عيد الأمّ في زمن الكورونا

إنّها الأمّ التي تَقضي حياتها بالإهتمام بنا منذ لحظة ولادتنا، فنبقى أطفالاً في عيْنيْها مهْما حيَيْنا. تُعطينا من حُبّها، من تفكيرها، من صحّتها وبالإضافة إلى كلّ ذلك من وقتها! فهي تُفني عمرها كي ترانا سُعَداء. وإذا كنّا في بعض الأحيان لا نتّفق مع والداتنا، إلاّ أنّنا حتماً عندما نصبح أمّهات نتفهّم مواقفهنّ ونعيش المواقف عيْنها مع أولادنا. وفي كلّ سنة، عند اقتراب عيد الأمّ نفكّرونحتارماذا سنُهدي والداتنا لنُعبّرلهنّ عن حُبّنا وامتنانِنَا لوجودهنّ في حياتنا. وبيْنما لن يكون هناك أيّة هديّة تُعطي للأمّ حقّها لو مهما كان ثمنها غالياً، يبقى الوقت هو أهمّ وأثمن مورد يُمكننا أن نتشاركه مع أمّهاتنا اللواتي لوّنَ عالمنا. خصوصاً أنّه في ظلّ نمط حياتنا المتسارع، يصعب عليْنا أحياناً تخصيص الوقت الكافي للتّفاعل معهنّ.

ولكن ها هو عيد الأمّ يحلّ علينا هذه السنة في ظروفٍ استثنائيّة. فبينما كنّا نفتّش عن أثمن الهدايا وأكثرها تميّزاً ونتساءل كيف سنقضي هذا العيد معهنّ، هل سندعوهنّ للعشاء أو نصطحبهنّ في رحلة... نجد أنفسنا اليوم بعيدات عنهنّ ومن الأفضل ألاّ نقترب منهنّ! نعم، عليْنا البقاء بعيدات لحمايتهنّ، للتّصدي معهنّ لوباء الألفيّة الثالثة.

فقد فرضت مؤخّراً هذه الحالة التي نعيشها عليْنا الحجرالمنزلي للمحافظة على صحّتنا وصحّة عائلاتنا. وهل هناك أغلى على قلبنا من أمّهاتنا كي نحافظ على صحتهنّ وندعو لهنّ بالعمر المديد؟ قد يبدو هذا العيد حزيناً لإبتعادنا عنهنّ، إنّما في الحقيقة هو محطّة... محطّة تحثّنا على التفكير بكلّ الأوقات الجميلة ولحظات الحبّ التي اعتبرناها "تحصيلاً حاصلاً" ولم نقدّرها. محطّة تجبرنا على إعادة برمجة أولويّاتنا لجهة الإهتمام بالأشخاص العزيزين على قلبنا وإظهار حبّنا لهم بينما لا يزالون بقربنا. محطّة تدعونا إلى عيْش الوقت الحاضر وتقدير كلّ نعمة في حياتنا... فما يحصل اليوم في الطبيعة الأمّ ينذرنا بتداعيات أفعال الإنسان عليها. فكما والداتنا بحاجة لنا للمحافظة على صحّتهنّ، كذلك الطبيعة الأمّ تصرخ لنا:"لقد كنت دائماً بجانبكم وغمرتكم بخيراتي، من فضلكم ساعدوني على المضي قدماً معكم لتأمين مستقبل مستدام للأجيال القادمة".

إقرئي أيضاً: أطردي التوتّر خارجاً !

العلامات: عيد الأم

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث