Marwa Khalil: " نريد الاحتفال بيوم المرأة من خلال إيصال رسالة مهمّة في سياق الترفيه والعاطفة والضحك والتأمّل"
في المقام الأوّل، هي ممثّلة لعبت أدواراً في بلدان مختلفة، وفي السينما والمسلسلات التلفزيونية على منصّات الفيديو على الطلب (Shahid وNetflix) وفي الإنتاج المحليّ والأجنبيّ والدوليّ. عملت أيضاً في السينما والتلفزيون والمسرح المغربيّ ومثلّت في الأفلام الفرنسيّة وانتهت مؤخّراً من تصوير فيلم هوليوود وعربي مع ممثّلين عرب وأميركيّين من بينهم James Franco. وإلى جانب التمثيل، تتمتّع مروة خليل بخبرة في مجال ريادة الأعمال. كما لديها جانب آخر تحتاج إلى استكشافه يمنحها الكثير من الرضا ويجعلها تكتشف جانباً آخر من نفسها. وتحبّ مروة تنفيذ المشاريع وإنجازها من الألف إلى الياء. من الكتابة إلى الإنتاج والتمثيل وبناء الفريق المناسب والتواصل بطريقة إبداعيّة وغيرها. وبالنسبة إليها، سيكون العالم أفضل إذا ما ركّزنا على الثقافة والفنون. ولطالما تمتّعت مروة بالفضول بشأن السلوك البشري. وقد حصلت على إجازة في علم النفس حيث ترتبط السينما وعلم النفس والمسرح بالنسبة إليها لأنّها تتناول المواضيع عينها: العواطف والأصالة والحقيقة. وهي تؤكّد أنّ المعركة هي نفسها: فلكي تؤدّي الممثّلة أو الممثل دوراً ما، يجب فهم الشخصيّة، ولكي نكتب علينا فهم الحياة والصراعات الداخليّة والخارجيّة. أمّا الفرق فهو أنّ أحدهما تحليليّ (علم نفس) والآخر طبيعيّ وساحر أكثر (الفنون).
وفي ما يلي تخبرنا المنتجة المشاركة والكاتبة المشاركة لمسرحية "مفروكة" المزيد عن هذا العمل. فبعد 24 عرضاً كاملاً في بيروت عام 2022، تذهب مسرحيّة "مفروكة" لمروة خليل ووفاء حلاوي في جولة بمناسبة يوم المرأة العالميّ في دبي وعمان قبل العودة مجدداً إلى بيروت.
1. هلّا تخبرينا أكثر عن الأسباب التي دفعتك إلى تقديم هذه المسرحية اللبنانيّة إلى الجمهور الإقليميّ؟
كان من المفترض أن تُعرض مسرحية "مفروكة" عام 2019، لكنّنا واجهنا عقبات كثيرة، من وباء كورونا إلى الأزمة الاقتصاديّة في لبنان وانفجار 4 آب. وفي ظلّ تلك البيئة المظلمة، كان من الضروري أن نطلق هذا المشروع. وعند انتهاء الإقفال العام بسبب كورونا، قرّرنا أخيراً عرض المسرحية للجمهور. وقد لقيت بالفعل ترحيباً حاراً بحفاوة بالغة كلّ مساء. فرح الجمهور بهذا العمل ليس فقط لقوّة الرسالة التي يحملها بل أيضاً لقوّتنا وتصميمنا على الاستمرار في الابتكار ورفع الصوت في هذه الفترة المظلمة التي يمرّ بها لبنان. كان الفريق رائعاً فضمّ وفاء حلاوي، الكاتبة المشاركة والمنتجة المشاركة لمسرحية "مفروكة"، ورياض شيرازي مخرجنا الذي عرف كيف يبرز النص والتمثيل بالتوجيه والسينوغرافيا ممّا أضاف الكثير من العمق والشِعر والإيقاع. كما شاركت سيرينا الشامي بشكل كبير في التمثيل والتعاون من خلال نقل هذه الرسالة. وقد حصلنا على دعم الكثير من السفارات والمنظّمات غير الحكومية في لبنان وكان هذا جزءاً من استراتيجية مستشار MFG ومنتجنا التنفيذي ميشيل فينيانوس، مع التركيز على حقوق المرأة وإضافة هذا الجانب في استراتيجية مسرحية "مفروكة". ويمكن بسهولة نقل هذه الرسالة لرفع صوت المرأة في العالم العربي. وبالنسبة إليّ كانت دبي أولوية، لأنّ هناك جالية عربية كبيرة فيها وأنا معنيّة جداً بحقوق المرأة في العالم العربيّ. كما أنّني رأيت في دبي فرصة رائعة لتقديم مسرحية ثقافيّة وترفيهيّة.
2. تتطرّأ مسرحية "مفروكة" إلى معاناة امرأة لبنانية بعد طلاقها. ما هي برأيك العوامل المشتركة التي توحّد النساء في منطقتنا وتجعل من هذه المسرحية ترجمة لواقعهنّ؟
حضرت الكثير من النساء من العالم العربيّ لمشاهدة المسرحية وأظهرنَ اهتمامهنّ بتقديم المسرحية في بلدانهنّ مثل عمان. قد يكون الموضوع شخصياً ولكنّه عالميّ أيضاً ولا سيما في مجتمعنا الشرقيّ. ففي العالم العربيّ، نحن نعيش في مجتمع ذكوريّ حيث يجب على المرأة أن تستجيب لمعايير معيّنة. نريد أن نكسر التابوهات ونعطي هؤلاء النساء صوتاً جديداً ليطالبنَ بحقوقهنّ. نريد أن ترى النساء العربيّات أنفسهنّ في شخصيّات هذه المسرحيّة وأن يستمع الرجال ويفهموا وجهة نظرنا. كما نريد أن نسلّط الضوء على قوانيننا في لبنان التي لا تتطوّر بالرغم من أنّ لبنان يُعتبر بلداً منفتحاً، إنّما ما زالت القوانين قديمة جداً.
3. كيف تعالج هذه المسرحية التحديّات التي تصادفها المرأة المطلّقة والصعوبات التي تواجهها لمتابعة حياتها وإعادة بنائها؟
الشخصية الرئيسة أمل هي امرأة مطلقة حديثاً وتحاول أن تتأقلم مع حياتها الجديدة. وتشاركنا كلّ العقبات التي تضطرّ إلى مواجهتها، كالتعلّم مع أطفال، والمجتمع وأحكامه المسبقة، والسلطات القضائية وقوانينها، ووضعها الاقتصاديّ، وحياتها العاطفيّة. كيف تواجه حياتها الجديدة من دون وجود رجل إلى جانبها؟ كيف تتعامل مع العائلة؟ والحبّ؟ والمجتمع؟
4. بالنسبة إليك، يشكّل المسرح والسينما مكاناً للحقيقة والحريّة حيث يزول الحاجز بين الخيال والواقع. ما هي الرسالة الأساسيّة في هذه المسرحيّة في ما يتعلّق بمكانة المرأة في المجتمع بغض النظر عن وضعها الاجتماعيّ؟
صحيح، يشكّل المسرح والسينما مكاناً يمكننا فيه قول الحقيقة، على عكس المجتمع حيث نخفي الواقع والعواطف وراء الأقنعة التي نرتديها إذ يجب أن يكون كل شيء مسطحاً قدر الإمكان، لنبدو جميلات من الخارج. لكنّ السينما والمسرح مرآة المجتمع، ومساحة حرّة يمكننا التعبير فيها عن أنفسنا. في مسرحية "مفروكة" تتحدّث أصوات الممثّلات الثلاث اللواتي يجسّدنً شخصيّة أمل بصدق من خلال الانفتاح والكشف عن ضعفها، فهي تتحدّث إلينا بكلام نابع من القلب.
5. ستقام عروض دبي في المسرح The Theater, Mall of the Emirates: ART FOR ALL يومَي 7 و 8 مارس في يوم المرأة العالميّ. ماذا تقولين للجمهور لدعوتهم للحضور ومشاهدة المسرحيّة؟
أردتُ فعلاً تقديم هذه المسرحية في دبي بالرغم من أنّ الناس من حولي كانوا مشكّكين. لكنّني أظنّ أنّ دبي تحاول إغناء ثقافتها وتبحث عن مشاريع ثقافية جديدة، وهناك الكثير من الأمور التي يجب فعلها هناك. كما أنّ دبي تُعتبر ملتقى الكثير من العرب، بينهم المغاربة والمصريّين واللبنانيّين والسوريّين والتونسيّين وغيرهم.
وقد زرت دبي في إحدى المرّات وشاركتُ بورشة عمل مسرحيّة. وفرحتُ جداً لأنّني كنت محاطة بأشخاص من خلفيّات عربيّة مختلفة. وأنا أحبّ فعلاً العمل في العالم العربي ولصالح النساء. وليس تزامن عرض المسرحيّة مع يوم المرأة صدفة، فنحن نريد الاحتفال بيوم المرأة من خلال إيصال رسالة مهمّة في سياق الترفيه والعاطفة والضحك والتأمّل.
