احلام بلوكي تعرفي الى شغفها وقصة نجاحها

شغفها بعالم الكتب والنشر يأتي من حبّها الشديد للقصص واستكشاف الأفكار المتنوّعة والتأثير العميق الذي يمكن أن يكون للأدب على الأفراد والمجتمعات. كانت القراءة دائماً مصدر إلهام وتحفيز لأحلام بلوكي وهذا ما يدفعها للغوص في عوالم الأدب والمساهمة في تعزيزه وتحقيق الوصول إليه. وهي تركّز من خلال مركزها كرئيسة تنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب ومديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب والمديرة الإدارية لدار "ELF" للنشر على إقامة نظام متكامل ومستدام يعزّز جميع جوانب المجتمع الأدبي في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة. حيث يبدأ ذلك من خلال تشجيع الكتّاب المحليّين وتوفير فرص إضافيّة لدعم تطوّرهم وتقدّمهم الإبداعي. كما أنّها تسعى لتوفير إمكانيّات لوصول أعمالهم إلى جمهور عالمي يعكس تنوع الثقافة المحلية وكثافة الإبداع الأدبي في المنطقة. وفي ما يلي نغوص في عالمها الشيّق!

هلاّ أخبرتنا عن هدف ونشاطات مؤسّسة الإمارات للآداب وكيف تعمل على تقريب المطالعة من الجمهور الإماراتي؟

تهدف مؤسّسة الإمارات للآداب إلى تعزيز حبّ القراءة من خلال تقديم أنشطة وفعاليات تسلّط الضوء على كون القصص في قلب كلّ شيء. نفخر في المؤسسة بتقديم فعاليات أدبية وثقافية متنوعة على مدار العام تتناسب مع كافّة الأعمار والاهتمامات. من خلال مهرجان طيران الإمارات للآداب والفعاليات الأدبية الأخرى التي تنظمها المؤسسة، نستضيف الكثير من الكتّاب والمبدعين الإماراتيّين في حوارات ونقاشات تضم متحدثين من حول العالم. فيما نتعاون مع المهرجانات الأخرى، من خلال الرابطة العالمية للمهرجانات الأدبية، لاستضافة هذه المواهب الإماراتية في مهرجانات من حول العالم. كما نظهر، عاماً بعد عام، التزاماً عميقاً بتقديم الثقافة الإماراتية للعالم إضافة إلى تمكين الشباب الإماراتي وإلهامه لتكريم الإرث الثقافي الوطني بالاستمرار في الإبداع والابتكار.

برنامجنا التعليمي كان جزءاً أساساً من رحلة المؤسسة منذ البداية؛ إذ تنظم المؤسسة الكثير من المسابقات التعليمية، باللغتين العربية والإنجليزية، والتي تشمل أنشطة مثل الأداء الشعري والقراءة وكتابة الرسائل والقصص القصيرة. ونحرص في هذه المسابقات على استقطاب الصغار الإماراتيّين الموهوبين وعلى سبيل المثال، مسابقة "الشعر للجميع" التي هي أكثر من مجرّد عرض لمواهب الطلبة في الأداء الشعري - إنّها احتفال بالتراث الثقافي الغني لدولة الإمارات. لطالما كان الشعر في قلب الثقافة الإماراتيّة لقرون، ويشرّفنا أن نحافظ على هذا الإرث.

كيف يمكن للكتّاب والكاتبات التواصل معكم للتعاون وهل من شروط لذلك؟

نرحّب، بل ونشجع الكتّاب والكاتبات للتواصل مع مؤسسة الإمارات للآداب من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي أو قنوات التواصل الاجتماعي للاستفسار عن فرص التعاون. نعمل على الكثير من المشاريع والمبادرات الأدبية على مدار العام ونحرص على عكس كنز المواهب المحلية لدينا من خلال هذه الجهود لذا فإنّه من المؤكّد وجود فرصة للتعاون مع المؤسسة وتختلف الشروط على حسب طبيعة التعاون.

إقرئي أيضاً: اليك افضل الكتب للقراءة

هل تعتقدين أنّ هناك كتباً رائجة أو مرغوبة أكثر من غيرها اليوم؟ ما هي ولماذا؟

بالنظر إلى التغيّرات السريعة في عادات القراءة وتفضيلات الجمهور في العصر الحالي، يظهر أن هناك كتباً تتمتّع بشعبية أكبر وتلقى طلباً أكثر من غيرها. هذا الاهتمام المتزايد ببعض الكتب يمكن أن يرتبط بعدة عوامل.

أوّلاً وقبل كلّ شيء، يلعب التوجّه الثقافي دوراً هامّاً في تحديد شعبية الكتب. ففي فترات زمنية معينة، قد يكون هناك اهتمام متزايد بموضوعات معينة، مثل الروايات أو كتب تطوير الذات، ممّا يؤدّي إلى زيادة الطلب على الكتب التي تتناول تلك المواضيع. ثانياً، لا يمكن إغفال تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في توجيه اتّجاهات القراءة وشراء الكتب. إذا تمّ تداول كتاب بشكل واسع على منصّات مثل "تيك توك" أو انستغرام، فقد يزداد الاهتمام به وبالتالي زيادة الطلب عليه. ثالثاً، تلعب جهود التسويق والتواصل دوراً كبيراً في جذب انتباه الجمهور إلى الكتب وزيادة طلبها. وتحظى بعد الكتب بدعم قويّ من قِبل الناشرين ويتمّ الترويج لها بشكل كبير ممّا يجذب ذلك انتباه القرّاء ويدفعهم للشراء. وأخيراً، يلعب التطوّر التكنولوجي دوراً حاسماً في تشكيل تفضيلات القرّاء. فقد أدّى ظهور الكتب الرقميّة والصوتيّة إلى تغيير في طرق استهلاك الكتب، ممّا قد يؤدّي إلى زيادة شعبيّة بعض الأشكال على حساب الأخرى. وبناءً على هذه العوامل، يمكن أن تكون هناك كتب تحظى بشعبية أكبر من غيرها في العصر الحالي، وتلك الكتب التي تلبّي توقّعات واهتمامات القرّاء في هذا الزمان ستظلّ محطّ أنظارهم وتحقّق مبيعات مرتفعة.

هل تعتبرين أنّ القراءة اليوم لا زالت من الأولويّات؟ وهل من كتاب مفضّل لديك إلى اليوم؟

لازلت استثمر جزءاً كبيراً من وقتي الخاصّ في هواية القراءة. واكتشفت قيمة الكتب الصوتيّة كوسيلة رائعة للاستفادة من الوقت والاستمتاع بالقراءة خلال فترات انشغالي. وغالباً ما أقرأ مع ابنتي الصغيرة لاستكشاف عالم أدب الأطفال، ممّا يساهم في تعزيز رؤيتي لدار "ELF" للنشر.

وقبل الانضمام إلى المؤسسة، كنت أفضّل الأدب غير الروائي، ولكن بعد ذلك، بدأت أكتشف متعة قراءة الروايات والتنوّع الذي تقدّمه. أحبّ قراءة جميع أنواع الروايات، لكن تلك التي تركز على العلاقات الإنسانيّة، مثل العائلة والأصدقاء، تأتي في مقدّمة اهتماماتي. إنّها عادةً ما تقدّم قصصاً تستكشف عمق العلاقات والروابط بين الأشخاص.

اقرئي أيضاً: هل يحتاج أطفالنا للكتب؟

ما هو الإرث الذي تريدين أن تتركيه على هذه الأرض وكيف تريدين أن يتذكّرك الناس؟

أؤمن بقوّة القصص والأدب في تغيير العالم وأفخر بالعمل التي نقوم به أنا وفريق المؤسّسة، لدينا جميعاً رؤية مشتركة لجعل العالم مكاناً أفضل لنا وللأجيال القادمة ونحرص على بناء جسور من الحبّ والتفاهم من خلال تبادل القصص المختلفة ممّا يساهم في بناء مجتمع متكامل يستمدّ قوّته وإلهامه من الأدب والثقافة والإبداع. هذا بالتأكيد واحد من أفضل إنجازات حياتي وأتطلّع لترك هذا الإرث من القصص والحكايات الملهمة لأجيال وأجيال قادمة. 

إقرئي أيضاً: الكتب الاكثر مبيعا عم تتحدث؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث