SARAH TAIBAH: فخورة برحلتي مع كلّ تقلّباتها

معطف من جلد الغنم Toscana المُحاك بتقنية Intarsia باللون الأزرق الفاتح والبنّي
بلوزة وتنّورة من الصوف الناعم باللون الأبيض
حذاءBunnie Mule من جلد نابا باللون الأبيض
أقراط من الفضّة الاسترلينيّة

كان العام 2022 عاماً مميزاً في مسيرة الممثّلة والكاتبة السعوديّة سارة طيبة، فسطّرته بإنجازات متعدّدة. وها هي تستمرّ بقطف ثمار جهودها، إذ تشرع في تطوير سيناريو مسلسل كوميديّ جديد، كما تشارك كممثّلة في فيلم رعب روائيّ. تعترف طيبة بأن هذا العام أشبه بمزيج من النضج وتقدير الذات مع القليل من الخوف والقلق والكثير من التحديات والحماسة والتطلّع والفرص الثانية، كما أنها مؤمنة جداً بأن السحر يكمن في داخلنا وبأنّنا مرآة لواقعنا.

التصوير: Cheb Moha، التنسيق: Lana Qatramiz، الشعر والمكياج: Ivanna، الإنتاج: Melisa Laory، الموقع: Alserkal Avenue، الإطلالات كلّها من Bottega Veneta

أجرينا معاً حواراً في الشهر الأخير من العام الفائت، وذكرتِ حينها أنّ عام 2022 كان من أجمل الأعوام في حياتك. كيف تصفين العام الحاليّ؟

هذا العام أشبه بمزيج من النضج وتقدير الذات مع القليل من الخوف والقلق والكثير من التحديات والحماسة والتطلّع والتغيير والتخطّي والفرص الثانية، بالإضافة إلى بعض العزلة أيضاً.

من يتابعك على مواقع التواصل الاجتماعي يلمس الفرح الذي تعيشينه. أنت امرأة فخورة بنفسها. أخبريني عمّا تشعرين به. من هي سارة اليوم؟

أحبّ أن أكون فخورة برحلتي بكلّ تقلّباتها. صحيح أنّني أعشق الحبّ والأحلام، لكنّني أقول دائماً إنّ ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعيّ هو لمحة بسيطة عن حياتي ولا تشمل جوانبها كلّها. لذلك، أسعى إلى نشر خواطري المبعثرة ومشاعري المختلطة التي تشمل الفرح والحزن أحياناً حتى لا أصنع فجوة كاذبة بيني وبين جمهوري. أحبّ الصدق وأحاول دائماً أن أحافظ عليه. أمّا "من هي سارة اليوم؟" فأنا لا أعلم، أو بالأحرى لا أستطيع أن أحصر نفسي في إجابة، فأنا في مرحلة شوق مستمرّة إلى التعرّف على نسخة جديدة من نفسي، تكون أكثر وعياً وخيراً ومسامحةً وحبّاً. ومع ذلك قد أنسى أحياناً هذه النية عندما تتغبّش الصورة أمامي، لكنّني أحاول دائماً أن أذكّر نفسي بها. أتعلّم كلّ يوم شيئاً جديداً عن نفسي وعن الحياة، وأحاول أن أبقى قريبة من الأرض، وأجيب بـ"لا أعلم".

أشعر بأنّك تدركين أنّ الآتي سيكون جيّداً، لذلك تشعرين بالسعادة بشكل استباقي. هل هذا صحيح؟

أحاول أن أتفاءل وأن أحافظ على الشغف والأمل والإيمان لأنها دروع الحماية ضدّ لحظات الإحباط التي لا مفرّ منها.

فيما تعيشين السعادة اليوم، لا بدّ من الإشارة إلى أن الطريق لم تكن سهلة بتاتاً. لكنّك كنت دائماً أقوى من القدر وها هو يبتسم لك. لقد مسحتِ من قاموسك كلمة الاستسلام، فكيف عرفت أنّ التغيير آتٍ؟

كانت الرحلة شيِّقة وشاقّة في آن واحد، فالطريق ليست سهلة بالمطلق دائماً. قد يبدو أنّني مسحت كلمة الاستسلام من قاموسي، فأنا عنيدة وأسعى وراء ما أريد، وأتوتّر عند فقدان السيطرة، لكنّني قرأت أخيراً مصطلح "الاستسلام الحميد" وأعجبني، لأنني أعتقد بأنّه من النضج أن نستسلم أحياناً للقدر وأن ندعه يأخذ مجراه، وأن نسمح للأشياء أن تكون في توقيتها الإلهي. أمّا التغيير فهو آتٍ ولا مفرّ منه ونحن دائماً أمام الاختيار والمواكبة أو المقاومة. وأنا مؤمنة جداً بأن السحر يكمن في داخلنا وبأننا مرآة لواقعنا.

ما هو حلمك الأكبر؟

أحلامي كثيرة وبسيطة، لكن إذا فكّرت في حلم واحد كبير ومهمّ، فهو حلم معنويّ أكثر من ماديّ. أعتقد بأنّ هدفي أو حلمي الأكبر هو أن أعيش برضا وصحّة، وأن أرتقي بروح خيّرة وصادقة وواسعة وساحرة تجذب ما يناسبها، وتنعكس بنجاح في حياتي الشخصيّة والمهنيّة.

فستان وتنّورة بنمط Intreccio على شكل ريش باللون الأصفر
جزمة Canalazzo بساق طويلة تصل إلى فوق الركبة من جلد العجل باللون الأبيض
أقراط من الفضّة الاسترلينيّة

كشفت لي سابقاً أنّ لديك بوصلة داخلية جيّدة تجذب فقط الصداقات الآمنة من داخل الوسط الفنيّ، لكن يبدو أنّها تجذب النجوميّة والشهرة أيضاً. فاسم "سارة طيبة" يتردّد بقوة في الآونة الأخيرة، كما أنك ضيفة عزيزة في عددٍ كبير من الفعاليات الثقافيّة والسينمائيّة. هل تشعرين بثقل المسؤولية؟

لا أستوعب أنني مشهورة في أغلب الأحيان. لكن في لحظات إدراكي، أشعر بخوف ومسؤوليّة، لذلك أحاول أن أظهر بصورة صادقة تحفظ خصوصيّتي وتقرّبني بالشكل الصحيح من جمهوري. وأنا شاكرة أيضاً لاختياراتي لأنها أنتجت جمهوراً صادقاً، محدود العدد لكن وفيّ لأبعد حدّ. وأخجل أحياناً لأنّني لا أعرف تماماً كيف أردّ على كلّ هذا الكرم في الحبّ. ومن ثم أذكّر نفسي بأنني أستطيع أن أقدّرهم وأشكرهم من خلال كتابة أفلام ومسلسلات مليئة بالمشاعر الحقيقيّة، أي المحتوى الذي يشبههم ويلمسهم، وعبر تطوير نفسي كفنّانة بشكل عام أيضاً، لعلّ وعسى أستطيع أن أهوّن على عزلة إحداهنّ عند ارتباطها بشخصية أمثّلها.

هل ما زالت الأمور تحدث بشكل عشوائي وساحر ومفاجئ معك؟

تحدث الأمور دائماً معي بشكل عشوائي وساحر ومفاجئ وصادم ومُباغت أحياناً، وغير مفهوم في لحظتها، لكن تكمن الحكمة والعبرة في تقدير اللحظة وإدراك أنها لا تستمرّ، وبذلك أستطيع أن أقدّر السحر أكثر وأتعامل مع الصدمات بوصفها موقّتة. والأهمّ من ذلك هو تقدير اللحظات العاديّة الصغيرة التي يسهل تجاهلها أحياناً.

فستان وتنّورة بنمط Intreccio على شكل ريش باللون الأصفر
حقيبة Gemelli بنمط Intrecciato
جزمة Canalazzo بساق طويلة تصل إلى فوق الركبة من جلد العجل باللون الأبيض
أقراط من الفضّة الاسترلينيّة

كيف هو رادار تحليل الأشخاص الخاصّ بك؟ هل ما زلتِ تحلّلين المحيطين بك وتفهمينهم؟

ما زلتُ مقتنعة بأنّني أتمتّع ببوصلة داخليّة قويّة وأنا شاكرة لذلك. هي تقرّبني من الناس والأماكن والمشاريع الصحيحة وتحميني بإرادة الله ممّا لا يناسبني. أحاول ألّا أحلّل الأمور أكثر من اللازم وأن أكتسب الفضول المناسب غير المبالغ فيه، فمن السهل علّي أن أنجرف وراء الفضول والحماسة، ويلخبط هذا الانجراف أحياناً بوصلتي، فأتذكّر أمّي دائماً وهي تقول "لا تستعجلي".

أتذكر جيّداً أنّكِ خصّصت غرفة في منزلك للصلاة والتأمل والقراءة. ما الكتاب الذي قرأته أخيراً؟

هذه الغرفة هي الأقرب إلى قلبي في منزلي وأعتبر تخصيصها من أفضل القرارات. أكتب فيها صفحات الصباح وأشخبط فيها كثيراً على دفتري. أقرأ حالياً كتاب Women Who Run with the Wolves، كما أنّني مشغولة هذه الفترة بقراءة نصوص أعمال مقبلة، وأنوي أيضاً إعادة قراءة كتاب "السماح بالرحيل".

سترة وسروال من الصوف المدمج باللون الرماديّ
صندل بأشرطة من جلد نابا باللون البنيّ الداكن
أقراط من الفضّة الاسترلينيّة المطليّة باللون الذهبيّ

أين أصبح فيلمك الروائي الطويل الجديد؟ هل انتهيت من كتابته؟

أنا متحّمسة جداً له وشكّلت فريقاً عظيماً يضمّ المنتج والمخرج، وأتمنّى لو كنت أستطيع مشاركة تفاصيله، لكنّني لا أستطيع الآن لأنّني أجّلته للعام المقبل، ولا سيما أنني مشغولة بكتابة مسلسلي الجديد.

صحيح، كان من المتوقّع أن يُعرض مسلسل كوميديّ جديد من كتابتك على منصّة عالميّة!

نعم، وأنا متحمّسة له كثيراً. ما زلتُ حالياً في مرحلة تطوير النص. دعواتكم!

تؤمنين بأنّ الممثل يبلغ مستوى عالياً من الإبداع عندما يتّسم بالصدق والتواضع.

يشكّل الصدق والتواضع والوعي والحسّ العالي أساسيات الممثل البارع في نظري. بإمكاننا التواصل مع الممثل بسلاسة عندما يتحلّى بالوعي بشكل عام: الوعي بنفسه وجسده ومشاعره وتفاصيل الشخصية التي يؤدي دورها وماضيها ورغباتها ومخاوفها ولونها المفضّل وحتى تفاعلاتها. أقوم حالياً بالإعداد لشخصية جديدة وغامضة بالنسبة إليّ، حيث أشارك كممثّلة في فيلم رعب روائي، وهذا تحدٍّ مختلف لي، ويملؤني الخوف والحماسة في الوقت نفسه. وأقول لهذه الشخصية: "الله يخليك اتركي سارة في حالها".

معطف من الجلد المزخرف بنقشة جلد التمساح باللون البرتقاليّ المحروق
بلوزة من الصوف الناعم باللون البنيّ
جزمة من جلد العجل باللون الأبيض

مع كثرة إنتاج الأعمال الدراميّة، هل تشعرين بأنّ المشاهد بات مزاجيّاً... ولا يُعجبه شيء؟

أعتقد بأن المشاهد ذكيّ، ومهما اعتاد مستوى معيّناً من المحتوى، لن يرفض ما هو أفضل. وقد لا نعرف أحياناً ما نريد إلى أن يظهر أمامنا، ثم نستوعب ما كان ينقصنا من محتوى. أنا متفائلة بالمشاهد وبارتقاء الذوق العام

فستان وتنّورة من الكشمير وجلد النابا باللون الرمّانيّ
قفّازات من الجلد بنقشة Intrecciato باللون الأبيض
قفّازات من الصوف الناعم المطرّز بالأزهار باللون الأبيض
حقيبة Gemelli بنقشة Intrecciato

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث