Muna Al Gurg: سدّ الفجوة الجندريّة بين القوى العاملة ليس واجباً أخلاقيّاً بل يؤثّر على النمو الاقتصادي

حقّقت المرأة في السنوات الفائتة تقدّماً كبيراً في ولوجها إلى مجالات عمل متنوّعة كانت تعتبر فيما مضى محصورة بالجنس الآخر واكتسبت أيضاً المزيد من الحقوق التي تناصر استقلاليّتها ونموّها. إلّا أنّها وللأسف لا تزال تواجه بعض التحيّز والصور النمطيّة الجندريّة سواء في مكان العمل أو المجتمع. وانطلاقاً من حرصنا على مشاركة المرأة المتكافئة ونجاحها في مختلف المجالات، سعدنا بالتعاون مع مبادرة Unstereotype Alliance التي تقودها هيئة الأمم المتّحدة للمرأة في حملة اليوم العالمي للمرأة للعام2022 . وتجمع هذه المبادرة قادة من مجالات متعدّدة، سواء من الإعلانات أو من صانعي القرار أو المبدعين، بهدف وضع حدّ للصور النمطيّة المؤذية في مجال الإعلانات والمساعدة في بناء عالم خالٍ من الصور النمطيّة وتمكين الأفراد بكل تنوّعهم

 أمّا هذه الحملة فتهدف إلى تسليط الضوء على قصص قيادات نسائيّة ونماذج يُحتذى بهنّ وعلى تجاربهنّ مع التحيّز والقوالب النمطيّة الجندريّة للاطّلاع على وجهات نظرهنّ حول كيفية تأثيرها على مسيرة الفرد وكيفيّة مواجهة هذه العقبات وحلّها. وبالتالي، أجرينا سلسلة من المقابلات مع قيادات نسائية من مختلف المجالات وتعمّقنا في هذه الجوانب واكتشفنا تأثير هذه التجارب على مسيراتهنّ نحو القيادة بالإضافة إلى كلّ ما فعلنَه شخصيّاً لمواجهة هذه التّحديات واقتراحاتهنّ لما يجب فعله في مكان العمل والصناعات والمجتمعات لمعالجة هذه المسألة. وقد حاورت Priya Sarma رئيسة قسم الاستدامة في شركة Unilever الخليج Muna Al Gurg سيّدة الأعمال الإماراتيّة ومديرة مبيعات التجزئة في مجموعة عيسى صالح القرق. كما أجرت Eleni Kitra رئيسة قسم السيّارات والآليّات في Facebook- Meta المقابلة مع Dr. Nadia Al Bastaki وهي رئيس الموارد البشريّة والتطوير التنظيمي وإدارة الأصول في شركة الاتّحاد للطيران. أمّا مخرجة ومنتجة الأفلام الإماراتيّة الأولى Nayla Al Khaja فقد حاورتها Rasha El-Ghoussaini رئيسة وحدة الصناعة لدى Snap Inc. وختاماً، أجرت Rasha Alazem، شريكة الأعمال الإبداعيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى Google المقابلة مع Maya Hojeij ، مذيعة الأخبار الاقتصاديّة في "الشرق نيوز" التي تتمتّع بخبرة تزيد عن 20 عاماً في مجال الإعلام والاتّصالات ضمن أهمّ المؤسّسات الإعلاميّة الإقليميّة والعالميّة. وشمل هذا التعاون كلّ المنصّات حيث يمكنك متابعة الفيديوهات الخاصّة الكاملة لهذه المقابلت خلال شهر مارس على موقعنا ومنصّاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي. كذلك، سيصدر المقطع الإعلانيّ لهذه المقابلات للمرّة الأولى في 9 مارس خلال قمّة UN Women SDG5 Summit في إكسبو 2020 في دبي. انضمّي إلينا في ما يلي حيث نسلّط الضوء على قصص نجاح تلك القيادات النسائيّة الرائدة وتجاربها الخاصّة مع التحيّز والصور النمطيّة واقتراحاتها لمواجهة هذه التّحديات في مكان العمل والمجتمع!

اقرئي أيضاً: للسنة الخامسة على التوالي - Pomellato for Women تحتفي بيوم المرأة العالميّ

البداية مع Muna Al Gurg:

هي سيّدة أعمال إماراتيّة وفاعلة خير ومناصرة قويّة لدعم النساء في مجال الأعمال! إنّها منى عيسى القرق مديرة مبيعات التجزئة في مجموعة عيسى صالح القرق التي تشجّع الجلسات المفتوحة للموظفّات من أجل التعبير عن آرائهنّ داخل المجموعة. كما أنّ القرق، الحائزة على جوائز وأوسمة كثيرة، هي عضو أيضاً في مجالس إدارات مختلفة لشركات ومنظّمات غير ربحيّة متعدّدة. وهي كذلك رئيسة منظّمة "القيادات العربيّة الشابّة" التي تعزّز التعليم وريادة الأعمال ونموّ الشباب. لذا ندعوك للغوص معنا في تجربتها المتميّزة لنكتشف معاً كيف تعاملت مع التحيّز والقوالب النمطيّة الجندريّة وما تقترحه لمنع تأثير ذلك على مسيرة المرأة!

بالنظر إلى مسيرتك المتميّزة، ما هي القيم الشخصيّة التي كانت دائماً تدفعك للمضيّ قدماً؟

يتضمّن أساس حياتي بعض المبادئ الرئيسة، مثل الإيمان بقوّة المرأة وبقدرتها على تحقيق إنجازات بارزة في أيّ مسار تختاره. بالإضافة إلى المثابرة والتركيز على هدفي النهائيّ بغض النظر عن الصعوبات والظروف التي أواجهها، وتطبيق المساواة في جميع مراحل حياتي وفي كلّ مسعى أعمل عليه.

ما هي التحديّات التي واجهتها في خلال مسيرتك وكيف تختلف عمّا تواجهه الشابّات اليوم؟

لقد نشأت في حقبة الثمانينات عندما كانت خيارات المرأة محدودة. كان لدينا الكثير من القيود ولم يشجّعنا المجتمع على السعي وراء الاهتمامات الفرديّة. وكانت القاعدة الشائعة للكثير من النساء الطامحات لتحقيق النجاح في مسيراتهنّ تتمثّل في الالتزام بوظائف آمنة في بيئات منفصلة. إنّما تغيّرت طريقة التفكير والعقليّة اليوم بشكل كبير. فتتمتّع شابّات جيل الألفية برؤية واضحة حول أهدافهنّ وتطلّعاتهنّ، ويتمّ تشجيعهنّ لتحقيق ذلك وهذا ما يطمئنني حقاً بشأن مستقبلنا.

وفي الإمارات العربيّة المتّحدة بشكل خاصّ، الحدود الوحيدة هي أنت! ففي القطاعين العام والخاصّ، تملك النساء ورقة بيضاء وعدداً هائلاً من الخيارات حتى في المِهَن التي كانت تُنسَب أكثر للذكور مثل الهندسة والطيران وغيرها من المجالات التي تعتمد على التكنولوجيا الجديدة سواء كانت أبحاث الخلايا الجذعيّة أو استكشاف الفضاء أو الذكاء الاصطناعيّ.

ومن خلال الفرص التعليميّة التي تُمنح لهنّ والاعتراف بأهميّة أصواتهنّ، تتمتّع الفتيات والشابات بفرص أكثر من أيّ وقت مضى لحلّ المشاكل والمساهمة في بناء عالم أكثر أماناً واستدامة للجميع. لكن لا شكّ في أنّ الفتيات والشابّات ما زلنَ يواجهنَ الكثير من التّحديات المتعلّقة بالجندر، وفي أغلب الأحيان، عليهنّ التوفيق بين أحلامهنّ والتوقّعات حول ما "يجب" أن يكنّ.

إنّ العالم مفتوح للجميع، ويعود الأمر لكلّ امرأة في إيجاد التوازن بين حياتها المهنيّة والشخصيّة من دون أن تفقد هويّتها أو القيم التي تشكّل أساساً لرحلة حياتها. يجب أيضاً أن تدافعي عن نفسك من دون أن تكوني عدوانيّة وأن تنشئي روابطَ مع الأشخاص الذين تحترمينهم وتُعجبين بهم من خلال إيجاد قواسم مشتركة معهم.

تدافعين جدّاً عن تشجيع النساء في مجال الأعمال، وتدعمين الجلسات المفتوحة للموظّفات من أجل التعبير عن آرائهنّ داخل مجموعة عيسى صالح القرق. هلّا تخبرينا أكثر عن هذا النوع من المبادرات التي تقومين بها لتمكين المرأة وكيف يمكن أن يحثّ ذلك الآخرين في مجال الأعمال على فعل الشيء نفسه؟

ثمّة أسباب كثيرة تدفع النساء إلى ترك حياتهنّ المهنيّة، ولا سيّما بعد الولادة، ولا يَعُدنَ أبداً بعد ذلك أحياناً. بعد أن أصبحت عضواً في 30% Club، الحملة العالميّة لزيادة التنوّع الجندريّ على مستوى مجلس الإدارة والإدارة العليا، نظرتُ إلى داخل مجموعة عيسى صالح القرق (ESAG) لإيجاد طرق من أجل دعم موظّفاتنا أكثر. تقدّم معظم مؤسّسات القطاع الخاصّ في الإمارات العربيّة المتّحدة اليوم إجازة أمومة مدّتها 45 يوماً. دقّقنا في هذه المسألة وتوصّلنا إلى فهم أنّ هذه السياسة المحدودة نوعاً ما، كانت عاملاً مهمّاً في توجّه النساء إلى مغادرة وظائفهنّ موقتاً على الأقلّ، وهنّ في الكثير من الحالات لا يَعُدنَ أبداً إلى العمل. لذا قرّرنا أن نغيّر ذلك في مجموعة ESAG لمنح الأمّهات المزيد من المرونة من أجل التنسيق بين العمل والحياة، فيما نتجنّب في الوقت نفسه فقدان المواهب والتنوّع في العمل. فاقترحتُ زيادة إجازة الأمومة إلى 90 يوماً مدفوعة الأجر وقد وافق مجلس الإدارة على ذلك في مطلع العام 2020. ومنذ سنوات، أطلقتُ برنامج منى القرق للمنح الدراسيّة في كليّة لندن للأعمال لدعم الطالبات اللواتي يرغبنَ في متابعة الدراسة للحصول على ماجستير إدارة الأعمال وماجستير إدارة الأعمال التنفيذيّ. وكان من المجزي رؤية التنوّع الهائل بين الخرّيجات مع خلفيّات تتراوح من الخدمات الماليّة إلى المؤسّسات غير الربحية.

وقد اخترنا مؤخّراً اثنتين من الموظّفات صاحبات الإمكانات العالية من ESAG لدورة "النساء في الأعمال" في كلية لندن للأعمال. وتمّ تصميم هذه الدورة التدريبيّة عبر الإنترنت التي تمتدّ على أربعة أسابيع لمنحهنّ الثقة لاستكشاف عالم من الاحتمالات، بما في ذلك تنمية المهارات والتفكير الاستراتيجي، ومشاركة معارفهنّ داخل مؤسّستنا وخارجها. ونُعدّ أيضاً في ESAG Group جلسات "دردشة الإفطار" المفتوحة للنساء والرجال، ولكنّها شائعة بشكل خاص بين الزميلات النساء، فنناقش مواضيع كثيرة وتجارب ملهمة انطلاقاً من عالم الرفاهية والتأمّل وصولاً إلى صناعة الأفلام. ومن منظور التمويل، لقد ساهمت في دعم رائدات الأعمال من خلال الاستثمار في شركة رأس المال الاستثماري العالميّة التي تديرها نساء Mindshift Capital والتي تستثمر في شركات رائعة تقودها نساء أيضاً لحلّ مشاكل مهمّة.

كونك قائدة صاحبة رؤية، ما هو تعريفك للقيادة؟ وكيف تمارسين ذلك مع النساء الأخريات من حولك؟

القائد الصالح هو الشخص الذي يمكّن الآخرين ويساعدهم على النمو وتحقيق أفضل إمكاناتهم. أنا أفكّر في ذلك كلّ يوم في مكان العمل الذي أرغب في إنشائه لموظّفاتنا. وقد حقّقتُ هذا الهدف المتمثّل في تمكين الآخرين داخل المجالس التي أشكّل جزءاً منها مثل مجلس "القيادات العربيّة الشابّة" التي تهدف إلى إلهام الشباب العربيّ لتطوير المرونة وتعزيز القيادة وتغيير الحياة. وساهمتُ في تحويل مجلس "القيادات العربيّة الشابّة" إذ كان يهيمن عليه الذكور فيما يتألّف اليوم من 70٪ من النساء. فسواء في لقاءاتي مع روّاد الأعمال أو برامج التوجيه التي أُنشئها أو العمل الخيريّ الذي أساهم فيه، فإنّ الفكرة الأساسيّة هي "كيف يمكنني تمكين هذا الشخص لتحقيق أفضل إمكاناته؟"

هل تظنّين أنّ بعضنا يتأثّر أكثر عندما نواجه الصور النمطيّة الجندريّة؟ ما رأيك في التأثيرات النفسيّة / السلوكيّة التي تخلّفها الصور النمطيّة والتحيّزات في حياة الناس؟

بالرغم من التقدّم على الصعيد العالميّ، ما زالت اللامساواة الجندريّة موجودة. وقد هدّدت جائحة كورونا بتعريض سنوات من التقدّم في هذا المجال للخطر. لا تزال الكثير من الفتيات يواجهنَ التمييز الجندريّ، ولا سيما من العائلات الفقيرة جداً، سواء من ناحية التعليم أو زواج القاصرات أو الحمل أو العنف أو العمل المنزليّ غير المعترف به.

وقد واجهت البلدان النامية والمتقدّمة بالفعل هذه المشكلة الاجتماعية وإن بدرجات متفاوتة. فلا تزال النساء في البلدان المتقدّمة أيضاً يواجهنَ عقبات اجتماعيّة مثل الفجوة الجندريّة في الأجور، وهي ظاهرة ستستغرق 188 عاماً حتى تحقّق المساواة وفقاً للمنتدى الاقتصاديّ العالميّ.

كما هناك آثار سلبيّة عالقة أيضاً للتحيّز والتنميط. فأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين شعروا بالتمييز العنصريّ، سواء على أساس الجندر أو العمر أو العرق أو الدين، يعانون جميعاً من آثار مهمّة حتى بعد خروجهم من ذاك الوضع. وتؤذي هذه الآثار العالقة الناس فعلاً وتتركهم في وضع ضعيف. وسيحمل الكثيرون هذا العبء الذي يؤثّر سلباً على حياتهم.

هل عانيتِ يوماً من القوالب النمطيّة والتحيّز الجندريّ؟ هلّا تخبرينا عن موقف واجهت فيه بوضوح أو علناً التنميط الجندريّ؟ وكيف نجحت في التغلّب عليه؟

أنا محظوظة لكوني مواطنة إماراتيّة إذ تؤمن دولة الإمارات العربيّة المتّحدة بتقديم فرص متساوية للجميع وتركّز على المساواة الجندريّة في كلّ المجالات. لقد تعلّمت أن الكفاءة أمرٌ أساسيّ. كما أنّ التحلّي بالقدرة على التواصل بشكل واضح، وبالفضول والقدرة على الاستماع جيداً لما يُقال وما لا يُقال أحياناً، هو أمرٌ مهمّ أيضاً.

كما أنّني أحيط نفسي بأشخاص يفكّرون مثلي وكنت محظوظة لعدم تعرّضي لأي تحيّزات علناً. لكنّني أدرك أنّ هذه ليست الحال بالنسبة إلى الجميع، لا سيما في المجتمع الأبويّ، وقد وضعت لنفسي مهمّة مساعدة النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تحقيق أفضل ما لديهنّ.

ما هو برأيك أفضل أسلوب يساعد في بناء مناعة ضدّ الصور النمطية والتحيّز الجندريّ؟

القيادة هي الوسيط الأساسيّ للقوّة، وقد تمّ استبعاد الفتيات والشابات من الأدوار القياديّة تحديداً في القطاع الخاص. هناك الكثير من البيانات التي تدعم قوّة النماذج التعاونيّة للقيادة، وإطلاق العنان لإمكانات الشخص بطريقة أكثر فعالية عندما ندرك القوة التي نمتلكها وعندما نتشارك ونتعاون ونضع اليد باليد، رجالاً ونساء.

ويشكّل التعليم والاستثمار في البرامج التي من شأنها أن تغيّر عقليّة الرجال أمراً أساسيّاً جداً. كما أنّه من المهمّ الاستماع إلى النساء لفهم احتياجاتهنّ ثم وضع مسارات واضحة ليحقّقنَ النجاح. وفي القوى العاملة، يمكن أن تؤدّي إدارات الموارد البشريّة القادرة والرائدة دوراً مهمّاً بالإضافة إلى اتخاذ قرارات عادلة توفّر فرصاً متساوية لكلا الجنسين.

فإن سدّ الفجوة الجندريّة بين القوى العاملة ليس فقط واجباً أخلاقياً لكنّه يؤثّر أيضاً على النمو الاقتصادي بشكل ملموس. وإلى جانب زيادة المواهب، تميل الفرق القائمة على التنوّع الجندريّ إلى اتّخاذ قرارات أفضل وتحقيق أرباح أكبر. ووفقاً لـ Ernst & Young، "تستطيع المؤسّسات التي تضمّ 30٪ من القيادات النسائيّة أن تضيف ما يصل إلى 6 نقاط مئوية إلى صافي هامشها".

يمكن أن يؤدّي تمثيل المرأة في الإعلام دوراً أساسياً في تعديل الصور النمطيّة. ما هي التمثيلات التي تودّين رؤيتها أكثر في وسائل الإعلام والتي يمكن أن تساعد في هذا المجال؟

تؤدّي وسائل الإعلام طبعاً دوراً كبيراً، لذا من المهمّ التحدث باستمرار عن إنجازات المرأة. تثبت نتائج تقرير مشروع مراقبة وسائل الإعلام العالمية (GMMP) لعام 2020 فكرة أنّه لا يزال هناك طريق طويل أمامنا "لتحقيق المساواة الجندريّة وتمكين جميع النساء والفتيات". يمكن لوسائل الإعلام أيضاً أن تؤدّي دوراً حاسماً من خلال رفض ترسيخ الصور النمطية واستمرارها، مثل تلك التي تصوّر النساء فقط كضحايا أو كربّات منزل. ولقد رأينا سرعة عودة القوالب النمطية الجندريّة التقليديّة لدى حدوث الأزمات، ولا سيما في المنزل حيث يتمّ اتخاذ القرارات بشأن عمل تقديم الرعاية.

وخلال العامين الماضيين، سيطرت أخبار وباء كورونا على أغلبيّة التغطية الإعلاميّة العالميّة، لكن توضح البيانات أن أصوات النساء كانت غائبة مجدداً في المعادلة. وفيما تشكّل النساء ما يعادل 46% من المختصّين الصحيّين على أرض الواقع، تحوّلت هذه النسبة إلى ما يعادل 27% فقط في أخبار فيروس كورونا، ممّا يُعزَّز التنميط الجندري غير الدقيق من جديد.

و قد استثمرتُ في Mindshift Capital عام 2019 وأتحدّث عنها باستمرار لأنّها تسلّط الضوء على المؤسّسات الرائعة التي تقودها النساء، وكتبت مؤخرًا مقالاً على LinkedIn حول الشركات الناشئة بقيادة النساء والتي تحدث تأثيراً اجتماعياً كبيراً. ويمكننا جميعاً أن نساهم في هذه المسألة بطريقتنا الخاصّة.

ما هي الرسالة التي تودّين مشاركتها مع قارئات ماري كلير العربيّة بمناسبة اليوم العالميّ للمرأة؟

إنّ موضوع اليوم العالميّ للمرأة هذا العام هو "كسر التحيّز". إنّه يشجّع على عالم خالٍ من التحيّز والتنميط والتمييز. ولم نعد نحن النساء مستعدّات ليتمّ تعريفنا من خلال القواعد التي يضعها الآخرون لنا.

أمّا نصيحتي فهي بسيطة: لا تقيّدي نفسك بعمرك أو ظروفك أو مجتمعك أو ما يتوقّعه الناس منك. لتكن أحلامك كبيرة وكوني لطيفة مع نفسك في الوقت نفسه. وعندما ينتابك الشكّ، استغلّي الفرصة ولا تهربي منها. الأمور تتغيّر، وأنت تتأقلمين ولا أحد يعرف كيفية الوصول إلى هدفك غيرك. وتستطيع كلّ واحدة منّا أن تكون عاملاً محفّزاً لعالم تزدهر فيه المساواة الجندريّة.

اقرئي أيضاً: Halima Alnaqbi: الطريق لأيّ أمر عظيم يحتاج إلى مثابرتك فقد تكون لحظة الاستسلام هي الأخيرة التي تفصلك عن الوصول لطموحاتك

العلامات: Muna Al Gurg

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث