Amal Baatia: من الآن فصاعداً، يجب التركيز على كيفيّة تقديرنا للتفاصيل الصغيرة

بدأت ممارسة الرياضة منذ الثامنة من عمرها، بانضمامها إلى فريق الجمباز في المدرسة. وفي صغرها، كانت أمل باعطية طفلة نشطة جداً تحبّ الأنشطة الخارجيّة. ودائماً ما أظهرت عن حماس كبير للتدريب في الهواء الطلق والنشاطات على غرار الجري والتنس والانضمام إلى معسكرات التدريب. وفي العام 2013، شعرت بأنّها وصلت إلى قمّة اللياقة البدنيّة، فانطلقت تبحث عن تحدٍّ جديد أو مهارة مختلفة لتمارسها. في تلك المرحلة، اكتشفت رياضة الكروس فيت CrossFit بفضل بعض أصدقائها في دبي. وكان هذا النشاط لا يزال غريباً عن مجتمعها. إلّا أنّ اهتمامها بمعرفة المزيد عنه دفعها إلى السفر إلى دبي حيث وقعت في حبّ هذه الرياضة. وسعياً منها إلى تحقيق هدفها، شاركت أمل في ورش عمل عدّة وحصلت على شهادة المستوى الأوّل وأصبحت المدرّبة السعوديّة الأولى في رياضة الكروس فيت. بعد ذلك، بدأت في التدريب بدوام جزئي بعد عودتها من عملها كمديرة استثمار، وهدفت بذلك إلى الترويج لهذه الرياضة وإلى برهنة أنّه بإمكان جميع النساء بدء التدريب بجدّ وتحقيق أهدافهنّ في أيّ عمر وأيّ وقت في حياتهنّ. ومنذ ذلك الحين، تتنافس أمل في مختلف المسابقات الدوليّة، وفي العام الماضي فازت بميداليّة برونزيّة في مسابقة العقلة العالميّة التي أقيمت في فنلندا وكانت المرأة العربيّة الوحيدة التي تمثّل بلدها السعوديّة. 

في أيام الحجر هذه، تفتقد أمل الشاطئ حيث اعتادت قضاء أيّام السبت مع أطفالها، إلى جانب غداء يوم الجمعة في منزل والدتها. إنّما على الرغم من حبّها للمساحات الخارجيّة، لم تجد أمل أيّ صعوبة في ممارسة الرياضة في المنزل، لأنّها تمتلك صالة رياضيّة مجهّزة بالكامل في الطابق السفلي من منزلها، وتتدرّب لمدّة ساعة ونصف كلّ يوم.

الحفاظ على اللياقة البدنيّة في المنزل

ترى أمل أنّ الأزمة التي نمرّ بها هي طريقة للانضباط الذاتي وفترة للتخلّص من سموم العالم الخارجي. وتؤكّد: "إنّنا بحاجة إلى التركيز أكثر على الناحية الإيجابيّة في أيّ موقف سيئ نمرّ به، لأنّه لدينا خيار النظر إلى الأمور من وجهات مختلفة بغض النظر عن مدى سوء الوضع". فعلى سبيل المثال، تعتبر أمل أنّ أهمّ ما يشهده العالم بسبب الأزمة الحاليّة هو الانخفاض الكبير في مستوى التلوّث.

ومن بين الأنشطة الإيجابيّة اليوميّة التي تمارسها، تذكر: "قضاء المزيد من الوقت الممتع مع أطفالي والعودة إلى عاداتي القديمة، إذ بدأت في الرسم مرة أخرى، كذلك أطهو عشاءً لطيفاً لعائلتي ثم نشاهد فيلماً جميلاً بعد ذلك، وأقرأ أكثر، حتى أنّني أستغنم الفرصة لأصلح أعطالاً في المنزل أمثال الدُرج المكسور... " كما أنّ مدرّبة الكروس فيت لا زالت تقدّم دروساً افتراضيّة لزبائنها كلّ يوم وتحاول نشر الكثير من مقاطع الفيديو التدريبيّة التي تناسب الجميع على صفحتها على انستجرام لإبقاء الناس نشيطين وإيجابيّين. أمّا بالنسبة إلى جميع السيّدات في منازلهنّ، فتقول: "ثمة الكثير من الطرق للحفاظ على النشاط في المنزل. فإذا لا ترغبنَ في ممارسة الرياضة، حاولن القيام بنشاطات مثل تنظيف المنزل واللعب مع أطفالكنّ وشراء أغراض البقالة الخاصة بأنفسكنّ... " 

بعد الحجر المنزلي

ونظراً إلى أنّها رياضيّة شغوفة ومدرّبة لرياضة الكروس فيت والجمباز تتنافس في مختلف المسابقات الدوليّة، تحاول أمل تشجيع الجميع على بدء ممارسة الرياضة في أيّ عمر بغضّ النظر عن مستواهم أو عمرهم. فتقول: "إنّ تدريب فتياتي ورؤيتهنّ يصلن إلى أهدافهنّ من حيث اللياقة البدنيّة يمنحني شعوراً رائعاً على الإطلاق. فعندما أستطيع زيادة قوّة وثقة شخص ما بنفسه، أشعر بهذه اللحظة بتحقيق أهدافي". أمّا بعد الإغلاق، فأوّل ما ستقوم به أمل هو الذهاب إلى الشاطئ وركوب الأمواج.
 
وتظنّ المدرّبة السعوديّة أنّه سينتج عن هذه الأزمة تأثيراً كبيراً على العالم وعلى حياة الناس، إذ ستتغيّر وجهة نظرنا ونعدّل أولوياتنا وفقاً لذلك. كذلك، تعتقد أنّنا سنحاول من الآن فصاعدًا التركيز على الدرس وليس على المشكلة، وعلى كيفيّة تقديرنا التفاصيل الصغيرة التي لم نعترف بها لكثرة انشغالنا! 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث