بما أنّنا في ماري كلير العربيّة نبدي اهتماماً خاصّاً بعالم الساعات والمجوهرات الفاخرة، اتّجهنا مباشرة إلى جنيف الشهر الفائت لحضور معرض Watches and Wonders العالمي حيث عشنا تجربة شخصيّة حالمة وغصنا في تقنيّات هذه الصناعة واكتشفنا أحدث إصداراتها. نبدأ جولتنا مع لقاء Fabrizio Buonamassa Stigliani، المدير التنفيذي لابتكار القطع في Bvlgari الذي مرّ على انضمامه إلى أسرة الدار عقدان من الزمن.
ما هو مصدر الإلهام الرئيس وراء نسخة هذا العام المبتكرة من ساعة Octo Roma الأيقونيّة التي تجسّد التراث الهندسيّ الرومانيّ؟
هذا العام ساعة Octo Roma جديدة تماماً فوحده الاسم هو ما بقي على حاله إذ إنّنا قد أعدنا ابتكار الإطار بالكامل. ويتميّز التصميم الجديد بنظام قابل للتبديل بحيث يمكنك التبديل بين حزام جلديّ أو كاوتشوك أو معدنيّ. كما تضمّ الساعة Chronograph جديداً كليّاً بآلية حركة تحمل توقيع الدار أيضاً. لذا فإنّها ساعة جديدة تماماً. ويمكن القول إنّها أكثر سلاسة مقارنةً بالطراز الأوّل كما أنّها أكثر تنوّعاً. وبالتالي، ليست ساعات Octo Roma فقط للأشخاص الذين لا يريدون الحصول على ساعات Octo Finissimo ولكنّها تشكّل الجزء الأكبر من عائلة ساعات Octo.
كانت ساعة Octo Finissimo التي حطّمت الرقم القياسي العالمي لأرقّ ساعة في العالم، أبرز ما جاء في المعرض العام الماضي، حيث استحوذ إصدار Octo Finissimo Sejima المحدود بـ360 قطعة في العالم على اهتمامنا. وقد وصفت الساعة قائلاً: "عندما تقرأ الوقت، ترى انعكاس وجهك على ميناء الساعة، أي أنّك "أنت تحدّد وقتك". ما هو مفهومك للوقت بالتحديد؟
يصعب شرح الفكرة، فالوقت رحلة في نهاية المطاف، ونحن لا نحتاج اليوم إلى ساعة يد لمعرفة الوقت، فلدينا هواتفنا المحمولة والساعات الذكيّة أيضاً. لكن عندما يختار المرء أن يضع ساعة يد فهذا يعكس ذوقه وتكون ربّما جزءاً من تراثه فهي غالباً ما تكون ساعة الجدّ أو الجدّة أو الأب والأمّ، لذا، فهي جزء من الإرث العائليّ. وهذا ينطبق على الساعات الميكانيكيّة، إذ يمكننا أن نضع الساعة لفترة قصيرة جداً من حياتنا، ونريد بعدها أن ننقلها إلى شخص آخر، وهذا ما لا يمكن فعله مع الجهاز الإلكترونيّ. لذا، الوقت أثمن شيء، ونحن بحاجة إليه للقيام بالأمور بأسلوب صحيح. وقد احتجنا بالفعل إلى وقت لتطوير Octo Finissimo Ultra، حتّى عندما تعاونا مع المهندسة اليابانيّة Kazuyo Sejima، احتجنا إلى الوقت لإتقان العمل، فقضينا ستّة أو سبعة أشهر لتجميع قطعة واحدة. لذا، عندما نتحدّث عن الوقت في صناعة الساعات، فهو أثمن ما يكون.
اقرئي أيضاً: الاصدارات الابرز من معرض Watches & Wonders 2023
مرّ على انضمامك إلى أسرة Bvlgari اليوم أكثر من عقدين من الزمن. قد تتغيّر أمور كثيرة في هذه الفترة الزمنيّة، كيف ترى تطوّر الدار في ظلّ مسيرتك المهنيّة المخلصة لها، وإلى أين تودّ أن تصل بها بعد؟
بالحديث عن تطوّر العلامة التجاريّة، لا بدّ من القول إنّ أكبر إنجاز لها كان ساعة Octo Finissimo.عندما انضممت إلى أسرة الدار، كنّا نغيّر التصميم كلّ عام تقريباً. وفي كل مرّة كنّا نقدّم ساعة جديدة مختلفة تماماً عن التي سبقتها. مع ساعة Octo Finissimo، وجدنا مجالاً جديداً وتحدّثنا عن عمليّة التصغير والتنحيف، وكانت طريقة مختلفة وأنيقة لتقديم ساعة ذات تعقيد عالٍ. وعندما نتحدّث عن ساعة فائقة الرقّة مع آلية حركة أوتوماتيكيّة، فهي طبعاً معقّدة جدّاً. إنّها معاصرة مع سوارها وطابعها الأنيق وأسلوبها الذي يشبه الساعة الرياضيّة الأنيقة إنّما الذي لم يُطبّق من قبل على ساعة فائقة الرقّة. وهكذا استطعنا أن نكسر القواعد وأعتقد أنّ هذا النوع من المفاهيم والابتكارات يغيّر نظرتنا إلى صناعة الساعات لذلك أعتبر أنّه الإنجاز الأكبر. ومن التصاميم الأخرى المهمّة جدّاً بالنسبة إلينا أيضاً ساعةSerpenti Tubogas التي صدرت عام 2010.
تصف نفسك بـIndustrial Designer على إنستغرام. ولا عجب أنّك متعدّد المواهب بما أنّك شغوف برسم الساعات والسيّارات الفاخرة وجمع الأقلام وارتداء الدنيم. كيف طوّرت هذه الهوايات؟
حصل ذلك بشكل طبيعيّ، إذ بدأت بالرسم عندما كنت في الرابعة أو الخامسة من عمري. واكتشفت اليوم أنّ رسم ساعة جديدة أو قطعة مجوهرات جديدة أو أيّ شيء جديد أتخيّله هو مجرّد ذريعة لأبتكر رسماً آخر. ففي النهاية هذا أكبر شغف لديّ ودائماً ما أحمل الأقلام معي أينما كنت، كما لا تكفيني الأوراق التي أملكها أبداً. لذا ثمّة صلة بين عقلي وأصابعي، فعندما تكون لديّ فكرة ما، أبدأ فوراً بالرسم لإيجاد شكلاً مناسباً لها، إذ إّنها مجرّد فكرة في البداية بدون شكل بعد. وصحيح أنّني مصمّم صناعيّ، لذا يجب أن أنتج أغراضاً يستخدمها الآخرون، ولا بدّ من أن يكون لدى تلك الأغراض شكلاً معيّنا وإلّا فهي غير مجدية. إنّه فعلاً شغف كبير لديّ.
اقرئي أيضاً: مجموعة B.zero1 من Bvlgari إبداع استثنائي في عالم المجوهرات
أيّ ساعة هي المفضّلة لديك؟ وكم ساعة تبدّل في اليوم الواحد؟
أقول دائماً إنّ ساعتي المفضّلة هي التي سيتمّ ابتكارها تالياً، لأنّ كلّ تلك المتوفّرة هي قديمة نوعاً ما. خذي مثلاً ساعة Octo Roma، فقد استغرقت عمليّة تطويرها حوالى ثلاث سنوات، لذا أنا أعرفها منذ فترة. وبالتالي فالتالية هي المفضّلة دائماً، لأنّها تشكّل تحدّياً جديداً. أمّا عن عدد الساعات التي أبدّلها، فأنا غالباً ما أضع ساعة Octo Finissimo ولديّ قطع متعدّدة منها وأضعها كلّ يوم تقريباً.
كيف ترى تطوّر العلاقة بين Bvlgari والعملاء الخليجيّين؟ وما هي مشاريع الدار الجديدة من حيث التوسّع في المنطقة؟
ممّا لا شكّ فيه أنّ المنطقة العربيّة قد شكّلت عبر التاريخ واحدة من أهمّ الأسواق بالنسبة إلينا. لدينا الكثير من النقاط المشتركة من حيث الذوق، فيحبّ العملاء في هذه المنطقة التصاميم الجميلة والأحجار الكريمة. وغالباً ما يكون هواة جمع القطع في المنطقة مثقّفين جداً ولا يشترون ساعة لمجرّد أنّها ساعة جديدة، فهم يعرفون جيّداً مجال الصناعة هذه. لذا فإنّ العلاقة بيننا قويّة جدّاً حتّى اليوم. ويشكّل أسبوع دبي للساعات أحد الفعاليات المفضّلة لديّ لأنّه يتيح لنا مقابلة الكثير من العملاء والصحفيّين والأشخاص الذين يحبّون الساعات، وهذا هو الأهمّ. كما أنّ المنطقة العربيّة هي من الأماكن المفضّلة لديّ بما أنّني أعيش في سويسرا حيت يكون الطقس بارداً في أغلب الأوقات، لذلك عندما تسنح لي الفرصة لزيارة دبي، يكون الأمر دائماً ممتعاً ولا سيّما في فصل الشتاء.
العلامات: معرض Watches & Wonders
