Fatima AlHashmi: حبّ الذات هو سعادة داخليّة تحيطنا بهالة خارجيّة تجعلنا نحبّ كلّ ما هو حولنا

التصوير: Maximilian Gower
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
التنسيق: Sarah Rasheed
المساعدة في التنسيق: Dina Sherif  
المكياج والشعر: Diana لدى Michelle Hay Management
الموقع: فندق Al Seef Heritage Hotel Dubai, Curio Collection by Hilton
رداء من Valentino 

تنورة وقميص من Elisabetta Franchi

هل تحبّين نفسك؟ كيف تعبّرين عن حبّك لذاتك وتقديرك لها في هذه الأوقات العصيبة؟ متى كانت آخر مرّة طرحت فيها هذه الأسئلة على ذاتك؟ فيما نكبر على أهميّة حبّ الآخر والتعاطف معه، قد تغيب عن البعض أهميّة حبّ النفس. فمحبّة ذاتنا ومعاملتها بلطف والإستماع إلى حاجتها أمر لا يقلّ شأناً عن محبّة الآخرين ومعاملتهم بصدق ودماثة. إلاّ أنّ حبّ الذات لا يعني بأيّ شكل من الأشكال الإنطواء على أنفسنا أو جعل "الأنا" المحور الوحيد في حياتنا بل على العكس هذا الحبّ الذي نظهره تجاه أنفسنا سيكون بمثابة جسر عبور نحو حبّ الآخر. وعندما نتكلّم عن حبّ الذات، فلا نعني بذلك تقدير خصالنا الجيّدة فحسب، إنّما أيضاً تقبّل نقاط ضعفنا حتّى نصبح على وفاق مع كياننا بالكامل، فنقدّر ذاتنا بملئها ونشعر بالسعادة الداخليّة. في هذا التحقيق سنستعرض معك مسيرة خمس سيّدات ناجحات خضن تحديّات حبّ الذات واكتشفن كلّ على طريقتها كيفيّة الإحتفاء بذاتها وانعكاس ذلك إيجابيّاً على رفاهها الشخصي من جهة وعلاقتها بالآخرين من جهة أخرى. 

تعتبر Fatima AlHashmi أنّها محظوظة لكونها الطفلة الأولى في عائلة فنيّة محبّة للموسيقى والفنون بكلّ أنواعها. حيث أنّ التشجيع والاهتمام الذي حصلت عليهما والاعتماد على نفسها في مرحلة أخرى هما ما جعلاها ما تبدو عليه اليوم! ففي حين كانت تعزف أيّ لحن تسمعه منذ نعومة أظافرها، اكتشفت عائلتها ومدرستها موهبتها. فبدأت بتعلّم العزف على آلة الأكورديون ومن ثمّ البيانو. وما لبثت تطوّر ذاتها حتّى حصلت على شهادة LTCL في أداء آلة البيانو من كلية ترينيتي لندن. ومن ثمّ اتّخذت المجال الموسيقي كمهنة وأسلوب حياة وليس هواية فحسب، فأصبحت رئيسة قسم الموسيقى في وزارة الثقافة والشباب في الإمارات كما بدأت مشاركاتها الداخلية والخارجيّة في المحافل الثقافية والدبلوماسيّة. تعرّفي معنا أكثر في ما يلي على مسيرة Fatima وتعريفها لحبّ الذات وطريقة عيشه.

توازن بين حبّك لشخصك وحبّك للآخرين
بالنسبة إلى Fatima حبّ الذات هو سعادة داخلية تحيطنا بهالة خارجية تجعلنا نحبّ كلّ ما هو حولنا. وفيما قد يختلط عند البعض مفهوم حبّ الذات والنرجسيّة، تقول الفنّانة الموهوبة: "الحبّ الذاتي هو توازن بين حبّك لشخصك وحبّك للآخرين فهو نتيجة لذلك، أمّا الأنانية فهي عدم الاكتراث للآخرين، أي أن تضع نفسك أوّلاً شرط أن تسقط الآخرين من حولك. فمتى بدأت العازفة الشغوفة مسيرتها في حبّ الذات؟ تخبرنا التالي: "قد تنسينا مشاغل الحياة من نحن ومن نكون... في عمر الـ28، لم أعد أعرف نفسي إن كنت مازلت أنا أم أصبحت شخصاً آخر! فبدأت بالتقاط ذاتي المتناثرة على الأرض وإرجاعها كما كانت، بل أن أجعل أفضل نسخة منها!" وتضيف: "أكملت دراستي وحصلت على البكالوريوس ومن بعدها الماجستير في إدارة الفنون الأدائية. كما خضت تجارب جديدة ومارست وتعلّمت أشياء كثيرة أحبّها."

جرعات سعادة وإن كنت بأسوأ حال
في بعض الأحيان، يمكن أن ندرك أهميّة حبّ الذات بعد حادثة معيّنة حصلت معنا، فطلبنا من Fatima أن تشاركنا ذكرى خاصّة بها في هذا الصدد كان لها أثر في مسيرتها. فاستذكرت التالي: "في حادث سيّارة لي منذ أعوام مضت، لم أستطع حينها تقبّل ما حدث ولم أستطع حتى التعبير عمّا أشعر. أتذكّر يومها كلمات إحدى أفراد عائلتي: كلّ ما حدث يا فاطمة هو قضاء وقدر ولا بأس بالبكاء! هذه الكلمات كانت بالنسبة إليّ جرس إنذار لأبدأ بالإعتناء بذاتي." وتؤكّد الفنّانة المتألّقة: "هي معادلة بسيطة إن لم تقدّر أو تحبّ ذاتك فلا أحد سيقدّرك ويحبّك، وينتهي بك المطاف وحيداً وحزيناً." وقد سألنا فاطمة أن تشاركنا الخصائص التي تعتزّ بها بنفسها. فأشارت إلى تفاؤلها وابتسامتها وطموحها. وتقول: "كلّها جرعات سعادة وإن كنت بأسوأ حال". فكيف تحتفي العازفة بذاتها؟ تخبرنا: "أحبّ مكافأة نفسي كلّ يوم، وذلك من خلال أشياء أحبّها كأكل المثلّجات مثلاً، أو الذهاب للتزلّج على الجليد أو حتّى السماع للموسيقى".

الشخص السعيد هو من يتمتّع بقبول الذات 
تطلق العازفة الإماراتيّة نداء يقظة حول أهميّة تقبّل نقاط ضعفنا وتقول: "الاعتراف ثمّ القبول ثمّ التقدّم والتطوير. فلنعلم أنّه ليس هناك أحد كامل على وجه الكرة الأرضية، ولكنّ الشخص السعيد هو من يتمتّع بقبول الذات، أيّ الاعتراف والقبول بما هو عليه والمضي قدماً بتطوير ذاته من كل الجوانب". وتتابع: "هذه الجائحة كانت سبب في خروجي من صندوق الأحلام والنظر بشكل مختلف للمستقبل. أيّ أنّ الأحلام البعيدة أصبحت قريبة بل أقرب ممّا توقعت. فهناك الكثير من الإيجابيّات أثناء الجائحة لم نكن ننظر إليها جيّدا. الأحلام لا تتغيّر مهما كانت الظروف إلاّ أنّ طريق وصولنا إليها هو الذي تتغيّر. مع الجائحة أصبح العالم كلّه بين أيدينا وهذا ما يسهّل علينا الكثير من الأشياء". وتختم موجّهةً هذا النداء إلى جميع النساء: "جدي أشياءً كنت تودّين أن تتعلّمينها، فقد حان الأوان لذلك!"

اقرئي أيضاً: 5 كويتيّات رائدات في صناعة العناية بالذات

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث