Kariman Abuljadayel:لا شكّ في أنّنا سنخرج من هذه الأزمة أكثر قوة

منذ نعومة أظافرها، دعمت والدة كريمان أبو الجدايل حبّها للرياضة. حيث اعتادت أن تصحبها لمشاهدة المباريات وللقاء مَن اعتبرتهم قدوة لها في عالم الرياضة في كلّ مرة أتيحت لها الفرصة. ونتيجةً لذلك، دفعها شغفها‎ بالرياضة إلى الرغبة في أن تصبح رياضيّة محترفة! وبعد بضع سنوات، حقّقت حلمها وأصبحت أولمبيّة تنافس باسم المملكة العربيّة السعوديّة! فأضحت كريمان العدّاءة السعوديّة الأولى التي تتنافس في سباق 100 متر في دورة الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة 2016 في ريو. ناهيك عن أنّها مهندسة معمارية معتمدة ومحاضرة للهندسة المعماريّة في جامعة الفيصل ومؤسّسة مشاركة للاتحاد السعوديّ للتجديف.
في أيام الحجر هذه، تجد كريمان أنّ أكثر ما تفتقده من العالم الخارجي هي تلك الأمور الصغيرة التي اعتبرتها من المسلّمات في الأيّام السابقة. وتشرح لنا ما تعنيه تحديداً من خلال إعطاء هذه الأمثلة: "من القهوة التي أتناولها في الصباح قبل ممارسة الرياضة إلى الضحك مع زميلاتي في الفريق، أو مجرّد غسل قاربي بعد التمارين الرياضيّة". وحين سألناها كيف تمارس الرياضة من المنزل كونها رياضيّة تتمرّن عادةً في الهواء الطلق. أجابتنا: "بصفتي مجدّفة، أجد منحنى تعليميّاً في التدريب من المنزل". ففيما كانت تقضي من 4 إلى 5 ساعات يوميّاً في المياه، أخبرتنا أنّ أصعب جانباً من التدريب في المنزل يكمن في عقلها، خصوصاً عندما تضطرّ إلى تعويض كلّ تلك الساعات التي تقضيها في الماء على آلة تجديف ثابتة. لكن بالرغم من ذلك، تؤكّد لنا: "بصفتنا رياضيّين، فنحن مدرّبون على ضبط أيّ أفكار سلبيّة والتركيز على المهمّ، ما يعني تقديم أفضل أداء لنا بغض النظر عن الظروف". 

الحفاظ على اللياقة البدنيّة في المنزل

في حين أنّه من الصعب عليها أن تبقى إيجابيّة مع علمها بأنّ الأيّام التي تعيشها بينما هي في المنزل ستتشابه بشكل أساسيّ، إلّا أنّ العدّاءة تحاول أن تكون مبدعة أو تبحث عن تعديلات مختلفة في ما تفعله ضمن روتينها اليوميّ. وتشير كريمان إلى أنّ أهمّ معياراً هو ألّا نغيّر سلوكنا في تناول الطعام، وعن هذا الأمر تقول: "في الأوقات العصيبة، يتوق جسم الإنسان إلى جميع أنواع الطعام، لا سيّما تلك التي تحتوي على السكر". وتستأنف قائلةً: "أعلم أنّ قول ذلك أسهل من فعله، إلّا أنّنا بحاجة للخروج من هذه الأزمة بصحّة أفضل من ذي قبل". كذلك، تنصح الأولمبيّة السعوديّة جميع السيّدات اللواتي يكافحنَ من أجل الحفاظ على لياقتهنّ في هذه الأوقات ببدء أيّ شكل من أشكال التمارين التي يفضّلنها لمدّة 30 دقيقة في اليوم على الأقل.

بعد الحجر المنزلي 

إنّ أكثر ما تحبّه كريمان في كونها رياضيّة هو أنّ هذه الممارسة تسمح لها بإظهار أفضل ما لديها، وسيبقى الحال كذلك بعد مرور هذه الأزمة. وتشرح لنا بالقول: "من أجل الوصول إلى مستويات الرياضي المحترف، يجب أن يتحلّى المرء بالروح القياديّة والعزم والتصميم. وبمجرد أن يكسب هذه السمات، يمكنه تطبيقها في أيّ جانب من جوانب حياته". وتسارع الأولمبيّة إلى إخبارنا بأنّ العودة إلى قاربها والتجديف في الماء مجدّداً هو أوّل ما ستفعله بعد انتهاء الأزمة‎. وتؤكّد: "في هذه الأثناء، أحتاج إلى الحفاظ على تركيزي ولياقتي والتزامي أثناء تواجدي في الحجر".

عندما تفكّر في الحياة بعد الأزمة، تعتبر كريمان أنّ الصراعات التي نمرّ بها اليوم تمدّنا بالقوّة التي نحتاجها في الغد. وتقول: "لا شكّ في أنّنا سنخرج من هذه الأزمة أكثر قوّة ممّا كنّا عليه في أيّ وقت مضى". وتختم قائلةً: "عندما ينتهي هذا كلّه، ستعود الحياة إلى طبيعتها. إنّما آمل أن نعرب عن امتناننا ونصبح أكثر تقديراً للتفاصيل الصغيرة في الحياة."

اقرئي أيضاً: Amal Baatia: من الآن فصاعداً، يجب التركيز على كيفيّة تقديرنا للتفاصيل الصغيرة

العلامات: Kariman Abuljadayel

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث