Untold Women Narratives مع Rowdha Alsayegh

انظري من حولك، كم من امرأة مكافحة، حكيمة، مناضلة، متألّمة لم تُحكى قصتها بعد؟ كم تعرّفت خلال نشأتك على نساءٍ ألهمنك وبقيت حكاياتهنّ مخفيّة؟ كم من القصص قد تلهم العالم إذا خرجت إلى الضوء، وكم من قصصٍ أخرى ما زالت تتشكّل وتنتظر من يحكيها؟ روايات عديدة تبقى بعيدة عن الإعلام، فلا تُناقش ولا تُعالج. لكلّ منّا قصّتها، قد نتشابه في أماكن كثيرة ونختلف في أماكن أخرى، إنّما يبقى الأهمّ هو أن نتشاركها مع العالم. فعندما تتكلّم المرأة، هي لا تخبر فقط قصّتها إنّما قصص الكثير من النساء الأخريات. وبذلك تتماهى معها الكثيرات وتتأثّر بها العديدات. والأعظم هو أن يتعلّم العالم من هذه الروايات. فنقوم من خلال ذلك بتغيير السرديّة العامّة ونكسر الصور النمطيّة، ونأخذ زمام الأمور برواية القصص التي نريد وبالطريقة التي نريد. في هذا الإطار واحتفاءً بيوم المرأة العالمي، طلبنا من المخرجة الإبداعية روضة الصايغ أن تشاركنا قصة غير محكيّة لنساءٍ في مجتمعها عبر فيديو يعرض في يوم المرأة. فعندما تتولّى النساء إخراج الأفلام وكتابتها وإنتاجها، يمنحن القصص النسائية الحقيقيّة مزيدًا من العمق والواقعيّة. في ما يلي، نتعرّف عن قرب إليها وإلى القصة التي اختارت مشاركتنا إيّاها، كما إلى آرائها بقدرة الصناعات الإبداعيّة اليوم على تغيير السرديّة المتعلّقة بالمرأة.  

Rowdha Alsayegh:"أتمنّى أن تلهم هذه القصة كلّ امرأة تركت حلمها بسبب موقف مرّت به في صغرها، لتعلم أنّه لا يوجد وقت متأخّر أبدًا للإيمان بنفسها وتحقيق ما كانت تحلم به"

عندما أسّست روضة الصايغ شركتها الإبداعية روضة SAY ، كانت خائفة لمدّة عامين من ترك وظيفتها الحكوميّة، وكان من الصعب جدًا أن توازن بين العملين. لكن مع مرور الوقت، أدركت شيئًا مهمًا، وهو أنّ هناك فقط روضة الصايغ واحدة كموهبة، ولكن هناك العديد من الأشخاص الذين يمكنهم ملء كرسي الوظيفة الحكومية. هذا الإدراك دفعها لاتّخاذ القرار الجريء بتكريس طاقتها لشركتها بالكامل. وهي اليوم ممتنّة جدًا لأنّها اتّخذت تلك الخطوة. حيث كان هذا القرار هو السبب في رؤية نموّ شركتها. وهذا النموّ انعكس أيضًا على شخصيتها. لقد علّمتها شركتها الكثير، وشكّلت جزءًا منها كان مفقودًا، وهي ممتنّة جدًا لأنّها تمكّنت من اكتشافه. وإذا عدنا إلى الفترة التي اكتشفت فيها موهبتها، كانت روضة في بادئ الأمر تعتقد أنّها مصوّرة، وبما أنّها لم تخشَ من استكشاف المزيد بدلاً من البقاء في الcomfort zone ، تعرف اليوم أنّها مخرجة إبداعيّة وراوية قصص أيضاً!

في خلال مسيرتها المهنية، عملت روضة الصايغ على مشاريع مختلفة، فسألناها أن تشاركنا تفاصيل مشروع عزيز على قلبها. وتقول: "أجد سعادتي في مشاركة والاحتفال بسعادة الآخرين، وأحرص دائماً على استخدام موهبتي في حياتي الشخصية. هذا الأمر جعلني أفكّر في توسيع خدماتي وتخصيص زفّة عروس تكون فريدة بحيث تنقل قصة العروسين بشكل حقيقي. لا شيء ممّا عملت عليه سابقاً يمكن مقارنته بالشعور الذي شعرت به لحظة دخول العروس مع الأغنية التي كانت تُعزف. أن أكون جزءاً من تلك اللحظة المميّزة شعوراً لا يوصف. الفرحة لم تقتصر في العرس فقط، حتى أنّ العائلة شاركتني لحظات طريفة حيث أنّ أخت العروس الصغرى تدندن الزفّة و هي تلعب من دون أن تشعر. لامست الفرحة الصغير والكبير وهذه اللحظات التي تجعلني أحبّ عملي أكثر."

أعيش حلم تلك الفتاة الصغيرة التي عملت بجدّ

أمّأ عن الموضوع الذي اختارت مشاركتنا إيّاه في الفيديو الخاص بها، تخبرنا المخرجة الإبداعيّة: " القصة التي اخترت أن أسردها اليوم هي قصة فتاة صغيرة كانت تحبّ الوقوف على مسرح المدرسة، ولكن في يوم من الأيّام، أخبرتها إحدى المعلّمات بأنّها قصيرة جداً ولن يتمّ اختيارها فلا يمكنها أن تقف أمام الجمهور لأداء عرض. أتذكّر كيف كانت تبكي في تلك الليلة وتتمنّى أن تكبر لتصبح أطول. وبقيت سنين طويلة تكره وتستحي من طولها. تلك الفتاة الصغيرة صَارعت مع كلّ فرصة لكي تكون على المسرح حتى رأى الناس قدراتها. اليوم، تلك الفتاة بدأت شركة باسم "روضة SAY"، حيث يمكنها أن تروي قصصها على منصات متنوّعة. قدّمت على المسارح أمام أفراد العائلة المالكة والوزراء. وكتبت قصص وعرضتها على مسارح لعلامات تجارية مرموقة. قد تتساءلون لماذا أستخدم الحديث عن نفسي بصيغة الغائب، الجواب هو أنني اليوم محظوظة لأنني أعيش حلم تلك الفتاة الصغيرة التي عملت بجدّ لكي أعيش حلمها اليوم. اخترت هذه القصة لأنّها تذكرني بالفتيات اللواتي ربما لم تتح لهنّ الفرصة للنموّ والتطوّر لأنّهن سمعن أنّهن غير قادرات أو لا يستحققن ذلك. أتمنّى أن تلهم هذه القصة كلّ امرأة تركت حلمها بسبب موقف مرّت به في صغرها، لتعلم أنّه لا يوجد وقت متأخّر أبدًا للإيمان بنفسها وتحقيق ما كانت تحلم به".

وكيف يمكن برأيها للشركات الإبداعيّة أن تساعد في إيصال قصص النساء في مجتمع اليوم، تجيبنا: "نحن صوت وعيون المجتمع. لدينا القدرة على الوصول إلى المواهب التي تستحقّ أن تبرز، ويمكننا خلق فرص لمواهب لم تُرَ من قبل لتكون لها لحظة تميّز. أجد أنّه من المهمّ جداً أن نفكّر في نجاحنا الشخصي، لكن الأهمّ من ذلك هو أن نجد طرقاً لخلق فرص للآخرين للنموّ معنا. مجالنا واسع، وهناك دائماً مساحة للمزيد من النساء للنموّ داخل هذه الدائرة."

وتختتم بهذه الرسالة للنساء في مجتمعها بمناسبة يوم المرأة وتقول: "كونكِ امرأة هي أجمل هدية. أنتِ قادرة على أن تكوني ابنة، أخت، صديقة، زوجة، وأمّ. وكلّ مرحلة من حياتكِ تحمل جمالها الخاص. مهما كان دوركِ في الحياة، تقبليه بكل حبّ ولا تسمحي لأحد أن يجعلكِ تشعرين أنّكِ متأخّرة أو أنّ الوقت ليس مناسباً. أمّا الرسالة الأخرى التي أكرّرها دائمًا لنفسي كأمّ، فهي أنّ الأمومة هي مصدر إلهام لنجاحكِ، لا نهاية له. يمكنكِ أن تكوني أمًا مدهشة وتعملين بجدّ لتحقيق أحلامكِ. أنتِ بذلك تكونين قدوة لأبنائك، الذين يشهدون نجاحكِ ويشعرون به بشكل أعمق من أي شخص آخر".

إقرئي أيضاً: روضة الصايغ للمرأة الإماراتية: أنت سفيرة لدولة عظيمة

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث