جولة في Solomeo مع عائلة Brunello Cucinelli

إنّ مساهمة Brunello Cucinelli في عالم الموضة الإيطالية غنيّة عن التعريف! حيث يشتهر المصمّم بتعزيز القيم الحرفية العالية والاستدامة البشرية وكرامة العمّال وتكريم العمل باعتباره فرصة لنمو الإنسان الروحي كما لديه ارتباط وثيق بالقيم العائلية! فبالنسبة إليه، تمكّن العائلة الفرد من التغلّب على الصعوبات بسلاسة وهدوء. وكان سعيداً بشكل خاص بانضمام ابنتيه Camilla Carolinaو إلى الشركة. فقد اختارتا العمل معه، أولاً وقبل أي شيء آخر، لأنّهم يعيشون في القرية، وهذا جانب أساسي، فيعملون يداً بيد للحفاظ على تراثهم. وقد رمّمت العائلة بلدة Solomeo لتصبح اليوم موطناً لهم. ويعتقد Cucinelli أنّه في حين يواجه المرء الكثير من اللحظات الصعبة في الحياة، عندما يتخطّاها يدرك فعلاً أهميّة وجود الأحبّاء بالقرب منه. ولطالما تشارك وزوجته Federica حلم الجمال هذا ومع مرور الوقت التزما بالرغبة في مشاركة الثمار مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص. وتساهم ابنتاهما وعائلتاهما في الحفاظ على شعلة هذا الحلم الجميل! ما هو الإرث الذي يرغب في تركه لهذا العالم؟ أهمّ أمنياته هي أن يقول عنه الناس يوماً ما "لقد كان شخصاً طيباً". تماماً كما نصحه والده Umberto، الذي توفي بعد وقت قصير من بلوغه المئة عام والذي كان ووالدته بالنسبة إليه ، مثالاً هائلاً للتواضع والصدق. لذا هو يرغب في أن يتمثّل إرثه في هذا المثال للإنسانية والطيبة تجاه الجميع.

قبل أن يصطحبنا Cucinelli في جولة إلى Solomeo، طلبنا منه أن يصف لنا هذه الوجهة، ويؤكّد: "كان حلم حياتي أن أتمكّن من تقديم مساهمة جمالية قدر الإمكان للمنطقة التي لطالما أحببتها. وُلدت في بلدة قريبة من Solomeo وأتيت إليها بسبب حبّي لصديقتي Federica آنذاك والتي ولدت هنا. ثم أصبحت زوجتي، وأصبح لدينا ابنتان رائعتان، واليوم ازدادت حياتنا إشراقاً أيضاً بوجود ثلاثة أحفاد رائعين". لذلك كانت هذه البلدة دائماً مكاناً مميزاً جداً بالنسبة إليه. "إنّه المكان الذي تنتمي إليه الروح والذي يزخر بالعواطف ويمتلئ بالأمور الجميلة التي يجب تقديرها وتحسينها حيثما أمكن، فتولّد "الروحانية الجميلة" دائماً. ولهذه الأسباب، شعرنا بأنه ينبغي لنا أن نمنح Solomeo لقب "قرية الروح". تبرز القرية كواحدة من الوجهات الفريدة التي تتميز بطابعها الفريد وجاذبيتها الاستثنائية. فتقع بالقرب من بحيرة Trasimeno وتفصلها مسافة قصيرة عن المدن الرئيسة مثل Assisi وعن العاصمة Perugia، ما يمنحها موقعاً استراتيجياً بارزاً في المنطقة. يؤكّد Cucinelli : "لقد أعدنا بناء الرابط الأساسي بين المركز والضواحي، وهو جهد لا غنى عنه لإحياء هذه العلاقة التي تلاشت تدريجياً في كثير من المناطق. تمّت هذه العملية بعناية تامة حيث أولينا الاهتمام الكامل لعبق المكان الأساسي. يُجسد هذا العبق صوت المكان الحبيب الذي يحكي قصص أجدادنا الذين عاشوا هنا وأحبّوا هذا المكان وحلموا فيه وواجهوا جميع تحدياتهم الإنسانية بكل جدية وثبات".

نفكّر في الأجيال الشابة التي سترث هذا المكان

ويشاركنا المصمّم المزيد حول القرية التي شهدت ترميماً مميزاً، ويقول: "يتّحد جمال القرية مع رونق المناظر الطبيعية، حيث يتوسطها وادٍ مذهل يُعتبر موطناً لما أحبّ أن أسميه 'مصنعنا الجميل'". وأضاف: "لقد التزمنا بدقة بأن نكون مرمّمين حريصين على كلّ التفاصيل الصغيرة، وبالتالي نعمل بمثابرة وتفانٍ ومودّة، وذلك احتراماً لذكرى آبائنا قبل أي شيء. ولكننا نفكر أيضاً في الأجيال الشابة التي سترث هذا المكان ليتسنّى لهم تطوير جماله. لم نكن مجرّد بناة، بل مرمّمين أيضاً، والمبنى الوحيد الذي شيّدناه كنصب تذكاري للثقافة العليا، هو مسرح Solomeo، الذي يشكل مع المدرج وحديقة الفلاسفة ومكتبة Aureliana التابعة لـ Neohumanistic Academy منتدى الفنون الخاص بنا. وهم يعملون الآن على مشروع ضخم آخر، مستوحى من عظمة مكتبة Alessandria الرائعة، وهو مكتبة Solomeo العالمية، التي ستقام في فيلا تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر. إنها مكتبة تطمح أن تحتضن في يوم من الأيام ما يصل إلى خمسمائة ألف مجلد". ويضيف: "إنّ هذه أيضًا هدية للإنسانية تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتمتدّ لألف أو ألفي عام قادمين!"

إقرئي أيضاً: جولة في جنوب أفريقيا مع Maye Musk

دليل Cuccinelli لزيارة Solomeo:

أفضل الأنشطة التي يمكنك الاستمتاع بها خلال زيارتك:

يمثل شهر يوليو إحدى أجمل فترات السنة، إذ يتزامن هذا الوقت مع إقامة مهرجان رائع في القرية، حيث يتم تنظيم إعادة تمثيل لمواضيع عصر النهضة، إضافة إلى عروض فنية بهلوانية وسوق جميل يعرض منتجات حرفية رائعة. وإضافة إلى ذلك، يُقام سنوياً مهرجان Villa Solomei الدولي، الذي يضيف للمكان لمسة دولية. وفي بعض الأحيان، يكون لدينا شرف استضافة دولة صديقة تقدّم لمحة عن ثقافتها الموسيقية، وغالباً ما تُدمج هذه الفعاليات مع عروض فنية وقراءات تضفي على الأجواء رونقاً خاصاً وممتعاً.

المواقع الثقافية المفضّلة:

يستضيف مسرح Solomeo، وهو جزء من سلسلة المسارح الجميلة في Umbria، موسم الشعر النثري وموسم الحفلات الموسيقية وعروض الرقص أيضاً. وقد تمّ تصميم بعض النشاطات خصيصاً للأطفال.

تحتضن مكتبة Aureliana التابعة لـNeohumanistic Academy مجلّدات مهمّة وإصدارات مميّزة حول موضوعات فلسفية وأدبية، بالإضافة إلى نصوص عن الروحانية والفنّ والهندسة المعمارية والحرفية.

وستستضيف مكتبة Solomeo العالمية الناشئة مؤتمرات واجتماعات للتأمل وتحفيز الناس على التفكير في كيفية تعزيز الثقافة الجميلة بين الشباب، وأيضاً في كيفية دمج التقنيات والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تناغم مع معرفة عميقة للتقاليد البشرية بأكملها.

اقرئي أيضاً: جولة في Mexico City مع Daniela Cassab

المواقع التاريخية المفضّلة:

المكان الأكثر سحراً وروعة من الناحية التاريخية هو البرج المعروف بالقلعة في Solomeo. ويقف هذا البرج شامخاً خلف بناء San Bartolomeo العريق الذي يقع على مرمى حجر من المكان الذي أعيش فيه أنا وعائلتي.

وأمام هذا المبنى القديم ذو الجدران السميكة، الذي كان حصناً دفاعياً في السابق، توجد لوحة توثيقية تثبت سنة البناء - وهي 1391 – وتحمل تمثالين نصفيين، أحدهما يصوّر الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، والثاني يعود للفيلسوف اليوناني أفلاطون، مجسدين الحوار المثالي المتناغم بين الشرق والغرب بإشارة إلى السلام والتقاليد والانفتاح على المستقبل.

المطاعم أو الأطباق المفضلة:

في منطقتنا، تتوافر الكثير من المطاعم والنوادي الصغيرة التي تقدم أطباقاً ومشروبات لذيذة. في Solomeo، نفتخر بوجود مطعمنا الخاص الذي يتمتّع بفريق طهاة محترفين، يقدّمون أطباقاً محليّة مميزة، ناهيك عن زيتنا الاستثنائي الرائع. "كلّ شيء يأتي من الأرض"، كما قال Xenophanes العظيم، وأودّ أن يولي جميعنا اهتماماً واحتراماً لمواقيت وطرق الزراعة وفقاً للقيم الإنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، أؤمن بأنّ طاولة الطعام تصبح "طاولة جميلة" عندما تشاركها مع أناس رائعين، مع أولئك الذين يمنحونك الراحة ويجعلونك تشعر بالسعادة وكأنّما قلبك يتراقص فرحاً. أمّا بالنسبة للأطعمة، فليس لدي أدنى شك بأن طبق Paccheri مع صلصة الطماطم والريحان وزيت الزيتون البكر يأتي في المقام الأول.

الأغراض الموصى بحزمها عند زيارة Solomeo:

الكتب بالتأكيد. أفكّر في ثلاث كلاسيكيات عظيمة على وجه الخصوص. أحدها هو رحلة Goethe الرائعة إلى إيطاليا. يعتبر هذا الكتاب من أعظم الكلاسيكيات حيث يقدم رحلته مع وصف ساحر للمناظر الطبيعية ومشاهد مثيرة للاهتمام حول الثقافة والتقاليد والناس. وهناك كتاب آخر جميل مناسب لجميع الأعمار، وهو The Little Prince . يروي هذا الكتاب قصة رحلة مجازية غير عادية ومليئة بالدروس الأخلاقية التي تستحق التأمل. وأحد الكتب التي أحبها كثيراً هو Memoirs of Hadrian لـMarguerite Yourcenar، والذي يسافر بي إلى بحر من الأفكار الجميلة والمؤثرة في كل مرة ألمس فيها صفحاته.

ويختم بهذه الكلمات التي يشجّعك من خلالها على زيارة هذه الوجهة، ويقول: "أودّ أن أنقل لكم روعة اللّحن الذي تردّدت أصداؤه في قريتنا الصغيرة، حيث يتدفق صوت الأجراس كموجة شغف تعانق أرجاء الوادي. وبجدية عميقة، قد خطرت ببالنا فكرة إنشاء نصب تذكاري، يتألق كمعلم مبني من الحجر الجيري، ليظل شامخاً عبر العصور. يتألّف هذا النصب من خمسة أقواس كبيرة، تجسّد القارات الخمس بأناقة فريدة، وفي وسطه، نكرّم أرض أفريقيا، حيث أبصر الإنسان النور وانبثقت حضارته. إنّ هذا التعبير يمثل، إلى حد ما، تقديرنا العميق واعتزازنا بمسيرة الإنسانية جمعاء". 

إقرئي أيضاً: جولة مع Caroline Scheufele إلى جنيف