هو فنّان ومؤلّف وكاتب وصحافيّ ومصمّم إنجليزي، يستوحي إبداعاته المفعمة بالألوان من التاريخ! فيشكّل حبُّ Luke Edward Hall لرواية القصص والخيال فلسفتَه التي تتجلّى في كلّ أعماله. سواء في رسوماته ولوحاته وخزفيّاته، أو في مجموعة علامة Chateau Orlando التي شارك في تأسيسها عام 2022 والمختصّة بالموضة اللاجندريّة والمستلزمات المنزليّة، أو في إبداعاته في الديكور الداخليّ في إطار عمله كمصمّم داخليّ يهتمّ بالإدارة الفنيّة للفنادق والمطاعم مثل مطعم Josette في دبي، أو حتى في منزله الساحر في إنجلترا الذي تسنّت لنا زيارته مؤخراً! رافقينا في ما يلي للتعرّف أكثر على التصميم الداخليّ لمنزل المدير الإبداعيّ لعلامة Chateau Orlando!
الصور كلّها من كتاب A Kind of Magic لـLuke Edward Hall
تصوير: Billal Taright
دار النشر: Vendome Press
يتميّز منزلك بطابع حالم وانتقائي وأنيق! هلّا تخبرنا أكثر عن مصدر الإلهام الرئيس وراء هذا التصميم الداخليّ المفعم بالألوان؟
عندما انتقلنا إلى هذا المنزل، كنّا متحمّسَين لنستمدّ الوحي من التصاميم الداخليّة للمنازل الريفيّة الإنجليزيّة الكلاسيكيّة، لكنّنا أردنا أن نضفي أيضاً لمسة مميّزة ومختلفة: لذا هناك الكثير من الألوان والطبعات ومزيج انتقائيّ من الأثاث وقطع الديكور. فهذا ليس "مشروع تصميم" بل يعكس شخصيّتينا والأشياء التي نحبّها ونهتمّ لأمرها. إنّه تصميم شخصيّ جداً.
تتشكّل فلسفتك في العمل عن طريق حبّك لرواية القصص والخيال. كيف تجتمع القصص المختلفة التي ترويها كلّ قطعة فنيّة وأثاث في هذا المنزل لتروي قصّته الأساسيّة؟
أظنّ أنّ الطبيعة الانتقائية لهذه القطع هي الأساس. فنحن نحبّ التحف الأثريّة لكنّنا نمزجها أيضاً مع القطع المعاصرة. أشعر أنّنا نستطيع التعبير عن اهتماماتنا المختلفة من خلال خياراتنا - فنحبّ مثلاً الأثاث الفاخر المعروف بـGrotto والمطليّ بالذهب، ونحبّ أيضاً التصاميم الإيطالية التي اشتهرت في منتصف القرن. كما يعجبنا فنّ رسم الأشخاص لكن أيضاً الرسم أو الطباعة التجريديّة الغريبة من القرن العشرين، فنستمتع بهذا المزيج. ولكلّ قطعة قصتّها الخاصّة – فهناك مزهريّة صنعتها ورسمتها بنفسي، وهي موجودة أمام ستائر مصنوعة من قطعة قماش عتيقة اشتريتها من متجر خردة منذ سنوات.
ما هي الإرشادات التي اتّبعتها عندما اخترت التصميم الداخليّ لهذا المكان وجعلته منزلاً لك؟
لم تكن هناك أيّ إرشادات فعلياً، فكانت عملية طبيعية جداً بالنسبة إلينا إذ جمعنا القطع التي نحبّها.
كيف تمثّلك الألوان المستخدمة في ديكور هذا المنزل وماذا يخبرنا ذلك عن شخصيّتك؟
أنا أحبّ كلّ الألوان واستخدمناها في المنزل لخلق أجواء مختلفة. ففي المساحات الصغيرة مثل الحمّامات اخترنا الطلاء بألوان زاهية وغير مألوفة كالأرجواني والأخضر مثلاً. وترسم هذه الغرف دائماً ابتسامة على وجه كلّ من يزورنا ويراها. أمّا في غرفة الطعام فقد اخترنا اللون الأحمر الغامق، ممّا يمنح شعوراً بالدفء في الليل عندما تضاء الغرفة بالشموع. أنا أستمتع كثيراً بتجربة الألوان المختلفة.
هلّا تشاركنا ذكرى من الفترة التي كنت تعمل فيها على تصميم هذا المنزل؟
لقد واجهنا بعض الإخفاقات من حيث الألوان. فقمنا بإعادة طلاء الجدران مؤخّراً بعد أن أنجزنا بعض الأعمال في المنزل وأردنا أن تكون خزائن المطبخ باللون الأصفر الزاهي. لكن بعدما انتهت عمليّة الطلاء أدركنا أنّ تأثير اللون كان مزعجاً ولم ينجح تنسيقه مع الجدران باللون الزهريّ الباهت. لذا توجّب علينا إعادة طلاء الخزائن وهذه المرّة بلون الكاري الخافت.
ما هي القطعة أو الغرفة المفضّلة لديك في هذا المنزل وما هي قصّتها؟
سأختار إحدى اللواحات التي أمتلكها للفنّان Larry Stanton. كان أحد أصدقاء David Hockney، لكنّه توفيّ للأسف عندما كان يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً فقط. وتتميّز لوحاته بطابع مشرق جداً ومفعم بالحياة.
هل لديك أي قطعة مفضّلة تضفي الإيجابيّة على مساحتك؟
إنه مزيج الكتب والزهور التي زرعتها في الحديقة والقطع الفنيّة التي اشتريتها في رحلاتي... وتمنحني كلّ هذه الأشياء مجتمعةً شعوراً بالفرح.
هل علمت أنك تريد أن تصبح فنّاناً ومصمّماً منذ نشأتك؟ أو أنّه كان هناك نقطة تحوّل دفعتك إلى اتّخاذ هذا المسار؟
لطالما علمت أنّني أريد العمل في الفنّ والتصميم، لكنّني لم أكن متأكّداً تماماً من المسار الذي سأتبعه. درستُ تصميم الأزياء الرجالية في مدرسة الفنون، وبعتُ التحف الأثريّة لاحقاً، ثم عملتُ لدى مصمّم داخليّ عندما تخرّجت. وبعدئذٍ، بدأتُ العمل على مشاريع رسم، ورحتُ أختبر تصميم الأقمشة، وسرعان ما أسّستُ الاستوديو الخاصّ بي. وما زلتُ أعمل على مجموعة من المشاريع المتنوّعة وأحبّ ذلك.
هلّا تخبرنا أكثر عن هويّة علامة Chateau Orlando؟ وما هي الخصائص المشتركة بينها وبين تصميم منزلك الداخليّ؟
نحن نركّز على الاستفادة من الحياة إلى أقصى حدّ والاحتفال بالألوان والأنماط المختلفة. ولا شكّ في أنّ رؤية العلامة هي امتداد لأسلوبي الخاصّ في التصميم، وهو الأسلوب الذي كنت أقوم بتطويره منذ أن بدأت الاستوديو الخاصّ بي في العام 2015. فهناك طابع من الرومانسيّة الساحرة والمرح. وغالباً ما يلهمني الماضي، وكذلك الأمر عندما أعمل على التصاميم الداخليّة، لكنّني أرغب في تقديم أعمال (سواء كانت غرف أو أغراض) تتميّز بطابع عصريّ وجريء ولمسة مميّزة. كما أنّ التفاؤل أساسيّ، فيتعلّق الأمر بالأمل والحماس للعالم وكلّ ما لديه ليقدّمه، وبمقاربتنا للحياة وإعطاء الاهتمام المتساوي لطريقة اختيار الملابس كما اختيار التصاميم الداخليّة والطبخ والبستنة... ولا يتعلّق الأمر فقط بالجماليّات... بل بعيش الحياة على أكمل وجه... وبأوضح طريقة ممكنة. لذا فإنّ كلّ مسارات عملي متّصلة وغالباً ما أستخدم الكلمات نفسها لأنّها تصف الأفكار الرئيسة التي تمتدّ عبر مشاريعي المختلفة.
إقرئي أيضاً: زيارة إلى منزل Begüm Kiroglu في تركيا
عندما تعمل على تصميم أو قطعة فنيّة معيّنة، ما هي القواعد والعادات الخاصّة التي تأخذها في عين الاعتبار وتجعلها تحمل توقيع Luke Edward Hall؟
أنا لا أفكّر في القواعد فعلاً بهذه الطريقة، ولكن بالنسبة إليّ الاعتبار الرئيس هو سرد القصص. فلا بدّ لتصاميم المطاعم والفنادق الداخليّة من تقديم قصّة معيّنة لأنّه يجب أن يكون هناك هذا الإحساس بالرومانسية والمرح. فأريد أن تتميّز تصاميمي الداخليّة بالأجواء التي تعكسها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مزيج من العناصر، من الألوان المختارة إلى الأثاث والأعمال الفنية والإضاءة والموسيقى. وأظنّ أنّ أفضل التصاميم الداخليّة هي تلك التي تولّد إحساساً بالدهشة. وهذا هو الهدف الذي أسعى إليه: الدهشة!
يجتمع سحر باريس وأناقتها مع جانب الأعمال التجاريّة والتنوّع الذي يجسّده مركز دبي الماليّ العالميّ في مطعم Josette في دبي. أثناء العمل على رسومات التصميم، كيف استطعتَ أن تربط الطابعين المختلفين في هذا المكان الرائع؟
ركّزت على إظهار سحر باريس، لكنّنا أخذنا في عين الاعتبار واقع أنّ الأشخاص الذين يعملون في المبنى هم الذين سيتردّدون إلى المطعم. لذا أردناه أن يعكس طابعاً مسرحياً لكن مرحّباً في الوقت نفسه، حيث يمكن للضيوف الزيارة في أي وقت من النهار.
ما هي الذكريات التي تريد أن يصنعها الضيوف في مطعم Josette؟
أحبّ أن يكون هذا المطعم مكاناً يأتي إليه الناس للاحتفال حيث يستمتعون بتصميم داخليّ وتجربة مميّزة أتمنّى أن تكون ذات طابع انتقاليّ ومسرحيّ. فأريد أن يترك الناس العالم الحقيقي عند الباب، وأن يدخلوا إلى مكان يطغى عليه الخيال!
إقرئي أيضاً: At Home مع Anas Bukhash