5 كويتيّات رائدات في صناعة العناية بالذات

الإعداد والإدارة الفنيّة: Sama Al Wasmi
التصوير: Dana Dowmut
الملابس: قطع خاصّة بالنساء، ومن MAX & Co. ومن مجموعة Weekend من Max Mara.‎

في شهر مليء بالحبّ وبكلّ ما يقدّمه الناس تعبيراً عنه، من الزهور إلى الشوكولا، من المهمّ التركيز على أنواع الحبّ الأصعب تحقيقاً والأكثر أهميّة وهو حبّ الذات. ففي خلال السنوات القليلة الماضية، تزايد الكلام والدعوات إلى العناية بالذات وحبّ الذات واكتسبت هذه العبارات زخماً كبيراً لتحتلّ الصدارة، ليس في الحياة اليوميّة فحسب وإنّما عبر الكثير من المنصّات ووسائل التواصل والشركات. والواقع أنّ الاهتمام بالنفس لا يسمح للفرد بأن يعيش أفضل حياة ممكنة فحسب، إنّما يتيح سبلاً كثيرة وفريدة تماماً بقدر الفرادة التي تميّز الشخص الذي يبحر فيها. وبالنسبة إلى البعض، قد تبدو هذه الموجة العصريّة الجديدة مصحوبة بالشموع والحمّامات التي تبعث الاسترخاء والمانترا. واليوم تُعطى الأولويّة لعافية الفرد وصحّته، بينما يتراجع المجال المجتمعيّ والسطحيّ. ومن جهة الصناعات، من المتوقّع أن تصل صناعة العافية والصحّة العالميّة متعدّدة الأوجه إلى 6,543.4 مليون دولار بحلول العام 2026، وأن تنمو بمعدل نموّ سنويّ مركّب قدره 4.8٪ من العام 2019 إلى العام 2026، بحسب GlobeNewswire. الأمر الذي لا يجعل من رعاية الذات وحبّها أمراً حيويّاً لنجاح الفرد فحسب، بل يكسبه طابعاً مثمراً في عالم الأعمال والمهن على حدّ سواء. ومع أرقام كهذه، اتّبعت النساء في جميع أنحاء العالم شغفهنّ لممارسة حبّ الذات، بغية إنتاج أعمال ومهن ناجحة في آنٍ معاً.

تعرّفي معنا على خمس نساء من الكويت فعلنَ ذلك بالضبط، ووظّفن فهمهنّ لفوائد حبّ الذات والاعتناء بها في أربع مهن وشركات متمّيزة. بدءاً من قبول الشعر المتجعّد، مروراً بمشاركة الدروس التي تنتج عن تقاطع الحياة المهنيّة والأمومة، ووصولاً إلى معدّات التمرين المستدامة التي لا تدعم ممارستك للرعاية الذاتية فحسب إنّما تخدم كلّ الأشكال والأحجام النسائيّة وتساهم في كسر روتين اتّباع الأنظمة الغذائيّة والتدريبات القمعيّة من خلال الإيجابيّة والحركة. وفي ما يلي يشاركنَنا قصصهنّ بينما يواصلنَ مسيرتهنّ في صناعة حبّ الذات.

Badriya Abdullah Al Haid

أنشأت Badriyah منصّة Shop Curls في أبريل 2019، غير أنّها أكثر من مجرّد منصّة تجارة إلكترونيّة تبيع منتجات الشعر، إذ تساعد النساء على احتضان سماتهنّ الطبيعيّة والاحتفاء بها!

هلّا أخبرتنا المزيد عن نفسك وعن المراحل التي مررت بها للوصول إلى حبّ الذات وما أنت عليه اليوم؟

لطالما كنت من النوع الذي يحبّ المظهر الطبيعي البسيط بدءاً من الشعر إلى المكياج والملابس. وبالعودة إلى مرحلة المراهقة، تغيّر شعري فجأة من شعر أملس حريري إلى شعر شديد التجعّد، لذا اعتدت في كلّ عيد ميلاد لي أن أطلب نوعاً جديداً من أدوات تمليس الشعر. إذ اعتقد مجتمعنا في ذلك الوقت، أنّ الفتيات ذوات الشعر الأملس أكثر جمالاً ورقيّاً وأناقة. من هنا، تمحورت حياتي كلّها حول شعري: بحيث خصّصت الكثير من الوقت لغسله وتجفيفه، واستيقظت باكراً جدّاً لتصفيفه، ولطالما حجزت الفنادق التي فيها صالونات تجميل عند السفر. غير أنّ عاداتي هذه لم تكن صحيّة، إذ بذلت كلّ ذاك المجهود الإضافي وألحقت الضرر بشعري لإرضاء نظرة الآخرين تجاهي وكلّ من نجح في التأثير على الطريقة التي أرى بها نفسي. لكن بعد إنهاء الثانويّة، عشت في الخارج لأكثر من عام وقرّرت أنّ الوقت قد حان للعيش بالطريقة التي أريدها، ولاحتضان شعري الطبيعي وإيقاف كلّ الضرر الذي تسبّبت فيه. وبصراحة فوجئت بمقدار الدعم الذي تلقيته هناك، فلطالما استوقفني الناس في الشوارع ليعبّروا لي عن مدى إعجابهم بشعري المجعّد وكيف أنّه يمنحني مظهراً "مميّزاً"! وبالفعل بدأت أحبّ شعري وراق لي أن أبدو مختلفة، كما أنّ ثقتي بمظهري غيّرت حقاً نظرة الناس إليّ. وبدأت مسيرتي بمجرّد أن صمّمت على استعادة شعري الطبيعي والصحيّ وانتهى بي الأمر في الوصول إلى قبول الذات وحبّها.

كيف تدعمين قدرة المرأة على رعاية ذاتها من خلال عملك؟

إنّ Shop Curls عبارة عن منصّة تخدم جميع أنواع الشعر الطبيعي وليس الشعر المجعّد فحسب. ومن خلالها، أحاول مساعدة كلّ فتاة دفَعها المجتمع إلى التفكير في أنّ الشعر المجعّد يعتبر مشعثاً، إلى أن تحب ضفائرها بغض النظر عن مدى تلفها. فالواقع أنّ الشعر الطبيعيّ كلّه جميل، ويقضي هدفي الأسمى في جعل كلّ فتاة تشعر بالثقة والجاذبيّة بمظهرها. وتتّسم أعمالي التجاريّة بطابع شخصيّ، حتّى أنّها ذات بعد علاجيّ إلى حدّ ما، إذ أحاول التواصل مع كلّ زبونة على المستوى الشخصي وحلّ المشاكل الفعليّة التي تجعلها تكره شعرها الطبيعي. وأبذل قصارى جهدي مع الفتيات اللواتي تعرضنَ للتنمّر بسبب شعرهنّ المجعّد أو تعيّن عليهنّ التعامل مع أحد أفراد الأسرة الذي أخبرهنّ بأنّ شعرهنّ المتجعّد يمنحهنّ مظهراً غير أنثويّ، بهدف جعلهنّ يستعدنَ ثقتهنّ بأنفسهنّ. حتى أنّني أرشد الفتيات اللواتي يعجبهنّ شعرهنّ إنّما لا يردن أي هيشان أو frizz مطلقاً، بحيث أدفعهنّ أولاً إلى قبول حقيقة أنّ الهيشان جزء من الشعر المجعّد، ثمّ أدعوهنّ إلى استخدام عبارات مثل "شعر بحجم كبير" و"شعر ضخم" بدلاً من كلمة الشعر الهايش. أمّا بالنسبة إلى الفتيات اللواتي يستمتعن بعلاج شعرهنّ في الصالون، فقد بدأت Shop Curls في التعاون مع الصالونات لتقديم خدمات لهنّ باستخدام منتجاتنا. وبالفعل، أسهم كلّ هذا الدعم الفردي والبدائل التي نواصل تقديمها في حثّ الكثير من النساء على ممارسة الرعاية الذاتيّة.

هل يمكنك أن تطلعينا أكثر على الخدمات التي تقدمينها؟

أقدّم خدمات استشارية لمساعدة الزبونات على فهم شعرهنّ بشكل أفضل، ومساعدتهنّ على تحديد المنتجات التي يحتجن إليها وكيفيّة استخدامها، وإنشاء روتين مخصّص لهنّ. كذلك أقدّم تدريباً مباشراً أتتبّع من خلاله تقدّم الزبونة في استعادة صحّة شعرها التالف. وعلاوةً على ذلك، أنا مصفّفة شعر معتمدة لتسريحة RezoCut التي تمنح الشعر الطبيعي قَصّة متخصّصة تركّز على الشكل والتوازن والحجم. كما أنّني أتعاون مع صالونات التجميل وأدرّب موظفيها على الخدمات التي يمكنهم تقديمها لزبوناتهنّ من أصحاب الشعر المتموّج.

متى قرّرت بدء هذه المسيرة لتمكين النساء الأخريات من ممارسة الرعاية الذاتيّة وهل ثمّة سبب محدّد وراء قرارك؟

لقد بدأت هذه المسيرة في العام 2019 بمجرد عودتي إلى الكويت، أي بعد مرور أكثر من عام على قبولي شعري الطبيعي واستعادة صحّته بعد كلّ الأضرار التي حلّت به. وفي الواقع، كان لدى معظم صديقاتي شعر مجعّد ومسيرة مشابهة جداً لمسيرتي، لذا بدأت ببطء في مساعدتهنّ على حبّ شعرهنّ واستعادة صحّته. وعندها فكّرت في الآلاف من الفتيات الأخريات اللواتي احتجن إلى إرشادي، وأردت أن أضمن سهولة الوصول إلى منتجات الشعر المتجعّد أيضاً. من هنا،ارتأيت أن أطلق حركة Natural Hair Movement في الكويت وأنا فخورة جداً بنفسي لأنّني حقّقت ذلك. إذ لم أرغب في أن تقبل الفتيات شعرهنّ الطبيعي فحسب، بل أردت أيضاً تغيير الطريقة التي ينظر بها المجتمع إليهنّ. واليوم، تقصد الكثير من زبوناتي بفخر المناسبات الخاصّة كحفلات الزفاف بشعرهنّ الطبيعي. وأساساً هذا الدافع وراء مسيرتي، بحيث أريد لكلّ فتاة أن تشعر بالجمال والثقة فيما تحتضن طبيعتها وألّا تسعى إلى ما يريدها المجتمع أن تبدو عليه.

بمَ تنصحين النساء اليوم حول كيفيّة تدريب أنفسهنّ عمليّاً على روتين حبّ الذات والعناية بها؟

أعتقد أنّ الإرهاق يمثّل الطريقة التي يخبرنا جسمنا من خلالها بأنّه علينا أخذ قسط من الراحة. لذا لا تحاولي تجاهل الإرهاق، لأنّه سيزداد سوءاً. ومن الضروري قضاء الوقت وحدك وبعيداً عن العمل. لذلك، تخلّصي من أيّ شيء يربطك بالعمل، بدءاً من إيقاف تشغيل الهاتف والكمبيوتر المحمول مثلاً. حيث أنّ الانفصال عن العالم الخارجي يمنحك كلّ الوقت الذي تحتاجينه للتركيز على نفسك. وبالنسبة إلى عطلات نهاية الأسبوع، فلا شكّ في أنّ دورك كرائدة أعمال سيجعلك تعملين على مدار الساعة طوال أيّام الأسبوع، ما لم تكرّسي أيّاماً لنفسك وتلتزمي بها. أمّا إذا علّقت حلمك مؤقتاً فهذا لا يعني أنّك تلغينه. من هنا، تذكّري أنّ الكلام الذي تستخدمينه لترجمة أمور معيّنة لعقلك معيار بالغ الأهميّة، فكوني لطيفة في الطريقة التي تتحدّثين بها مع نفسك ولا تشعري بالسوء أبداً بسبب احتياجك إلى بعض الوقت للاستجمام.

 Noura AlKhubaizi و Deema AlMuzayyan

تدرك Noura AlKhubaizi وDeema AlMuzayyan مؤسِّستا منصّة Altr Wear أنّ ما ترتدينه يجب أن يتماشى مع ممارسة الرعاية الذاتيّة الخاصّة بك. لهذا السبب، تشمل العلامات التجاريّة الموجودة على منصّتهما جميع الأحجام، لا سيّما ملابس الأمومة في أفضل تشجيع لقبول الجسم . كذلك، إنّ جميع العلامات صديقة للبيئة بهدف إرسال الحبّ إلى أمّنا الطبيعة أيضاً.‎

هلّا أخبرتنا كلّ منكما المزيد عن نفسها وعن المراحل التي مرّت بها للوصول إلى حبّ الذات وأصبحت ما هي عليه اليوم؟

Noura: بدأت مرحلة قبول الذات لديّ انطلاقاً من إدراكي واعتقادي بأنّني أستحقّ العناء ورائعة مثلما أنا، وكذلك إثر تصالحي مع نفسي. وبطبيعة الحال، يأتي حبّ الذات بعد تلك المرحلة استكمالاً لتقبّل ذاتي ويدفعني إلى الوثوق بنفسي بينما أتطوّر وأنمو أثناء مسيرتي، كما يحثّني على إظهار امتناني وعطفي إزاء نفسي، ناهيك عن إبطاء وتيرة حياتي ورعاية ذاتي، كما ومواصلة السعي لتحقيق ما أريده وأستحقّه. ولا أريد أن يبدو قولي مبتذلاً أو متشائماً، ولكن في نهاية المطاف ليس لديك سوى نفسك حقاً، لذا فإنّ قبول الذات مهمّ، ونحن جميعاً نستحقّه فالحبّ الذي نمنحه أحياناً للآخرين بسهولة ربّما ننسى أن نظهره لأنفسنا. لذا فقبل أن نتوّقع الحب والقبول أو نقبلهما من الآخرين، نحتاج أوّلاً أن نمنحهما لأنفسنا.

Deema: لم أتجاهل الحياة عندما أعطتني دروساً، وواصلت تعليم نفسي الحبّ والتعاطف اللذين أستحقّهما. وبالنسبة إليّ، هذه القوّة التي تمنحني الطاقة لأحبّ نفسي وأزوّدها بالدعم الذي تستحق.

كيف تدعمان قدرة المرأة على رعاية ذاتها من خلال عملكما؟

نفعل ذلك أوّلاً من خلال إلهام النساء على تولّي زمام المسؤوليّة عن حياتهنّ ووقتهنّ، والاستثمار في أنفسهنّ من خلال عيش حياة أكثر نشاطاً وصحّة وبالتالي أكثر سعادة. ويعتبر الاعتناء بجسمنا أحد أشكال الرعاية الذاتيّة المهمة، كما أنّه يترك آثاراً إيجابيّة على أجزاء أخرى من حياتنا. ثانياً، نحن فخورتان بالعلامات التجاريّة التي نتعامل معها لأنّها شاملة لمختلف المقاسات النسائيّة، كما أنّها تلبّي الاحتياجات المتنوّعة عندما يتعلّق الأمر بالملابس الرياضيّة والضروريّات، مع إتاحة وصول النساء من جميع الأعمار والأحجام إلى الجودة العالية، والملابس الرياضيّة الأخلاقيّة والصديقة للبيئة التي يشعرن بالراحة عند ارتدائها. وبالفعل، تستحق جميع النساء ارتداء الملابس التي تجعلهنّ يشعرن بأنهنّ جميلات وجريئات، بغض النظر عن عمرهنّ أو "حجمهنّ".

هل يمكنكما أن تطلعانا أكثر على الخدمات التي تقدّمانها؟

أنشأنا منصّة Altr Wear في الأساس لتوفير بديل واعٍ من الملابس الرياضيّة والأساسيّات. حيث أنّنا نقدّم قطعاً مصنوعة أخلاقيّاً وصديقة للبيئة لكلّ من النساء والرجال، تجعلهم يشعرون بالراحة ويفعلون الخير. وكلّ ذلك بالتزامن مع زيادة الوعي بالتجارة العادلة والأزياء الصديقة للبيئة ونشر النظرة الإيجابيّة للجسم.

متى قرّرتما بدء هذه المسيرة لتمكين النساء الأخريات من ممارسة الرعاية الذاتيّة وهل ثمّة سبب محدّد وراء قراركما؟

بدأ ذلك مع إطلاقنا منصّة Altr Wear في العام 2018، حيث أنّ النشاط البدني يعدّ شكلاً من أشكال الرعاية الذاتيّة الراسخة. ونحن أردنا تقديم الملابس التي يمكن الوصول إليها والتي تجعل النساء يشعرنَ بالراحة والتمكين أثناء القيام بأيّ أمر يردنه... إن قضى ذلك بزيارة الاستوديو المفضل لديهنّ، أو احتساء القهوة مع الأصدقاء أو ببساطة الاسترخاء في المنزل بملابس جميلة.

بمَ تنصحان النساء حول كيفيّة تدريب أنفسهنّ عمليّاً على روتين حبّ الذات والعناية بها؟

Noura: لأيّ امرأة تشعر بأنّها تواجه مشاكل في تقدير نفسها، تذكّري أن تظهري لنفسك اللطف والتعاطف، وأن تحتفلي بنجاحاتك الصغيرة وتفكّري في كلّ ما لديك من نِعم. والمؤكّد أنّ الإرهاق ليس ممتعاً. لكن تذكّري أنّه لا يمكنك إعطاء أيّ شيء لا تملكينه، لذا امنحي نفسك الأولويّة وتعلّمي أن تضعي حدوداً لعملك والتزاماتك. فأحياناً ما تستهلك الأمور طاقتنا وتستنفدها، لا سيّما الأمور التي نحن شغوفون بها. من هنا، لا بدّ لك من العثور على التوازن بين ذاتك وحياتك، فهذا أمر بالغ الأهميّة لتتمكّني من العناية بنفسك وبالأشخاص الذين تحبينهم. أمّا إذا كنت دائمة الانشغال، فقد تبدو الرعاية الذاتية غريبة عليك أو ربّما لا تعرفين من أين تبدئين، لكّنها تُعتبر فريدة لكلّ شخص. لذلك أدعوك أوّلاً إلى إبطاء وتيرة يومك، وتخصيص بعض الوقت لنفسك، وتجربة أمر جديد، من الأنشطة إلى المنتجات، كما وإنشاء روتين لنفسك تستندين إليه كلّ يوم ويساعدك على الاسترخاء و الاستجمام. أمّا نصيحتي للنساء اللواتي علّقن أحلامهنّ حاليّاً... أن يفكّرنَ في الوباء على أنّه إعادة توجيه وليس طريقاً مسدوداً. لذا أدعو كلّ امرأة إلى استغلاله للاستكشاف والاختبار والابتكار، إذ ليس لديك ما تخسرينه بل ستكسبين الخبرة والنجاح على ما آمل، لذا ابدئي. كذلك، لديّ نصيحة عمليّة لهنّ تتمثل في تقسيم هدفهنّ الأسمى إلى أهداف أصغر يمكن التحكّم فيها، والبدء باتّخاذ خطوات صغيرة نحو تحقيقها. إنّما كلّ ذلك مع الحفاظ على روح الاستكشاف وعدم التعلّق بنتيجة واحدة، إذ لا يمكنكنّ توقّع الفرص التي قد تنشأ بينما تعملنَ نحو هدف تردنه.

Deema: أولاً، عليهنّ إطلاق العنان لإحساسهنّ ومنح مشاعرهنّ الوقت الذي تحتاجه. ثمّ عليهنّ العمل على كلّ ما يردن تغييره في حياتهنّ. ثانياً، عليهنّ إحاطة أنفسهنّ بأشخاص يساعدنهنّ على تعزيز قواهنّ وسعادتهنّ بعقليّة إيجابيّة. وثالثاً، لا بدّ لهنّ من أن يحببن ذاتهنّ ويقدّرن كلّ ما يحيط بهنّ.

Fajer Al Awadhi

تجسّد Fajer صناعة الرعاية الذاتيّة، ليس بفضل خلفيّتها الواسعة في عالم الصحة والجمال والعافية، أو من خلال نقل القيم الروحيّة للممارسات إلى ابنتيها وإنّما أيضاً من خلال مشاركة معرفتها عبر منصّاتها وكتابها المنشور حديثاً !Really Raw‎

هلّا أخبرتنا المزيد عن نفسك وعن المراحل التي مررت بها للوصول إلى حبّ الذات وأصبحت ما أنت عليه اليوم؟

إنّني ربّة منزل وأم لابنتين جميلتين، وقد ساعدني حبّي لهما على فهم ماهيّة الحبّ بشكل أفضل، وعلّمني كيف أحبّ نفسي وأقبلها، الأمر الذي أعتبره مسيرة مستمرّة نحو إدراك الذات بالإضافة إلى التطوّر. إذ علينا مواصلة العمل على تنمية هذا القبول والحب معنا بينما نتطوّر. والواقع أنّني فهمت هذه الفكرة بشكل أفضل عندما أصبحت أمّاً واضطررت إلى مواجهة الكثير من التقلّبات والصعوبات كامرأة، لأنّ ذلك قد رسخّ فيّ الاعتقاد أنّ حبّ الذات وقبولها يبدأ بمعرفتنا لقيمتنا كأفراد ومن ثمّ العمل بثقة لنكون أفضل نسخ ممكنة من أنفسنا حاليّاً وفي أيّ وقت.

كيف تدعمين قدرة المرأة على رعاية ذاتها من خلال عملك؟

لديّ إيمان راسخ بأنّ أيّ أمر تفعلينه بثقة سيتم بشكل أفضل بكثير. لذا فأنا أحفّز النساء والأمهات على أن يعزّزن ثقتهنّ بأنفسهنّ من خلال تقديم عدد من الأدوات المختلفة لهنّ ليعيشن حياة يومّية أكثر بهجة، سواء كان ذلك من خلال تخصيص وقت أكثر جودة لأطفالهنّ أو ببساطة عن طريق تكريس بعض الوقت لأنفسهنّ بغية الاسترخاء واستعادة طاقتهنّ. وأناقش كلّ ذلك بصورة مفصّلة أكثر في كتابي Really Raw.

هل يمكنك أن تطلعينا أكثر على الخدمات التي تقدمينها؟

أركّز حاليّاً على إطلاق كتابي بالإضافة إلى مشاريع التعاون مع شركة Birthkuwait. ومؤخراً، أقمنا آخر فعالية لنا أثناء فترة الإغلاق عبر Zoom تحت عنوان New Mom during New Times. ومن خلالها، عالجنا موضوع التغلّب على الصعوبات التي قد تضطر الأمّهات الجدد إلى مواجهتها أثناء الوباء، وكيفيّة التعامل معها بشكل أفضل، بلسان عدد من المتحدّثات بمَن فيهنّ أمّاً جديدة ورائدة أعمال ومدرّبة ولادة بالإضافة إلى مدرّبة أبويّة.

متى قررت بدء هذه المسيرة لتمكين النساء الأخريات من ممارسة الرعاية الذاتيّة وهل ثمة سبب محدّد وراء قرارك؟

قررت أن أبدأ هذه المسيرة عندما بدأت إلى حدّ ما في فهم فكرة حبّ الذات. وحينها بتّ أكثر وعياً بأنّها مسيرة مستمرة فيها الكثير من المساحة للنمو كنساء، ولإنجاز المزيد بوعي أكبر في كلّ أدوارنا ومهامنا. حتى أنّ تمكين النساء الأخريات من بدء رحلتهنّ نحو حبّ الذات قد جعلني بدوري أكثر وعياً بطبيعتنا كنساء عربيّات وأوضح لي معنى الحبّ بالنسبة إلينا في ثقافتنا العربيّة، ممّا سمح لي بالتعامل بهدوء أكبر مع المشاكل اليوميّة سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

هل يمكنك ذكر بعض الممارسات الصغيرة التي تقومين بها للاحتفاء بنفسك والتي لها تأثير إيجابي على حياتك اليوميّة؟

إنّ تدوين يوميّاتي بصورة معتادة قد غيّر حياتي تماماً. وأحاول أحياناً كتابة يوميّاتي أسبوعيّاً. لكن طالما أنّ هذه العادة تشكّل جزءاً من روتيني، فإنّها تمنحني شعوراً جيّداً وتفيدني دائماً. وحينما أدوّن يوميّاتي أثناء احتساء كوب من شاي الأعشاب، أشعر بحال رائعة جداً.

بمَ تنصحين جميع النساء حول كيفيّة تدريب أنفسهنّ عمليّاً على روتين حبّ الذات والعناية بها؟

نظراً إلى أنّنا نتطوّر ونتغيّر باستمرار، نحتاج إلى تعلّم أشياء جديدة عن ذاتنا لمواكبة النسخ الجديدة من أنفسنا بالتوازي مع فهم وتطبيق فكرة الوجود في الوقت الحاضر. وبيقى المعيار الأكثر أهميّة عند تعلّم المزيد عن نفسنا، هو معرفة قيمتنا كأفراد، لأنّ هذه القيمة تمثّل الدافع للكثير من الأمور!

Zaina Al Ghabra

تعرف Zaina حقّ معرفة أنّ استخدام منصّتها لنشر الإيجابيّة من خلال الحركة وقبول الذات ورفض ثقافة النظام الغذائي هي رسالة حيويّة. ويعتمد نهجها هذا على ممارسات الرعاية الذاتيّة البسيطة إنّما الفعّالة، مثل التمارين الرياضيّة والطعام الصحي، فيتجاوز الحدود الصحيّة وصولاً إلى إيجاد الصوت الداخلي والشجاعة.‎

هلّا أخبرتنا المزيد عن نفسك وعن المراحل التي مررت بها للوصول إلى حب الذات وأصبحت ما أنت عليه اليوم؟

بدأ الأمر مع والديّ اللذين منحاني الحريّة لأكون مَن أريد، خصوصاً في مرحلة البلوغ. وانطلقت مسيرتي عندما انتقلت إلى الجامعة في أوكلاهوما، في هذا المكان حيث لا يعرفني أحد. والواقع أنّ الابتعاد عن المحيط والأشخاص الذين أعرفهم ساعدني على اتّباع اهتماماتي الخاصّة. فمارست اللياقة البدنيّة ورياضة الزومبا، ونشرت كلّ ما أفعله على الفيسبوك، ورحت أطهو، وارتكبت الأخطاء، وتعلّمت العيش مع العواقب، وما إلى ذلك. وبعد 8 سنوات، عدت إلى الكويت وانضممت إلى أحد المصارف وعملت في تخصّصي مثل معظم حاملي الشهادات العليا، ثم قصدت صفّ زومبا بعد العمل. وكنت لا أزال جديدة على تطبيق إنستجرام وفجأة رحت أتساءل ما إذا عليّ جعل حسابي خاصّاً؟! وكيف أصل برسالتي إلى العالم إذا كان حسابي خاصّاً؟ ونظراً إلى أنّني سأمارس الرقص فهل يجب أن يكون كذلك؟ ولم يبدُ لي أنّ الكثير من الفتيات اللواتي مارسن الزومبا امتلكن حسابات عامّة على هذا التطبيق. ماذا لو غطيت خصري؟ ما الذي سيفكّر فيه الناس!؟ ولكن في النهاية، وجدت أنّ كلّ ذلك مرهقاً جداً وأدركت أنّ التغيير أمر لا بدّ منه، وبدأت أفكّر كيف يمكنني أن أكون أصيلة. ورأيت أنّني لم أستطع أن أكون على طبيعتي ولم أعرف كيف أفعل كلّ ذلك، فتساءلت لماذا أضع نفسي ضمن هذا الإطار المحدّد؟ إثر ذلك، جلست مع ذاتي وسألت نفسي: هل تفعلين شيئاً خاطئاً؟ هل تؤمنين بما تفعلينه؟ هل تساعدين الناس من خلال ما تفعلينه؟ هل يمكنك أن تخدميهم أكثر إذا كنت على سجيّتك؟ وهكذا توصّلت إلى قبول نفسي وحبّها بغض النظر عمّا يعتقده الناس أو يقولونه.

كيف تدعمين قدرة المرأة على رعاية ذاتها من خلال عملك؟

من خلال صفوف الزومبا التي أعطيها، أقدّم للنساء مساحة حيث يمكنهن تحدّي أنفسهن وارتكاب الأخطاء والتعلّم من ذاتهنّ ومن بعضهنّ البعض والعثور على أنفسهنّ على طول الطريق. حيث أنّ الحيويّة عالية في صف الزومبا ورأيت الكثير من النساء الخجولات يجدن ثقتهنّ في هذا الصف، وبالفعل إنّه لأمر مدهش وملهم. كذلك، أعطي صفّ تدريب عالي الكثافة HIIT مستوحى من فنون الدفاع عن النفس، يمكّن النساء من التمرّن بكثافة عالية وإيجاد قوتهنّ جسديّاً وعقليّاً. هذا ونمت صلتي بهؤلاء النساء بالتزامن مع شغفي بمساعدة الناس على مستوى أعمق، ولذلك أصبحت مدرّبة صحيّة شاملة. والآن، بتّ قادرة على تدريب النساء في خلال مراحل مختلفة من الحياة، بعضها لا يتعلّق حتّى بالطعام أو اللياقة البدنيّة.

هل يمكنك أن تطلعينا أكثر على الخدمات التي تقدمينها؟

أعطي صفوف لياقة بدنيّة جماعيّة للسيّدات مثل Zumba وStrong Nation وCircuit وBooty Burn. فضلاً عن جلسات تدريب صحيّة حيث أعمل بشكل وثيق مع الأفراد الذين يحتاجون إلى المساعدة في رحلة العافية الخاصة بهم. هذا وأتبع نهجاً شاملاً لا يقتصر على مراعاة الطعام الموجود في طبقهم أو عدد الخطوات الظاهرة على جهاز التتّبع الخاص بهم فحسب. ففي بعض الأحيان، يحتاج الناس فقط إلى مساحة آمنة ليكونوا مَن يريدون ويقولون ما يشعرون به.

متى قررت بدء هذه المسيرة لتمكين النساء الأخريات من ممارسة الرعاية الذاتيّة وهل ثمة سبب محدّد وراء قرارك؟

أريد أن تعرف النساء كم أنّ رحلة البحث عن النفس تستحقّ العناء، لا سيّما لجهة مواجهة جميع الضغوط الخارجيّة التي نتعرّض لها. وفي خضمّ عمليّة تمكين النساء من خلال ما أفعله، لم أعلم أنّني سأستفيد بدوري وأتأثّر بقوّتهن أيضاً. لقد حضرن كلّ الصفوف بدون استثناء بغض النظر عمّا مررن به. كنّ جميعاً نساء قويّات، بعضهنّ في مواقف صعبة، وبعضهن الآخر محظوظات، والبعض من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ولكن معظمهنّ من أجزاء مختلفة من العالم، وكلهنّ مختلفات وجميلات ويستحقنّ الصحة والسعادة.

هل يمكنك ذكر بعض الممارسات الصغيرة التي تقومين بها للاحتفاء بنفسك والتي لها تأثير إيجابي على حياتك اليوميّة؟

أنام باكراً بغية النجاح بشكل أفضل في اليوم التالي. لا أستمتع بالاستعجال وأحتاج إلى وقت كافٍ لروتيني الصباحي: ماء الليمون الدافئ والفواكه والقهوة. دائماً ما أتناول الفاكهة الاستوائيّة بحيث أحبّها كثيراً. هذا وتروق لي مشاهدة شروق الشمس وأجد أنّه يضفي الإيجابيّة على يومي. وكذلك، أضيف عناصر من الطبيعة والنباتات والأصداف البحريّة والأخشاب إلى غرفة نومي. وطبعاً أحبّ كلابي كثيراً.

بمَ تنصحين النساء حول كيفيّة تدريب أنفسهنّ عمليّاً على روتين حبّ الذات والعناية بها؟

لا يقضي هذا الأمر بالمشي وقراءة الكتب والحصول على علاج للوجه. بل على كلّ امرأة أن توطّد معرفتها بنفسها وأن تدع الأمور تأخذ مجراها بدون منع حدوثها. لا تقولي: كلا، لا أريد تجربة هذا لأنّني لا أجيده أو لا أحبّه، بل جرّبي كلّ شيء وقولي بالتأكيد سأحاول. إذ نحتاج أحياناً إلى فقدان أنفسنا لنجدها فعلاً. اسألي نفسك: من أنا؟ هل أنا شخص جيّد؟ ربما أحتاج إلى التواصل مع نفسي روحيّاً، أو أحتاج إلى القيام بعمل خيري. ما الذي أحبّه؟ ما الذي يسعدني؟ هذه الأمور التي سأخصّص الوقت لها! إلامَ أحتاج؟ ما الذي يجعلني سعيدة اليوم؟ هذا الشهر؟ هذه السنة؟ أعثري على أسلوب الحياة المناسب لك. لأنّ حب الذات لا يحدث من تلقاء نفسه، بل يتطوّر من خلال المعرفة والنموّ والمغفرة للذات.

اقرئي أيضاً: ميسون زايد: ولدت لأكون نجمة وواقع أنّني فقدت الأكسجين عند الولادة لم يكن جزءاً من قدري هذا

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث