EXPO 2020 دبي لإحداث التغيير الإيجابي من أجل بناء مستقبل أفضل للعالم بأسره

عوّدتنا الإمارات العربيّة المتّحدة أن تكون قلب العالم النابض. وها هي قريباً ستجمع معظم دول العالم بالإضافة إلى شركات ومنظّمات ومؤسّسات تعليميّة وغيرها في Expo 2020 دبي تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، بعد طول انتظار جرّاء التأجيل بسبب جائحة كورونا. إنّه الحدث الأكثر ترقّباً ومشاركةً! حيث سينطلق في الأوّل من أكتوبر القادم ويستمرّ على مدى 182 يوماً بمشاركة 192 بلداً، فيكون ملتقى ثقافيّاً عالميّاً تركّز فعالياته حول مواضيع الفرص والتنقّل والاستدامة. فيستكشف المواهب ويشارك الإلهام ويستعرض الابتكارات التكنولوجيّة والمستدامة ويحفّز إيجاد الحلول للتحدّيات الحاليّة للمساهمة بصناعة عالم جديد ورسم مستقبل أفضل. بدءاً من تأمين الفرص الاقتصاديّة والتجارب المذهلة إلى نشر الوعي بالعلوم والإستدامة وتمكين المرأة والعمل من أجل التغيير، وصولاً إلى ورش العمل واللقاءات والنقاشات مع الخبراء العالميّين والاستعراضات الثقافيّة الدولية والعروض الفنيّة والترفيهيّة وتجارب الطعام، إنّه برنامج كامل متكامل يخطف الأنفاس. ندعوك لتكوني أنت وعائلتك جزءاً منه في ظلّ تدابير السلامة الشاملة!

اقرئي أيضاً: تجربة "مستقبل الطعام" الأولى في العالم... من الفضاء إلى Expo 2020

التمكين والإستدامة أولويّة! 
وفيما أصبحت الإمارات العربيّة المتّحدة سبّاقة في مجال تمكين المرأة، حيث تولي أهميّة كبيرة لمشاركة النساء في كلّ القطاعات، بدءاً من الحكومة وصولاً إلى القطاع الخاصّ، يبرز جناح المرأة بالتعاون مع Cartier الذي يكرّم المرأة. يأتي هذا الجناح ليؤكّد التزام Expo 2020 بالمساواة بين الجنسين وبتمكين المرأة، فيحتفي بصانعات التغيير من حول العالم ويسلّط الضوء على المساهمات والإنجازات التي قدّمتها نخبة من النساء في اقتصادات بلادهنّ أو للنهوض بمجتمعاتهنّ. كذلك، يستعرض التّحديات التي تتعرّض لها النساء خصوصاً في ظلّ وباء كورونا ويتيح مساحة للتعبير والحوار والإلهام لصناعة التغيير وتطوير الحلول انطلاقاً من أنّ تمكين المرأة يترك تأثيراً مضاعفاً في الإزدهار الاقتصادي والتنمية ونموّ المجتمعات.

ويولي القيّمون على هذا الحدث العالمي أهميّة كبيرة للطلبة، فطوّروا برامج إكسبو 2020 للمدارس. وفيما تشكّل الإستدامة نواة هذا الحدث خُصّص لها جناحاً خاصّاً يمكّنك من عيش تجربة في صلب الطبيعة. وتجدر الإشارة إلى أنّ دار Bvlgari العالميّة تشارك كراعي بلاتينيّ رسميّ للجناح الإيطالي حيث تستثمر فيه خبرتها العريقة عبر مبادرات وفعاليات عدّة تجمع بين الصناعة الإيطاليّة البحت والحرفيّة والفنّ. ويحمل هذا الجناح الذي يندرج في إطار الإستدامة والابتكار والإبداع شعار Beauty
Connects People. 

وبينما نترقّب هذه الفعالية، نتحدّث في ما يلي مع مرجان فريدوني الرئيس التنفيذي لتجربة زائر إكسبو 2020 دبي التي تشرف على التطوير والعمليات لأجنحة الموضوعات ومعروضاتها التفاعليّة بما يجسّد الشعار الرئيسي للإكسبو وموضوعاته الفرعيّة الثلاثة "الفرص والتنقّل والاستدامة"، وعلى برنامج إكسبو للمدارس. فانضمّي إلينا لنغوص أكثر في كلّ ما يتعلّق بهذا الحدث المنتظر!

على مدى 182 يوماً، وفي أعقاب الجائحة التي تسبّبت في إغلاق الحدود وعزلت الدول عن بعضها، سيجتمع العالم مجدّداً في إكسبو 2020 دبي. بصفتك الرئيس التنفيذي لتجربة الزائر في إكسبو 2020 دبي، ما هي فوائد إقامة هذا الحدث الدولي على المستوى الإنساني؟
يقام إكسبو 2020 دبي على مدى ستّة أشهر من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022، في فترة بات العالم فيها أكثر حاجة من أيّ وقت مضى لمثل هذه الفعالية الدولية، لنلتقي من جديد ونناقش معاً تحديات عصرنا الملحّة ونضع حلولاً مبتكرة لها تحت شعار "تواصل العقول وصُنع المسقبل". فبينما يتجاوز العالم الجائحة بكلّ ما أحدثته من آثار اقتصاديّة واجتماعيّة، تبرز أسئلة ملحّة من واقع التّحديات الجديدة التي فرضتها الجائحة حول قدرة الإنسان على التعامل مع الأوضاع الاستثنائيّة. وقد كان إكسبو الدولي دائماً الحدث الأهمّ في العالم لمناقشة تحديات العصر وإيجاد حلول لها. وتناقش هذه النسخة الاستثنائيّة من إكسبو الدولي ثلاثة موضوعات محورية، هي الفرص والتنقل والاستدامة، وهي موضوعات تتلامس مع الغالبية العظمى من تحديات عصرنا. لذلك، فإنّ إكسبو 2020 دبي سيكون الأشمل من حيث المواضيع التي يناقشها إكسبو الدولي على مدى أشهره الستة، وهو بذلك فرصة مهمّة جدّاً، ستفتح بالضرورة المجال أمام معالجة التحديات المستجدّة ووضع حلول لها، بما سيسهم بالتأكيد في تسريع وتيرة تعافي العالم من الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها الجائحة. وللتأكّد من تحقيق هذا الهدف، وضع إكسبو 2020 دبي مجموعة كبيرة من برامج الفعاليات وأطلق الكثير من المبادرات في جميع المجالات، بما في ذلك الاستدامة والبيئة والتعليم وريادة الأعمال والصحّة والسلامة وتمكين المرأة، فضلاً عن أنّه جلب من أنحاء العالم أحدث تقنيات العصر في مجالات التنقل والبناء المستدام وتنظيم الفعاليات وغير ذلك الكثير. وقد أطلق إكسبو 2020 دبي أيضاً برنامجه للأعمال الذي ستُنظّم في إطاره الكثير من الفعاليات ومنتديات الأعمال. وسيرحّب إكسبو 2020 بفنّانين وأكاديميّين ونجوم موسيقى وروّاد فكر وقادة غد، فضلاً عن أنّه سيقدم أكثر من 60 فعالية حيّة يوميّاً على مدى 182 يوماً، في تجربة معرفيّة ملهمة لا تخلو من الترفيه.

ما هي برأيك نقاط قوّة إكسبو 2020 دبي الأساسيّة والتغيير الإيجابي الذي سيُحدثه؟

أحد أهمّ أهداف إكسبو 2020 دبي هو إحداث التغيير الإيجابي من أجل بناء مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة، ليس فقط في دولة الإمارات، وإنّما في العالم كلّه. ويمتلك إكسبو الدولي على مدى تاريخه الممتدّ لنحو 170 عاماً القدرة على إحداث هذا التغيير الإيجابي؛ بل إنّ إحداثه هو الهدف الرئيس الذي أُوجد من أجله إكسبو الدولي. وقد تعهّدت دولة الإمارات بتنظيم نسخة استثنائيّة من إكسبو الدولي، تُلهم العالم وتبهره بالكثير من الأفكار والحلول المبتكرة. وهذا سيكون من أهمّ نقاط قوّة إكسبو 2020 دبي في إحداث التغيير الإيجابي الهادف، خاصّة أنّه سيجمع أكثر من 200 جهة مشاركة، من بينها دول ومنظّمات دوليّة ومؤسّسات عملاقة وشركات كبرى. وهذه هي المرة الأولى التي يُقام فيها إكسبو الدولي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا؛ لذلك فإنّ أنظار العالم تتّجه إلى دولة الإمارات بشغف، انتظاراً لهذا الحدث الدولي الضخم، خاصّة وأنّه – كما سبق وأن ذكرت – يأتي في وقت أكسبه المزيد من الأهميّة أكثر من أيّ وقت مضى. وأنا أثق في أنّ إقامة إكسبو 2020 دبي في هذه الفترة بالتحديد هي أحد أهم نقاط قوتّه. ويتزامن مع اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وهي مناسبة مهمّة، ستستعرض فيها الدولة إنجازات 50 عاماً مضت، وستدشّن عبرها أسس إنجازات 50 سنة مقبلة. وسيكون تنظيم الحدث في مستهلّ الخمسين الجديدة أحد أهمّ الإنجازات في أولى صفحات العقود الخمسة المقبلة. ولأوّل مرّة في تاريخ إكسبو الدولي، سيكون لكلّ بلد مشارك في الحدث الدولي جناحه الخاص. وللمرّة الأولى أيضاً، ستتوزّع أجنحة الدول على أساس الموضوعات بعيداً عن النمط الجغرافي التقليدي في توزيعها. والهدف من هذا هو تحقيق الترابط الموضوعي بين المشاركين؛ فجميع الدول التي ستركّز عبر مشاركتها على قضايا الاستدامة، ستجمعها منطقة الاستدامة. وكذلك الدول التي تركّز مشاركتها على التنقلّ ستكون في منطقة التنقلّ، والأمر ذاته ينطبق على منطقة الفرص. وتمثّل الموضوعات الثلاثة هذه محاور شاملة أو عناوين عريضة تجمع تحتها الكثير والكثير من المواضيع، بدلاً من التركيز على قضية واحدة أو مجال واحد. وهذه أيضاً إحدى نقاط قوّة هذه النسخة من إكسبو الدولي.

بصفتك مسؤولة عن الإشراف على برنامج إكسبو للمدارس، ما الخطوات التي ترين أنّه يجب أن تُتّخذ للحفاظ على شغف الطلّاب بالعلوم والاستدامة وقربهم من هذين المجالين؟ وكيف سيساعدهم هذا البرنامج في تحقيق هذا الوعي؟

قد تكون العلوم المادّية جافّة بطبيعتها، على خلاف العلوم النظرية التي لا تخلو من الجانب القصصي المشوّق، مثل التاريخ والجغرافيا. لذلك، فإنّ الاتّجاهات التعليميّة الجديدة تركّز على جانب التشويق والترفيه في تعليم العلوم المادّية. ولدينا أحد الأمثلة الملهمة على هذا التوجه الجديد في جناح الاستدامة "تيرّا"، الذي سيسلط الضوء على الحاجة الملحّة للتصدّي للتأثيرات البيئيّة السلبيّة التي يتسبّب بها السلوك البشري. وذلك عبر تجربة ممتعة وشخصيّة مصمّمة خصّيصاً لتمكين الزوّار من فهم أثرهم على البيئة، وبالتالي حثّهم ليصبحوا دعاة للتغيير. وتُعدّ تجربة الزائر في جناح الاستدامة واحدة من التجارب المميّزة التي يتفرّد بها إكسبو 2020 دبي؛ وستأخذ ملايين الزوّار في رحلة غامرة مليئة بالمشاعر في عجائب الطبيعة، وتلهمهم لبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة. ويشمل هذا على سبيل المثال المجسّمات العملاقة المستوحاة من ألعاب معروفة في مدن الملاهي تشرح قضايا الاستدامة ومفاهيمها، بما في ذلك متاهة توازن عملاقة تتطلب من الزوّار التعاون لتحقيق التوازن على كوكب الأرض. ويهدف هذا النموذج التعليمي، الذي لا يخلو من الترفيه والإمتاع، إلى توعية الناس بأحد أهمّ قضايا عالمنا المعاصر. وهو مثال حيّ على واحدة من الخطوات التي يجب أن نتّخذها للحفاظ على شغف الصغار والكبار على حدّ سواء بعلوم العصر. وسيتحوّل "تيرّا" إلى مركز للعلوم بعد إسدال الستار على فعاليات إكسبو 2020 دبي. وقد صمّم برنامج إكسبو للمدارس ليُلهم جيل الصغار عبر التواصل مع المدارس والمعلّمين في دولة الإمارات. وفي فترة انعقاد إكسبو 2020 دبي، سيوفّر البرنامج للطلبة تجربة العمر التعليميّة عبر أربع جولات مدرسيّة مخصّصة مليئة بالمعرفة والترفيه والمرح. 

كيف تنظرين إلى وجود جناح خاصّ بالمرأة في إكسبو 2020 دبي؟ وبصفتك من النساء المؤثّرات وانطلاقاً من واقع خبرتك، ما دروس الحياة الثلاثة التي تودّين أن تخبري بها النساء ليحقّقنً الازدهار لأنفسهنّ ويصبحنَ صانعات تغيير؟

هذه هي المرّة الأولى منذ أكثر من 50 عاماً التي يضمّ فيها إكسبو الدولي جناحاً مستقلّاً للمرأة، وهذا أمر يجسّد إيمان الحدث بأهميّة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين. فسيكون جناح المرأة بالتعاون مع
Cartier مكاناً لمناقشة موضوعات تميكن المرأة وتبادل الأفكار والخبرات عبر الكثير من جلسات النقاش. وسيعمل جناح المرأة مع المجلس العالمي لإكسبو 2020 دبي من أجل استضافة المجلس العالمي للمرأة، بهدف تسليط الضوء على دور المرأة المهمّ في بناء عالم أكثر أمناً ينعم الناس فيه بصحّة أفضل وبيئة أكثر استدامة. وسيعمل الجناح أيضاً مع الكثير من الأطراف المعنيّة في العالم من أجل نشر مبادئ تمكين المرأة والتأكيد على دور القطاع الخاصّ في تعزيز دورها والمساواة بين الجنسين.  

لذلك، فأنا أنظر إلى جناح المرأة على أنّه سيكون أداة مؤثرة للتغيير الإيجابي الهادف في ما يتعلّق بتمكين المرأة في أنحاء العالم، خاصّة في ظلّ مشاركة هذا العدد الكبير من الدول في أوّل إكسبو دولي يُقام في المنطقة العربيّة. وسيمكّن هذا الجناح الكثير من نساء العالم من رواية قصصهنّ وإلهام غيرهنّ بالتغيير الإيجابي.

تُعدّ الاستدامة جزءاً رئيساً من إكسبو 2020 دبي، كيف يمكن لهذا الجناح أن يساعد دولة الإمارات على أن تصبح وجهة أكثر استدامة؟

يُجسّد جناح الاستدامة في إكسبو 2020 التزام دولة الإمارات العربيّة المتّحدة وإكسبو 2020 بمفهوم الاستدامة، للعمل كمحفز للتغيير في الدولة، وفي المنطقة والعالم أجمع. ويقدّم الجناح نموذجاً ملهماً للبناء المستدام في دولة الإمارات والمنطقة والعالم. بحيث صُمّم ليتوافق مع معايير شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة "لييد" البلاتينيّة وبُني ليكون استهلاكه من الطاقة والمياه صفراً. وتعرض حدائق الجناح محاصيل جديدة يجري تطويرها للمناخ الجافّ، ويمكنها تقديم مساهمة في أمن المنطقة الغذائي في المستقبل. وسيكون لهذا النموذج الملهم في الاستدامة، والمتمثّل في جناح الاستدامة "تيرّا" أثراً ممتدّاً في ترسيخ مفاهيم البناء المستدام في العالم. حيث يقدّم الكثير من التقنيّات الحديثة مثل أشجار الطاقة وأشجار المياه وتقنيّات الريّ الحديثة وأنظمة معالجة الهواء وترشيحه وتطهيره وخلطه بالماء، وغير ذلك الكثير. لهذا كان من المنطقي أن يتحوّل الجناح إلى مركز للعلوم بعد ختام فعاليات إكسبو 2020 دبي. 

اقرئي أيضاً: قبل أسابيع من انطلاقه... ما الذي ينتظرنا في Expo 2020؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث