قصة نجاح آسيا في اليوم الوطني الكويتي

بدأت آسيا مسيرتها المهنية عبر الإنترنت في العام 2011، بعد أن تخرّجت من الجامعة في سن الـ21 عاماً، فأرادت التواصل مع أشخاص يشاركونها طريقة التفكير ذاتها. وجدت لاحقاً، وبدون قصد، أنّها تصنع لنفسها مكانة في سوق بدأت تشعر فيه بالضيق في نهاية المطاف. كانت دائماً منفتحة على اعتناق جوانب جديدة من هويتها لأنها تعتبر نفسها في تطوّر مستمرّ. لكنّها لم تدرك أنّها وفي سعيها المتواصل للحفاظ على وجودها على الساحة الرقميّة، فقدت تدريجياً رؤيتها لذاتها الحقيقية. وفيما نحتفي باليوم الوطني الكويتي تشاركنا كيف نجحت في الحفاظ على أصالتها على منصّات التواصل الاجتماعي!

"لقد دفعني السفر المتواصل والمهام الكثيرة وتربية طفلين وإدارة الأسرة إلى العمل بدون تفكير لفترة طويلة جداً. وعندما اعترفت أخيراً بأنني توقّفت عن إظهار ذاتي الحقيقية عبر الإنترنت، كان الرأي السائد هو أن الوقت قد فات. فقد أصبحت "علامة تجارية"، والابتعاد عن تلك الشخصية سيكلّفني كثيراً - سواء من الناحية المالية أو من حيث سمعتي. وبالتالي، سمحت لهذه الفكرة أن تحكمني طوال عام، غير مدركة للأجزاء الكثيرة من نفسي التي شتّتها أو تجاهلتها أو تخلّيتُ عنها في سبيل الحفاظ على انسجام وهميّ.

لكن عندما بلغت الثلاثين من عمري، أي بعد ما يقارب عقد من الزمان على مدوّنتي، تذكّرت سبب وجودي في هذا العالم الرقميّ. وبعد تفكير عميق، قرّرت استعادة الاستقلالية التي تنازلت عنها عن غير قصد لأولئك الذين يستهلكون المحتوى الخاص بي عبر الإنترنت. لقد كنت أسمح للمؤثّرات الخارجية بأن تملي عليّ إطلالاتي وطريقة كلامي وصورتي بشكل عام، سواء عبر الإنترنت أو في الواقع. ولم تكن هذه مجرّد ظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل كانت متجذّرة جداً في نسيج ثقافتي، وهي أمر شائع تتعايش معه النساء في المجتمع العربي منذ سنوات. لقد أحببت تربيتي والشخص الذي أصبحت عليه، لكنّني رفضت أن أحصر نفسي في إطار محدّد مسبقاً أو أن أستسلم للقيود التي يفرضها الآخرون.

إقرئي أيضاً: Yes I did مع Nayla Alkhaja

لقد قرّرت بوعي أن أتحدّى هذه المعايير. بدأت أحدّد أسلوبي وأعبّر عن نفسي بحرية وأظهر روح الدعابة لديّ بدون تحفّظ وأناقش مواضيع من اختياري - كلّ ذلك بدون خوف من فقدان شعبيّتي بين العلامات التجارية أو الجمهور. لم أعد بحاجة إلى أن أكون مقيّدة بالنسخة من نفسي في عمر الـ21 عاماً. فقد كبرت وتعلّمت واختبرت الكثير من التجارب الجديدة ولكنّني كنت مقيّدة بسبب الخوف من الرفض.

كان هذا القرار المحوريّ محرّراً جداً. فعشتُ نهضة واحتضنتُ ذاتي الحقيقية وتحرّرت من القيود التي كبّلت أصالتي لفترة طويلة. واكتشفت أنّ هذه الحرية الجديدة تحاكي جمهوري في العمق – أؤلئك النساء اللواتي مررنَ بالتجارب نفسها. لم نكن وحدنا.

اليوم، أنا أدعو إلى تعزيز الأصالة في العالم الرقمي. وأشجّع الأفراد على التخلّص من قيود الامتثال للمعايير واحتضان هوياتهم الفريدة. لقد أدركت أنّ الصدق لا يعني التمكين فحسب، بل يحاكي أيضاً الأشخاص الذين يبحثون عن الصدق والترابط. نحن في تغيّر مستمرّ. ويُسمح لنا بتغيير رأينا وتوقّعاتنا وقراراتنا. قد يبدو هذا واضحاً – لكنّه كالعضل الذي يحتاج إلى تمرين.

إقرئي أيضاً: سر الريادة مع أضوى الدخيل 

كانت رحلتي لاستعادة الأصالة في عالم الإنترنت رحلة تحويليّة. حرّرتني من قيود الامتثال للمعايير، ممّا سمح لي بالتواصل مع جمهوري على مستوى أعمق وأكثر أهمية. أنا أدعو كلّ شخص إلى احتضان نفسه الحقيقية وتحدّي القيود التي تفرضها التوقّعات الخارجية، لأنّ الأصالة لا تتعلّق فقط بالتمكين إنّما هي ضرورية أيضاً. وكم سيكون العالم مملاً إذا ما حصرنا أنفسنا جميعاً بالقوالب المعدّة لنا منذ الولادة." 

إقرئي أيضاً: الدكتورة المهندسة سعاد الشامسي: " إذا أنا استطعت فأيّ امراة تستطيع "

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث