
فردوس خلاب اختارته آلهة الأساطير اليونانية موطناً لها، وأرض مشعّة اختارتها الشمس ملعباً لأشعتها. إنها جزيرة كريت اليونانية التي تحتفل بعرس طبيعة أبدي قيثارته بحر من الفيروز الحالم وأنشودته لحن يتعالى صداه كلما تكسرت أمواج البحر الهادرة عند الشطآن الرملية البيضاء.
تزخر جزيرة كريت بالمعالم والمواقع التي تحلو رؤيتها، وزيارة الشطآن وحدها لن تكفي لمشاهدة الجزيرة عن قرب وللتمتع بقصورها القديمة وغاباتها الغضة وطبيعتها الأخاذة. ولعل أبرز ما يلفت الأنظار في هذه الجزيرة هو بيوتها البيضاء المزينة بقطع القرميد الملوّنة والمعلّقة كمصابيح مضيئة تزيّن بروعتها سفوح الجبال الخضراء. لا تفوتوا عند زيارة جزيرة كريت فرصة التجوّل بين قراها وبلداتها النابضة بالحياة، والتي تشتهر منذ قرون عدة بمنتجات النسيج المطرز يدوياً والفضيات المزخرفة. وعند التنزه بين طرقاتها الضيّقة والمتعرّجة، ستتمكنون من مشاهدة العديد من الآثار التاريخية الهامة. ولا ننسى هنا طبعاً تلك الفسيفساء التي تزخرف القصور والبيوت الرومانية. إنها عبارة عن مشاهد حية من الميثولوجيا اليونانية العريقة.
أرض التنوّع
تتمتع جزيرة كريت بسواحل شاسعة تحيط بها رؤوس صخرية كسرت حدتها الخلجان العميقة. وفيها تتداخل الشطآن الرملية التي تفترش الساحل بالخلجان والأغوار الدفينة. وفي الوقت نفسه، تتخلل ربوع كريت من الشرق إلى الغرب سلسلة جبلية مهيبة تتمثل أعلى نقطة فيها في قمم جبال "إيدهي أوروس" التي يبلغ ارتفاعها 2456 متراً. ومن هنا، فهي تعد الرئة الحقيقية للجزيرة الخضراء.[gallery ids="8311,8312,8314,8322,8324,8327,8329"]