Emergeast أوّل معرض فنّيّ إلكتروني يساهم في تقريب الفنّ من الأجيال الشابّة

MAI ALMOATAZ

بينما كانت Dima Abdul Kader تنهي دراستها في العلوم الماليّة والاقتصاد في جامعة SOAS في لندن، التقت Nikky Meftah التي كانت تكمل دراستها في الأعمال والدراسات الفارسيّة. وبعد أن حصّلت الشّابتان تعليمهما وسعيتا وراء شغفهما، دخلتا إلى عالم الفن عبر التحاقهما بجمعيات مختلفة ترتكز على الفن الحديث. وفي الكثير من الأحيان، كانتا تسافران إلى الشرق الأوسط وتعودان إلى لندن مع مجموعة من الأعمال الفنّيّة تكون قد جذبتهما في خلال رحلاتهما. وعندما أدركتا أنّ الوصول إلى مثل هذه الأعمال الفنّيّة والفنّانين المذهلين كان ترفاً لا يستطيع الجميع تحملّه، قرّرتا جلب هؤلاء الفنّانين إلى الواجهة عبر بوّابة EMERGEAST الإلكترونيّة حيْث يمكن للجميع الوصول إليها من خلال أسعار معقولة. اكتشفي معنا في هذه المقابلة المرأتين اللتين تقفان وراء هذه المنصّة والخدمات التي تقدّمانها وكيف تجلبان جوهر المشهد الفني في الشرق الأوسط إلى جمهور واسع للغاية.

HELEN ZUGHAIB

كيف تساعدكما خلفيّتكما الثقافيّة الغنيّة، كفلسطينية ترعرعت في الدوحة وكإيرانية ترعرعت في لندن، في عملكما ؟

ديما: خلفيّتي كفلسطينية ترعرعت في الدوحة ودرست في كندا والمملكة المتّحدة أتاحت لي الوصول إلى شريحة واسعة من الأشخاص المتنوّعين وإلى علاقتهم بثقافتهم وتقاليدهم، وبالتالي إلى كيفية تعاملهم مع الفنّ من خلال هويتهم. تجعلني جنسيّتي الفلسطينيّة أميل إلى ما يقدّمه الفنّانون الفلسطينيون من خلال فنّهم من حيث الحوار والمواضيع التي   أسعى لمشاركتها مع باقي الجمهور من خلال موقع emergeast.com.

نيكي: كوني كبرت في لندن، دائماً ما سعيت إلى معرفة المزيد عن خلفيتي الثقافيّة، وعلى الرغم من أنّني ترعرعت في كنف أسرة إيرانية، إلّا أنّني كنت دائماً فضوليّة لمعرفة المزيد عن بلدي وعن الشعب والتقاليد والفنّ والثقافة. وهذا ما قادني إلى تعلّم الدراسات الفارسيّة مع التركيز على الأدب والفنّ. فضولي يتجاوز شهادتي، وهو بحث طويل الأمد أقوم بتوجيهه الآن من خلال عملي - إنّ مقابلة فنانّين وأشخاص يعملون في هذا المجال وتغذية عطشي للمعرفة عن المنطقة باستمرار يجعل عملي مثيراً للاهتمام يوماً بعد يوم.

ديما، بصفتك المؤسِّسة المشاركة لـEMERGEAST، أوّل معرض فنّيّ الكتروني في الشرق الأوسط، كيف ترين تطوّر الفنون في المنطقة؟

عند بدايات EMERGEAST، كان المشهد الفنّيّ في الشرق الأوسط في أوْج ازدهاره الواسع في المنطقة. كانت كلّ دولة من دول الشرق الأوسط تتّخذ خطة صارمة لتنفيذ إطار عمل قوي للفنون وللثقافة في بلدها، ويمكننا أن نرى ونلاحظ ذلك بشكل ملحوظ. فنجد اليوم نظاماً جيداً متطوّراً للفنون وللثقافة، حيث يعرُض كلّ بلد منهجاً متخصّصاً تجاه الفنون، على سبيل المثال ثقافة معرض دبي ونهج أبو ظبي المؤسسي وارتفاع مزاد طهران ومبادرة متاحف الدوحة. تطوّر الشرق الأوسط بشكل ملموس على مدار السنوات الخمس الماضية لتقديم إطارعمل فنّيّ وثقافي جيّد ومتماسك يخدم كل جانب من جوانب مجال الفن. علاوة على ذلك، وإلى جانب بناء الإطار هذا، رحّبت المنطقة بسوق الفن الإلكتروني بنجاح بسبب البنيَة التحتيّة الرقميّة المتزايدة التي أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من الحياة اليومية، حيث دخلت emergeast.com هذا الفضاء وملأته في الوقت المناسب.

BEYA KHALIFA

ماذا تعمل هذه المنصة بالضبط وما هي الخدمات التي تقدّمها؟ وكيف تساهم في تقريب الفن من الأجيال العربيّة الشابة؟

ديما: يوفّر emergeast.com مساحة للفنانين الناشئين وكذلك لهواة التجميع الجدد والشباب فرصة للّقاء تحت سقف واحد. ويعرض الفنانون الذين نختارهم بعناية عدداً من الأعمال الفنيّة لزوارالموقع لقراءتها وتصفّحها ومن ثم طلب الشراء وبدء مجموعة فنّيّة متنامية من الشرق الأوسط.

نيكي: تقضي فكرة هذه المنصة الرقميّة بتوفير وصول سهل إلى قلب المشهد الفني في الشرق الأوسط لجمهور واسع. وكونه الكترونيّاً يُسهّل ويُريح المجمّع الجديد فيأخذ وقته في رحلة الاكتشاف التي تجعل الفنّ يحدّثه ويبعث له السعادة. ويظل مستشارونا الفنيّون على أهبة الاستعداد من خلال نظام الدردشة عبر الإنترنت ونموذج الاتصال في حال احتياج أيّ شخص للمساعدة من خلال سؤاله عن الفنان والأعمال الفنّيّة وتفاصيل الشحن. فنحن نقدّم عملية شفافة وميَسّرة للناس لشراء القطع الفنّيّة - وكانت هذه الفكرة تبدو في السابق مخيفة أو غامضة لغير جامعي هذه القطع.

تبنيان سوقًا للفنانين العرب والإيرانيين الناشئين. نيكي، ما الأدوات التي تستخدمانها وكيف تحقّقان هذا الهدف؟

اخترنا أن نكون حصراً على الإنترنت لأنّ هذا يتيح لنا الفرصة للوصول إلى جمهور دولي واسع. فتسهم التكنولوجيا في زيادة حجم الاهتمام، لذلك نصبّ تركيزنا على التسويق الرقميّ، وبشكل خاص على منصّة إنستجرام. لقد أنشأنا مجتمعاً مشتركاً وساعدتنا قدرتنا على التواصل مع متابعينا على نطاق واسع، وسؤالهم عمّا يرغبون في رؤيته أكثر ومراقبة ما "يعجبون" به، على صقل اتجاه معالجتنا للأمر. فتح هذا التبادل السريع للمعلومات، التي يمكن الوصول إليها عبر فرص رقمية، الأبواب أمام عالم فن معولم. برأيي أنّ لهذا تأثير إيجابي، خاصّة لهواة الجمع اليافعين الذين عادة ما يخشون الذهاب إلى المعرض، فبات بإمكانهم الآن التصفح عبر إنستجرام ومواقع الويب.

BABAK KAZEMI

يقود التطوّر في سوق الفنّ في المنطقة إلى جيل جديد من عشّاق الفنّ. يزداد عدد المعارض الفنّيّة ودور المزادات بالتزامن مع جامعي الأعمال الفنّيّة. نيكي، هل تعتقدين أنّ الفن هو الوجه الجديد للترف في المنطقة؟

بينما نسعى جميعاً لإيجاد الأصالة في عالم شديد العولمة، أعتقد أنّ الناس ينظرون بشكل متزايد إلى الفن على أنّه انعكاس لهويتهم وهم مستعدّون للاستثمار في الأعمال الخالدة؛ التي يمكن تناقلها عبر الأجيال مع إثراء حياتهم اليومية. نحن نعيش في ثقافة تمجّد الفردية وأعتقد أنّ الفن اكتساب شخصيّ جداً طويل الأمد. الموضة ترف، بحيث تتغيّر الصيحات وتتطوّر والفن كذلك، لكنّه ترف خالد.

في الوقت الحاضر، تستخدم الكثير من العلامات التجارية الفاخرة والمصمّمين المشهورين الفنّ في مجموعاتهم. نيكي، ما رأيك بهذه الظاهرة؟

شكّلت العلامات التجارية الفاخرة مؤخّراً حافزاً رئيسيّاً للفنّانين، وسلّطت علامات تجارية مثل Louis Vuitton وPrada الضوء على التعاون في مجال الفنون البصريّة التي نجحت كثيراً في الجمع بين عالمين إبداعيين بسلاسة. فتعاون الخطّاط التونسي el Seed مع Louis Vuitton وباع أعماله في مزاد Christie's بعد ذلك، وهو تعاون يعود بالمنفعة على الفنان والعلامة التجارية! ومنحت هذه الأنواع من التعاون الفنّانين، وخاصة الذين هم في منتصف حياتهم المهنية، نوعًا غير مسبوق من الشهرة وسيسرّني أن أرى المزيد!

AHOO HAMEDI

نيكي، ما هو برأيك نوع الفن الأكثر رغبة؟ وكيف يمكن لهذا الطلب الكبير أن يزيد من قيمة العمل الفني؟

بالنظر إلى جمهورنا الأصغر سنّاً، شهدنا طلباً أكبر على الأعمال المعاصرة. وإنه لأمر مثير للاهتمام في الواقع، إذ ينجذب هواة الجمع اليافعين أولاً إلى المراجع المألوفة التي يتعرّفون عليها في الفن المعاصر. فعلى سبيل المثال، كانت المطبوعات الرقميّة من Rabee Baghshani من الأكثر مبيعًا لدينا. إنها تنتج أعمالاً مرحة مثل في خلفية شرقية. ينجذب هواة جمع اليافعين إلى عنصر "التقاء الشرق بالغرب" في هذا العمل المعاصر. ثم نرى الزبائن العائدين لمزيد من الأعمال من هذا النوع التي تعكس عالمنا المعولم الراهن.

ديما، ما هو يرأيك الدور الذي تلعبه النساء في تطوّر الساحة الفنيّة في المنطقة؟  وكيف يمكن تمكينهنّ من خلال الأعمال الفنيّة؟

شكّل الحصول على دعم من المجتمع الفنّي بصفتي امرأة عربيّة يافعة، بالإضافة إلى تمكين الفنّانات في مراحل مسيراتهنّ في منطقة يهيمن عليها العامل الذكوري، تجربة لا تُقدّر بثمن. وتقدّم الصناعة الفنّية والثقافيّة الدعم الكامل للنساء في المجال الفنّي والعاملات فيه، سواء الفنّانات أو القيّمات على هذه الأعمال. فمهّدت الطريق لهؤلاء النساء لإيصال صوتهنّ من خلال التعبير الإبداعي والحواري، وبالتالي ضمنت حضوراً مستداماً لكلّ من المرأة العربيّة والإيرانيّة.

ديما، هل تعتقدين أنّ الفنّانات والقيّمات يرسّخن حقوقهنّ وهوّياتهنّ في أعمالهنّ؟ وهل من أحد يستجيب لأصواتهنّ من خلال أعمالهنّ الفنّية؟

استُخدم الفنّ كطريقة لتسليط الضوء على الصراعات والقضايا والتحديات التي تواجهها النساء في مجتمع ذكوري، إذ يُعتبر الفنّ أحد الأساليب التي نجحت في نشر الوعي ودعم الحركة النسوية. فتسعى النساء في المنطقة من خلال أدوارهنّ كفنّانات وقيّمات وصاحبات معارض لفسح المجال للنساء لعرض مواهبهنّ وخبراتهنّ بغية إنشاء مجتمع متكامل وشامل ترعاه التسوية والإنصاف. ولازلنا في البداية.

العلامات: Emergeast

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث