Alexandra Palt: سنستمرّ في عملناحتى وصول النساء إلى المناصب القياديّة

فيما تلتزم مؤسسة L’Oréal تعزيز دور المرأة في المجالات العلميّة بناءً على إيمانها بأنّ العالم بحاجة إلى العلم والعلم بحاجة إلى المرأة، دأبت في خلال الـ25 سنة الماضية على تكريم آلاف الباحثات من حول العالم عبر برنامج "لوريال – اليونسكو" من أجل المرأة في العلم العالمي. ومنذ انطلاق هذا البرنامج في منطقتنا في العام 2010 كرّم برنامج الباحثات الصاعدات "لوريال – اليونسكو" من أجل المرأة في العلم أكثر من 160 عالمة و11 فائزة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبذلك ألقى الضوء على مسيرتهنّ واكتشافتاهنّ وساعدهنّ أيضاً على إلهام الأخريات! وقد تميّزت نسخة هذا العام من هذا البرنامج بتكريم 14 عالمة عربيّة اجتمعنَ للمرّة الأولى في تاريخ البرنامج في "إكسبو 2020 دبي" خمس فائزات بينهنّ من دول مجلس التعاون الخليجي. لنكتشف سويّاً مزيداً من التفاصيل حول هذا البرنامج مع ألكسندرا بالت، الرئيسة التنفيذيّة للمسؤوليّة الاجتماعيّة والرئيسة التنفيذيّة لـ "مؤسّسة لوريال."

اقرئي أيضاً: Honourable Lujaina Mohsin Darwish: لا تدعي خوفك من المجهول يردعك

ما هي استراتيجيّة L’Oréal من خلال هذا البرنامج لمكافحة اللامساواة بين الجنسين في مجال العلوم؟
هناك استراتيجيّات مختلفة تجعل مساحة أو مهنة أو صناعة ما أكثر تنوّعاً بين الجنسين، وفي هذا البرنامج لدينا أدوات مختلفة للقيام بذلك. الأداة الأولى هي تقدير النساء اللواتي حقّقن الناجحات وإبرازهنّ وتسليط الضوء عليهنّ. وبهذه الطريقة، تتحوّل أؤلئك النساء إلى نماذج يُحتذى بها حيث يظهرنَ للشابّات الأخريات أنّ النجاح ممكن. وهذا جزء من الهدف الكامن وراء برنامج النساء في مجال العلوم. إنّما ثمّة أيضاً أدوات أخرى لمساعدة النساء على مكافحة اللامساواة بين الجنسين وتتضمّن طبعاً التواصل وتبادل الخبرات ومشاركة المشاكل التي يواجهنَها. وبشكل عام، إنّ جزءاً من النظام الذي يقمع النساء ويستبعدهنّ، في الكثير من الأحيان، هو شعور المرأة بأنّها الوحيدة التي تعاني مشكلة معيّنة بهذا الخصوص بحيث يقع اللوم عليها دوماً على شيء ما. وبالتالي، جمع النساء من المجال العلميّ معاً يساعدهنّ على فهم أنّ هذه ليست مشكلة شخصيّة إنّما تصرّفاً عامّاً. وهذا جزء ممّا يجعل المبادرة ناجحة أيضاً. كما أنّنا نعمل طبعاً على أدوات التغيير الأخرى، لأنّ التغيير يجب أن يكون موضوعيّاً. فنحن نجري الكثير من الدراسات وننشر الوعي حولها. وهكذا تكون كلّ أدوات التغيير هذه ضروريّة لتحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين في المجال العلميّ.

هلّا تخبرينا أكثر عن رؤية L’Oréal لهذه المبادرة المستدامة وتتطوّرها؟
أعتقد أنّه من خلال هذا البرنامج، وبعد سنوات كثيرة من العمل لإبراز النساء العالمات، أصبح لدينا جيل كامل من العالمات اللواتي يمكن أن يصبحنَ أيضاً مرشدات لمن هنّ أصغر سناً، حيث أنشأنا منصّة يمكنهنّ من خلالها التواصل مع بعضهنّ البعض. كما أنّنا نعمل على تطوير البرنامج بانتظام، فنسأل أنفسنا دائماً، أين هو المكان الذي يمكننا أن نحدث تغييراً فيه؟
ونرى أنّه في السنوات الـ 25 الماضية، حدث بالفعل بعض التغيير على صعيد وصول النساء إلى الدراسات العلميّة ودراسات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. إنّما نحن ندرك طبعاً أنّ التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها. فما زالت العالمات لا يتمتّعنَ بالفرص نفسها ويواجهنَ العقبات، فضلاً عنن النتائج العكسيّة التي تسبّبت بها الجائحة. فعندما ننظر إلى الحواجز الموجودة في طريق النساء، ما زلنا نرى أنّ نسبة اللواتي في المناصب العليا تبلغ حوالي 15٪ في مجال العلوم. لذا فإنّ الحواجز، أو ما يُعرف بالسقف الزجاجي، هي مشكلة أساسيّة. كما أنّ حياة المرأة العالمة صعبة جداً، فهناك الكثير من المتغيّرات والعقبات واللّحظات الصعبة فيها. لذا يجب نشر الوعي حول كلّ هذه المسائل. يجب أن نجعل العالمات يدركنَ أنّ هذا ليس خطأهنّ، لأنّ النساء يمِلنَ عادةً إلى إلقاء اللوم دائماً على أنفسهنّ في كلّ شيء. ونحن نجري دورات تدريبيّة تساعدهنّ على اكتساب مهارات إضافيّة لكسرالسقف الزجاجي مثل التدريب حول مهارات القيادة ومهارات التواصل وغيرها كالتدريب الإعلامي مثلاً. 
ما مدى أهميّة وجود هذا البرنامج في منطقتنا؟
أظنّ أنّ هناك عالمات بارعات في جميع أنحاء العالم ومن المهمّ أيضاً تسليط الضوء على اللواتي في منطقة الخليج. وأظنّ أنّ ما يثير الاهتمام هو أنّهنّ تقدّمنَ بفضل إمكانيّة وصول النساء والفتيات إلى دراسات العلوم. وهذا أمر جيّد يؤكّد اهتمام الفتيات بالعلوم وبالتكنولوجيا. لذا يجب أن نجد طرقاً لدفعهنّ إلى التقدّم حتّى يتمكّنّ من شغل المزيد من المناصب العالية والمهمّة لنضمن أنّهنّ بكفاءاتهنّ وخبراتهنّ سيستطعنَ المساهمة في تطوير البلد والمنطقة. والمثير للاهتمام هو أنّ معظم هؤلاء النساء، وعندما ننظر في ملفّاتهنّ الشخصيّة، يقمنَ بالأبحاث حول القضايا ذات التوجّه المستقبليّ والمتعلّقة بهدر المياه ومكافحته والأساليب الزراعية الجديدة ومكافحة التلوّث والمشاكل الصحيّة. لذا، نحن بحاجة إلى خبراتهنّ من أجل تطوير الإمكانات المستقبليّة الاقتصاديّة. ونحتاج أيضاً إلى النساء في مجال العلوم من أجل تقديم العلم للجميع، وإلى قوى عاملة متنوّعة في مجال العلوم لنقدّم حلولاً تناسب مجتمعنا بأكمله.

كيف تساهم هذه المبادرة في تمكين المزيد من النساء والشابّات لكسر الصور النمطية والنجاح في مجالات العلوم المختلفة؟
أظنّ أنّ هذه المبادرة تساهم في تمكين النساء بطرق متعدّدة. إذ إنّها تبرزهنّ أوّلاً من خلال تسليط الضوء عليهنّ وتغيير الطريقة التي ينظر بها العالم إليهنّ. هذا جزء مهمّ جدّاً ممّا يمكننا فعله والمساهمة في دعم النساء لا سيّما في البلدان التي تواجه فيها العالمات صعوبات في تحقيق تكافؤ الفرص والوصول إلى مراكز القيادة العليا.
أظنّ أيضاً أنّ البرنامج ينشئ روابط بينهنّ ويؤكّد لهنّ أنّ ثمّة مجتمعاً دوليّاً من العالمات القادرات على تبادل الخبرات لتمكين بعضهنّ البعض، كما ينشر الوعي حول العقبات والصعوبات الكبيرة التي تواجهها هؤلاء النساء. وبالنسبة إلينا، أظنّ أنّ المستقبل يتعلّق أيضاً في كيفيّة الاستمرار في تمكين الشابّات، فيفهمنَ ما هو التحيّز الجندريّ منذ البداية، وفي السماح لهنّ بممارسة مِهن علميّة والعمل على تطوير أنفسهنّ. فهناك دائماً بعض الأمور التي يمكننا تحسينها لتقديم أفضل أداء والسعي وراء طموحنا، والاستمرار في التقدّم لإثبات أنفسنا وتقديم أفضل صورة لنا. لكن في الوقت عينه يجب ألّا نتقبّل التعليقات والعقبات التي تأتي من الخارج والتي تشكّل عناصر تمييز، حتّى لو كان من دون وعي. لذا يجب أن نكون حذرات جدّاً ومتّحدات في الأخوّة حتّى نتمكّن من تقاسم القوى والتواجد الوظيفي بالتساوي بين الرجال والنساء.

تلتزم L’Oréal بهذا التغيير الذي بدأت بالسعي له منذ 25 سنة. ما هي رؤيتك لمستقبل هذا البرنامج؟
سنستمرّ في المشاركة في تعزيز قضية المرأة في مجال العلوم وإبرازها في المناقشات. لقد حققنا بالفعل إنجازات كثيرة، حيث تتزايد نسبة النساء الباحثات أيضاً. لكن سنستمرّ في عملنا وجهودنا إلى حين وصول عدد معقول من النساء إلى المناصب القياديّة العليا في العلوم.

اقرئي أيضاً: Nour Hage: العيش كامرأة في هذا العالم هو بحدّ ذاته تصريح سياسيّ واجتماعيّ

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث