يُقال إنّ أفضل طريقة لتوقّع المستقبل هي ابتكاره، واليوم مع العالم الرقميّ، يبقى السعي وراء الجمال رحلة لا تنتهي. وخلال أكثر من 100 عام، كانت Shiseido تكرّس عملها لعلم البشرة، فقدّمت تقنيّات مسح الشعيرات الدمويّة الأولى في العالم بالإضافة إلى التكنولوجيا الرقميّة للجلد، لكن إلى أيّ مدى يمكن أن يتطوّر هذا المجال وأين قد تأخذنا صناعة الجمال؟
اختبرت Shiseido تغيّرات كثيرة منذ تأسيسها قبل 150 عاماً. وبدءاً من متجر واحد في طوكيو، تطوّرت الشركة وتقدّمت لتصبح شركة عالميّة من عمالقة صناعة الجمال. وفي 120 دولة مختلفة، تبيع الشركة اليوم 31 علامة تجارية فاخرة ومتوسّطة المستوى.
بدأت القصّة عام 1872 عندما افتتح Arinobu Fukuhara أوّل صيدليّة خاصّة بأسلوب غربيّ في اليابان. أمّا إذا كنت قد تساءلت يوماً من أين يأتي اسم Shiseido، فهو تعبير صينيّ يعني، "مدح فضائل الأرض التي تغذّي حياة جديدة وتولّد قيماً مهمّة". ووفقاً لـ Toshiyuki Ohki، مدير متحف Shiseido Corporate Museum، تمثّل العلامة التجارية التزام Shiseido بالمزج بين القيم الشرقيّة والغربيّة. وبهذه الطريقة الجديدة في إدارة صيدليّة، كان من الصعب جمع أدوية عالية الجودة. ونتيجة لذلك، انتشر اسم Shiseido وأصبح معروفاً وموثوقاً كصيدليّة نظراً لمنتجاتها عالية الجودة والمتطوّرة والأصيلة.
1897
أطلقت العلامة التجاريّة مستحضر Eudermine الذي يشكّل انطلاقتها في صناعة مستحضرات الجمال.
1917
أصدرت العلامة التجاريّة اليابانيّة أوّل عطر لها وهو Hanatsubaki.
1923
بفضل جهود الفريق، تمّ طرح مستحضرات الحماية من أشعة الشمس في السوق، التي لم تكن منتشرة من قبل في اليابان آنذاك.
مشوار النجاح
لا يروي تاريخ Shiseido مجرّد قصّة عن المنتجات والخدمات، بل هي قصّة شركة تأخذ في الاعتبار جوانب الثقافة وأسلوب الحياة فيما تسعى لابتكار قيم جديدة. وما من طريقة لوصف تاريخ Shiseido أفضل من تعداد إصداراتها الشهيرة على مرّ السنين.
1957
افتُتح أوّل متجر لعلامة Shiseido عالمياً في تايوان، ثمّ الولايات المتّحدة وإيطاليا وفرنسا.
2007
أطلقت Shiseido منحة "الباحثة العلميّة" وهي تدعم النساء في جميع أنحاء العالم.
2022
يقدّم سيروم Bio-Performance Skin Filler Serum الرائد في المجال، أقصى درجات الرطوبة والكثافة مع خصائص الترطيب والتكثيف لحمض الهيالورونيك. ومع التطبيق الأوّل، يمنح كلّ من السيروم النهاريّ والليليّ بشرة أكثر شباباً.
إقرئي أيضًا: جدّدي شباب جسمك وحيويّته
نظرة إلى المستقبل
ترتبط قصّة Shiseido بكلّ واحدة من إصداراتها فهي تؤمن بقوّة الجمال وبتوسيع إمكانيّات المستحضرات. وفي المستقبل، ستستمرّ العلامة التجاريّة في الاحتفاء بالتفرّد وفي استخدام مستحضرات الجمال كتعبير عن الجمال.
فتهدف إلى تمكين الناس من جميع مناحي الحياة ليعيشوا حياتهم على أكمل وجه وإلى خلق مستقبل مستدام للجميع. وقد قطعت شوطاً طويلاً بالفعل: 150 عاماً من الشغف والابتكار، والأهمّ الالتزام بالجمال. وأطلق Franck Marilly، الرئيس والمدير التنفيذيّ لـShiseido في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ولقسم العطور العالميّ فيها، "قمّة Shiseido للجمال" للعودة إلى تاريخ الشركة الفريد والإنجازات الهائلة التي حقّقتها بالإضافة إلى لمحة عن رؤية المجموعة للمستقبل من خلال مشاركة مهمّتها وطموحاتها الجريئة للابتكار المستدام. وبهدف تغيير العالم من خلال الجمال، يرتبط تطوّر Shiseido ارتباطاً وثيقاً بالتنمية المستدامة.
فمن خلال خلق الفرص الثقافيّة والاجتماعية والاقتصاديّة، تلتزم العلامة بالمساهمة في الاستدامة البيئيّة. وبحسب ما أوضحه Marilly، تستند استراتيجيّة الاستدامة التي تعتمدها إلى ثلاث ركائز: الثقافة والبيئة والمجتمع.
الابتكار المستدام
تشكّل مخلّفات تغليف مستحضرات الجمال موضوعاً مهمّاً يلقى الكثير من المعارضة. فبنظرة واحدة على آخر عملية شراء قمنا بها يمكن معرفة حجم البصمة الكربونية لمستحضرات الجمال التي تركناها وراءنا، من الكتيبات إلى قصاصات الورق وعبوات السيلوفان وغلافات الفقاعات. لكن في عمليّة تطوير Shiseido وإنتاج مستحضراتها تعد العلامة بحماية البيئة على نطاق عالميّ كجزء من مهمّتها لتطوير الجمال لعالم أفضل. فالحدّ من التأثير البيئيّ هو الأساس لتطوير مستحضرات مستدامة، ويعني ذلك الحدّ من انبعاثات الكربون وتعزيز المصادر المسؤولة والمستدامة.
وقد حدّدت المجموعة هدفاً لها من أجل تحويل عبوات مستحضراتها البلاستيكيّة بالكامل إلى بدائل مستدامة بحلول العام 2025. ومن أجل تحقيق هدفها، اعتمدت Shiseido استراتيجيّة الـ5Rs الفريدة والتي تعني بالإنجليزيّة: Reuse, Recycle, Reduce, Replace and Respect، أي إعادة الاستخدام وإعادة التدوير والحدّ والاستبدال والاحترام.
وللإيفاء بالتزامها تجاه البيئة، تمّ إنشاء مركز الابتكار الأوروبيّ التابع لشركة Shiseido في فرنسا عام 1991 ليكون مركزاً عالميّاً للتميّز من أجل الابتكار المستدام. وفي مقابلة مع Christophe Hadjur من مركز الابتكار الأوروبيّ، أفصح عن طموحه ليصبح المركز رائداً عالمياً في مجال الاستدامة والعلوم الخضراء. ويؤمن Hadjur بشدّة أنّ الناس اليوم يبحثون عن الأصالة التي تتخطّى المنتجات الصديقة للبيئة فحسب فيقول: "أظنّ أنّ ما يميّزنا عن غيرنا هو الأصالة والحفاظ على هويّة Shiseido، والمزج بين العلوم الشرقيّة والغربيّة معاً."
وممّا لا شكّ فيه أنّ عالم الجمال متنوّع جداً، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، وبالتالي فإنّ تلبية رغبات الناس واحتياجاتهم مهما كان جنسهم أو عمرهم أو عرقهم أو ثقافتهم يمثّل تحدّياً للمجموعة. وتنجح العلامة في ابتكار مستحضرات متطوّرة وفريدة من نوعها من خلال التركيز على أسس فلسفة الشركة: "لا يمكن تكرار الثقافة التي تشكّل جزءاً من معتقدات Shiseido أو تقليدها من قبل أيّ علامة تجارية أخرى، وهذا يمنحنا الفرصة لاعتماد نهج شامل للجمال".
ويحرص فريق البحث بقيادة Hadjur على تقديم الإجابات الدقيقة حول كلّ ما يتعلّق بالاستدامة: "نعتمد نهجاً شاملاً في ما يتعلّق بهذا الموضوع، لكنّنا نريد فعلاً التأكّد من تطبيق الاستدامة في كلّ مكان، بدءاً منّا ووصولاً إلى المستهلك". ولتحقيق ذلك، يثقّف فريق الاستدامة المستهلك حول استهلاك كميّات أقلّ من المياه عند استخدام المستحضرات، كما يعتمد الشفافيّة بشأن المكوّنات المستخدمة في المستحضرات. "في قسم الأبحاث، نحاول الاستعداد للمستقبل ومعرفة النباتات التي يمكننا الاعتماد عليها في أبحاثنا."
وتعمل العلامة التجارية حالياً على إظهار التواصل بين الأشخاص وما يشعرون به من أحاسيس إيجابيّة من خلال مستحضرات الجمال، "يمكنك الشعور بالأحاسيس الإيجابية نفسها التي تخالجك من خلال استخدام مستحضر للعناية بالبشرة أو عطر، وهذه الحالة الذهنيّة تؤدّي إلى تحفيز الروائح الإيجابيّة التي يمكن إيصالها من شخص إلى آخر".
أمّا في ما يتعلّق بسوق الشرق الأوسط، فتراعي Shiseido احتياجات المستهلك، "إنّها سوق سريعة ومتنامية، ويجب أن نكون واقعيّين ونركّز على ما يحتاجه المستهلكون فعلاً، وذلك ضمن نطاق الاستدامة دائماً."
إقرئي أيضًا: Atelier Zuhra تأخذنا برحلة الى جزيرة ميكونوس بتصاميم مستوحاة من اليونان
