Nicène Kossentini:دعم دار Richard Mille أساس جوهري للعملية الإبداعية

Nicène Kossentini: دعم دار  Richard Milleأساس جوهري تبدأ منه العملية الإبداعية 

فازت الفنّانة التونسية نيسان القسنطيني بالنسخة الرابعة من جائزة Richard Mille للفنون عن عملها " Landscapes" في إطار موضوع العام 2024 " Awakenings’". وقد أقيم حفل توزيع الجوائز في متحف اللوفر أبوظبي الشهر الماضي بحضور سمو الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان. وبذلك، تواصل دار Richard Mille التزامها بتعزيز الإبداع في المنطقة ومشاركة أبوظبي في مسيرتها لتصبح مركزاً عالمياً للفنون. وقد تسنّت لنا الفرصة للالتقاء بالفنّانة لاكتشاف المزيد عن عملها الفنّي!

1- هلّا تخبرينا أكثر عن المفهوم أو الفلسفة الكامنة وراء عملك بعنوان "مناظر طبيعية" والذي هو عبارة عن تأمّل عميق في الاختفاء؟

إنّ المفهوم الكامن وراء هذا العمل هو استكشاف فكرة الاختفاء، وهي فكرة عميقة ومعقّدة في آنٍ واحد. غالباً ما يكون الاختفاء خفياً، ظاهرة قد لا ندركها إلّا بعد حدوثها بالفعل. وهذا يطرح سؤالاً محورياً في العمل: كيف يمكننا أن نجعل هذا الاختفاء قابلاً للإدراك، بينما هو أمر غير مرئي بطبيعته؟

تتضمّن مقاربتي لهذا الموضوع إيجاد إحساس بالزمان والمكان المعلّقَين. يؤدّي التصوير وعملية تصلّب الشمع على الصورة المتحرّكة، إلى تجربة تثير مشاعر الإعتام حتى لا يبقى سوى الصمت. من خلال ذلك، نجد أنفسنا أمام مواجهة الطبيعة العابرة والحسّاسة للوجود نفسه متسائلين عن قسوة الإنسان وتأثير أفعالنا على العالم الطبيعي وفيه، ممّا يخلق جمالية "العنف الرقيق". يُعدّ هذا العمل التركيبي الفيديوي بمثابة استكشاف شعري لجمالية الكارثة. من خلال عناصره الشكلية والمفاهيمية، أدعو المشاهد للتفكير والتفاعل مع التحوّلات الدقيقة والعميقة أيضاً والتي هي وشيكة الحدوث وغير مدركة. أتأمّل في مواضيع الزوال وهشاشة الحياة والبيئة، ودورنا كشهود ومشاركين في هذه التغيّرات.

2- ما الذي يكشفه عملك عن تونس؟

يظهر عملي مناطق تطاوين وجرجيس ونفطة باعتبارها جانباً من تونس غالباً ما لا يلاحظه أحد أو يتمّ تجاهله. تكون هذه المساحات عادةً فارغة، ومهجورة أو مهملة سياسياً أو موجودة على الهامش في كثير من الأحيان. المناظر الطبيعية التي صورتها هي مساحات عبور أو حدود أو معابر. أماكن يمرّ بها الناس ولكن نادراً ما يستقرّون فيها. هذه ليست مساحات تمثّل تونس في مجملها بل هي مناطق تجسّد أطرافها وهوامشها وما بينها. تتحدّى هذه المناظر الطبيعية الروايات التقليدية حول الانتماء والهوية. فهي تسلّط الضوء على الديناميكيات المعقّدة للنزوح والإهمال، وتطرح تساؤلات حول كيفية تعريفنا للمكان ليس من خلال مركزيته بل من خلال حدوده. وبذلك، تكشف أعمالي عن التباين بين الظهور والإخفاء، بالإضافة إلى الحقائق المتعدّدة الطبقات للمشهد الاجتماعي والسياسي في تونس. لا تتعلّق المسألة بتونس ككيان متماسك بقدر ما تتعلّق بالمساحات المجزّأة والانتقالية التي تشكّل حدودها وحكاياتها المغفلة.

3- كيف تنظرين، كفنّانة، إلى الدعم الذي تقدّمه دار Richard Mille وتجاوزها الحدود التقليدية بين صناعة الساعات والفنّ الحديث؟

كفنّانة، أرى دعم الدار كأساس جوهري تبدأ منه العملية الإبداعية. فمن خلال خلق مساحة تحتضن التجريب وتطوير الأفكار، توفّر للفنّانين حرية تعميق أعمالهم وتوسيعها بدون قيود مالية.

يسلّط هذا الدعم الضوء على أهميّة المساحات التأمّلية، حيث يمكن للفنّ أن يكون بمثابة وسيلة للمواجهة والتأمّل في آنٍ واحد. كما يتيح للفنّانين الوقت والحرية للاستكشاف بدون قيود، ممّا يعزّز مساحات التفكير. هناك حاجة لخلق بيئة يمكن للفنّانين فيها إعادة تصوّر ممارساتهم ومشاركة أفكارهم التي تلهم العالم وتتحدّاه وتتفاعل معه بطرق حقيقية.

إقرئي أيضاً: عطلة نهاية أسبوع تاريخية في قلب الصحراء مع Richard Mille

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث