هكذا توضح المصممة الليبية فاطمة الشابي بدايتها في عالم الأزياء

إعداد: إسلام الأطرش

يستند هذا المقال بشكل أساسي على المقابلات التي أجراها الكاتب مع المصممة في جنيف.

عرفت المصممة فاطمة الشابي بالمكانة البارزة التي تحتلها في المجتمع الليبي فهي رائدة أعمال متميزة ومصممة مبدعة لعلامة الأزياء التي تحمل اسمها، كما أنها ذات إطلالة أنيقة وحضور لافت، وناشطة في تمكين المرأة في المجتمع.

ولدت فاطمة لعائلة فنية في ليبيا ثم انتقلت للعيش في سويسرا رفقة عائلتها، و بدأت مشوارها الفني منذ ان كانت صغيرة، وكان الفن يطرق بابها إذ تقول " تخصصت امي في تصميم الديكورات في الأفراح و كانت جدتي رسامة و كنت اعشق الفن وتحديدًا تصميم الأزياء وعند رغبتي في الدراسة في جامعة جنيف للفنون والتصميم، واجهت صعوبة لعدم رغبة الأساتذة في الجامعة قبولي بحجة أن هذا التخصص فقط للسويسرين ومن المستحيل تقبلين.

ولكن اصرت الشابي وواصلت حلمها وتمكنت من التقديم على السنة التحضيرية التي تسبق الجامعة بخطوة، حتى تمكنت من المشاركة في مسابقة الدخول للجامعة رفقة 20 آخرين وتتحدث بسعادة عن مشوارها الذي استمر إلى ثلاث سنوات وقررت بعد ذلك استكمال دراستها العليا حتى تضيف المزيد لخبرتها في مجال تصميم الأزياء.

اقرئي أيضاً: 10 احذية باسلوب Minnie Mouse لن تستغني عنها هذا الشهر

في البداية لم تجد فاطمة في تصميم الأزياء توجهاً مهنياً يمكن أن تسلكه، إذ تقول "خلال نشأتي في ليبيا لم أرَ وجوداً لتصميم الأزياء كمهنة، كان اهتمامي في هذا المجال ينحصر في تنسيق إطلالاتي وقد كانت اختياراتي تفاجئ من حولي إلا أنهم يتقبلونها دون أي استنكار، ولانني ولدت وسط بيئة صحراوية، كانت الألوان بمثابة النافذة التي رسمت لي مهرباً إبداعياً.

ضمّت المجموعة الأولى من علامة الشابي ووضعت بصمتها في عالم الموضة بكلماتها: "معظم تصاميمي مستوحاة من الحنين، هذا هو سر تصميمي للملابس". التي استوحتها المصممة الشابة من ألبومات الصور القديمة التي احتفظت بها عائلتها على مدى العقود الماضية.

تقول فاطمة: "تصاميم تحتفل بتراث وهويّة منطقتي"، مضيفة أنها واثقة أن هذا سيحفز النساء على البحث والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة. و تجد فاطمة دائمًا في التراث الليبي ما يلهمها في التصميم، فهي لا تستلهم فقط الإلهام بل تأخذ عناصر من هذا التراث لتنسجها في تصاميمها.

اقرئي أيضاً: ٨ نظارات شمسية رائجة هذا الصيف

وحقّقت فاطمة جائزة بونجيني في عام ٢٠٢٠، وعُرضت مجموعتها "ذكريات طرابلس" في متجر بونجيني في جنيف، حيث استخدمت أوشحة جدتها لإعادة تصنيع نسيج غني بالزخارف الشرقية.

وفي ما يتعلق بخطواتها نحو النجاح العالمي، كانت نصيحتها للمواهب الجديدة في مجال التصميم هي أن يؤكدوا وجودهم في السوق المحلية أولاً، قبل أن يتوجهوا نحو التوسع على الصعيدين الوطني والدولي. كما شددت على أهمية التعاون مع شركات تسويق وإجراء دراسات دقيقة حول السوق المستهدف قبل الانطلاق نحوه.

وبالإضافة إلى ذلك، أكدت على أهمية الإدارة المالية الجيدة لأي مشروع ناشئ في مجال التصميم. فإن إنشاء علامة تجارية تلتزم بأعلى المعايير يتطلب فهمًا عميقًا لقواعد الإدارة الصحيحة وكيفية إدارة الموارد المالية بكفاءة.

وعُزلت البلاد عن وسائل الإعلام الأجنبية في الماضي، والوضع لم يتغير الآن، حيث أصبحت وسائل الإعلام تهتم فقط بتغطية الحروب وتصور الناس بأنه لا يمكن أن يخرج من البلاد شيء جيد، وهذا ليس صحيحًا.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا، إلا أن هناك مجتمعًا ليبيًا للموضة صغيرًا ولكنه نموذج ملهم للغاية، خاصةً في ظل عدم وجود مدرسة للموضة في البلاد.

وفيما يتعلق بالقطعة المفضلة في مجموعتها، تقول: 'أعطي كل تصميم طابعًا فريدًا يعكس شخصية صاحبه، أجد المعاطف والسترات هي الأكثر إعجابًا في هذه المجموعة، حيث تبرز الجرأة والقوة بل وتمنح إحساسًا بالنعومة والأنوثة في نفس الوقت، وهذا بالضبط ما يجسد جمال المرأة.

هلّا ذكرت صيحات الأزياء التي حرصتِ على تواجدها في هذه المجموعة؟

المجموعات اللونية المتطابقة بالتأكيد، هناك شيء خالٍ ومتطور في ارتداء مجموعة واحدة من الألوان، بالإضافة إلى أسلوبنا المطوي يدويًا والذي أعيد تخيله داخل القطع من أجل موسم جديد يشكل جاذبية راقية وعصرية.

ما هي المصادر التي تستمدين منها للحصول على الإلهام لتصاميمك؟

مصادر الهامي من ذكرياتي الجميلة التي بنيتها في بلادي ليبيا وتحديدًا طرابلس، من بيت جدي وذكرياتي فيه و من اللبس التقليدية الليبية اللي لبسته وناظرت عائلتي يرتدونه وكانت أهم خطواتي فالعمل هو كيف يمكنني جلبه معي لسويسرا ودمج الثقافيين.

كيف تجمعين بين التراث الليبي والموضة الحديثة في تصميماتك؟

من خلال تراثي الليبي وثقافتي الغربية، نفذت ذلك من خلال اعتماد الثقافات التقليدية والمجوهرات والزخارف وترجمتها بطريقتي الخاصة لأضفي ثقافة مدينتي إلى تصميم معاصر يتحدث إلى المجتمع الشرقي والغربي من خلال الاحتفاظ بالتفاصيل الحرفية.

يبدو أن تصاميمك تحمل رسائل ثقافية واجتماعية. كيف تعبرين عن هذه الرسائل من خلال ملابسك؟

رسالتي هي أن يرتدي الناس تصاميمي ويحسون الثقافتين سواء لمن في أوروبا أو أي دولة تانية حتى يشعرون بتراثهم.

وتجمع المصممة الليبية المبدعة بين التراث الليبي المحلي واللمسات العصرية الفاخرة في الأزياء العالمية، وتقدم في تصاميمها إطلالات استثنائية تناسب إطلالة السيدة المعاصرة. ويظهر كل ذلك في تصاميمها الخلابة التي تعرض في متجر بونجيني، إذ تنوعت بين البدل التراثية الليبية الأنيقة مع الفساتين التي رسمت تفاصيل اوشحة جدتها، بالإضافة إلى فساتين السهرات التي تزينت بالنقوش الليبية الساحرة.

اقرئي أيضاً: 15 شنطة يد ضخمة ومبالغ بها لصيف 2023

 

 

 

 

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث