Noura Al Serkal: أرغب أن تكون المجوهرات التي أصمّمها محفّزة للحوار

التصوير: Maximilian Gower

هي فنّانة ومصمّمة مجوهرات من الإمارات العربيّة المتّحدة. منذ تخرّج نورة السركال من الكليّة الملكية للفنون بشهادة ماجستير في فنون المجوهرات والمعادن، ما لبثت إعادة إنشاء ما تعنيه المجوهرات لها مستخدمةً مواد جديدة كي تدفع دائماً بحدود ما يمكن تقديمه للعالم عبر تصاميمها. استعرضت نورة أعمالها في دبي ولندن وميونيخ والنمسا، حيث شاركت أيضاً في محادثات التصميم. كما أقامت ندوات وورش عمل في الإمارات العربيّة المتحدة ولندن حول صناعة المجوهرات والعطور.‎

وفي سنة 2019 فازت بمنحة التصميم للشباب التي تقدّمها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ADMAF بدعم من مدرسة فنون المجوهرات L’Ecole Van Cleef & Arpels. وبفضل هذه المنحة، نالت السركال الفرصة لأخذ دورات قصيرة في المدرسة هذه في باريس بالإضافة إلى ابتكارها سلسلة أعمال بعنوان "سحر الرائحة". تعرّفي معنا إلى هذه الفنّانة الإماراتيّة المميّزة وجوهر تصاميمها في ما يلي. 

من خلال عملك، تعيدين إنشاء ما تعنيه المجوهرات لهويتك وثقافتك باستخدام مواد مثل البخور والأقمشة. هل يمكنك إخبارنا المزيد عن هويّة علامتك؟
بطبيعتي، لا أحبّ ما يتواجد في الأسواق، لذا أفضلّ أن أتحدّى الوضع الراهن وأدفع بعيداً بحدود ما يمكن أن نراه في العالم. فأنا أرى نفسي أوّلاً فنّانة وبعدها مصمّمة مجوهرات، لذا أرغب أن تكون المجوهرات التي أرتديها وأصمّمها عبارة عن قطع لا نجدها عادةً في الأسواق ومحفّزة للحوار. وفي إطارعملي لديّ مجموعات ذات طابع فنّي ومجموعات أخرى تأخد بعين الإعتبار الوجه التسويقي. ولكن كلّ ما أصمّمه هو ذات طابع تجريبي يدفع بحدود ما يمكن تقديمه للعالم. فكلّ ما نراه في الأسواق مثالي، بينما نحن أشخاص غير مثاليّين فلماذا نصنع مجوهرات مثاليّة؟ وبالإستناد إلى خبرتي الفنيّة أحبّ أن أستخدم مواد لا نراها عادةً في المجوهرات مثل الدخون الذي تمسّكت به في صناعتي كمعدن أساسي جرّاء تأثّري باستخدام والدتي له بعد أن ورثت هذا التقليد من جدّتي. أنا أحبّ أن أظهر الجمال في غير المثاليّة وفي الأشياء التي لا نلاحظها في العالم. وهذا كان أيضاً من الأسباب التي دفعتني إلى استخدام الدخون، حيث أنّ رائحته جميلة إنّما مظهره غير جذّاب لذا أحببت أن أغيّر مظهره وأدمجه مع الذهب ليصبح أكثر جاذبيّة.

كيف تظهر الثقافة الإماراتيّة في تصاميك وكيف تصفين علاقتك بتراث بلدك؟
تظهر الثقافة في أعمالي بطريقة تلقائيّة، فأنا لا أستطيع فصل ثقافتي عنّي كشخص فهي تشكّل جزءاً منّي. وهي تبرز من ناحية المواد والقصص التي أتلوها. حيث أنّ مجوهراتي تعبّر عنّي كامرأة إماراتيّة وعربيّة. والشيء اللافت في الإمارات هو التطوّر الكبير الذي حصل على صعيد الدولة في خلال 49 عاماً فحسب. وهذا ما يعطيك حافزاً للتطوّر كشخص. فإذا دولتك تطوّرت في هذه السرعة، ما الذي يمنعك على الصعيد الشخصي من ذلك؟ والأمر المهمّ أيضاً هو كيفيّة دعم الإمارات للمرأة في مختلف المجالات والتخصّصات وبدون تمييز. فعلى الصعيد الشخصي، لم أكن لأقوم بالماجيستر الذي قمت به في The Royal College of Art من دون دعم الدولة. حتّى أنّ سفير الإمارات في بريطانيا حضر معرض تخرّجي وهذا دليل إضافي على اهتمام الدولة ودعمها لشبابها ونسائها. 
من ضمن أعمالي الفنّية، هناك قطعة فنيّة مكتوب عليها "المرأة ليست متاع" وهي جملة استخدمتها والدتي في مقال في السبعينات. في ذلك الوقت كانت الدولة قد فتحت مجال الدراسة خارج الإمارات، وقد استعملتها للدلالة على أنّ المرأة قادرة على السفر والدراسة والتّقدم. فحفزّتني هذه الجملة واستلهمت من والدتي التي حملت هذه المبادئ التقدميّة منذ السبعينات وكانت قدوة لي لتحقيق أهدافي. 

عرضت عملك في الكثير من البلدان حول العالم. ما التغييرات التي لاحظتها في ذوق المشاهد مع العلم أنّ الفنّ لغة عالميّة؟
عندما تعرضين أعمالك كإماراتيّة في بريطانيا يختلف الأمر عن عرضه في الإمارات. فنحن لدينا هنا جماهير متنوّعة وغنيّة ولديهم خلفيّة عن العرب والشرق الأوسط. ولكن في بريطانيا مثلاً هناك تحديّات مختلفة ونظرات مغايرة للفنّ حيث يمكن في بعض الأحيان وضع الفنّان في خانات وتصنيفات معيّنة، إنّما ذلك لا ينبغي أن يؤثّر أبداً عليه حتّى إن اختلفت النظرة للعمل الفنّي، فهو بحاجة إلى كلّ أنواع النقد للتقدّم.

 إذا كان عليك تصميم قطعة مجوهرات تحتفي بالإمارات، فكيف تتصوّرينها؟
عملي يستند على الروحانيّة والأشياء التي نشعر بها. لذلك ستكون هذه القطعة بمثابة تعبيرعن الدفء والإحساس بالسلام والشعورالذي يحسّ به الإنسان عندما يعانقه أحد فيعلم أنّه يسانده. فهذا هو الشعور الذي أشعره كوني إماراتيّة، وأريد لهذه القطعة أن تمثّله. وسيكون تصميمها أيضاً خارجاً عن المألوف ويمكن أن يدخل فيه مثلاً الخياطة أو التلي فأنا أحبّ دعم الحرف. كما من الممكن أن يتخلّلها أيضاً الدخون مثلاً بطريقة معاصرة. 

فيما تعصف بالعالم تحديّات عدّة، تحتفل الإمارات العربية المتّحدة بالذكرى الخمسين لتأسيسها في عام 2021 وقد بدأت الحكومة بالتخطيط للخمسين القادمة. ما هي رسالتك في هذا الصدد إلى وطنك والمواطنين الإماراتيين؟ 
أقول شكراً لدولة الإمارات، ولإخواني الإماراتيين أقول أنّ الـ50 سنة القادمة ستكون رائعة بقدر تلك الماضية إن لم تكن أفضل. فإذا شهدت الـ49 عاماً الماضية هذا التطوّر الهائل، تخيّلوا كيف ستكون الأعوام القادمة إذ ما من حدود ستقف أمام التطوّر الذي سنعيشه في كلّ المجالات، وجميل أنّنا سنكون جزءاً منه.

اقرئي أيضاً: ما بين Maria Grazia Chiuri وابنتها Rachele ReginI

العلامات: Noura Al Serkal

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث