التصوير: Daniel Asater
الإدارة الفنّية: Farah Kreidieh
التنسيق: Zane Page
الشعر والمكياج: Ivanna
الموقع: Nasab
حوار: Leen Abdulrahim
مع بداية هذا العام، نفتح صفحات ماري كلير العربية لشخصية نسائية ملهمة وهي مي عمر. هي تجمع بين أدوارها كأم وزوجة وابنة، لكنّها تبقى نجمة بطموحات وأحلام كبيرة. ومثلما تتنقّل ببراعة بين شخصيّاتها المختلفة على الشاشة، تلعب في حياتها اليومية أدوارًا متعدّدة تعكس جوانب متنوّعة من شخصيّتها. وبالرغم من التحديات التي واجهتها، كانت مسيرتها الفنّية رحلة مفعمة بالإصرار والرؤية المتجدّدة، حيث وازنت بين شغفها المهني والتزاماتها العائلية، لتكون مثالاً يُحتذى به للمرأة الطموحة المتألقة. في حوارنا معها، نتعرّّّف أكثر على الطريقة التي تنجح بها في تحقيق هذا التوازن المذهل ونسلّط الضوء على مشاريعها الجديدة وأهدافها المقبلة، وكيف تستمر في السعي لتحقيق المزيد من النجاح والإلهام. حكايتها شهادة على الإصرار والتحدي، وعلى قدرة المرأة على تأدية أكثر من دور، لتعيش تجربة حياتية متكاملة.
خلق التوازن بين مسيرتي المهنية وحياتي العائلية تحدٍ بحد ذاته، لكنّه تحدٍ ممتع للغاية.
هل يمكنك أن تأخذينا إلى اللحظة التي أدركت فيها أنك تريدين اتباع مهنة التمثيل؟ وما الذي أشعل هذا الشغف بداخلك؟
منذ أيام طفولتي في المدرسة، كان لدي شغف غامر بالتمثيل. كنت أستمتع وأتخيّل كيف يمكن للإنسان أن يعيش تجارب متعدّدة، ويختبر حياة مختلفة تمامًا عن حياته الخاصة. لم يكن التمثيل بالنسبة إليّ مجرّد فنّ، بل كان بمثابة نافذة أستكشف من خلالها العالم بعيون الآخرين. كنت أتعلّم من كلّ شخصية أؤدّيها، وأعيش تجاربها، وأختبر مشاعرها. تلك اللحظات التي وضعت فيها نفسي مكان شخصيات أخرى قد علّمتني أنّ التمثيل هو بوّابة لعوالم لا تعد ولا تحصى، حيث يمكنني أن أخوض مغامرات وأحكي قصصًا ربما لم أكن لأعيشها في الواقع. وقد تحوّل هذا الشغف إلى رسالة: فالتمثيل ليس مجرّد مهارة، بل هو وسيلة للتواصل مع جوهر الإنسان، لاكتشاف المزيد عن الحياة وعن الذات، وفهم العلاقات الإنسانية بشكل أعمق.
لقد قمتِ بتحول كبير من مجال الإعلانات والبثّ التلفزيوني والسينما إلى عالم التمثيل. ما الذي ألهمكِ لاتخاذ هذه الخطوة، وكيف أثّرت تجربتكِ في الإعلانات ودراسة البثّ أو Broadcasting على طريقة تعاملكِ مع أدوارك؟
كان التمثيل دائماً شغفي الحقيقي، لكن دراسة الـBroadcasting كانت وسيلة لتوجيه هذا الشغف نحو مجال أكثر قبولًا لدى عائلتي. لقد أتاحت هذه الطريق فرصة البقاء قريبة من فن السرد القصصي، حتى وإن لم يكن التمثيل هو المجال المباشر حينها. وعندما بدأت العمل كمنتجة في مجال الإعلانات، اكتشفت أن هذه التجربة كانت بمثابة مفتاح رئيس في مسيرتي التمثيلية. فقد جعلتني أتعرّف بعمق على عملية الإنتاج بأكملها، من الأداء إلى المونتاج وما بعد الإنتاج، وهذا ما منحني فهمًا أعمق لما يجري خلف الكواليس.
لقد أعطتني تلك التجربة ميزة كبيرة؛ فقد ساعدتني على فهم دوري كممثلة بطريقة تتجاوز حدود الأداء فقط، فرأيت كيف يتكامل أدائي مع الصورة الأكبر للعمل الفنّي. بدأت أرى التمثيل من منظور أوسع، وأصبح لدي وعي كامل بكيفية تأثير كل جزء من العملية الإنتاجية على النتيجة النهائية. هذا الفهم العميق جعلني أكثر تعاونًا في موقع التصوير، لأنني لم أعد أرى نفسي كمؤدية فقط، بل كجزء أساسي في آلة معقدة تعمل من أجل تقديم أفضل صورة.
هل من دور معيّن في مسيرتكِ المهنية تعتبرينه نقطة تحوّل بارزة بالنسبة إليكِ؟ وكيف كان شعوركِ عند تجسيد تلك الشخصية؟
أول نقطة تحول في مسيرتي كانت بلا شك دوري في "الأسطورة". الذي شكّل نقطة فاصلة في حياتي المهنية، حيث أتاح لي فرصة التواصل مع جمهور واسع وعرض قدرتي على منح الشخصية عمقًا حقيقيًا. ومع ذلك، جاء التحوّل الثاني الكبير مع مسلسل "لؤلؤة" الذي منحني الفرصة لاستكشاف جانب مختلف تمامًا من مهاراتي التمثيلية، وسمح لي بتجسيد دور أكثر تنوّعاً وديناميكية. لكلي المشروعين مكانة خاصة في قلبي، إذ أنّهما شكّلا نقطة تحول فريدة في مسيرتي وثبّتا طريقي كممثلة.
لا بدّ من أن الزواج من المخرج محمد سامي يضيف ديناميكية فريدة لعملك. كيف يدعم رحلتك الفنية وماذا تعلّمتما من بعضكما البعض؟
الزواج من محمد سامي من أعظم النعم في حياتي. فعلاقتنا مبنيّة على قصّة حبّ جميلة، وليس محمّد مجرّد زوج لي، بل هو أيضًا مخرج موهوب يتمتّع بقدرة فريدة على خلق بعض من أروع الأعمال التلفزيونية التي لا تُنسى. كما لديه طريقة مميزة في إظهار أفضل ما لدى الممثلين، وأنا محظوظة للغاية أن بعضًا من أفضل أدواري كانت تحت قيادته. ما يجعل العمل معه مميزًا هو الثقة والتفاهم العميق بيننا. فهو يعرفني تمامًا، سواء كشخص أو كممثلة، ممّا يمنحه القدرة على دفع حدودي بطرق لا يستطيع أحد غيره القيام بها. ويحفّزني إيمانه بقدراتي على الاستمرار في النمو، ويلهمني اهتمامه بأدق التفاصيل للسعي نحو الكمال. إن حبنّا وشراكتنا يضيفان معنى أعمق لكلّ شيء. سواء كنّا نتناقش حول مشهد ما أو نتشارك لحظة هادئة في المنزل، فإن دعمه لي لا يتزعزع، وآمل أن أقدّم له الدعم نفسه. العمل مع محمد ليس مجرد تجربة مهنية، بل رحلة عاطفية تذكّرني لماذا وقعت في حبّ كل من محمد والتمثيل منذ البداية.
في عالم اليوم، ما هو دور الفنّ في المجتمع برأيك؟ وكيف يسهم عملك في المحادثات الثقافية؟
للفن قدرة تحدي وجهات النظر وإلهام التغيير على عكس المجتمع. إنه يجمع الناس معًا ويخلق لغة مشتركة للتعبير عن المشاعر والأفكار التي يصعب على الكلمات وحدها إيصالها. من خلال عملي، أسعى للمساهمة في المحادثات الثقافية من خلال سرد قصص تلامس قلوب الناس، وتثير التعاطف، وتسلّط الضوء على تجارب متنوّعة. سواء كانت قضايا هامة تواجهها المجتمعات، أو ببساطة توفير لحظة من الاتصال والتفاعل، أؤمن أن كلّ دور يحمل في طياته القدرة على ترك أثر عميق.
كفنّانة وأم لطفلتين، كيف تخلقين التوازن بين حياتك العائلية ومسيرتك المهنية؟ وما هي بعض النصائح المفيدة للحفاظ على هذا التوازن؟
إن خلق التوازن بين مسيرتي المهنية وحياتي العائلية تحدٍ بحد ذاته، لكنّه تحد ممتع للغاية. فأنا أُعطي الأولوية لطفلتَيّ، حيث أتأكد من أنهما تشعران بالحب والدعم، وأخصّص فترات راحة طويلة بعد المشاريع الكبيرة لأركّز بالكامل عليهما. تلك اللحظات ثمينة وتساعدني على استعادة طاقتي. في نفس الوقت، أحاول أن أغرس في طفلتَيّ أهمية العمل وكيف يجب أن يكون للنساء دور فاعل ومؤثّر في المجتمع. أريدهما أن تكبرا وهما تدركان قيمة العمل الجاد والاستقلالية، وأهمية التوازن بين متابعة شغفك والاهتمام بعائلتك.
كيف أثّرت عائلتك على رحلتك كفنّانة؟ هل حصلت على دعمها عندما قرّرت اتباع هذا المسار؟
كان لعائلتي تأثير كبير على رحلتي كفنّانة، وبخاصّة والدي الذي لطالما شجّعني وكان فخورًا بي منذ البداية. وقد منحني تشجيعه المستمر وإيمانه بقدراتي، القوة لمتابعة أحلامي. إن وجوده إلى جانبي يحتفل بإنجازاتي يعني لي الكثير، وهو يلهمني للاستمرار في السعي لتحقيق التميّز في كل ما أقدمه.
ما القيم أو الدروس التي تأملين في نقلها إلى طفلتيك حول متابعة شغفهما وأحلامهما؟
آمل أن أعلّم طفلتَيّ أهمية الثقة بالنفس وأن تبقيا مخلصتَين لشغفهما. أريدهما أن تدركا أن العمل الجاد والمثابرة والصدق مع الذات هي المفاتيح لتحقيق أي شيء تطمحان إليه. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أزرع فيهما قيمة المرونة؛ فالتحديات والعقبات جزء من الرحلة، ولكن يجب أن تعلما أنّ الفشل ليس نهاية الطريق بل هو بداية جديدة. فالنجاح لا يُترجم بالوصول إلى الهدف فقط، بل بالقدرة على النهوض مجددًا بعد كلّ سقوط، ومواصلة السعي نحو أحلامهما بدون تراجع.
هل هناك أدوار أو مشاريع قادمة تتطلّعين إليها بشكل خاص؟ وما الذي يمكن أن يتوقّعه جمهورك في العام الجديد؟
لدي مشروعين مشوّقين للغاية في العام القادم، وأنا متحمّسة جدًا لمشاركتهما مع الجمهور. الأول هو مسلسلي الرمضاني "إش إش"، حيث أؤدي دور راقصة شرقية. يشكّل هذا الدور تحديًا كبيرًا بالنسبة إليّ، فهو مختلف تمامًا عن أي شخصية قدّمتها من قبل. لقد تطلّب منّي هذا العمل تحضيرًا مكثفًا وتدريبات شاقّة، ممّا جعلني أخرج تمامًا من منطقة راحتي. لكنني أشعر أن "إش إش" لديه إمكانيات كبيرة ليكون أحد أكبر النجاحات في مسيرتي. القصة، الشخصية، وكل التفاصيل جعلت من هذه التجربة شيئًا مميزًا جدًا، ولا أستطيع الانتظار حتى يرى الجمهور ثمرة العمل الشاق الذي بذلته في هذا المشروع. أما المشروع الثاني، فهو فيلم تاريخي بعنوان "الغربان"، ألعب فيه دور "أهارا"، ملكة الجيش. إنها شخصية قوية وفريدة في إنتاج ضخم، وأنا متحمسة جدًا لأن يشاهد الجمهور هذه القصة الرائعة. لكلّ من المشروعين مكانة خاصّة في قلبي، وأتطلّع بشوق لمعرفة كيف سيتفاعل الجمهور معهما.
اقرئي ايضًا:Yara Alnamlah ...A Journey to Purposeful Success
اقرئي ايضًا:اليك نصيحة جويل ماردينيان لكل رائدة أعمال