
كانت النهاية السعيدة لسنة 2013 فودعنا السنة مع أجمل الذكريات المرصعة بأحلى الجواهر والأحجار الكريمة. ففي Cote-aux-fees كانت الأشجار مزدانة بأقراط من الماس الثلجي، وفي Geneva انطبعت في مخيلتي صورة الأوز الأبيض الذي اتخذ من بحيرة Léman بيتاً له. في زيارة الى مصنع Piaget، تمكنا من مقابلة السيد جان برنار، المسؤول عن تسويق مجوهرات Piaget، وكان لنا معه هذا الحوار المليء بالتفاصيل التي تهم عشاق عالم المجوهرات.
ما هي استراتيجيّات التسويق التي تستخدمونها عادةً في اختيار الحملة التسويقيّة المناسبة أو القطع التي تريدون ابتكارها؟
في الواقع، لدينا نظام استكشاف وسر تسويقيّ متطور يسمح لنا بتكوين وجهة نظرنا الخاصّة عن الأسواق، فنحن نملك عدداً كبيراً من المحال التجارية. كما أنّنا نتعامل مع بعض تجّار الجملة في تسويق ساعاتنا. من هذا المنطلق، تردنا يوميّاً تعليقات من الأسواق تجعلنا على اطلاع تام بما يرغب به الزبائن. في الواقع، نقابل الكثير من الزبائن الراقين. فنحن نشارك في المناسبات والحفلات حيث نستطيع أن نستمع إليهم ونفهم أسلوبهم في العيش ونمط الموضة المفضل لديهم والإمكانيّات الماليّة مثلاً، ثمّ نعمل على ابتكار المنتج القادم بناءً على تلك التفاصيل. ومن ناحية أخرى، تتمتّع Piaget بهويّة وأسلوب وشخصيّة خاصّة بها، لذلك نحاول أن نمزج بين متطلّبات السوق وبين ما يمكننا تقديمه، وإيجاد التوازن المناسب بين تلك العناصر كلها. فإذا اخترنا التقيّد بفكرنا دون فهم السوق، قد نكون على خطأ، وإذا التحمنا بالسوق كلّيّاً، فقد نخسر هويّتنا.
كم من الوقت مضى على دخولك إلى Piaget؟
بحلول السنة القادمة سأكون قد أكملت عامي الـ 14 في هذه الشركة. فقصّتي مع Piaget قصّة إخلاص طويلة.
ما هو سرّ Piaget في المحافظة على طاقم العمل لديها فكل الأشخاص الذين قابلناهم مضى على دخولهم إلى Piaget 10 سنوات على الأقلّ؟
السبب في ذلك هو أنّ روح العائلة مترسّخة في جذور Piaget وهويّتها. فمع العلم أنّ عائلة Piaget باعت العلامة التجاريّة لمجموعة Richemont في العام 1988، إلا أنّ العلامة لا تزال بإدارة السيّد Yves Piaget. وهذا يعني أنّ مجموعة Richemont لم ترغب في قطع العلاقة مع المالكين السابقين، علماً أنّ من يشتري علامة تجاريّة غالباً ما يتخلّص من العاملين فيها لكي يجرّدها من ماضيها. لكنّ مجموعة Richemont قرّرت أن تحافظ على الأشخاص المناسبين في Piaget، وأضفت عليها جوّاً عائليّاً يشجّع الأشخاص على البقاء فيها مدّة أطول.
ما الذي اختلف منذ بدأت العمل لدى Piaget حتّى اليوم؟
لا شكّ في أنّ العمل بات أكثر تشويقاً لأنّ العلامة أصبحت أقوى، والمتاجر والشبكات أكبر وأوسع. كما أنّنا متواجدون في عدد أكبر من الدول ولدينا بالتالي قاعدة زبائن عالميّة. لقد تمكّنّا أيضاً من تطوير مجموعات الساعات والمجوهرات، ومن ابتكار مفهوم جديد للمتاجر في كلّ مكان، حتّى في دبي. كنّا نشعر في السابق بحرّيّة أكبر وبأنّ كلّ شيء ممكن، لكنّ العمل اليوم منظّم أكثر، ما جعل العلامة أقوى. ولا شكّ أنّني أشعر براحة أكبر اليوم.
هلا تخبرنا عن الموضة الرائجة اليوم في عالم المجوهرات؟
يوجد في سوق المجوهرات اليوم عدد كبير من العلامات التجاريّة والعروض والإبداعات الجديدة، ما يجعل الزبون غير واثق ممّا يريد شراءه. علاوة على ذلك، لاحظنا في السنوات الخمس الأخيرة أنّ العلامات التجاريّة كلّها عادت إلى جذورها في محاولة منها لوقف التضخّم الذي سبّبته الأزمة الماليّة العالمية الأخيرة.
بماذا تختلف Piaget عن غيرها من العلامات التجاريّة؟
تتميّز دار Piaget بالرقيّ والأناقة الساحرة لأنّها لا تستخدم سوى الذهب والماس والبلاتين. أمّا من ناحية الأسلوب، فنعمل على إظهار الأنوثة من خلال المرح والقيم الإيجابيّة والأجواء الاحتفاليّة. ففي حين أنّ دار Van Clef & Arpels مثلاً تتّجه إلى الرومانسيّة والشاعريّة، تكرّسPiaget نفسها للمرح والمتعة. ويبرز ذلك في مجموعة Limelight Jazz مثلاً التي تذكّرنا بباريس ونيويورك وموسيقى الجاز، أو مجموعة Limelight Paradise التي تأخذنا إلى جزر الباهاما. نبتكر في Piaget مجموعات تحاكي الحدائق والحفلات حيث يرتدي الناس المجوهرات بطريقة إيجابيّة، مرحة وممتعة. وهذا هو جوهر تصاميم Piaget.
ما رأيك بالزبائن في الشرق الأوسط؟ وهل من نصيحة تقدّمها للمرأة العربيّة؟
المرأة بشكل عامّ تحبّ المجوهرات، لكنّ الاختلاف يكمن في أنّ منطقة الشرق الأوسط تنعم بالشمس، ما يجعل سكّانها أكثر انفتاحاً وتقبّلاً للألوان بالمقارنة مع بعض المناطق الأخرى. كما أنّ عدد النساء العاملات في الشرق الأوسط قليل، ما يعطيهنّ وقتاً إضافيّاً للبحث عن المجوهرات، وخصوصاً في ظل توفر مراكز تسوّق كبيرة كما هو الحال في دبي مثلاً، التي تعتبر مثالاً على المدينة الحديثة في الألفيّة الجديدة. وعلى الرغم من أنّني أسافر كثيراً إلى اليابان والصين وأسيا، إلا أنّني حين أزور الشرق الأوسط أجد متعة كبيرة في الخروج والتسوّق وارتداء المجوهرات، وهذا أمر مهمّ للغاية. وهذا ما عنيته عندما تحدّثت سابقاً عن مجموعة Piaget المرحة ونظرتها الإيجابيّة إلى المجوهرات والساعات. أمّا بالنسبة إلى نصيحتي للمرأة العربيّة، فلا أجد شيئاً محدّداً أقوله لها، ذلك أنّ الأمر الوحيد الذي تختلف به عن المرأة الأجنبيّة هو أنّ هذه الأخيرة تضع مجوهراتها فوق ملابسها حين تخرج، فتكون ظاهرة في مكان عملها وبين أفراد عائلتها وفي سهراتها. أمّا المرأة العربيّة، فتزيّن عباءتها بالأحذية والحقائب الجميلة، ولا تبرز مجوهراتها سوى لصديقاتها.