Sandra Mansour تكمل مسارها بالرغم من كورونا

الإعداد: Farouk Chekoufi

إنّها مصممّة أزياء لبنانيّة موهوبة لا تسمح لأيّ رادع أن يمنعها من نسج خيوط الأحلام على شكل إبداعات لكلّ امرأة عصريّة. وها إنّها اليوم تستقي الإلهام من منزلها بالطرق المتاحة أمامها وتكمل مسارها المذهل في عالم الأزياء. ساندرا منصور Sandra Mansour تخبرنا عن التغيّرات التي تأقلمت معها في ظلّ الفيروس وكيف تتابع عملها وفريقها بدون كلل.

ما الإجراءات اللازمة التي تتّخذونها للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ؟

في الوقت الحالي، ارتأينا أنّ العمل من المنزل يبقى الخيار الأمثل، لأنّ سلامة فريقنا غاية في الأهميّة، إلى حين اتّضاح مسألة فيروس COVID-19 أكثر. ويبدو أنّ التباعد الاجتماعيّ والحذر الشديد يمثّلان الطريقة الفضلى للتعامل مع الفيروس. كذلك، قمنا بتوظيف شركة لتعقيم جميع مساحات مكتبنا وورشة عملنا.

نظراً إلى تواجدك في المنزل الآن، ما أكثر ما يلهمك من محيطك وماذا تفعلين في هذه الفترة الصعبة؟

وجدت هذه الفترة مهمّة جدّاً للتفكير، على المستويَين الكلّيّ والجزئيّ. أمّا على صعيد الأعمال، فعلينا تجاوز اختبار الزمن وإيجاد طرق للتكيّف مع جميع المواقف الصعبة.

هل بتّ تهتمّين أكثر بالأطباق التي تتناولينها أو ربّما تتّبعين روتيناً غذائيّاً جديداً؟

إنّني أحاول تناول المزيد من الطعام الصحيّ والخضار والفواكه وأصبحت أكثر وعياً بما أدمجه في نظامي الغذائيّ. حيث أنّني مؤمنة بمقولة  You are what you eat فنوعيّة الطعام تنعكس علينا فعليّاً، وفي مثل هذه الأوقات العصيبة، من شأن تناول الطعام الجيّد أن يساعدنا على الشعور بالرفاه عقليّاً وجسديّاً وروحيّاً.

كيف ترين النظام الاقتصاديّ الجديد؟ كيف سنستهلك بصورة مختلفة ومستدامة؟

كان الطريق طويلاً بالنسبة إلينا في لبنان، فقبل بروز الفيروس بسنوات وبلدنا يعاني من المشاكل الماليّة بينما نحن نعيد التأقلم مع الوضع. أمّا بالنسبة إلى سلوك المستهلك الجديد، فبات حتماً أكثر وعياً بما يشتريه، وأكثر اهتماماً بقيمة المشتريات وطابعها الأخلاقيّ. أمّا من جهتنا، فدائماً ما نبحث عن طرق مستدامة، خصوصاً في ظلّ تغيّر العالم وتبدّل السلوك الشرائي. من هنا، فإنّنا نعتمد الوسائل الأخلاقيّة غير المسرِفة لإنتاج تصاميمنا ونستخدم النسيج المعاد تدويره، فضلاً عن إنّنا ننتج القطع عند الطلب فحسب.

كيف تشغلين أيّامك حاليّاً؟

أمارس القراءة واليوغا، وأشاهد البرامج التلفزيونيّة والأخبار، فضلاً عن قيامي بالبحوث أيضاً. وأحاول أن أجد ما يلهمني طبعاً. ناهيك عن أنّني أقضي الكثير من الوقت مع قططتي.

ما شعورك حيال تأثّر صناعة الفخامة والأزياء بفيروس كورونا؟

بالطبع، ليس من صناعة واحدة لم تتأثّر بـCOVID-19. وأعتقد أنّ العالم يرى الآن كم يمكن لأيّ تغيير أن يكون جذريّاً وسريعاً. بحيث لم يكن أحد مستعدّاً لوباء كهذا، وعندما لا نكون مستعدّين، دائماً ما يتأثّر الجميع.

كيف يمكننا أن نخرج منتصرين ونعود إلى حياة صحيّة بعد هذا الوباء، برأيك؟

لست متأكدة تماماً. إنّما آمل حتماً أن يصبح الناس أكثر وعياً بنظافتهم الشخصيّة، ويغسلوا أيديهم أكثر. كذلك، أتمنّى أن تجعلنا هذه الأزمة أكثر تعاطفاً مع كبار السن وأولئك الأقل حظاً. فنحن كبشر قادرين على فعل الكثير إذا ما عملنا معاً، وعلّمنا كورونا أنّ الصحة ذات طابع عالميّ، وأنّها لا تميّز بيننا، لا بل إنّنا جميعاً في هذه المعركة معاً بغض الطرف عن العرق أو الدين، وهنا تماماً يكمن جمال البشريّة. لذا صحيح أنّ الطريق قد يكون طويلاً، لكنه سيتكلّل بالنصر، وآمل أن نتعامل مع العالم ومع بعضنا البعض بشكل أفضل عندما نبلغ خط النهاية.

ماذا يمكن لدار الأزياء الخاصّة بك أن تعلّمنا لتحثّنا على العيش في عالم أفضل؟

يمكنها أن تعلّمنا أن نكون لطفاء، لأنّنا باللطف يمكننا تحقيق الكثير. كذلك، تعلّمنا أن نبحث عن النور دائماً في كلّ شيء، ابحثوا عن النور في الابتكار والغناء والضحك، وفي كلّ ما ترونه.

هل يمكنك أن تصفي لنا روتين عملك المعتاد مع كلّ التغيّرات الحاصلة حاليّاً؟

عادةً ما أستيقظ وأتحقّق من رسائل البريد الإلكتروني. ثمّ أجري مكالمة جماعيّة مع فريقي لمناقشة الخطوات التالية ومتابعة سير العمل. بعد ذلك، أقرأ الكتب وأنظر في الكتب الفنيّة. وأحياناً إذا شعرت بإلهام، فأرسم.

كيف تحضّرين مجموعتك التالية في هذه المرحلة؟

على غرار ما ذكرت سابقاً، فإنّني أتفقّد الكتب الفنيّة. وصحيح أنّه لا يسعني زيارة المعارض الآن، إلّا أنّني أرى الإنترنت كمعرض افتراضيّ رائع، والكتب المتاحة عليه جميلة. لذلك، أحاول الاستمرار في ما أفعله كما لو كانت الأمور طبيعيّة. أمّا عن الإلهام، فألتمسه الآن من خلال الأدوات المتاحة لي. حتى أنّني طلبت مجموعة من الكتب الجديدة، وأميل إلى استقاء الوحي منها. ومؤخراً، رحت أستمع إلى الموسيقى أكثر من المعتاد، ممّا سمح لي بالهروب من الواقع والشعور بالحاجة للابتكار.

اقرئي أيضاً: نصائح Rami Kadi للعيش بإيجابيّة في الحجر الصحيّ

العلامات: Sandra Mansour

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث