اجدد ساعات Jaeger-LeCoultre اكتشفناها في معرض Watches & Wonders العالمي

بما أنّنا في ماري كلير العربيّة نبدي اهتماماً خاصّاً بعالم الساعات والمجوهرات الفاخرة، اتّجهنا مباشرة إلى جنيف الشهر الفائت لحضور معرض Watches and Wonders العالمي حيث عشنا تجربة شخصيّة حالمة وغصنا في تقنيّات هذه الصناعة واكتشفنا أحدث إصداراتها.

اقرئي أيضاً: اجدد ساعات Bvlgari اكتشفناها في معرض Watches & Wonders العالمي

نكمل جولتنا مع Jaeger Le-Coultre مع امرأة ملهمة فعلاً هيCatherine Rénier المديرة التنفيذيّة للدار .

أنت المديرة التنفيذيّة لدار Jaeger Le-Coultre منذ قرابة الخمس سنوات. كم عدد الساعات التي تغيّرينها يوميّاً؟ وأيّها تضعين اليوم؟

اثنتان. وخلال المعرض، أغيّر ساعة واحدة كلّ يوم. فأضع الآن ساعة Reverso بقرص ذهبيّ وأسود، أمّا أمس فقد اخترتُ الساعة نفسها إنّما بميناء فضيّة، وقبل الأمس بميناء بلون البرغندي. وأعتقد أنّ الألوان كانت دافعي لبدء المعرض في كلّ صباح.

ما هو مصدر الإلهام الرئيس وراء نسخات هذا العام المبتكرة من ساعة Reverso التي تمّ إصدارها للمرّة الأولى في العام 1931؟

يشكّل Golden Ratio مصدر الإلهام الأساسي، لذا فإنّ النسبة بين إطار ساعة Reverso وتصميمها منذ العام 1931 هو ما جعلها قطعة أيقونة وخالدة. في الواقع، برزت في العام 1931 حركة Art Deco الفنيّة المثمرة حيث كثر التصميم وكذلك الهندسة المعماريّة. وكانت النسبة الذهبيّة حاضرة جدّاً في الهندسة بشكل عام. وقد تمّ تصميم أوّل طراز من ساعة
Reverso استناداً إليها. لذلك اعتقدنا أنّه من المثير للاهتمام أن نحتفي هذا العام بالجمال الذي يتمّ تفسيره بالنسبة الذهبية وبالطابع الأزليّ لهذه الساعة. تتبع جميع ساعاتنا النسبة الذهبية وقد أضفنا ميزة أو تعقيداً جديداً أوّلاً في ساعة Reverso، وجاءت النتيجة في تطوير كرونوغراف ، بعد غياب حوالى 20 عاماً، في ساعات Reverso، فكان آخر كرونوغراف في العام 1996، كما قدّمنا أيضاً ساعة Duoface Tourbillon. لذا فإنّ كلّ تعقيداتنا لديها القدرة على جعل جانبي الساعة ذات مغزى كبير. فيكون عادةً الجانب الأوّل بسيطاً وملوّناً، فيما يضمّ الآخر تعقيداً. لكن في الكرونوغراف على سبيل المثال، يمكن قراءة الوقت على الجانبين حتّى نتمكّن حقاً من وضع الساعة على الجانبين. كما لدينا الميناء الأبسط وحركة التوربيون التي يمكن رؤيتها من الجانبين الأمامي والخلفي. ويقع كلّ ذلك ضمن فكرة إبراز هذه الميزة المذهلة للإطار الدوّار، ممّا يجعل ساعة Reverso مزيجاً من خبرتنا في صناعة الساعات مع التصميم المتميّز والنسبة الذهبيّة. هذا بالنسبة إلى الساعات الرجاليّة، أمّا من حيث تلك النسائيّة فنحتفي أيضاً بتصميم Reverso من خلال الفنّ الزخرفيّ مع الطلاء بالمينا والترصيع بالأحجار الكريمة فنأخذ ساعة Reverso إلى مستوى جديد من خلال طريقة وضعها. فهي كناية عن ساعة سريّة لأنّه يمكن قلبها فلا نرى الوقت وتصبح قطعة مجوهرات، ثمّ عندما نعيدها يمكن رؤية الوقت. وكانت هذه حقاً طريقة إبداعيّة للتزيّن بساعة Reverso. ولم يسبق لنا أن صنعنا قلادة كهذه من قبل، لذا كانت هذه سابقة من نوعها فعلاً.

اقرئي أيضاً: معرض Stellar Odyssey يحتفي بالعلاقة بين الظواهر الفلكية والوقت

بالحديث عن النسبة الذهبيّة، سمعنا الدكتورة الكوريّة Yiyun Kang يتحدث عن التعاون الذي ستطلقونه. هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن ذلك؟

للأسف أنا لا أستطيع الإفصاح عن شيء حالياً. عندما يحين الوقت، سنخبركم بكلّ شيء، فاحتراماً لها لا يمكنني أن أخبر شيئاً. لكن نعم، لدينا برنامج Made of Makers حيث نعمل مع فنّانين من آفاق مختلفة. وكُلِّفت الدكتورة Kang بابتكار قطعة فنيّة مستوحاة من النسبة الذهبيّة. وسأتوقف عند هذا الحدّ.

لقد كرّم صانعو الساعات في Jaeger-LeCoultre العام الماضي العالم الفكلي والأجرام السماويّة من خلال تقديم أكثر التصاميم والآليات والتقنيات تعقيداً، ممّا دفع عشّاق الساعات إلى استكشاف آفاق جديدة في عالم صناعة الساعات. ما الذي ينتظر الزوّار في معرض هذا العام؟

نحن نأتي بالماضي إلى المستقبل، إذ أنّ الكرونوغراف كان بالفعل موجوداً في ساعة Reverso، لكنّنا نقدّمه هذا العام بكاليبر جديد تماماً وبإمكانيّة قراءة الوقت على الجانبين وبحركات معبّرة للغاية بالإضافة إلى الرقّة أيضاً. فبالرغم من أنّ الإطار الدوّار يمكن أن يزيد سماكة الساعة، إلّا أنّنا نجحنا في جعل حركة الكرونوعراف هذه متكاملة تماماً بحيث زدنا المساحة إلى أقصى حدّ إنّما في ساعة كرونوغراف رقيقة جدّاً. لقد عملنا أيضاً على تقليص سماكة التصاميم الذهبيّة، فأزلنا حوالى ملليمتر واحد لنجعلها أكثر أناقة ورقّة. أمّا الساعات المصنوعة من الفولاذ فهي أكثر سماكة قليلاً وتتميّز بطابع رياضيّ وأنيق. وهناك التوربيون طبعاً والجيروتوربيون وهو التوربيون متعدّد المحاور الذي تشتهر به الدار، فهو يضفي المزيد من الدقّة إلى الساعة.

بالحديث عن الحركة، سمعنا أنّ بعض أهمّ الأسماء في صناعة الساعات مثل Vacheron Constantin وAudemars Piguet وPatek Philippe كانت تستعين بدار Jaeger Le-Coultre من أجل آلية الحركة. وأنت بالفعل تقولين "We Are the Watchmakers of the Watchmakers". هلّا تخبرينا المزيد؟

نعم، صحيح. فعبر التاريخ، كانت الدار تصنّع حركات الساعات، ثمّ بدأنا لاحقاً بصنع ساعاتنا الخاصّة. وبالتالي، كان يتمّ تكليفنا من قبل أيّ علامة تجاريّة لصنع الحركة لساعات الكرونوغراف الخاصّة بها أو تعقيداتها أو مجرّد حركة أساسيّة لساعاتها. إنّما توقّفنا عن القيام بذلك في أواخر التسعينات تقريباً. فكانت الدار تركّز طاقتها وقدرتها على الإنتاج لمجموعاتها الخاصّة.

كيف تجعل الدار وقتنا أفضل مع برنامج Make Our Time Better؟ لقد ذكرت مؤخراً أنّها ملتزمة بخلق ثقافة إيجابيّة توفّر فرصاً متساوية لجميع الناس، فلمَ تتبنّون مبادرة الرفاهية هذه؟

صحيح، نحن نركّز طبعاً على جانب الرفاهية وأعتقد أنّ هذه المسألة قد برزت أكثر خلال فترة ما بعد كورونا وقد اتخذنا مبادرات كثيرة لتسهيل ذلك. كما أنّ موضوع المساواة مهمّ أيضاً، وأنا مثلاً واحدة من النساء القلائل في صناعة الساعات. لذلك كنّا طبعاً حريصين جداً على هذا التوازن داخل الدار. ولدينا علاقة خاصّة جدّاً بين زبائننا من الرجال والنساء، لأنّنا نعمل بشكل متوازن تماماً. إذ لطالما كانت الدار تنظر إلى الصناعة بالتوازي بين الجنسين. وأعتقد أنّ ذلك يعكس الكثير عن هويّتنا التي ساعدتنا طبعاً على زيادة الوعي بهذه المسائل. لذلك قمنا بمبادرات متعدّدة لتحقيق المساواة في الأجور مثلاً وقدّمنا الإرشاد للشابّات لتمكينهنّ وإرشادهنّ ومنحهنّ الفرصة والثقة بالنفس. ويتعلّق الأمر أيضاً بتغيير العقليّات والعمل لنكون مثالاً يُحتذى به، لكن ما زال هناك الكثير للقيام به طبعاً. وما تعلّمته من برنامج Make Our Time Better هو أنّ الرحلة لا تنتهي أبداً، فثمّة دائماً المزيد لنتطلّع إليه. لكن في غضون ذلك، لا شكّ في أنّ الخطوات الصغيرة تُحدث فرقاً.

ما هو برأيك السرّ الرئيس الذي يسمح لدار فاخرة بالمحافظة على مهارتها وحرفيتها مع مرور الزمن؟

هذا موضوع مهمّ جداً. هناك عوامل كثيرة، نحتاج إلى نشر الثقافة حول المهارة الفنيّة والحرفيّة، لذا يجب التحدث عنها للجمهور. فإذا لم يعرف أهميّتها. لا فائدة منها. وإذا لم يكن هناك اهتمام بالموضوع فلن تبقى المهارة أصلاً، لذا نحتاج فعلاً إلى نقل هذه المعرفة والتأكّد من وجود الحرفيّين من أجل المستقبل. ولدينا متدرّبون في مصنعنا، ولدينا برنامج كامل ومركز تدريب للمتدرّبين الشباب ليأتوا ويعملوا ويختبروا العمل عن كثب لتعلّم الحرف للمستقبل. لكن يجب أيضاً الابتكار، فيجب أن نجعل هذه الحرفية ذات مغزى. لا يمكن أن نعتمد على التكرار إذ من الضروري جداً أن نقدّم شيئاً جديداً ونثير اهتمام الجمهور. وهذا ما نفعله، إذ نعمل مع المطوّرين التقنيّين لدينا في صناعة الساعات، وندرّب المتدرّبين. كما أنّنا نتحدّث كثيراً عن الحرفية خلال المعرض لأنّه في النهاية، إذا لم يفهم الناس معنى الحرفيّة ومدى أهميّتها، فلن يظهر الاهتمام فيها. الحرفيّة ثمينة جداً وأنا أؤمن أنّ دوري هو حماية وتطوير هذا الجزء من الدار للمستقبل لأنّه كان دائماً جزءاً من هويّة الدار التي تُعرف بحرفيّتها. وأريد أن أحرص على أن نبقى مرجعاً في هذه الفئة في المستقبل. لذا أنا أعمل كثيراً على التدريب واستخدام الكثير من الحرف ووسائل الاتصال لدينا بأسهل الطرق لكي لا تكون معقّدة، بل لجعلها ترتبط بالعاطفة فيشعر الجمهور بالتواصل معنا من خلالها. ونحن نفتح أبوابنا للجمهور في عطلة نهاية الأسبوع وهذا يمنحهم الفرصة للتعرّف أكثر على الحرف اليدويّة، كما أنّنا نعزّز هذا الجانب من خلال المعارض كما في دبي حيث كان لدينا صفوف عن صناعة الساعات مخصّصة للجمهور بشكل عام وليس فقط هواة جمع الساعات أو عشّاقها بل لكلّ شخص يشعر بالفضول لمعرفة المزيد عن هذه الصناعة.

لا أحد يملك الوقت اليوم. ما هو تعريفك للوقت؟

أعتقد أنّه عندما نعلم أنّه ليس لدينا الوقت بالفعل، فنحن محظوظون لأنّنا عندئذٍ سنقدّره، وننظر إلى الأمور بشكل مختلف. أمّا تعريف الوقت فأظنّ أنّه التأكّد من أنّه لكلّ لحظة أهميّتها.

بالانتقال إلى منطقتنا، كيف ترين تطوّر العلاقة بين الدار وعملاء دول مجلس التعاون الخليجيّ؟ وما هي مشاريعكم الجديدة من حيث التوسّع في المنطقة العربيّة؟

لدينا بالفعل متاجرنا الخاصّة ومتاجر شركائنا في بلدان كثيرة في المنطقة. نحن نخطّط لبعض المشاريع خلال العام أو العامين المقلبين لكنّ المعرض الذي أقمناه في دبي شكّل محطّة مهمّة لنا. لم يكن مثل أيّ شيء فعلناه من قبل، سواء من حيث الحجم أو الأهميّة أو الاستثمار. فتضمّن فيلماً خاصّاً مدّته 15 دقيقة كما عُرضت قطع تراثية وثمينة. وقدّمنا صفّاً عن صناعة الساعات مع صانعي الساعات الذين سافروا للمشاركة من Valley de Joux بالإضافة إلى قطعة فنيّة من أحد شركائنا في التصنيع Guillaume Marmin. وكلّ ذلك تم في قلب دبي ونأمل أن نتمكّن من الاستمرار في تقديم أعمال مماثلة.

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث