إنستجرام أو البودكاست؟

بغضّ النظر عن الفكرة الخاطئة التي يكوّنها العالم العصري عن الموضة بسبب الإنتاج الضخم وتصاعد العالم الرقميّ السريع ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها... تشكّل الموضة أسلوب حياة فهي تسير في عروقنا إلى أن تصبح جزءاً‎ منّا. فنراها ونشعر بها... ونسمعها أيضاً! لطالما تعلّمنا أن ننصت إلى الصوت الكامن في داخلنا، ونسمع ما يقوله لنا العالم ونصغي إلى أصوات الطبيعة ونستمع إلى الموسيقى... إنّما العام 2018 يُسمعنا اليوم صوت الموضة. نعم صدّقي ذلك!

اقرأي أيضاً: غوصي في عالم Inès de la Fressange

نجحت التكنولوجيا في تغيير عالم الموضة الذي كان يعتمد على الوسائل البصريّة والصور القويّة فحسب إلّا أنّه
بات اليوم يتضمّن البثّ الصوتيّ العصريّ الذي يساعد الناس على توسيع آفاقهم وتعزيز معرفتهم في مجال الموضة. لكن ما هو هذا البثّ الصوتيّ الذي يتحدّث عنه الجميع؟
إنّه البودكاست!

البودكاست هو عبارة عن ملفّات صوتيّة تشبه البرامج الحواريّة ومتوفّرة على الإنترنت ليتمّ تحميلها سواء على الكومبيوتر أو الهاتف ويتلقّاها كلّ مشترك تلقائياً. وبعد أن بدأ البودكاست في الموسيقى والبرامج الفكاهيّة، أصبح اليوم صوت الموضة ويتضمّن مواضيع متنوّعة ومنها مثلاً تجارب المؤثّرات في عالم الموضة أو مقابلات أو تقارير عن الصيحات أو حتى فيديوهات من الكواليس أو عروض أزياء أو الأحداث الأبرز فضلاً عن صيحات الموضة الأحدث... أي أنّ البودكاست أصبح يغطّي اليوم المواضيع المهمّة كافّة في عالم الموضة وذلك من خلال المصمّمين أو التجّار أو البائعين أو أصحاب الأعمال وغيرهم. وقد تخطّت بعض دور الأزياء المعايير الاعتياديّة في عالم الموضة إذ أطلقت دار Chanel مثلاً في فبراير 2018 مجموعة حصريّة من قوائم التشغيل المخصّصة والمتوفّرة عالمياً على Apple Music.

اقرأي أيضاً: الدنيم بحلّة جديدة في موسم ربيع وصيف 2018

لذا يستطيع عشّاق الموضة والموسيقى الاستماع إلى أغاني عرض Chanel التي تضمّ أفضل الأنغام من عروض الدار الأحدث والتي اختارها مهندس الصوت Michel Gaubert بالإضافة أيضاً إلى بعض أغاني Pharell Williams. وبالإضافة إلى ذلك، نذكر أيضاً بودكاست Leandra Medine، مؤسّسة موقع Man Repeller الذي تحاور فيه نساء متعدّدات وتقدّم لنا فيه أعمالهنّ ونبذة عن حياتهنّ وأسلوبهنّ في الموضة بعد تحدّثها أولاً عن تجربتها الخاصّة في نيويورك. كما تبرز أيضاً مجموعة البودكاست Unbuttonedالتي أطلقها موقع Yahoo والتي تقدّم للمستمعين ملخصاً عن أسابيع الموضة اللحظات الأهمّ على السجادة الحمراء.

اقرأي أيضاً: ما الذي جمع H&M بـMoschino؟

ووفقاً لـJay Baer، مضيف بودكاست Social Pros الذي أُدرج اسمه في قاعة مشاهير التسويق الشفهي والذي في رصيده خمسة كتب حتّى اليوم، 112 مليون أميركيّ قد استمع إلى بودكاست مرّة على الأقلّ في حياته ومن بينهم 67 مليون شخص يستمع شهرياً إليه، وقد ازداد هذا العدد عشرة أضعاف خلال سنة واحدة. وهذا يجعلنا نتساءل... هل سيصبح البودكاست صيحة جديدة تجتاح العالم كما فعلت المدوّنات مثلاً وهل ستغدو رائجة في عالمنا العربيّ أيضاً؟ إنّ وسيلة التواصل الإلكترونيّة هذه ستصبح حتماً أداةً مهمّة للتسويق وذلك بفضل فوائدها الكثيرة إذ أنّها تسمح لدور الأزياء والمصمّمين والمؤثّرين بالتواصل أكثر معنا نحن المشتركين. وبما أنّك تستطيعين اليوم أن تستمعي إلى المستجدّات الأبرز في عالم الموضة أينما كنت، سواء في السيارة أو المنزل أو خلال التمارين أو في زحمة السير، فنجد اليوم البودكاست أكثر فأكثر على المدوّنات والمواقع الإلكترونيّة إذ بات أداة مهمّة جداً تماماً مثل وسائل التواصل المكتوبة. كذلك يمكننا استذكار لحظات بارزة ومحاضرات شيّقة في عالم الموضة بفضل آليات التسويق المنخفضة التّكلفة هذه.


وقد تؤثّر هذه التكنولوجيا في هذا المجال لأنّها قد تمنح أيضاً فرصة لوسائل الاتصال الكتابيّة من خلال الطرق الجديدة التي تقدم فيها المعلومات. لكنّنا لا ننكر أنّه ثمّة صعوبات وتحديّات كثيرة في نقل الإطلالات والمشاعر عبر البثّ الصوتيّ فحسب. في النهاية نحن لن نمانع وجود تسجيل صوتيّ لـKarl Lagerfeld على قائمتنا مثلاً، فماذا عنك؟!

اقرأي أيضاً: إليك الإطلالات الأجمل التي رصدناها لك من حفل Coachella

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث