سمعت كثيراً عن جمال بودروم، المدينة التركيّة الواقعة على شاطئ بحر إيجه، فمن يقصد تلك البقعة يعود بذكريات وحكايات لا تعد ولا تحصى. واليوم، حان دورك لتكوني من الذين اختبروا روعة العيش ولو لبضعة أيام فيها.
تقع بودروم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، في المنطقة الجنوبيّة الغربيّة من تركيا، وتحديداً في محافظة موغلا، المعروفة بمعالمها الطبيعيّة المميّزة، والتي تجمع البحر والجبل مكوّنة لوحات جميلة أشبه بالحلم منها إلى الحقيقة.
لمدينة بودروم مرفأ صغير تتوّزع فيه البواخر وقوارب الصيد واليخوت، في حين أنّ المنازل فيها جبليّة الطابع وبيضاء اللون، معظمها منحوتة في الجبال التي تتناثر حولها الأشجار بعناية لا مثيل لها. أمّا ما جعلها تشبه مدينة St Tropez الفرنسيّة، فهو أنّها محاطة بخليجين مائيين وفي وسطهما قلعة تاريخيّة تشكّل ما يشبه الحصن الذي يحمي المدينة الهادئة.
لن تجدي في بودروم المباني الشاهقة والعمارة الحديثة، ستجدين بقعاً طبيعيّة وأخرى أثريّة، ستزرع فيك الرغبة في الحركة، بالتجول في الطرقات الجبلية مشياً على الأقدام، وتحديداً شرق المدينة، حيث اللون الأخضر مرافقك الدائم. وحين يقع الليل فجأة، يمكنك الاستمتاع بسهرة لطيفة في أحد المطاعم أو المقاهي المنتشرة بكثرة.
أما إذا اتجهتِ غرباً، فأنت على موعد مع أجمل الشواطئ، حيث المياه النظيفة والمتلألئة، والرمال الذهبيّة الساحرة، وحيث يمكنك السباحة والغطس والقيام برحلات بحريّة وغيرها من النشاطات المائيّة المسلّية.
من أشهر معالم المدينة وأكثرها زيارةً من قبل السيّاح، ويطلق عليها أيضاً اسم قصر سان بيار، يعود بناؤها إلى ما قبل أيام السلطنة العثمانيّة، حيث شيّدها فرسان حملة أورشليم بين عامي 1402 و1503 وهي تضم متحف الآثار البحريّة التي تمّ اكشتافها قبل سنوات كثيرة تحت مياه البحر، وفيها العديد من المعروضات الجميلة والمبهرة التي لن تشاهدي مثلها في أيّ مكان آخر، منها كنوز ومجوهرات وعملات معدنيّة وُجدت في البحر بعد غرق السفن التي كانت تحملها قبل سنوات عديدة، كما يوجد أوان وقطع استخدمتها الشعوب المايسينيّة والكنعانيّة التي سكنت المكان في لماضي.
