لقد كتبت كثيرًا عن ballet flats, تلك الأحذية المسطّحة الناعمة التي تمنحك شعور راقصة الباليه الأنيقة دون الحاجة إلى الوقوف على رؤوس أصابعك. ومررت أيضاً على ballet heels التي جمعت بين الشكل الكلاسيكي وكعب أنثوي مميّز. لكن هل كنت أتوقّع يوماً أن أرى ballet sneakers؟ لا. وهل أحببتها؟ أحببتها أكثر مما توقّعت!
نعم، الباليه سنيكرز هي الصيحة الجديدة التي غزت عالم الموضة هذا الموسم، وتمكنت خلال أسابيع قليلة من أن تحتل مكانتها بين الأحذية المفضّلة لدى محرّرات الموضة، نجمات السوشيال ميديا، وحتى عشّاق الراحة الذين لا يساومون على الأناقة.
تخيّلي هذا: حذاء بمقدّمة ناعمة مستوحاة من أحذية راقصات الباليه، مع أربطة ساتان أو مطاطية تلتفّ حول القدم، وكل ذلك مثبت على نعل رياضي مريح يدعم القدم من الصباح حتى آخر نزهة في المساء. إنه توازن غير متوقّع بين الرقة والحيوية، بين الأداء الجمالي والوظيفي، وكأنه يقول لكِ: "خطوتك التالية ستكون أخف… وأجمل."
أول من قدّم هذه الصيحة كانت علامات مثل Miu Miu التي اشتهرت بإعادة ابتكار الباليه بطابعها الخاص، حيث أطلقت تصاميم جمعت بين sneaker soles ورباطات باللون الوردي الباهت تشبه تلك التي نراها في أحذية الرقص الكلاسيكية. تبعتها علامات أخرى مثل Sandy LiangوSimon Miller، فكل واحدة أعادت ترجمة المفهوم بأسلوبها: البعض جعلها أكثر ميلاً إلى الأحذية الرياضية، والبعض الآخر حافظ على روح الباليه، ولكن مع جرعة إضافية من التمرّد العصري.
اللافت أن هذه الأحذية لا تقتصر على مناسبة معيّنة أو أسلوب لباس محدد. يمكنكِ ارتداؤها مع فستان حريري طويل، أو سروال جينز واسع، أو حتى بدلة رسمية لإضافة لمسة مرحة على الإطلالة. فهي تعكس تماماً روح الموضة الجديدة: مريحة، متعددة الاستخدامات، وتتمتّع بقدر عالٍ من الشخصية.
لكن سرّ الجاذبية هنا لا يقتصر فقط على التصميم، بل على الإحساس الذي تمنحه لكِ. فهناك شيء غريب، تقريباً شاعري، في ارتداء حذاء يبدو وكأنكِ مستعدّة لتأدية رقصة، بينما تمشين بثقة في شوارع المدينة. إنها دعوة لأن تستحضري الطفلة الحالمة داخلك… ولكن بنسخة ناضجة تعرف ما تريد، وتعرف كيف تطلبه براحة وأناقة.
الموضة اليوم لم تعد فقط مرآة لما هو جميل، بل لما هو عملي وممتع أيضاً. وفي زمن أصبحت فيه الأناقة تعني أيضًا أن تكوني مرتاحة، جاءت الباليه سنيكرز كتجسيد لهذه المعادلة.
فهل هذه الأحذية لحظة عابرة في تاريخ الموضة؟ ربما. لكنها، مثل خطوات راقصة بارعة، لن تمرّ دون أن تترك أثراً.
وإذا سألتِني؟
نعم، أنا أرتديها الآن… وربما سأرقص بها لاحقاً.
اقرئي ايضاً: أحذية الجيلي تعود من الماضي… وتخطف الأضواء من جديد!
