رحلة المكياج عبر العصور

عندما ننظر إلى التاريخ قبل نحو مئة عام من الآن، نلاحظ أن هناك الكثير من الأمور التي تغيرت في حياة المرأة، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بجمالها. ولقد شهدت صناعة مستحضرات التجميل ثورة انقلابية كبيرة وتوسعت مجالات التطوير في حملاتها الإعلانية لتطال تصميم المنتج وتصنيعه.

إلا أنه ومن جهة أخرى ما زال معظم مضامين الرسائل التي توجهها أغلب العلامات التجارية يثبت أن المرأة لم تتوقف أبداً عن سعيها للحصول على عيون مغرية وشفتين ممتلئتين، وبشرة لا تشوبها شائبة. 

أحمر الشفاه

منذ القدم، كان من الضروري بالنسبة للبشر أن يميزوا أنفسهم، لذا سافر أحمر الشفاه باللون الأحمر عبر العصور. ونظراً لكونه يشكل الرمز المطلق لقوة الأنوثة، فإنه لا يزال يثير شعوراً بالإغواء والقيادة.

ولقد عكفت النساء في العراق على طحن الأحجار الكريمة واستخدام غبارها لتزيين شفاههن. كما اخترع المصريون القدماء لون أحمر شفاه مائل للبنفسجي، إلا أنه كان ساماً وضاراً، وبدأ أحمر الشفاه بالانتشار في أوروبا، وقد دخل في تركيبه آنذاك شمع النحل وأصبغة نباتية، إلى أن انتشر بشكل واسع ورسمي، وبات يحظى بشهرة واسعة من خلال مختلف ألوانه.

 وفي العام 1880 ابتكرت دار Guerlain أحمر شفاه لاقى شهرة هائلة، وقد أطلق عليه آنذاك اسم Ne M’Oubliez Pas، وكان مصنوعاً من كل من الـ‏«‏غريب فروت‏»‏ والزبدة والشمع. وهكذا تطور أحمر الشفاه من قلم يُقصد منه تحديد الشفاه إلى ملمع للشفاه بتركيبات متعددة وألوان مختلفة، وفي فترة الثمانينات تلاعب فنانو الموسيقى بألوان أحمر الشفاه. 

أحمر شفاه

كريم الأساس

تُدرك الغالبية العظمى من النساء بأن أساس كل مكياج ناجح يبدأ من البشرة، وبالتحديد كريم الأساس. ومن هنا، فهو يحظى بأهمية كبيرة في روتين البشرة الجمالي. ويروي التاريخ بأن المصريين القدماء كانوا من المبادرين في تطبيق مساحيق التجميل. فالمرأة في ذلك الوقت كانت مستعدة لفعل المستحيل لكي تبدو جميلة، وهذا الشيء لم يتغير حتى يومنا هذا. ولقد استخدمت النساء في اليونان مساحيق مصنوعة من الطباشير والرصاص.

ابتُكِر أول مستحضر كريم أساس وحمل اسم Pan Cake من قبل Max Factor. وفي عام 1935 تم التعرف عليه في بداية الأمر من خلال الممثلات، وقد لاقى آنذاك نجاحاً كبيراً، فأطلق عليه اسم Pan Stick. وكان يتمتع بتركيبة ذات أساس زيتي. ولقد كان يطبق على البشرة باستخدام إسفنجة رطبة.

ثم تطور كريم الأساس حتى بات يتمتع بشعبية كبيرة، وأصبح مسجلاً باسم Foundation Stick الذي تواجد بظلال زهرية، وأضحى متاحاً بألوان متعددة. بعد ذلك ظهر مستحضرالـBB كريم، الذي طورته طبيبة الجلد الألمانية Christine Schrammek خصيصاً لتطبيقه على بشرة الوجه بعد الانتهاء من علاجات التقشير.

وبعد ثلاثين عاماً من ذلك الوقت، وصل المستحضر إلى الأسواق الكورية، وسرعان ما أصبحت له شعبية واسعة في جميع أنحاء آسيا، وذلك لقدرته على إخفاء العيوب ولخفة وزنه.وهكذا فقد أطلقت Dior مستحضراً ثورياً يدعى Diorskin Nude Air وزودته بالفيتامينات والأملاح المعدنية التي تزيد من نضارة البشرة وتجعلها تتنفس، إلى أن أصبحت هناك حاجة لحمل كريم الأساس في حقيبة المكياج.

الكحل

عاشت ظاهرة الكحل العربي عصراً ذهبياً، حيث دخلت العالم الغربي بقوة، ولم تفارق عيون النساء حتى يومنا هذا. فالجميع يذكر إطلالة الحسناء Elizabeth Taylor خلال تأديتها لدور كليوبترا، وعيون النجمات العربيات النابضة بالمشاعر كسعاد حسني.

استخرج الكحل، والذي يعد من أقدم مستحضرات التجميل، من حجرالكحل الذي كان يُطحن ويُطبق على العين، إلا أن هذه العادة غيرآمنة وقد تلحق الأذى بالعين. تطورت صناعة الكحل من معجون إلى بودرة، ثم إلى قلم، ومن ثم إلى سائل.

قبل بضع سنوات، بدأت بعض العلامات التجارية بإطلاق منتجات قائمة على فكرة الكحل التقليدي مثل Terracotta Loose Powder Kohl Liner، وKhôl Me Kajal من Guerlain. ووفقاً للتقاليد السائدة في السابق، فقد كان الكحل يُطبق باستخدام ريشة. أما في وقتنا الحالي، فقد أصبحت آلية التطبيق أكثر سهولة.

إذ أتاحت Lancôme للسيدات في العام الماضي الحصول على الدقة المتناهية في تحديد أعينهن، وذلك من خلال   Grandiôse Liner الذي يمتاز بمرونة فرشاته. كما أطلقت M.A.C Kajal Eyeliner وهو نوع من الكجال استوحت تصميمه من كحل الكجال الذي كانت النساء يرسمن به عيونهن.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث