هل اصبحت ايجابية الجسم قناعا للظروف الغير الصحية؟

الدكتورة نورا عرابي هي اخصائية ارشاد صحي ومتحدّثة في Tedx وصوت برنامج Breakfast Club Show ، راديو FM اللؤلؤي الذي يشارك النصائح الصحية للأطفال. وفي ما يلي تشاركنا رأيها الخاص حول إيجابيّة الجسم. 

اقرئي أيضاً: مهرجان صحّة المرأة ينطلق قريباً في أبو ظبي

الإعداد: الدكتورة نورا عرابي

البحث عن "صورة الجسد المثالية" تعزّز معايير الجمال غير الواقعية ويمكن أن تساهم في نظرة المرأة بشكل سيء لجسدها ما يخلّف انطباع سلبي عن النفس والرغبة في التغيير. والسرد المستمر لفكرة وجود "أجساد مثالية" يجعل النساء يشعرن أنّهن بحاجة إلى الظهور بطريقة معينة حتى يُعتبرن جذابات أو ناجحات أو حتى جديرات. وقد أدى ذلك إلى ظهور أفكار ومشاعر سلبية حول أجسادهن مما أدى إلى تطور اضطرابات الأكل وافكار أنّ اشكال اجسادهن بشعة. لمواجهة الضغط المجتمعي للتوافق مع صورة جسد "مثالية" معينة ، ظهرت حركة "إيجابية الجسد" في عام 1969 على يد -لو لودرباك- الذي لم يكن سعيدًا بطريقة معاملة الناس لزوجته بسبب وزنها الزائد. مع ازدهار الإنترنت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، انتشرت مواضيع معاييىر الجسد المثالية وحبّ الجسد على نطاق واسع وكانت هناك حاجة لدفع حركة "إيجابية الجسم" إلى الأمام.

تبدو إيجابية الجسم وكأنها شيء تحتاجه النساء. اليس كذلك؟ ولكن بمجرّد أن تتعمق في فكرة إيجابية الجسم ، ستبدأ في معرفة أنها فكرة يمكن أن تحمل ذو مشاكل كثيرة. إذن ، كيف يمكن لشيء إيجابي أن يكون سلبي؟ على الرغم من أنّ الحركة لا تهدف إلى الترويج لنمط حياة غير صحي ، إلا أنها تدور حول تعزيز قبول الجسد وحب الجسد كما هو ؛ ويمكن لهذا الطرح أن يؤدي إلى نقص مساءلة الفرد عن صحته ولياقته ويمكن أن يقلل من أهمية اهتمام الفرد بالنفس. مثلاَ عندما ينشر المراهقون صور وجوههم مع بثور و حب الشباب واضحة على وسائل التواصل الاجتماعي مع تعابير مثل "تقبلي لبثوري يجعلني أقوى". هذا لا يساعد الناس على السعي ليكونوا أصحاء ولا يوجد شيء إيجابي حول هذا الموضوع.

فالسمنة تزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المنهكة والمميتة مثل مرض السكري وأمراض القلب. ويمكن أن يكون حب الشباب علامة على اختلال التوازن الهرموني والتوتر وتراكم السموم في الجسم. كيف يمكن لشخص أن يقبل مثل هذه الظروف غير الصحية ويشعر بالإيجابية تجاهها؟

صراع بين تطوير الذات وقبول الذات

يبدو أن هناك صراعًا كبيرًا بين تطوير الذات وقبول الذات. من المهم أن نقبل أنفسنا وقوتنا وضعفنا وكيف ننظر لانفسنا دون أحكام أو نقد سلبي. ولكن من المهم أيضًا أن نعتني بأنفسنا. يمكن أن يشمل الاعتناء بالنفس ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي وتعلم مهارات جديدة ... إلخ.

هناك حاجة للتعرف على العديد من المواضيع التي تتعلق بصحة المرأة. الصحة متعددة الأبعاد وتشمل الجوانب الجسدية والعقلية والعاطفية. من المهم أن لا نتقبل المظهر فقط ولكن أن نتعلم كيفية تحسين الذات والعناية بأنفسنا و اجسادنا بالطريقة المناسبة. ليس فقط من نموذج قبول الذات المتغطرس أو الطريقة الوهمية في حب الذات بل باتخاذ الخطوات الصحيحة.

بداية جيدة للتعرف على العديد من المواضيع التي تهم المرأة وصحة المرأة ورفاهية المرأة هو مهرجان الصحة الذي يقام في أبو ظبي ، مركز الشباب يومي 3 و 4 مارس. سيغطي مهرجان موضوعات متنوعة تتراوح من العاطفة والتغيرات الهرمونية إلى الدورة الشهرية والعافية الأيضية وانقطاع الطمث وغير ذلك الكثير. هذه بداية جيدة لنتعلم ، كنساء ، كيف يمكننا الاعتناء بأنفسنا بشكل صحيح دون أي أوهام أو أقنعة باسم كوننا إيجابيين.

وأنت ما رأيك حول هذا الموضوع؟

اقرئي أيضاً: Dr. Alanoud Alsharekh: "نحن بحاجة إلى الشجاعة للثبات على أرضنا والمثابرة بالرغم من الضغط المجتمعي"

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث