عمل فاطمة عبدالهادي الفني يخطف الأنفاس في بينالي الفنون الإسلاميّة

Fatma Abdulhadi: " الفنّ ليس مجرّد انعكاس للواقع، بل هو أداة لإعادة تشكيله "

أعمال الفنّانة فاطمة عبدالهادي تتمحور حول استكشاف الذاكرة، كيف تتشكّل، كيف تتداخل القصص الشخصية مع الذاكرة الجماعية، وكيف يعيد الزمن تشكيلها. وهي ترى أنّ كلّ لحظة تحمل أثرًا، وتحاول التقاط هذا الأثر وتحويله إلى مادة ملموسة. عملها "جعلك في الجنة" المعروض في البينالي يخطف الأنفاس! فهيا نتعرّف سويّاً إلى كلّ تفاصيله.

التصوير: Hashem Alsharif

 منذ بداية حياتها المهنية، التزمت الفنانة فاطمة عبدالهادي بفكرة أنّ العملية قد تكون أحياناً أهمّ من النتيجة. وتشرح لنا: "أؤمن بأنّ كلّ مرحلة في العمل الفني، من البحث والتجريب إلى التنفيذ، تحمل قيمة بحدّ ذاتها، وتساهم في تشكيل هويّة العمل النهائي. هذا النهج جعلني أتعامل مع الفنّ كرحلة مستمرّة، حيث كلّ تجربة تضيف طبقة جديدة إلى معرفتي وإحساسي بالمادة والذاكرة. كما أنّني اعتمدت على الصبر والانتباه للتفاصيل، خاصة في الطباعة بالشاشة الحريريّة، حيث كلّ خطوة تتطلّب دقة ووعياً كاملًا بالأدوات والمواد. هذا الالتزام بالعمليّة مكّنني من تطوير أسلوبي الخاص وصنع أصباغي الفريدة، ممّا أتاح لي التعبير عن مفاهيمي حول الذاكرة والزمن بشكل أعمق وأقرب إلى رؤيتي الشخصية".

وتتابع فيما نسألها عن عملها الفنيّ الفريد "جعلك في الجنة" في إطار البينالي: "إنّه عمل يستكشف الذاكرة والفقد والخلود، مستلهماً من لحظات الوداع والأثر الذي يتركه الغائبون في تفاصيل حياتنا. بدأت فكرة العمل من تأملاتي في كيفيّة بقاء الذكريات حيّة رغم غياب الأشخاص، وكيف يمكن للفنّ أن يكون وسيلة للحفاظ على صورهم بطريقة حسيّة. أردت أن أخلق مساحة تحاكي الحواس، حيث يمتزج الضوء، الظلّ، والمواد العضوية لتشكيل أثر بصري وشعوري يشبه الذكريات التي تتلاشى لكنها لا تختفي أبدًا. استخدمت في هذا العمل صباغًا خاصًا ابتكرته وأسميته” الظل الخفي“، لخلق حديقة وهميّة تجسّد الأثر الباقي في الحاضر. ”جعلك في الجنة“ ليس مجرّد تكريم لشخص معيّن، بل هو انعكاس لتجربة إنسانيّة مشتركة، كيف نحمل من نحبّهم معنا في طبقات الزمن، وكيف يعيد الفنّ تشكيل الذكرى، مانحًا إياها حياة جديدة في الحاضر."

وتختتم بمشاركة هذه الرسالة كفنانة سعودية إلى العالم: " أؤمن بأنّ الفن ضرورة وليس رفاهية، فهو لغة عالميّة تتجاوز الحدود والاختلافات، لغة يمكن لأيّ إنسان أن يقرؤها ويفهمها بطريقته الخاصة. كممارسة فنيّة سعودية، أسعى إلى تقديم رؤية معاصرة تنبع من الجذور لكنها تمتدّ عالمياً كحوار بين التقليد والتجريب، بين الحاضر والماضي، بين المادة والروح. أريد أن أوصل فكرة أن الفنّ ليس مجرّد انعكاس للواقع، بل هو أداة لإعادة تشكيله، للحفاظ على القصص والذكريات، ولخلق حوار مستمرّ."

إقرئي أيضاً: "وما بينهما" بين الماضي والحاضر: تلاقي رائع للمعاني الإيمانيّة والفنّ والثقافات

العلامات: السعودية

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث