التعامل مع شعور الأمّ بالذنب مع الدكتورة صالحة أفريدي

التعامل مع شعور الأمّ بالذنب مع الدكتورة صالحة أفريدي الأخصائيّة في علم النفس الإكلينيكي والمؤسس الشريك ومدير عام مركز لايت هاوس آرابيا للصحة النفسية!

قبل أن نصبح أمّهات، يدرك معظمنا عمق الحبّ والتضحية المرتبطة بهذا الدور؛ لكن تكون الكثيرات منّا غير مستعدّات أبداً لما يرافق ذلك من شعور مفاجئ: شعور الأمّ بالذنب. والغريب في الأمر أنّ هذا الجانب من الأمومة نادراً ما يُذكر حتّى في المحادثات بين الأمّهات ويتم تجاهله أيضاً في الكتب والأبحاث المتعلّقة بالتربية، إلّا أنّه يظهر بدون سابق إنذار حالما نصبح أمّهات، ومعه تبدأ حالة من التدقيق الذاتي المستمرّة.

لقد ساعدتني رحلتي العلاجيّة الشخصيّة على فهم مراحل شعور الأمّ بالذنب، وهذا ما أعرفه اليوم:

1. لا يوجد علاج لشعور الأم بالذنب: بدلاً من النظر إلى هذا الشعور على أنّه مرض يحتاج إلى علاج، قد يساعدنا أكثر أن ننظر إليه كجزء من رحلة الأمومة. ومن المهم التمييز بين الشعور بالذنب الصحّي وغير الصحّي. فبينما يمكن أن يكون الشعور بالذنب الصحّي محفّزاً للنموّ الشخصي وتحسين العلاقات من خلال دعمنا لتوافق أفعالنا مع قيمنا، فإن الشعور بالذنب غير الصحي، المتجذر في معايير وتوقعات غير واقعية، يتطلّب التأمل الذاتي والجهد للتغلّب عليه.

أسئلة للتأمّل:

• ما هي اللحظات أو القرارات المحدّدة في تربيتي اليومية التي تسبّبت بإحساسي بالذنب وكيف يمكن أن يساعدني تحديدها في فهم توقّعاتي أو توقّعات الآخرين منّي؟

• هل أستطيع التمييز بين اللحظات التي كان فيها شعوري بالذنب محفزاً صحياً للنمو ومتى كان مبنياً على معايير غير واقعية؟

إقرئي أيضاً: 5 خطوات لتثبيت مشاعرك مع الدكتورة صالحة أفريدي

2. ينبع الشعور بالذنب من التناقض بين "الأمّ المثاليّة" و"واقع الأمومة": غالباً ما ينشأ الشعور بالذنب من التناقض بين الصورة المثالية للأمومة التي يرسمها المجتمع وواقع الأمومة الحقيقي. واليوم تشبه منصات التواصل الاجتماعي نوافذ المتاجر المنسّقة والمليئة بصور المنازل المثالية والأطفال المهذّبين والأمّهات المتألّقات دائماً. وإن قارنتِ نفسك بما ترينه على صفحات الآخرين فستزيدين مشاعر عدم الكفاءة لديك، لكنّ الاعتراف بأنّ هذه الصور منسّقة وليست تجربتهم بأكملها، هو الخطوة الأولى نحو تخفيف مشاعر النقص والحكم الذاتي.

أسئلة للتأمل:

• كيف تؤثر صور الأمومة التي أراها على وسائل التواصل الاجتماعي على توقّعاتي من نفسي؟

• ما هي الخطوات التي يمكنني اتخاذها لقبول الواقع الفريد والفوضوي والاحتفال به بغض النظر عن المُثُل المجتمعية؟

3.المجتمع والتواصل أساسيّان: بالنسبة إلى الأمهات اللواتي يعانين الشعور بالذنب، يُعتبر العثور على مجتمع داعم أمراً أساسياً. ولا توفّر هذه المساحات الراحة فحسب، بل تقدّم أيضاً وجهات نظر تؤكّد على عالمية تحديات الأمومة. ويعزّز التعاطف الجماعي والمعرفة المشتركة الشعور بالتضامن الذي يقلّل بشكل كبير من

مشاعر العزلة والتشكيك في النفس.

أسئلة للتأمل:

• ما هي المجتمعات الداعمة التي يمكنني الانضمام إليها والتي ستدعمني وتدعم مشاعري بالذنب والعزلة؟

• متى كانت آخر مرة شعرت فيها بدعم أمهات أخريات وكيف ساهم الاستماع إلى تجاربنا المشتركة في تعزيز شعور التضامن والتفاهم؟

إقرئي أيضاً: 3 طرق للتقدّم إلى مستوى أعلى في لعبة الحياة مع الدكتورة صالحة أفريدي

4.التعاطف مع الذات هو الدواء: لو كان هناك ترياق يساعد في تقليل الشعور بالذنب، فهو حتماً التعاطف مع الذات. يتعلّق الأمر بالتحدث إلى نفسك ومعاملتها باللطف والتفهم والصبر نفسه الذي تتعاملين به مع صديقة، والاعتراف بأن الكمال ليس ممكنًا ولا ضرورياً لتجربة الحب والتواصل مع أطفالك. يجب أن تسامحي نفسك وسط تجارب الأمومة وتعترفي بجهودك ونواياك، حتى عندما تكون النتيجة دون التوقّعات.

أسئلة للتأمل:

• كيف يمكنني أن أتدرّب على التحدث إلى نفسي باللطف والتفهم ذاته كما أفعل مع صديقة عزيزة، وبخاصة عندما أقترف خطأً؟

• ما هي الممارسات التي يمكنني اعتمادها لتعزيز التعاطف مع الذات في حياتي اليومية والاعتراف بأنني أبذل قصارى جهدي وسط كلّ تحديات الأمومة؟

5. عندما نصبح أمّهات تعود المسائل المعلّقة وتظهر من جديد: لا تنحصر الأمومة بإنجاب مولود جديد فحسب، إذ أنّها تعيد إلى الواجهة أيضاً مشاكلنا وصدماتنا القديمة التي لم يتم حلّها. إنّ فهم تأثير تربيتنا الخاصّة وتجاربنا السابقة على سلوكنا كأمّهات أمر مهم لكسر الأنماط غير الصحية في التعامل مع الذات والآخرين. ويساعد دعم الأخصائي في اكتشاف هذه التأثيرات العميقة الجذور، ممّا يسمح بالشفاء والنمو.

أسئلة للتأمل:

• إلى أيّ مدى أثّرت تجاربي السابقة وتربيتي الخاصّة على شعوري بالذنب ومفهومي للتربية؟

• كيف يمكنني العثور على دعم الأخصائي المناسب لتلبية احتياجاتي وتسهيل طريقي نحو علاقة صحية مع نفسي ومع أطفالي؟

إقرئي أيضاً: 5 خطوات لتحويل الآثار الأولية لعلاقات الطفولة

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث