التراث العماني… تأمّل وتفاؤل ومستقبل مشرق
تزخر سلطنة عمان بالثقافة والتراث والتاريخ الغنيّ، حيث تشتهر هذه الدولة بجمالها الطبيعي من جبالها إلى شواطئها وبتنوّعها الثقافي ودورها التاريخيّ. كما أنّ طيبة أهلها وكرم ضيافتهم بغنى عن التعريف! وفيما نحتفل خلال هذا الشهر باليوم الوطني العماني نتعرّف عن قرب إلى سيّدة يملؤها الشغف وحبّ السلطنة! فانضمّي إليّ في هذه السطور فيما نستكشف عالمها ورسالتها إلى السلطنة في هذه المناسبة الوطنيّة.
HH Sayyida Daliya Al Said: "كلّي تفاؤل وإيمان بأنّ دولتنا ستستمرّ في التقدّم وتوفير مستقبل أكثر إشراقاً لشعبها"
بفضل خلفيّتها الفريدة، تعرّفت جناب السيدة داليا آل سعيد على ثقافات متنوّعة، ممّا عزّز تقديرها الكبير للفنّ والموضة. فقد ساهم والداها وإخوتها كثيراً في تشكيل هويّتها، وبخاصّة أنّها ابنة سفير عُماني ووالدتها فنّانة. فأغنت هذه التجارب حياتها وزادت فهمها لجمال الثقافات المختلفة وأهميّتها. وبدونها، لما أصبحت الشخص الذي هي عليه اليوم. أمّا علامتها House of Zaya فهي متجذّرة بعمق في مسيرتها وخبراتها. وبعد دراسة تصميم الأزياء والمنسوجات في جامعة Curtin في أستراليا، أتيحت لها فرصة فريدة للتعاون مع راقصين معاصرين لتصميم الأزياء لعروضهم. وقد حقّقت نجاحاً باهراً فألهمتها تلك التجربة للتعمّق أكثر في تصميم الملابس الجاهزة باستخدام أقمشة مصمّمة على الطلب! رافقينا للتعرّف أكثر إلى المصمّمة وجوهر علامتها ورؤيتها لعُمان!
"في العام 2023، تُواصل عُمان التألّق كدولة تشتهر بجمالها الطبيعيّ وتنوّعها الثقافيّ الغنيّ والمتأصّلة في دورها التاريخيّ كمركز بارز للتجارة. وقد شكّل هذا التنوّع الثقافيّ مجتمعاً يرحّب بالناس من جميع الخلفيّات، ممّا يخلق جواً شاملاً ومتناغماً." بهذه الكلمات تصف جناب السيدة داليا سلطنة عُمان قبل أن تؤكّد: "تشكّل المناظر الطبيعيّة المتنوّعة والرائعة في عُمان، من الصحاري الشاسعة إلى الجبال الشاهقة وسواحلها البكر، مصدراً دائماً للإلهام بفضل ألوانها المفعمة بالحياة وأشكالها الفريدة. ويمثّل الحفاظ على التراث التاريخيّ العُمانيّ تذكيراً بأهميّة احترام ماضينا والتعلّم منه. ومن أبرز معالم الثقافة العُمانية التزامها الحقيقيّ بالضيافة والكرم تجاه الضيوف، ممّا يعكس اللّطف والتعاطف والشعور بالانتماء. وبالإضافة إلى ذلك، يُعدّ التقدّم الذي أحرزته عُمان في دعم المرأة في أدوار محوريّة، مصدرَ فخر وطنيّ كبير، حيث يعكس التزامنا بالعدالة والمساواة."
رسالة أساسيّة: Be Kind
تشكّلت هويّة علامة House of Zaya بشكل أكبر من خلال مشاركة جناب السيدة داليا في مهرجان Perth Fringe، حيث تسنّى لها تقديم عرضها الخاصّ الذي تضمّن مجموعة سلّطت الضوء على رؤيتها الفريدة. وقد تطوّر عملها على مرّ السنين ليشمل تصميم المنسوجات ودمج رسائل هادفة في ابتكاراتها. فتخبرنا قائلة: "يبرز بين العناصر الأساسيّة التي تحدّد علامة House of Zaya دمج الكتابة في تصاميمي، مع رسالة أساسيّة هي: Be Kind أي"كن طيّباً". تُعتبر هذه الرسالة تذكيراً للناس لحثّهم على تقدير قيمة الطيبة وتطبيقها في حياتهم اليوميّة. إنها ميزة بسيطة لكن قويّة في الوقت نفسه وهي تجسّد القيم التي أقدّرها وأرغب في نشرها من خلال علامتي. وقد أصبح هذا المزيج بين الموضة والمنسوجات والرسائل الهادفة جوهر House of Zaya ."
إقرئي أيضاً: Maisa Al Hooti : " كلّ عام وعُمان وسلطانها وشعبها تنعم بالرخاء والاستقرار"
كيف يجتمع الذوق العُماني التقليديّ والمعاصر في هذه العلامة؟ تجيبنا جنابها: "من خلال علامتي التجاريّة، أهدف إلى خلق مزيج متناغم من التأثيرات العُمانية التقليديّة مع لمسة عصريّة. أبذل جهدي لدمج تراثي العُماني في تصاميمي فيما أستوحي من الشرق والغرب. وفي تصاميم المنسوجات الخاصّة بي أستمدّ الإلهام من الأقمشة العُمانية والألوان والأشكال والتصاميم التي تميّزها. فأنا أسعى إلى تصميم ملابس للنساء العُمانيات والعربيّات لا تعكس تراثهنّ الثقافيّ الغنيّ فحسب، بل تتماشى أيضاً مع أسلوب الموضة المعاصر. وأريد أن أقدّم المنسوجات والملابس للنساء لكي يشعرنَ بالراحة عند ارتدائها ويفتخرنَ بالتألّق بها. فالهدف هو الاحتفال بالتقاليد مع دمج طابع الراحة وأسلوب الموضة العصريّ بالإضافة إلى خلق مزيج فريد يحاكي نساء عُمان والعالم العربيّ."
وتختتم بهذه الرسالة إلى المرأة العُمانية وبلدها الحبيب في اليوم الوطني العُماني: "رسالتي هي رسالة تأمّل وتفاؤل. دعينا نتوقّف لحظة لنقدّر الإنجاز الذي حقّقناه والتقدّم الذي أحرزناه والغنى الثقافيّ الذي حافظنا عليه. إنّه لأمر مشوّق حقاً أن نتطلّع إلى المسار الذي ينتظرنا. آمل أن نحفاظ على زخمنا ونستمرّ في دفع حدودنا الإبداعيّة. معاً، يمكننا صنع مستقبل أكثر إشراقاً لجميع النساء العُمانيات وللأمة جمعاء."
إقرئي أيضاً: صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد تشاركنا رسالة قبيل اليوم الوطني العماني
