"اتبعي شغفك وأحلامك" وعلامتك التجاريّة المفضّلة

اتبعي رغباتك وأمنياتك وقلبك وأحلامك" عبارة تتردّد دائماً على مسمعنا. لكن ما تتبعه المستهلكات اليوم لاختيار الإطلالات الفريدة والمميّزة، إلى جانب المؤثّرات والمدوّنات وما يقدّمه العالم الرقميّ من مصادر إلهام، هي العلامات التجاريّة. ونعني بذلك أيضاً دور الأزياء الأبرز التي تستمرّ في صياغة مشهد الموضة. ويمكن مقارنة معادلة "المستهلك/مصمّم الأزياء" بمحرّك الدمى الذي يتحكّم بخيوطها، فيحرّكها ويغيّرها بحسب رغباته وأمنياته مثلما دعيناك أن تتبعي قلبك في بداية هذا المقال، لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو الآتي: من هي الدمى ومن الذي يحرّكها؟

اقرئي أيضاً: لا تفوّتي معرض دار Ferragamo الجديد Italy in Hollywood

لحلّ هذه المعادلة، كان لا بدّ لنا من تعقّب بعض التغييرات التي أثّرت في النساء والتي باشر بها مصمّمو الأزياء. لنأخذ مثلاً Saint Laurent الذي قدّم مفهوماً جديداً للموضة و"الملابس الجاهزة" عندما أطلق إطلالة Le Smoking في العام 1966، وهي البدلة النسائيّة التي أصبحت تصميماً أيقونيّاً للنساء اللواتي أردنَ المساواة مع الرجل بكلّ أناقة ورقيّ. واليوم، لا نسعى جميعنا لتحقيق المساواة فحسب، بل باتت كلّ النساء يقتنين بدلات في خزاناتهنّ.

وبدأنا نكتشف قليلاً من يتحكّم بالدمى، أليس كذلك؟ لكن دعينا من الماضي لبرهة ولنعد إلى حاضرنا. فسنتطرق الآن إلى صيحة عصريّة جدّاً تعرّفنا عليها في الموسم الماضي في عرض Chanel، ألا وهي الإطلالات البلاستيكيّة. سواء أعجبتنا تلك الصيحة أو لا، لا شكّ في أنّ Karl Lagerfeld ارتقى بمادة ظنّنا أنّنا قد نراها في الأغطية الواقية للماء والستائر فحسب، لكنّ عملاق الموضة استخدم البلاستيك لابتكار العقود والمعاطف والقبّعات والجزمات والقفّازات بطريقة غاية في العصريّة. والأمر الأكيد هو أنّ هذه الصيحة اجتاحت كلّ الشوارع وحسابات "إنستجرام".

من ناحية أخرى، لا يسعنا نكران كلّ الجهود التي يبذلها المصمّمون ودور الأزياء لجذب الزبائن في ظلّ بروز العالم الرقميّ، ما دفعهم إلى اتّباع نهج تخصيص التصاميم، أيّ السماح للمستهلك بأن يضفي لمسته بحسب ذوقه وأسلوبه. لكنّ المفاجأة هي أنّ هذا النهج الجديد ليس جديداً بالفعل. فمنذ حوالى عشرة أعوام، قدّمت علامة Strauss Levi خدمة تخصيص سروال الدنيم الكلاسيكيّ ليليق هذا التصميم بكلّ النساء. ولم يُعتمد هذا النهج في الماضي فحسب، بل يعود اليوم وبقوّة خصوصاً في زمن يصعب فيه توقّع طلب الزبونات. ويذكّرنا هذا أيضاً بوشاح Scarf Bar من دار Burberry الذي يسمح للزبائن بإضافة الأحرف الأولى من أسمائهم باللون والقماش والنمط الذي يختارونه.

اقرئي أيضاً: تعرّفي إلى المبدعة Kristina Fidelskaya

وأثبتت العلامات التجاريّة أنّها تتبع زبائنها في مناسبات عدّة نذكر منها مثلاً عرض Dolce & Gabbana لموسم خريف 2017 عندما سار المؤثّرون والمدوّنون وأطفال المشاهير على منصّة العرض. وبهذه الطريقة، لفت Domenico Dolce وStefano Gabbana أنظار الجيل الجديد نحو تصاميم الدار، ذلك الجيل الجديد الذي تتأثّر خياراته كثيراً بالمنصّات الإلكترونيّة والمؤثّرين الاجتماعيّين والمدوّنين والعالم الرقميّ بشكل عامّ. وبهذه الطريقة أيضاً، طوّرت الدار استراتيجيّة ذكيّة لدعوة المستهلكين الرقميّين للمشاركة، وقدّمت تجربة تسويق مخصّصة تتضمّن مشاركة أشخاص حقيقيّين يتمتّعون بتفاصيل مشابهة لهم، سواء من حيث شكل الجسم أو لون الشعر والبشرة مثلاً. لذا لم تتبع تلك العلامات التجاريّة اهتمامات المستهلك فحسب بل تتبعه أيضاً على "إنستجرام".

ويجعلنا ذلك نتساءل عن هويّة محرّك الدمى الآن، أليس كذلك؟ في الحقيقة، عندما نتطرّق إلى موضوع علاقة مجال الموضة بالمستهلكين، لا بدّ من الاعتراف بأنّ محرّك الدمى يتأثّر بعوامل اجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة وتقنيّة كثيرة. ففي ظلّ كلّ التدابير التي تُتّخذ مثلاً في المملكة العربيّة السعوديّة، مثل السماح للمرأة بالقيادة ورفع الحظر على دور السينما والأهمّ إقامة أسبوع الموضة في المملكة للمرّة الأولى بمشاركة مصمّمين من الشرق الأوسط والبرازيل والولايات المتّحدة وروسيا ومن كلّ أنحاء العالم، لن يؤثّر ذلك في خيارات المرأة العربيّة فحسب بل سيشمل أيضاً ساحة الموضة العربيّة والعالميّة، ونتساءل عمّا تخبّئه لنا صناعة الموضة في ظلّ كلّ تلك التغييرات الطارئة.

اقرئي أيضاً: 5 حقائق عن Natalia Vodianova ستغيّر حياتك

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث