Sarah Taibah: إبداع المرأة السعوديّة يصنع الحاضر والمستقبل

عقد من الذهب الأبيض مرصّع بالروبليت على شكل دمعة والياقوت بأسلوب قطع Buff-Top
فستان أبيض من Solace London لدى Etoile La Boutique

التصوير: Rudolf Azzi
الإدارة الفنّيّة: Sima Maalouf
التنسيق: Vasil Bozhilov لدى SE
الشعر والمكياج: Ivanna
الإنتاج: Kristine Dolor
الموقع: Raffles Hotel The Palm
المجوهرات كلّها من Bvlgari

هي خير مثال عن المرأة السعوديّة القياديّة التي لطالما آمنت بموهبتها الفنّيّة وقدرتها على الازدهار في مجال الرسم أو التمثيل أو الكتابة. هي الفنّانة السعوديّة سارة طيبة التي كتبت أخيراً عملها الدرامي السعودي الأوّل "جميل جدّاً" الذي يصوّر البطلة بأسلوب جريء ومختلف عن السائد، كما شاركت أيضاً في بطولة الفيلم الروائي الطويل "رولم" الذي يُعدّ أوّل فيلم سعودي يُعرض في دور العرض السعوديّة عند افتتاحها في عام 2019. تتمنّى سارة دائماً أن تحقّق التوازن بين روحها القياديّة من جهة والمتواضعة من جهة أخرى لتحافظ على جوهر نفسها، كما تحاول أن تكون صادقة وطبيعيّة إذ يسهل أن تنسى نفسها تحت وطأة الشهرة. تابعي معنا هذا اللقاء المميّز، حيث تزيّنت نجمتنا بمجوهرات من توقيع الدار العريقة Bvlgari.

اقرئي أيضاً: Nour Al Ghandour: المجتمع الشرقي أصبح من أهمّ داعمي المرأة

رسمت مشوارك المهني بخطوات ثابتة. هل كنت مدركة لكلّ خطوة؟

كنت شديدة الإيمان بالتخطيط، إنّما تعلّمت أنّ بعض الأمور تحدث أحياناً بشكل عشوائي وساحر ومفاجىء. لذلك، أحاول دائماً أن أصنع مساحة لهذا التوازن بين الإدراك والعبثيّة.

كيف تصفين المرحلة الحاليّة من حياتك؟

أشعر وبكلّ صراحة بأنّها مرحلة ما بعد الولادة (فنّيّاً). فقد قضيت سنتين أكتب وأحضّر لمسلسل "جميل جدّاً" وبعد عرضه ونجاحه أخيراً، إنتابني شعور عظيم وغريب في آن. احترت في الفراغ الذي تركه المسلسل بداخلي بعد انتهائه, لكنني ممتنّة ومتفائلة ومتحمّسة كثيراً للمستقبل.

عقد من الذهب الورديّ مرصّع بلؤلؤ أكويا الأبيض المستنبت والألماس
أقراط من الذهب الورديّ مرصّعة بالألماس
سترة من Saint Laurent

هل أنت امرأة سعيدة؟

وُلدت في اليوم الثالث من عيد الفطر، وأتذكّر جيّداً حين كان بعض أفراد العائلة يقولون ممازحين إنّني أفسدت العيد على أمّي، لتردّ عليهم في كلّ مرّة قائلة إنّ الفرحة أصبحت فرحتين. أحبّ المرح والضحك لكن لا أؤمن بالسعادة المُطلقة، لأنّني مقتنعة بأنّ كلّ شيء في الحياة يحتاج إلى ما يوازيه، وأنا كفنّانة، أحتاج إلى الفرح مثل حاجتي إلى معايشة الحزن.

أنت موجودة وغير موجودة على الإنترنت، أيّ بمعنى آخر، أشعر بأنّك تتحكّمين بخصوصيّتك جيّداً. ألا تشعرين أنّ الوقت قد حان للتعرّف إليك أكثر؟ من هي سارة طيبة وماذا تريد من الحياة؟

صحيح، فأنا لا أسعى إلى أن يعرفني الجميع وأكتفي بجمهوري الصادق الذي اختار أن يدعمني. لست ضدّ الشهرة، إنّما لست مهووسة بها أيضاً، فالشيء الوحيد الذي يشغل بالي هو الفنّ، وإذا جاءت الشهرة معه... كان به!

يُعتبر مسلسل "جميل جداً" الذي عُرض منذ فترة قصيرة على "شاهد"، أوّل مسلسل سعودي تكتبه بالكامل امرأة. هنيئاً لكِ. إنّه أمر جميل أن نشهد ولادة جيل من الشابّات والسيّدات اللواتي يصنعنَ التاريخ ويكتبنَ قصّتهنّ كما يحلو لهنّ. تشعرين بالقوّة، أليس كذلك؟ وماذا أيضاً؟

أشعر بفخر كبير وسعادة عامرة والكثير من المشاعر المختلطة. "جميل جداً" هو عمل قريب جدّاً من قلبي، ولاسيّما أنّه سيطر فعلاً على حياتي لسنتين، بدءاً من مرحلة ولادة الفكرة والتأليف، إلى التصوير ومرحلة ما بعد الإنتاج ثمّ الظهور على الشاشة. أنا فعلاً سعيدة أنّه العمل السعودي الوحيد الذي يضمّ هذا العدد من السيّدات اللواتي وقفنَ أمام عدسة الكاميرا وخلفها، إذ كان أكثر من 80 في المئة من طاقم التمثيل مكوّناً من سيّدات. نحتاج إلى محتوى نابع منّا ويتكلّم عنّا، وأنا متحمّسة كثيراً للمستقبل.

في ظلّ المساحة الكبيرة التي توليها المملكة العربيّة السعوديّة للمرأة أخيراً في مختلف المجالات، كيف تفسّرين سبب غياب الأقلام النسائيّة عن الدراما السعوديّة؟

تأخذ هذه الأمور وقتاً، ولاسيّما أنّ الرجال كانوا يسيطرون على مجال صناعة الأفلام لفترة طويلة، وذلك بسبب الأعراف والتقاليد، وكان من الصعب على المرأة اقتحامه. ومع ذلك، ثمّة أسماء نسائيّة سعوديّة كثيرة حاربت إلى أن صنعت اسماً ومكانة لها، في وقت كان يصعب فعل ذلك. أوجّه إليهنّ كلّ الحبّ والتقدير، مثل عهد كامل وهيفاء المنصور وفايزة أمبا وغيرهنّ.

يُعدّ "جميل جداً" أيضاً العمل الدرامي الأوّل الذي يعطي المرأة السعودية دور الشخصيّة الرئيسة بعدما كان هذا الدور حكراً على الرجال. هذا إنجاز آخر يُضاف إلى مسيرتك المهنيّة. كيف كان تفاعل الزميلات مع هذا الإنجاز؟ لا شكّ في أنّهن فخورات بما حقّقته.

لا أستطيع أن أجزم بأنّه العمل السعودي الدرامي الأوّل الذي أعطى المرأة دور الشخصيّة الرئيسة، لكنّني بالتأكيد أجزم أنّه العمل الدرامي الأوّل الذي يصوّر البطلة بصورة جريئة. فالشخصيّة الرئيسة في مسلسل "جميل جدّاً" عصبيّة ومجنونة ومندفعة ولا تتبع الصورة النمطية المبتذلة التي يقدّمها المخرجون عن مفهوم المرأة القويّة. وعلى الرغم من صفاتها السلبيّة الواضحة، هي أيضاً حسّاسة وطيّبة وصديقة وفيّة وتعطي من قلبها. هذه التناقضات كانت السبب الحقيقي وراء تواصل المشاهد معها بسهولة، فهي تشبه الجيل الحالي بكلّ تناقضاته. أتمنّى أن يكون لهذا المسلسل تأثير إيجابي في مجال الدراما السعوديّة، وأشكر زملائي وزميلاتي على كلّ الدعم والحبّ.

شاركت أيضاً في بطولة الفيلم الروائي الطويل "رولم" الذي يعدّ أوّل فيلم سعودي يُعرض في دور العرض السعوديّة عند افتتاحها لأوّل مرّة في العام 2019. أفهم من ذلك أنّك إنسانة قياديّة ومتواضعة في الوقت ذاته؟!

هذا الفيلم هو أيضاً من الأعمال القريبة إلى قلبي، لأنّه كان المثال الأعظم عن العمل الجماعي. لقد صُنع هذا الفيلم بالحبّ والإيمان في فترة ما قبل افتتاح دور السينما. كنّا نحلم أن ننتهي منه وتُفتح دور السينما ويُعرض هناك وهذا بالفعل ما حدث. أتمنّى فعلاً أن أتمكّن دائماً من أن أحقّق التوازن بين روحي القياديّة من جهة والمتواضعة من جهة أخرى لأحافظ على جوهر نفسي.

اقرئي أيضاً: Nour Al Ghandour: أحمد الله على ما أتى وما سيأتي وأتقبّل كلّ شيء بصدر رحب

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث