السفر عبر الزمن او عيش الوقت الحاضر

عيش الوقت الحاضر… مهمّة صعبة؟

أتذكرين في صغرنا عندما راجت فكرة "السفر عبر الزمن"؟ كثُرَت في حينها الأفلام التي تعالج هذا الموضوع. وفي بعض هذه الأفلام كان الأبطال يسافرون إلى الماضي وكان بعضها الآخر يستشرف المستقبل عبر المغامرات التي ينغمس الممثلون فيها. فبتنا نسأل أنفسنا ماذا قد نغيّر في حياتنا إذا تمكّنا من العودة في الزمن أو ماذا قد نقول لنفسنا المستقبليّة إذا صادفناها؟ وقد أثّرت بي شخصيّاً إحدى هذه الأفلام, وهو فيلم يحمل عنوان The Time Machine صادر عام 2002 بتوقيع المخرج Simon Wells . حيث يبني بطل القصة آلة تمكنّه من السفر عبر الزمن بهدف إنقاذ خطيبته من حادث مميت تعرّضت له. وفي كلّ مرّة كان ينجح بالرجوع إلى لحظة الحادث، كانت خطيبته تتعرّض لحادث آخر تلقى فيه حتفها أيضاً... يأتي هذا السياق ليؤكّد لنا ما نعرفه مسبقاً وهو أنّه لا يمكننا تغيير الماضي وأنّ المستقبل لناظره قريب...

Image courtesy: Alamy

بعضنا يعيش في حنين إلى الماضي أو توق للمستقبل

لكلّ منّا نظرته الخاصة بالوقت... فنسمع مراراً أشخاصاً يقولون أنّ الحياة كانت أفضل في الماضي حيث كانت هموهم أقلّ وكان لديهم متّسع من الوقت للقيام بما يريدونه، فيعيشون بالتالي بحسرةٍ على الماضي... والبعض الآخر يترقّب المستقبل آملاً أن يجد سعادته أو راحته فيه، فيعيش في حالة تأجيل مستمرّ. وهناك أيضاً الأشخاص الذين فيما يقومون بأمور معيّنة، يفكّرون بأمور أخرى مختلفة... فعمّ برأيك يغفل كلّ هؤلاء الأشخاص؟ بقدر ما إنّ الإجابة سهلة، فإنّ تطبيقها شاقّ...

Image courtesy: Alamy

عيْش الوقت الحاضر... هو أن تكوني واعية لكلّ لحظة في يومك، فتعيشينها بملئها بدل أن تمضينها في التفكير بأمرٍ آخر، وكم ذلك صعب! وشخصيّاً, كنت ولا زلت أجد صعوبة في تطبيق ذلك! وقد تنبّهت لهذا الأمر في خلال أحد أسفاري المخصّصة للعمل. لدى عودتي، كنت أنظر إلى هاتفي وأتفاجأ بالصور والفيديوهات التّي التقطتها لبعض المعالم... وكنت وكأنّني أراها للمرّة الأولى. ففي حينها، كنت أصوّر ما حولي بطريقة ميكانيكيّة، فيما أفكّر بأمور أخرى أو أجيب على رسائل الهاتف أو على بريدي الإلكتروني... سأشاركك مثالاً آخر أيضاً. بعد تناولي طعام الغداء في إحدى المرّات، سألتني والدتي إذا كنت قد أحببت أحد الأطباق أو إذا كنت أفضّل أن تُعِدَّه بطريقة أخرى... فنظرت إليها بحَيْرة وقبل أن أستدرك نفسي للإجابة، قالت لي بتعجّب: لم تنتبهي إلى الطبق الذي تناولته للتوّ! هذه ليست إلاّ أمثلة بسيطة، وقد تشاركينني أنتِ أيضاً أحداثاً أخرى مماثلة مررت بها...

إقرئي أيضاً: كيفية التعاطف مع الذات مع زينب سلبي

وقد جعلتني هذه الأحداث أتنبّه لإغفالي عن أموراً يوميّة عديدة. وعندها, بدأت أعوّد نفسي على عيش الوقت الحاضر وذلك من خلال أفعال بسيطة. أنً تتنبّهي في طريقك إلى العمل إلى الطبيعة المحيطة وإلى الناس وإلى كلّ التفاصيل... أن تستمعي بوعي خلال محادثاتك مع أولادك، أن تتنبّهي إلى كلّ ما يحاكي حواسك في كلّ حدث تعيشينه... فمثلاً، بينما أكتب هذا المقال, أستمع إلى زقزقة العصافير في الخارج، فأنظر من النافذة وأحمدُ ربّي على هذه اللّحظة الجميلة.... فكلّ شيء ينتظر ما عدا الوقت الذي يمضي!

إقرئي أيضاً: رائدات فضاء من الخليج العربي من هن؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث