Marina Fedorova: في عالمي الفنيّ، تحلّق النساء في اللاجاذبيّة ويتمتّعنَ بالرحلة بحريّة وتحرّر

في روسيا، يُقال للأطفال أنّهم عندما يطيرون في الحلم، يعني ذلك أنّهم يكبرون في نومهم... أمّا Marina Fedorova فما زالت تطير وتحلّق في الكون، وفي تلك اللحظات التي تنعدم فيها الجاذبيّة، تشعر بالارتياح والأمان، كما لو كانت جنيناً داخل رحم أمّه! فبالنسبة إلى هذه الفنّانة الروسيّة الموهوبة، يتعدّى تعقيد الفضاء فهم الإنسان، ولا يسعها سوى أن تتأمّله وتقدّره وتحلم به. ويترجم مشروع Cosmodreams خيالها عن الفضاء الخارجيّ حيث تكشف عن جوانب مختلفة من الكون وتجعل الرغبة في تجربة واقع الفضاء الخارجي حقيقة خلال النسخة الخامسة عشر من Art Dubai التي ستُقام من 11 إلى 13 مارس في مدينة جميرا 2022! رافقينا في ما يلي للتعرّف أكثر على هذا المعرض الافتراضيّ الفريد من نوعه حيث يلتقي الحاضر بالمستقبل وحيث تستكشف الفنّانة أيضاً آثار التطوّر التكنولوجيّ على حياتنا وعلى كوكب الأرض!

اقرئي أيضاً: Muna Al Gurg: سدّ الفجوة الجندريّة بين القوى العاملة ليس واجباً أخلاقيّاً بل يؤثّر على النمو الاقتصادي

ابتكرت عالماً استثنائيّاً من خلال Cosmodreams! ما القصّة والأسباب وراء ابتكارك هذا المشروع الفريد من نوعه؟
خلال القرن الماضي، كان الإنسان يعيش في عصر اكتشافات الفضاء. وتربّى أبناء جيلي على أدب الخيال العلميّ وأفلامه، لذا اعتدنا فكرة زيارة الكائنات الفضائيّة لكوكبنا وسنغتنم أيّ فرصة تتاح لنا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع على القمر. واليوم، يشكّل الفضاء موضوعاً يُطرح يوميّاً تقريباً، فنرى دائماً أخبارَ عن الطائرات بدون طيار على المريخ وعن مشروع البؤرة الاستيطانيّة القمريّة والفنادق الفضائيّة... وقد احتفلنا مؤخّراً بالذكرى الستّين لأوّل رحلة مأهولة إلى الفضاء! وأظنّ أنّ هذا كان السبّب الأّول. أمّا الثاني، فهو دور المرأة المميّز في عصر الفضاء الجديد. إذ تحتلّ النساء موقع الصدارة في الجهود المبذولة لاستكشاف الفضاء التي تحمل معنى جديداً اليوم. وما زال العالم كلّه يحتفل بمهمّة أوّل امرأة في الفضاء، Valentina Tereshkova، فيما تسير الكثيرات على خطاها. فتشكّل النساء 80٪ من الفريق العلميّ لبعثة الإمارات لاستكشاف المريخ، بقيادة رئيسة وكالة الإمارات للفضاء ووزيرة الدولة الإماراتيّة للتكنولوجيا المتقدّمة، سارة الأميري. الأحلام تتحقّق!! 
فمن خلال اللوحات والمنحوتات والفيديوهات، أبتكر صورة مثاليّة للمرأة، المرأة الخارقة التي تخطو مباشرةً إلى الفضاء لتحقّق أحلامها. وفي عالمي الفنيّ، تحلّق النساء في اللاجاذبيّة من دون الحاجة إلى بدلات الفضاء، فيتمتّعنَ بالرحلة بحُريّة وتحرّر.

كيف تحقّقين رغبة جمهور وزوّار Art Dubai في اختبار واقع الفضاء الخارجي؟
يتيح Cosmodreams لزوّار Art Dubai الغوص في حلمهم الخاصّ. فهو مشروع يهدف إلى إظهار جوانب الكون المختلفة لجمهور أوسع. وقد لا نسافر أبداً إلى الفضاء الخارجيّ، لكنّ فريق Cosmodreams يتيح للجمهور اختبار تلك التجربة. فيقدّم المشروع منصّة مبتكرة حيث لا يتسنّى للزوار رؤية الفنّ فحسب، لا بل لمسه وسماعه والمشاركة فيه أيضاً ليكونوا جزءاً منه. ومن خلال مجموعة من الأعمال الفنّيّة والذكاء الاصطناعي وأدوات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يتيح المعرض للناس اختبار الفنّ بطريقة جديدة، وليس فقط خلال العرض، بل أيضاً للمتابعة عبر الإنترنت بعد المعرض. ويضمّ المشروع أنواعاً متعدّدة من الفنّ، مثل الرسم والنحت والفنّ الرقميّ والتصميم. ففي حين تمثّل اللوحات والمنحوتات الفنّ التقليديّ، تقدّم وظائف الواقع الافتراضيّ والواقع المعزّز التكنولوجيا المعاصرة. ويتضمّن العرض أيضاً فيلماً تمّ إنتاجه خصيصاً للمعرض، ويمكن مشاهدته على الشاشة في مجموعة Life in Space، وعلى أجهزة مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية عن طريق مسح رمز QR خاصّ، وعبر نظّارات الواقع الافتراضيّ المتوافرة في الموقع. ويصحب الفيلم المشاهدين في رحلة لاكتشاف متحف افتراضيّ في الفضاء. ويعتمد فنّ الفيديو الواقعيّ، الذي تمّ ابتكاره خصيصاً لمشروع Cosmodreams، على رسوماتي الخاصّة. وباستخدام نظّارات الواقع الافتراضيّ، سيختبر المشاهدون متحف القمر الافتراضي الأوّل، في رحلة مثيرة للاهتمام عبر الفضاء للتأمّل في اللوحات والمنحوتات التي شاهدوها في الحياة الواقعيّة، بالإضافة إلى بعض اللوحات الجديدة. 
وثمّة ميزة الجولة 360° Tour، وهي رحلة افتراضيّة ذاتيّة التوجيه عبر متحف الفضاء نفسه الذي يعرض صالات للّوحات وغرف للمنحوتات. ويُنصح الزوّار بالتنزّه عبر الأعمال الفنيّة بين المجرّات ليتسنّى لهم لقاء أعمالي مباشرةً والحصول على نظرة قريبة على المنحوتات لعيش تجربة بصريّة ممتعة.

كيف يلتقي الحاضر بالمستقبل في هذا المعرض الافتراضيّ؟
لقد ازدادت شعبيّة مفهوم الميتافيرس في الآونة الأخيرة. وقد اخترع مؤلف الخيال العلمي Neal Stephenson هذا المصطلح في روايته Snow Crash عام 1992 لوصف عالم رقميّ عالميّ يجمع بين الواقع الماديّ والمعزّز والافتراضيّ. يمكن للأشخاص الاتّصال بعالم الميتافيرس من خلال الأفاتار الخاصّ بهم والقيام بأي شيء يفعلونَه في العالم الحقيقيّ كالذهاب للتسوّق أو إلى العمل والدراسة والتواصل مع الآخرين واللعب وما إلى ذلك، وكلّ ذلك في الواقع الافتراضيّ. فيُعتبر الميتافيرس الخطوة التالية في عمليّة تطوير تقنيات الإنترنت في يومنا هذا. وأشعر أحياناً أنّ هذا هو ما أتخيّله تماماً. فيمكن اعتبار Cosmodreams كجزء من الميتافيرس حيث يمكن للناس الوصول بسهولة إلى التجارب والأحاسيس الجديدة. وهذا المشروع في حالة تغيّر مستمرّة إذ أنّنا نسعى إلى تلبية توقّعات المستخدمين الجدد وابتكار المنتجات الجديدة. لكن بالرغم من ذلك، يجب ألّا نفقد الاتّصال بالواقع الحقيقيّ، ونتوخّى الحذر الشديد لتجنّب تحويل مستقبلنا الحقيقيّ إلى واقع مرير ولا بدّ أن نتذكّر أنّنا مسؤولون عن البيئة التي نعيش فيها.

فيما تجمعين الجميع تحت سماء واحدة في هذا المعرض المنتظر، كيف ستساهم هذه التجربة برأيك في الحوار الثقافي بينما تربط الحدود بين الحياة الواقعيّة والفضاء الافتراضيّ؟
تهدف جميع العناصر الرقميّة إلى الربط بين الرسم الكلاسيكيّ، الذي قد يبدو قديم الطراز نوعاً ما اليوم، والجمهور الكبير. وإذا استحوذ الهاتف الذكي على اهتمام الجيل المعاصر بالكامل، فلمَ لا ننظر إلى اللوحات الفنيّة من خلال شاشة الهاتف فنكتشف قصّة وراءها؟ لطالما أردتُ أن أكون متقدّمة بخطوة وأن أبتكر قصّة. وغالباً ما وصف القيّمون الفنّيّون لوحاتي بأنّها "صور ثابتة من الأفلام"، وهذه بعض الصور الثابتة من فيلمي الداخليّ. واليوم، مع كلّ تقنيات الفنّ الرقميّ المتوفّرة، يمكنني عرض هذه الأفلام الداخليّة للجميع. وبالنسبة إليّ، يوفّر الفنّ الرقميّ، ولا سيّما المعتمد على الواقع المعزّز والواقع الافتراضيّ، فرصاً جديدة للتعبير عن الذات من خلال إكمال الأعمال الفنّيّة بتجربة تفاعليّة. إنّه مجال يسحرني فعلاً، وأريد أن أقدّم دائماً شيئاً جديداً يلفت النظر ويعيد ابتكار أشكال فنيّة تقليديّة بأسلوب عالميّ لجميع الأشخاص من خلفيّات ثقافيّة مختلفة.

هلّا تشاركينا رسالة واحدة مع قارئاتنا لتشجيعهنّ على تجربة هذا العالم الجديد الذي ابتكرته في Art Dubai 2022؟
المستقبل ليس حلماً. المستقبل هو الآن.

اقرئي أيضاً: Alexandra Palt: سنستمرّ في عملناحتى وصول النساء إلى المناصب القياديّة