في عالم سريع التطور، قد يبدو الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية كالمشي على حافة الخطر. لكن بالنسبة إلى يارا النملة، رائدة الأعمال المؤثرة في مجال الجمال، يتعلّق الأمر بدمج العناية الذاتية في روتينها اليومي. بحضورها الديناميكي في صناعة الجمال وبمهاراتها المعمارية، تجسّد يارا روح المرأة العصرية القوية، الملهمة، وذات أناقة لا تُنسى. ومع مشاريعها الجديدة التي تعكس طموحات رؤية السعودية 2030، ليست يارا مجرد مصممة علامات تجارية فحسب، بل هي تصنع نمط حياة لجيل جديد. خلال جلسة حوارية ملهمة معها، استكشفنا رحلتها حيث شاركتنا المبادئ التي توجّه حياتها، وتفاصيل التحديات التي حوّلتها إلى فرص. يارا النملة ليست فقط شخصية بارزة في عالم الجمال، بل هي قصة نجاح ملهمة تتجاوز الحدود التقليدية. بشغفها للابتكار وروحها الريادية، استطاعت أن تحوّل مسيرتها من دراسة العمارة إلى ريادة الأعمال، لتصبح رمزًا للمرأة السعودية الطموحة. لم يكن نجاحها وليد الصدفة، بل نتيجة التفاني والعمل الجاد. وبين تأسيس شركاتها المتعددة وتمثيلها للمرأة السعودية في المحافل الدولية، تبقى يارا مثالًا حيًا لكيفية تلاقي الإبداع والطموح بهدف خلق إنجازات تتحدث عنها الأجيال. إنها الوجه العصري للمرأة التي تصنع المستقبل. دعونا نكتشف الحكمة وراء نجاحها والفلسفة التي تدفعها إلى الأمام.
التصوير: Fouad Tadros، الإدارة الفنّية: Farah Kreidieh، التنسيق: Poucy ElShahawy، الشعر والمكياج: Michel Kiwarkis لدى MMG Artists، المساعدة في التنسيق: Sirine Samman، الإنتاج: Kristine Dolor
مع تزايد الوعي حول الصحة النفسية، كيف تدمجين ممارسات العناية الذاتية في روتينك اليومي للحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية؟
أحرص يومياً على تخصيص وقت للتأمل والتمارين الرياضية، وأحيانًا مجرد الاستمتاع بالهدوء. من خلال العمل في مجال الجمال، أدركت أهمية العناية الذاتية ليس فقط للجسد بل للعقل أيضًا. أعتقد أن العقل المتوازن هو ما يمكّنني من النجاح في عملي دون المساس بجودة حياتي الشخصية.
ما هو الاعتقاد أو العقلية التي ظلّت ثابتة في حياتك، بغضّ النظر عن مدى تطورك؟
العقلية التي أؤمن بها هي: “التطور المستمر”. بغضّ النظر عن التحديات، أحرص دائمًا على تعلّم شيء جديد. الاستمرار في التعلم والنمو هو ما يدفعني إلى الأمام ويمنحني المرونة في مواجهة التغييرات في الحياة والعمل.
إذا كان بإمكانك أن يتذكّرك الناس بعمل أو قرار واحد محدّد في حياتك المهنية، فما الذي تودّين أن يُذكر عنك؟
أود أن يُذكر أنني كنتُ مصدر إلهام للنساء الأخريات ليؤمنّ بقدراتهن ويحققن طموحاتهن. القرار الأبرز في حياتي المهنية كان الانتقال من مجرّد فكرة وتحويلها إلى علامة تجارية قوية، وكان هذا بالنسبة لي تجسيدًا لتحقيق الأحلام.
ما هو أهم درس علّمتك إياه الحياة، وكيف شكّل هذا الدرس من تكونين اليوم؟
أهمّ درس هو أن النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها. الصبر والعمل الجاد هما أساس كل نجاح طويل الأمد. وقد جعلني هذا الدرس أكثر اتزانًا وقدرة على مواجهة التحديات بثبات.
كمعمارية، تعلمتِ كيفية تشكيل المساحات، وكريادية في مجال الجمال، تصمّمين الإطلالات. كيف تتداخل مبادئ التصميم، سواء للمساحات أو للجمال الشخصي، في عملك؟
يعدّ التصميم بالنسبة لي نوعاً من التواصل. سواء كنت أصمم مساحة أو منتجًا للعناية بالجمال، دائمًا ما أحرص على أن يعكس التصميم هوية الشخص. الجمال ينبع من التوازن بين الوظيفة والجماليات، وهذا المبدأ يوجهني في كلا المجالين.
ما هو الاعتقاد أو الفلسفة الشخصية التي ظلّت ثابتة طوال مسيرتك المهنية، رغم التغييرات الكثيرة في حياتك وصناعتك؟
فلسفتي الشخصية هي “أن تكوني دائمًا النسخة الأفضل من نفسك”. قد تتغير الظروف، لكن الإخلاص في تحسين الذات هو ما يظل ثابتًا في مسيرتي المهنية.
ما هو الدرس الأكثر مفاجأة أو غير المتوقع الذي تعلّمته خلال رحلتك كرائدة أعمال، ومؤثرة، وشخصية عامة؟
أكثر الدروس المفاجئة كانت أن الفشل جزء أساسي من النجاح. تعلّمت أن الأخطاء التي نرتكبها هي ما تمنحنا التجارب الحقيقية التي تجعلنا أقوى وأكثر معرفة.
إذا كان عليك اختيار كلمة واحدة لتعريف رحلتك الشخصية والمهنية، فما هي ولماذا؟
الكلمة هي “إصرار”. لأنني على الرغم من كل التحديات التي واجهتها، كنت دائمًا مصممة على الوصول لأهدافي، ولم أسمح لأي شيء أن يقف في طريقي.
لقد أطلقتِ بنجاح علامات تجارية متنوعة على مر السنين، ولكل منها تأثيرها الفريد. هل يمكنك مشاركتنا ما ألهمك للانتقال إلى الخطوة التالية مع الشركة القابضة الجديدة المتخصصة في نمط الحياة، وما هي مهمتها الأساسية؟
وراء تنوع العلامات التجارية التي أطلقتها الإلهام من رؤية المملكة 2030 التي تتميز بتنوع مشاريعها وسرعة تطور المملكة. شعرتُ بأن تنوع العلامات يعكس هذه الروح الديناميكية، وهدفي كان المساهمة في هذا الحراك بتقديم منتجات وخدمات تواكب هذا التطور وتعزز نمط الحياة الحديث في المملكة.
ما الذي دفعكِ إلى إطلاق شركة قابضة متخصصة في نمط الحياة في هذه المرحلة من رحلتك، وكيف ترين أنها ستساهم في تحسين جودة حياة الجيل الجديد اليوم؟
قررت إطلاق الشركة القابضة When Minds Meet لتكون المظلة التي تضم جميع شركاتي وعلاماتي التجارية تحت إدارة موحدة. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الكفاءة والابتكار في جميع الأعمال التي أقوم بها. تركّز كل شركة داخل هذه المظلة على تقديم حلول محسنة ومواكبة للعصر الحديث، بهدف تطوير نمط الحياة للجيل الجديد بطريقة تتماشى مع احتياجاتهم وتطلّعاتهم في الحياة المعاصرة.