطقة الحرّة في الحمريّة في قسم الموارد البشريّة، ثمّ انتقلت إلى مصرف الشارقة الإسلامي حيث عملت مسؤولة متدرّبة، لتصبح لاحقاً مديرة الموارد البشرية وتنخرط بعدها في الكثير من الأدوار المتتالية حيث تولّت إدارة التوظيف وصولاً إلى إدارة جودة الخدمة. واليوم بعد 20 عاماً، تشغل منصب نائب رئيس قسم تجربة العملاء في مصرف الشارقة الإسلامي، بعد أن تعزّزت خبرتها وفهمها للشركة بفضل كلّ مجال عملت فيه طوال مسيرتها المهنيّة بدءاً من التعامل مع الموظفين وصولاً إلى العملاء وضمان رضاهم، لا سيّما والتعامل مع عمليّة سير الأعمال وسياسة الشركة. وبعد أن اكتسبت كلّ هذه المعرفة، وفيما حلمت بامتلاك مشروعها التجاري الخاص وبأن تصبح هي ربّة العمل فيه، أنشأت علامة الأزياء Beyond في العام 2019 حيث تطلق العنان لإبداعها! وفي ما يلي، زرنا منزلها في دبي حيث اكتشفنا ديكوراً معاصراً جميلاً. فانضمّي إلينا لمعرفة المزيد حول مسيرة رائدة الأعمال خلود الناخي وعلامتها التجاريّة وديكور منزلها!
ما القصّة وراء توسيع نشاطك المهني والإنتقال إلى عالم الأزياء؟
فكّرت لفترة طويلة في امتلاك عمل خاصّ يمكّنني من التحكّم في واجباتي وسلوكي بنفسي، بدون الاضطرار إلى الالتزام بإرشادات وقيود أخرى. وإثر ذلك، قرّرت أن أبحث عن فرص أعمال في مختلف المجالات. وأتذكّر أنّ الناس اعتادوا أن يخبروني بأنّ أسلوبي وطريقة لباسي تروق لهم وبأنّهم يجدوني أنيقة. من هنا، دفعتني هذه المجاملات والتشجيعات إلى إنشاء علامة أزياء خاصة بي. فذهبت إلى باريس لحضور معرض Première Vision لتفقّد الأقمشة، ثم بدأت من هناك باختيارالأنسجة وأنشأت ورشة العمل الخاصة بي. وصحيح أنّني لست مصمّمة أزياء لأنّني لا أملك المهارات اللازمة لذلك، غير أنّني رائدة أعمال في الموضة، كما لديّ ذوق وأسلوب ورؤية للأشكال والمواد التي أبحث عنها. ولهذا أتعامل مع أحد المحترفين والأشخاص الذين يساعدونني على إنشاء التصميم والشكل الذي أبحث عنه. وبهذه الطريقة بنيت علامتي التجاريّة بمساعدة الخبراء لأكون على المسار الصحيح ضمن المعايير المهنيّة العالميّة.
كيف ساهمت خبرتك المهنيّة في النجاح بتأسيس علامة Beyond وإدارتها؟
لديّ 20 عاماً من الخبرة منذ اليوم الذي بدأت فيه وحتّى الآن. وقد نمت خبرتي بهدوء ممّا صقل مهاراتي من حيث القيادة أو إدارة الوقت أو الميزانيّة. وتمثّل هذه المهارات جزءاً من وظيفتي، وقد حاولت استثمارها في Beyond حيث بدأت من الصفر. بعبارة أخرى، خضت مسيرة كاملة من عمليّة بناء علامة الأزياء الخاصة بي، بدءاً من إنشائها وتسجيلها وتشغيلها والتسويق لها وإدارة المخزون والبيع. وبطبيعة الحال، يختلف الأمر كثيراً عن العمل في المصرف حيث ينصبّ التركيز على مجال واحد ونطاق محدود، بينما يتعيّن علينا في العلامة التجاريّة أن نمرّ بدورة التشغيل الكاملة وبجميع مراحل العمل، ممّا يمنحني مزيداً من المعرفة بكيفيّة إدارة الأعمال. وصحيح أنّ الخدمات المصرفيّة صارمة ومباشرة للغاية، ولكنّ مجال عملي يتطلّب مهارات حلّ المشكلات مع العملاء والشكاوى وإيجاد الحلول. وشخصيّاً أستمتع بتطوير الأمور، لا سيّما وأنّ تحسين تجربة العملاء يحتاج إلى الإبداع والخروج عن المألوف، وقد ساعدني ذلك أيضاً عند إنشاء Beyond.
هل لك أن تشاركينا كواليس تحضير مجموعاتك وجوهرها؟
نظراً إلى أنّني في بحث دائم عن أسلوب مميّز ونسيج فريد لا أراه في السوق، ارتأيت أن أخلق هويّة لهذه العلامة الخاصّة والحصريّة تكون لا مثيل لها. حيث أردت أن تتمتّع Beyond بنسيج خاص يميّزها عن العلامات التجاريّة الأخرى. والواقع أنّه ثمة الكثير من مصمّمي العبايات والقفاطين في الإمارات، إلّا أنّ ما يجعلنا مختلفين هو كيفيّة اختيار الأقمشة وجودة اللمسات النهائيّة والتطريز. كذلك فإنّنا الآن علامة تجاريّة مستدامة، وهذا ما يعزّز فرادتنا أيضاً.
كيف تعبّرين عن شغفك بتقاليد وطنك وثقافته في تصاميمك؟ وكيف تحاكي هذه التصاميم المرأة الإماراتيّة برأيك؟
تصاميم Beyond متجذّرة في المرأة الإماراتيّة، وكلّ القطع عزيزة عليّ. بطبيعتي عندما أحبّ الأشياء أرجو أن يحبّها الآخرون أيضاً. أعتبر Beyond طفلي، لذلك فهي تمثّلني وتمثّل المرأة الإماراتيّة العصريّة. ففي الماضي مثلاً، اعتدنا ارتداء اللون الأسود فحسب، وإنّما الآن يمكننا أن نرى النساء يتغيّرن ويرتدينَ ألواناً متعدّدة. أي أنّ الصيحات باتت مختلفة عن ذي قبل، وأعتقد أنّ هذا الأسلوب من القفاطين والعبايات يتغيّر وسوف نصل إلى المستوى العالمي لأنّ بعض النساء الأجنبيات يحببنَ أيضاً ارتداء القفطان ولا يقتصر الأمر على الإمارات العربيّة المتّحدة حصراً، لذلك دعونا نبلغ العالميّة ونتجاوز الحدود.
أسّست علامتك في العام 2019 وبعد ذلك بفترة وجيزة، عصفت الكثير من التّحديات الجديدة بعالم تصميم الأزياء إثر الوباء. هلاّ أطلعتنا على قراءتك الخاصّة لها وكيفيّة تأثيرها على علامتك؟
كان للوباء الكثير من التداعيات في جميع المجالات. لكن أثناء الجائحة، قمنا بمراجعة استراتيجيّتنا وسلوك الزبون في الوضع الحالي. بحيث أجرينا بحثاً في السوق وحلّلنا كيف يريد العملاء التسوّق والحصول على المواد والقطع، وتوصّلنا إلى استراتيجية جديدة وفكّرنا خارج المعتاد للاستجابة لاحتياجات عملائنا. والجانب الجديد لعلامتنا التجارية يختلف تماماً عن السابق خصوصاً لجهة الجانب الرقمي الأكثر استدامة حيث بات الناس يتسوقون أكثر عبر الإنترنت. ونحن نثابر على تطوير استراتيجيتنا لجعل Beyond تتخطّى كلّ التوقعات. كذلك، اعتدنا في الماضي أن نبيع في المعارض الراقية في دول الخليج العربي. أمّا الآن فنحن بصدد تغيير هذه الاستراتيجية. إذ ندعو الضيوف إلى احتساء الشاي بعد الظهر ونقيم عرضنا الخاص على الطريق في مناطق مختلفة لدعوة الزبائن وتعريفهم على علامتنا. وبالطبع نفعل ذلك مع عدد محدود من المدعوين للامتثال لقيود الوباء. وقد أطلقنا المجموعة الجديدة TERRA وهي المجموعة الرابعة التي تحمل شعار: STOP. TERRA. BREATHE أيّ توقّفي واحتفي بالأرض وتنفّسي. وهي تعتبرأكثر قرباً من الطبيعة وأكثراهتماماً بنظافة الأرض والاستدامة.
ما دروس الحياة الرئيسة الثلاثة التي تشاركينها مع الشابّات الإماراتيات بناءً على تجربتك الشخصيّة؟
تحلّي بالصبر والشغف بعملك ولا تستسلمي أبداً ولا بدّ لك أن تكوني ملتزمة ومبدعة بالكامل، فالحياة تتمثّل في المسيرة وليس في الوجهة.
ما سرّ النجاح في التنسيق بين حياتك المهنيّة والأسريّة؟
حياتي محمومة لكنّها جميلة، فأنا زوجة فخورة ولديّ 4 أطفال. وأعتقد أنّ إدارة الوقت والدعم الكبير من عائلتي وزوجي هما مفتاح التوفيق بين العالمين. والحمد لله على الدعم الذي أحظى به من جهة زوجي الذي يدفعني دائماً إلى إنجاز المزيد ويدعمني في ما أفعله ويساعدني على رعاية الأطفال. هذا وأركّز على عدم إلهاء نفسي بأمور متعدّدة، بل أكتفي بتكريس اهتمامي لعائلتي وعملي وعلامتي، كما لديّ نشاط اجتماعي بسيط.
في فترة الحجر المنزلي أصبحت حياتنا كلّها محصورة في المنزل. هلاّ أخبرتنا عن تأثير هذه الفترة على تغيّر نظرتك أو مفهومك للمنزل؟ وهل قمت بأيّ تغييرات في التصميم لتلبية الحاجات المستجّدة؟
في الواقع، ساعدتني هذه المرحلة من الوباء على تعزيز معرفتي بعائلتي. إذ عادةً لا نتناول الطعام معاً، بينما تناولنا 3 وجبات معاً أثناء الوباء، وحتّى الآن لا زلنا نتناول واحدة على الأقل معاً. أمّا في ما يتعلّق بالمنزل، فأعاد زوجي تصميم مكتب في المنزل لمواكبة التغييرات الجديدة في العمل من المنزل ونحن نطلق عليه اسم "مكتب كوفيد". كما بنيت أيضاً مكتباً لي حتى أتمكّن من البقاء بالقرب من عائلتي والاهتمام بعملي. وبصراحة، لم أفكر مطلقاً في أنّني سأستطيع فعل ذلك.
هل ثمة تحضيرات أو عادات خاصّة تقومين بها في المنزل في خلال الشهر الفضيل؟
اعتدنا في شهررمضان أن نقيم تجمعّات عائليّة بما أنّنا لا نتمكن في خلال العام من تناول الطعام معاً. كذلك، نحتفل عن طريق إضافة الزينة أمثال الهلال والنجوم والفوانيس. فضلاً عن أنّنا نضع أطباقاً جديدة نأكل بها ونضيف الشموع. كما لدينا أطعمة ومشروبات خاصّة بشهر رمضان ترافق لمّ شمل العائلة والأصدقاء، ونستمتع على وجه الخصوص بالطقوس والتقاليد الدينيّة الخاصّة بالشهر المبارك.
كيف تصفين ديكور منزلك؟ وهل يظهر فيه التراث الإماراتي؟
في الحقيقة، اخترنا أسلوباً معاصراً لديكور منزلنا، من حيث التصميم واختيار الأثاث أيضاً. إنّه أسلوب فريد من نوعه ويعجب زوارنا بتصميمه الداخلي. ومن الواضح أنّ روحنا إماراتيّة وطعامنا إماراتيّ وتجمّعاتنا إماراتيّة، إلّا أنّ الأسلوب أو التراث الإماراتي لا ينعكسان في منزلنا، بل يمكن اعتبار ديكوره أقرب إلى الأسلوب المعاصر.
هل لديك أيّ لون أو نمط ديكور مفضّل؟
أحبّ اللون الأزرق الملكي الداكن الذي ينعكس في أقسام كثيرة من منزلي، وأشعر أنّه لون غني جداً. والواقع أنّني أحبّ كلّ الألوان ويعتمد تفضيلي على الصيحات.
ما قطعة الأثاث أو القطعة الفنيّة المفضّلة لديك ولماذا؟
اخترنا أثاث منزلنا من مناطق مختلفة، بحيث قصدنا معارض متعدّدة الجنسيات واخترنا العناصر بعناية. والرائع أنّ كلّ قطعة عزيزة علينا ولكلّ منها قصة. وبصراحة أعتبر منزلي بأكمله المفضّل لديّ إذ لا يمكنني اختيار قطعة واحدة فحسب، إنّما يمكنني أن أذكر بابي الرئيس الذي صمّمته بنفسي ورسمته بوحي من أبواب باريس.
اقرئي أيضاً: