Ayman Zedani: الاستدامة نتيجة ثانوية للتفكير في قابليّة العيش في المستقبل

يستند أيمن زيداني في أعماله على سلسلة من التجارب والتحقيقات، فتتمحور حول العلاقات والديناميكيّات بين العالم البشري والعالم الأكثر من بشريّ في ما يتعلّق بمستقبل الكوكب ومستقبل الخليج بشكل خاصّ. ويغذّي هذا التفكير كلّ ما يفعله فيما يشكّل البحث والتحقيق المستمرّان جوهر أعماله. دعينا نكتشف المزيد من وجهات نظر الفنّان السعوديّ الذي صمّم منشأة Terrapolis لجناح الاستدامة تيرّا في إكسبو 2020. 

اقرئي أيضاً: Nadine Zidani: باتت الاستدامة اليوم جزءاً من عمليّة صنع القرار في الأعمال في الإمارات

فيما عُرضت أعمال أيمن زيداني المميّزة في معارض بارزة حول العالم، طلبنا منه أن يخبرنا عن عمل عزيز على قلبه وكانت إجابته على الشكل التالي: "إنّ عمل Non-human-assembly في العام 2018 جدير بالذكر لأنني تعمّقت في فكرة المتعاونين غير البشريين وأعدت التفكير في مفهوم الاستمراريّة. كنت أفكّر في هذا المشروع لسنوات قبل أن أنفّذه ولكن نظراً لطبيعته سريعة الزوال، تطلّبني بعض الوقت لإنجازه. كانت المواد المُستخدمة عضويّة وتمّ جمعها وزرعها من أجل المعرض ثمّ دُفنت في الفناء بعد ذلك للدلالة على نهايته. لكن بالنسبة إليّ ما زال العمل قائماً من خلال النظام البيئي الذي تمّ تقديمه فيه والذي يتضمّن شجرة لا تزال موجودة ويمكن زيارتها اليوم في ساحة المريجة في الشارقة". 

محاولة لإعادة التوازن إلى الكوكب
تقلّل الممارسات المستدامة من تأثير الإنسان على حالة الأرض وديناميكيّتها ومستقبلها وهذا موضوع يتناوله أيمن في أعماله فكيف يترجم الاستدامة في جوهر مشاريعه؟ يخبرنا قائلاً: "بالنسبة إليّ، الاستدامة نتيجة ثانوية للتفكير في قابلية العيش في المستقبل وهذا جوهر عملي. إنّ إعطاء الفاعليّة للأبطال غير البشريّين في مشاريعي يرتبط بالتفكير في قصّة الأرض الطويلة والوقت الذي تحدث فيه العمليّات الطبيعية. ويساعد فهم هذه الحقيقة والتفكير فيها حتماً في محاولة إعادة التوازن إلى الكوكب."

ما هي رسالة الاستدامة التي يجسّدها Terrapolis؟ يشرح لنا الفنّان قائلاً: "إنّه عبارة عن قطعة تكريم تضمّ أسماء جميع المساهمين في جناح الاستدامة في إكسبو 2020. عندما تواصل معي المعنيّون لتقديم عمل للمعرض، أردت ابتكار شيء يتماشى مع عملي وما يشجّع عليه الجناح. لذا بدلاً من قائمة بالأسماء، صمّمنا برنامجاً يحوّل اسم كلّ مساهم إلى صورة رمزيّة بمظهر عضويّ مستوحى من النباتات الصحراوية في محاولة لتجسيد شعور بالقرابة بين العالم البشري والعالم الأكثر من بشريّ." وبالنسبة إلى أيمن، قد يساعد هذا العمل في جعل الجمهور يشارك في حوار إقليميّ حول أزمة المناخ التي تتطلّب اهتمامنا الفوريّ.

ويختم بهذه الكلمات: "أعلم أنّ الكثير من الأطراف المختلفة تبذل جهدها لإنشاء مركز فنيّ أكثر قوّة واستدامة، ليس فقط للسعودية بل للعالم بأسره، ويسعدني أن أكون جزءاً منه."

اقرئي أيضاً: Mohammed Ahmed Ibrahim: لا بدّ لفنّ الأرض الاتّساق والاندماج مع طبيعة جسد الأرض