شغف أمّي تحوّل إلى شغفي

قصّة نجاح امرأة عربيّة مفعمة بالتضحية

في مثل هذا اليوم من العام الماضي، شاركنا معكنّ قصّة نجاح امرأة عربيّة مفعمة بالتضحية. هي قصّة Roula Zelhof Chagoury التي استشهدت في سوريا في 20 آب 2017، فأفدت بحياتها حتّى لا تحرم موظّفي مشغلها من العمل الذي يؤمّن لهم الاستمراريّة في الحياة. هذا المشغل الذي أسّسته في دمشق في العام 1989 لتحقيق شغفها بتصميم ثياب الأطفال وتوسّعت أعماله حتّى بات يصدّر بضاعته باسم علامة Bambini-Piccolini إلى بلدان متعدّدة حول العالم. وفيما كانت Dolly Chagoury Cachecho ابنة رولا تعمل بشغف في المجال الذي كانت قد اختارته لنفسها، كان عليها أن تكمل مسيرة والدتها بعد استشهادها، وها هي اليوم متمسّكة أكثر وأكثر بالأمانة التي تركتها لها أمّها. وبعدما شاركتنا قصّة والدتها في خلال السنة الماضية، قابلناها مجدّداً هذه السنة بمناسبة عيد الأمّ لنتابع قصّتها ونقف عند تطوّر عملها في مشغل والدتها.

اقرئي أيضاً: قصّة نجاح امرأة عربيّة مفعمة بالتضحية

أخبرتنا سابقاً بأنّك عندما دخلت مشغل والدتك للمرّة الأولى شعرت بأنّها موجودة معك. كيف تشعرين بوجود والدتك معك في حياتك اليوميّة؟

كلّما فكّرت في ذاك اليوم، كلّما تأكّدت من أنّها كانت فعلاً موجودة معنا. كانت هناك حتماً، والدليل الأكبر على وجودها كان السلام والقوّة والثقة التي لمسناها آنذاك. واليوم ترافقني والدتي دائماً وكلّ يوم. ترافقني في أفكاري، ولم يمرّ يوم غابت فيه عن بالي. وقال لي أحدهم ذات مرّة: "كانت والدتك تتواجد في مكان ما وفي أيّ وقت معيّن، اليوم هي موجودة في كلّ مكان وفي كلّ زمان!" فأراها في كلّ الأمور الجميلة التي تراها عيناي وفي كلّ الأماكن الجميلة التي أزورها. أراها في طفلتيّ وفي معاملتي لهما. وظننت أنّني لن أتحمّل الحياة بدونها، وأنا حتماً أشتاق إليها كثيراً وأتمنّى لو أنّها ما زالت معنا، لكنّها جعلتني أنظر إلى الحياة بطريقة مختلفة وأفهم أنّ كلّ الأمور مصيرها الزوال إلّا الحبّ الذي يجمعنا، فهذا الحبّ يستمرّ إلى أبد الآبدين.

كيف تطوّر عملك في الإرث الذي خلّفته والدتك في السنة الماضية؟

شكّلت السنة الماضية تجربة هائلة علّمتني ووالدي الكثير. فقد حضّرنا 4 مجموعات حتّى الآن وشاركنا في 3 معارض. اقترفنا أخطاء كثيرة بدون شكّ لكنّ ذلك لم يردعنا، بل استفدنا من أخطائنا لنتقدّم ونتطوّر. أمّا والدي فهو سندي وداعمي الأكبر. فأشعر بالأمان معه وهو يذكّرني دائماً بأنّ النجاح ليس ممكناً بدون الفشل والإخفاقات. وإن كان عليّ أن أقيّم هذه السنة الأولى، أظنّ أنّها كانت سنة جيّدة. وأمازح والدي دائماً وأقول إنّه "حظّ المبدتئين" وإنّنا ربّما كنّا محظوظين لأنّها سنتنا الأولى، لكنّه يبتسم ويجيبني قائلاً: "إنّها الجهود التي بذلتها ومثابرتك التي جعلت هذه السنة ناجحة."

وأعمل اليوم على ابتكار خطّ أزياء "رياضيّة أنيقة" بناء على طلب الزبائن. فكانت والدتي تقدّم الفساتين الرسميّة إلى الفتيات لذا أردت أن أضيف تصاميم أكثر عمليّة ومناسبة لكلّ يوم. ما زلت في المراحل الأولى لكنّني أعمل على هذه المجموعة.

اقرئي أيضاً: Lea Helou: اعملي بجهد لتحقيق أحلامك وتمتّعي بالثقة بأنّ كلّ شيء ممكن‎

قلت لنا إنّك تشعرين بأنّك تتحوّلين إلى والدتك. إذا كنت تستطيعين أن تتوجّهي إلى والدتك اليوم، ماذا كنت لتقولي لها؟

نعم، في الواقع ثمّة أمور كثيرة أفعلها تذكّرني بوالدتي لكنّ الأهمّ هو شغفها الذي أصبح شغفي أيضاً، وأنا ممتنّة إذ بات لديّ أخيراً حلم لأعمل وأسعى إلى تحقيقه.

وثمّة أمور كثيرة أتمنّى لو أستطيع أن أقولها لها. لكنّ الفكرة الأولى التي تراودني هي أن أسألها ما إذا كانت تفتخر بي. وكنت لأخبرها بأنّها لطالما كانت مثالاً للكمال بالنسبة إلى كلّ من عرفها وأنّها كانت تتمتّع بفكر إيجابيّ وقويّ وقلب نقيّ وكانت منجزة ومثابرة بصمت وامرأة جميلة من الخارج ومن الداخل تتميّز بتواضعها وطيبتها.

ما الذي تقولينه دائماً لطفلتيك عن والدتك؟

كانت والدتي تقول دائماً لابنتي البكر Ayla "بحبّك قد السما والبحر" وأحاول أن أذكّرها دائماً بهذه الجملة فنقولها كلّ مساء قبل النوم بصوت عالٍ حتّى تسمعنا الجدّة Roula. بالإضافة إلى ذلك، أخبر طفلتيّ دائماً بأنّ والدتي كانت الأفضل على الإطلاق وبأنّني أصلّي كلّ يوم لأكون مثلها. وهما ترياني أحياناً حزينة وأبكي فتسألاني عن السبب وأشرح لهما أنّني أفتقد إلى أمّي!

اقرئي أيضاً: Emon Shakoor قبول التحدّيات

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث