الجمال في عالم الـ Digital

الإعداد: Briar Prestidge

الصورة: Estée Lauder

تحدّثنا Briar Prestidge الرئيسة التنفيذية لمجموعة Prestidge ومؤسّسة علامة Briar Prestidge التجاريّة، والمستشارة الاستراتيجيّة لدى Scopernia ومجلس أزياء الميتافيرس، عن الطريقة التي يمكن أن يعيد فيها الميتافيرس رسم صناعة الجمال في المستقبل.

بدأت صناعة الجمال في التحوّل إلى العالم الافتراضي مع دخول المزيد من العلامات التجاريّة إلى المنصّات الرقميّة والمعروفة باسم ميتافيرس، فنرى اليوم علامات الجمال تنشئ واجهات متاجر افتراضيّة وتقدّم خدمة تجربة المستحضرات الافتراضيّة بالإضافة إلى إقامة الفعاليات الخاصّة أيضاً وبيع المستحضرات التي لا يمكن شراؤها إلّا بالعملة المشفّرة.


وفي عالم الميتافيرس، يتفاعل المستخدمون من خلال إنشاء شخصيّات أفاتار أيّ صور رقميّة للأشخاص، مع حريّة اختيار الإطلالة المناسبة. فمن الشعر الأرجواني إلى البشرة المتوهّجة، لا حدود للحريّة الإبداعيّة، وهنا يكمن جمال هذا العالم الافتراضيّ. ممّا يجعل الميتافيرس وسيلة مثاليّة لصناعة الجمال لأنّه عالم تجريبيّ بطبيعته ويقدّم مجموعة متنوّعة من الأساليب والاتّجاهات الجماليّة.


وفي العوالم الافتراضيّة مثل Decentraland أو The Sandbox أو Roblox، وهي منصّات افتراضيّة ثلاثيّة الأبعاد، يمكن لشخصيّة الأفاتار التي نبتكرها تجربة مستحضرات جمال افتراضيّة مختلفة وحتّى استلامها في الواقع. ومع دخول المزيد من العلامات التجاريّة إلى عالم الميتافيرس وتقديمها تجارب فريدة وغامرة، فإنّها ستعيد رسم الأسلوب الذي تتفاعل به صناعة الجمال مع زبائنها.


الصورة: Charlotte Tilbury

لماذا تنجذب علامات الجمال التجاريّة إلى عالم الميتافيرس؟
وفقاً لشركة قواعد البيانات الألمانية Statista، شمل استطلاع حول عادات اللعب الإلكترونيّ 45650 شخصاً يبلغون 18 عاماً وأكثر من 39دولة مختلفة. وفي الولايات المتّحدة، تبيّن أنّ 45٪ من اللاعبين هنّ من النساء، بينما في الإمارات العربيّة المتّحدة 58٪ من الإناث البالغات يلعبنَ الألعاب الإلكترونيّة مقارنةً بـ64٪ من الرجال. أمّا في المملكة العربيّة السعوديّة، فالأرقام أعلى بعد، حيث تمثّل الإناث 69٪ من اللاعبين البالغين. وتشكّل هؤلاء السيّدات زبونات محتملات يمكن لعلامات الجمال الوصول إليهنّ.

الصورة: Clinique

واليوم مع ظهور عالم الميتافيرس، قد يعتبر البعض أنّ الواقع الافتراضيّ وحتّى الواقع الاصطناعيّ سيقلّل من أهميّة الجمال الخارجيّ. ففي النهاية، لا يهمّ كيف تبدين في العالم الحقيقيّ إذا كان بإمكانك التفاعل مع الآخرين في الواقع الافتراضيّ من خلال صورتك المصطنعة؟ 


تشعر مستخدمات كثيرات من جيل ما بعد الألفيّة بالراحة عبر الإنترنت كما في الواقع الحقيقيّ، أو أكثر حتّى أحياناً. وبالنسبة إليهنّ، يعتبرنَ التسوّق وبناء الصداقات وحضور الفعاليات على المنصّات الافتراضيّة أمراً طبيعيّاً تماماً كأنشطة الحياة الواقعيّة. وثمّة سوق محتمل للمستخدمات اللواتي لا يضعنَ المكياج في الحياة الواقعيّة بسبب حساسيّة الجلد مثلاً أو نقص المعرفة وحتّى الخجل، وهذا سوق آخر يمكن لعلامات الجمال الاستفادة منه. وقد أظهرت الدراسات أنّ الكثير من الأشخاص الانطوائيّين في الحياة الواقعيّة يتصرفّون بشكل أكثر انفتاحاً في عالم الميتافيرس وهم على استعداد للقيام بالمزيد من المخاطرة فيه. إذ لا تضع مثلاً بعض الفتيات أحمر شفاه أحمر ساطع في العالم الحقيقيّ ولكنّهنّ لن يتردّدنَ في تجربة ذلك في العالم الافتراضيّ.


كيف تستخدم علامات الجمال عالم الميتافيرس
ممّا لا شكّ فيه أنّ الجمال سيلعب دوراً أساسيّاً فيما يصبح الخطّ الفاصل بين الواقع والعالم الافتراضيّ غير واضح. ففي السنوات الأخيرة، غيّرت تكنولوجيا العملات المشفّرة والـBlockchain وبخاصّة الرموز غير القابلة للاستبدال، الطريقة التي نستهلك بها الجمال.

فيسمح عالم الميتافيرس للعلامات التجارية بتنظيم الفعاليات الخاصّة حيث تكون إمكانيّة الوصول إليها عالميّة وعلى مدار الساعة من دون قيود على التوقيت أو الموقع الجغرافيّ. وهذا يفتح سوقاً محتملاً هائلاً لعلامات الجمال إذ لن تضطر المستخدمات إلى السفر للحضور كما يمكنهنّ المشاركة في الفعاليات الافتراضيّة فيما يجلسنَ في غرفة المعيشة في منازلهنّ.

وفي حين أنّه من المهمّ للعلامات التجاريّة أن تكون متواجدة في الأماكن التي تنتشر فيها زبوناتها، يجب أن تنتبه أيضاً إلى كيفية إضافة المزيد من القيمة للمستخدمات وكيف يمكنها إشراكهنّ حتّى تكون التجربة آسرة وجذّابة.

الصورة: Givenchy
 

صحيح أنّ عالم الميتافيرس لا يزال في بداياته، لكن بعض العلامات التجاريّة منخرطة فيه بالفعل. وهناك ميزة تنافسيّة للعلامات الأولى التي تدخل هذا العالم الافتراضيّ، إذ يمكنها البدء في بناء قاعدة مستخدمين لها في الميتافيرس قبل غيرها، ممّا يكسبها تغطية إضافيّة لاتّجاهات الميتافيرس وعائداً أعلى على الاستثمار. فقد تعاونت Dior Beauty مثلاً مع منصّة Zepeto الافتراضيّة التي تضمّ أكثر من 300 مليون مستخدم لابتكار تسعة إطلالات يمكن تخصيصها لإنشاء شخصيّة أفاتار ثلاثيّة الأبعاد. ومع ترسيخ وجود علامة NARS Cosmetics بقوّة في هذا العالم الجديد، لم تتمكّن من تفويت الفرصة لإطلاق أفاتار ثلاثي الأبعاد في الميتافيرس الآسيويّ.

وبينما تحاول علامات الجمال التكيّف مع العالم الرقميّ الجديد وخلق تجربة غامرة ومتعدّدة الحواس للمستهلكين في العصر الجديد، استضافت Charlotte Tilbury مثلاً حفلة افتراضيّة ثلاثيّة الأبعاد لمجموعة Pillow Talk الخاصّة بها، فيما تعاونت Estée Lauder مع أسبوع الموضة في عالم الميتافيرس لتطوير رموز غير قابلة للاستبدال استناداً إلى سيروم العلامة ومن أجل نضارة بشرة شخصيّات الأفاتار...

كما قد جرى تعاون بين تطبيق Drest الإلكترونيّ للألعاب وGucci Beauty وNARS Cosmetics العام الماضي، لإطلاق خدمة جمال تسمح للمستخدمات بتجربة المستحضرات افتراضيّاً. وأطلقت Lottie London فعاليّتين في عالم الميتافيرس هذا العام. ففي مارس 2022، أقامت العلامة التجارية حدثاً تمهيديّاً على منصّة Decentraland لعرض مجموعة الأظافر الجديدة مع خبير الأظافر الشهير Chaun.

وفي يونيو الماضي، قدّم تطبيق TikTok صور الأفاتار كأحدث إضافة إلى المنصّة. فأصبح بإمكان المستخدمات الاختيار من بين مجموعة متنوّعة من تسريحات الشعر والإكسسوارات والمكياج والأقراط لعكس أسلوبهنّ الشخصيّ وحتى ضبط شكل وجه الأفاتار ولون البشرة وميزاتها.


الرموز غير القابلة للاستبدال في صناعة الجمال والميتافيرس
بالإضافة إلى عرض المستحضرات في عالم الميتافيرس وتسهيل شراء المنتجات الحقيقيّة بالعملة المشفّرة، يمكن للعلامات التجاريّة أن تقدّم الرموز غير القابلة للاستبدال كمنتجات رقميّة جديدة تماماً أو كنسخة رقميّة شبيهة لمستحضر حقيقيّ. وفي الواقع، يمكن أن يؤدّي عرض النسخ الرقميّة إلى تعزيز مبيعات المنتجات الفعليّة. فقد أدّت مثلاً مقاطع فيديو على TikTok إلى بيع أحمر الشفاه Almost Lipstick بتدرّج Black Honey من Clinique بطريقة سريعة وخياليّة وسرعان ما نفذت الكميّة تماماً. واستجابت Clinique لذلك من خلال إنشاء نسخة محدودة الإصدار من الرموز غير القابلة للاستبدال للسماح للمعجبات في العالم الرقميّ بأن يصبحنَ جزءاً من التجربة.


وتتعاون علامات الجمال أيضاً مع فنّانين لتقديم منتجات مصمّمة حصريّاً. فقد أطلقت L’Oréal Paris مثلاً أوّل مجموعة رموز غير قابلة للاستبدال بالتعاون مع فنّانات رقميّات ابتكرنَ فنّاً على شكل رموز غير قابلة للاستبدال مستوحى من مجموعة أحمر الشفاه الجديدة Colour Riche Reds of Worth من L’Oréal Paris. واستفادت الفنّانات المشاركات من جميع أرباح البيع الأوليّ. وتشمل العلامات التجاريّة الأولى التي أطلقت رموزاً غير قابلة للاستبدال في مجال الجمال علامة Clinique وGivenchy Parfums وCosmetics وNARS. وقد أعلنت علامة Byredo مؤخراً دخولها هذا العالم من خلال ابتكار 26 مكوّناً للعطور تمثّل مشاعر مختلفة، معبّأة في زجاجات متّصلة بتقنيّة التواصل قريب المدى (NFC) مع وسمات تتّصل برموز غير قابلة للاستبدال.

الصورة: L'Oréal Paris


ويتوسّع عالم الرموز غير قابلة للاستبدال اليوم ليشمل صالونات الشعر، إذ تحبّ المستخدمات اعتماد قصّات شعر أو مستحضرات عناية بالشعر لشخصيّات الأفاتار الخاصّة بهنّ. حتّى أنّ مصفّف شعر الأميرة ديانا السابق Sam McKnight قد انضمّ إلى عالم الرموز هذا بعد إطلاق مجموعته الخاصّة بالعناية بالشعر قبل خمس سنوات. وقد تمّ إعلان الخبر في يوليو الماضي وستتضمّن مجموعته 300 نسخة من العمل الفنيّ المستوحى من كتاب McKnight.  
 
هل تواجهين مشكلة في فهم معنى الرموز غير القابلة للاستبدال؟ أنت لست الوحيدة.
يمثّل الرمز غير القابل للاستبدال الملكيّة الأصليّة لغرض أو فكرة افتراضيّة أو ماديّة. فيعمل كبطاقة مصادقة رقميّة تمنع سرقة الحقوق أو نسخها أو تغييرها. إنّما تسمح منصّات الـBlockchain بالمزايدة عليها وبيعها. ويمتلك الفنّانون والعلامات التجارية والمبدعون أعمالهم ولديهم حريّة التعبير عن أنفسهم.


 إقرئي أيضًا: حوّلي جمالك الكلاسيكي من خلال كحل العيون​​​​​​​

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث